بيربوك تروج من السنغال للشراكة الأوروبية الأفريقية
١٦ يوليو ٢٠٢٤
في إطار التنافس مع روسيا والصين، تسعى وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى الترويج لإبرام شراكات على قدم المساواة مع دول غرب أفريقيا، وذلك بغرض منع انتشار عدم الاستقرار في منطقة الساحل الأفريقي.
إعلان
خلال كلمة ألقتها بمعهد غوته في العاصمة السنغالية دكار، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مساء أمس الاثنين (15 تموز/يوليو 2024) إن هناك أنظمة تسعى على نحو متزايد إلى السيطرة والنفوذ، وذلك في إشارة إلى موسكو وبكين. وأردفت أن هذه الأنظمة تحاول "في هذا السياق استغلال الجراح التي خلفتها أوروبا في العالم، وخصوصا هنا في إفريقيا".
ورأت السياسية التي تنتمي، لحزب الخضر، أنه أمر غريب أن تفعل روسيا ذلك بينما "تشن في الوقت نفسه حرباً إمبريالية. لكننا يجب علينا في ألمانيا، كجزء مما يسمى بـ/الغرب/، أن نتساءل حتى لو كان ذلك من وجهة نظرنا غير عادل: ما سبب تعطل هذا التواصل؟" مشيرة إلى ضرورة التعامل مع التصور السائد في العديد من الدول (الأفريقية) بأن أوروبا تسعى حتى اليوم إلى خلق التبعية بدلاً من المشاركة. وشددت على ضرورة تقديم عروض للتعاون يستفيد منها كلا الجانبين.
وألقت الوزيرة الخطاب في مجمع معهد غوته الجديد في دكار. وتم التركيز في المبنى الجديد على الاستدامة وحماية المناخ.
وتركز أنشطة المعهد على قضايا رئيسية تتضمن إلى جانب دورات اللغة، إنهاء الاستعمار وتنمية المنطقة والصناعات الثقافية والإبداعية. وتبلغ التكلفة الإجمالية للمبنى الجديد حوالي أربعة ملايين يورو.
يذكر أن بيربوك بدأت أمس الاثنين جولة في غرب أفريقيا تستغرق يومين وتشمل زيارة السنغال وساحل العاج - وهما من الدول الشريكة لأوروبا في المنطقة.
تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة انقسامات محتملة حيث تتوجه الدول الداخلية في منطقة الساحل الأفريقي مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر على نحو متزايد إلى التعاون مع روسيا والابتعاد عن أوروبا.
وتتنافس دول مثل الصين وروسيا، وكذلك تركيا ودول خليجية على إيجاد فرص لتعزيز مكانتها كشركاء اقتصاديين وأمنيين في المنطقة.
أغنام نبيلة
01:56
أهمية السنغال
وخلال زيارتها الحالية للسنغال، قالت بيربوك اليوم الاثنين إن "الأمن هنا في المنطقة، والفرص المستقبلية لهذه المنطقة، مرتبطان ارتباطاً وثيقاً بأمننا وتطورنا"، وأردفت السياسية أن "المشكلات والتحديات في المنطقة، مثل الإرهاب والهجرة والجريمة المنظمة والفقر، تؤثر علينا بشكل مباشر في أوروبا".
وتعتبر النزاعات الوحشية بين إسلاميين والجيش في مالي وبوركينا فاسو والنيجر بمثابة قنابل موقوتة في هذه المنطقة حيث يوجد في هذه الدول أكثر من ثلاثة ملايين نازح - حوالي 80% منهم نازحون داخليون.
وفي أعقاب محادثاتها مع نظيرتها السنغالية ياسين فال، قالت بيربوك إنه لا ينبغي العيش في الوهم فيما يتعلق بالحالة غير المستقرة في منطقة الساحل، لافتة إلى أن "الانقلابيين" في مالي والنيجر وبوركينا فاسو "أعادوا بلدانهم إلى الوراء اقتصادياً وسياسياً وكذا فيما يتعلق بالعلاقات مع ألمانيا. لا يمكننا ببساطة المضي قدما كما لو أنه لم يحدث شيء".
وبالتزامن مع زيارة بيربوك، تنظم وزيرة التنمية الألمانية سفنيا شولتسه اجتماعاً لما يسمى بـ "تحالف الساحل" في برلين، وهو تجمع للجهات المانحة يهدف إلى دعم الدول في المنطقة. وتعد ألمانيا، التي تتولى حالياً رئاسة التحالف، رابع أكبر جهة مانحة بعد البنك الدولي، وفرنسا، والاتحاد الأوروبي.
وفي فترة ما بعد الظهر، التقت بيربوك بالرئيس السنغالي المنتخب حديثاً باسيرو ديوماي فاي الذي يعتبره الغرب شخصية محورية في محاولات الاستقرار في المنطقة.
وتعد السنغال البالغ عدد سكانها زهاء 18 مليون نسمة، واحدة من أكثر النظم الديمقراطية استقراراً في أفريقيا حيث لم يشهد هذا البلد أي صراع عنيف منذ استقلاله عن فرنسا في عام 1960.
خ.س/ح.ز (د ب أ)
"ماغال طوبى" - ملايين "المريدين" في السنغال يحيون ذكرى مؤسس الجماعة
ملايين من أتباع جماعة "المريدين" يتوجهون سنويا إلى مدينة طوبى السنغالية، لإحياء ذكرى نفي الاستعمار الفرنسي لمؤسس الجماعة. وتعتبر طوبى في غرب أفريقيا "مكة الصغيرة"، بل أن عدد من يشدون الرحال إليها يفوق عدد قاصدي مكة للحج.
صورة من: Muhamadou Bittyae/AFP/Getty Images
أربعة ملايين مريد في "يوم التعظيم"
أتباع جماعة "المريدين" الصوفية أثناء موسم "ماغال طوبى" (يوم التعظيم) السنوي في مدينة طوبى السنغالية. في هذا الموسم يحضر لطوبى أحيانا أربعة ملايين مسلم، وللمقارنة فان الحج إلى مكة يشارك فيه سنويا 2,5 مليون حاج فقط. ويمثل "ماغال طوبى" ذكرى إحياء نفي المستعمر الفرنسي لمؤسس الجماعة الشيخ أمادو بامبا مباكي خارج السنغال نهاية القرن الـ19.
صورة من: Muhamadou Bittyae/AFP/Getty Images
الاستعدادات الأخيرة
قبل أن يُسمح للمؤمنين بدخول المسجد الكبير في طوبى، يقوم أعضاء جماعة المريدين بتنظيف أرض المسجد جماعة. وأتباع طريقة أو جماعة "المريدون" الصوفية هم بالملايين ويوجدون بالأخص في السنغال، وللجماعة تأثير اقتصادي واجتماعي في غامبيا أيضا.
صورة من: Muhamadou Bittyae/AFP/Getty Images
طوابير انتظار طويلة
تقع الزاوية المريدية في وسط السنغال وبها ضريح مؤسس الجماعة والمسجد الكبير، الذي تتكون أمامه طوابير طويلة، وتحصل ازدحامات وتقع وفيات أثناء موسم "ماغال طوبى" الذي يستمر يومين. ففي عام 2016 توفي حسب أرقام رسمية 16 شخصا على الأقل أثناء حوادث في الشوارع وأصيب 600 شخص آخرون بجروح.
صورة من: Muhamadou Bittyae/AFP/Getty Images
تضاعف حجم التجارة
أشخاص على أرصفة الشوارع يقدمون القهوة إلى زوار الزاوية المريدية. فـ"ماغال طوبى" يعتبر موسما اقتصاديا هاما في السنغال، التي يسكنها 18 مليون نسمة: فالطلب على وسائل النقل والمواد الغذائية وبطاقات الهواتف المحمولة والالبسة يرفع حجم التجارة الداخلية حتى ثلاثة أضعاف.
صورة من: Muhamadou Bittyae/AFP/Getty Images
أخذ وعطاء
هذا الرجل من طائفة "باي فال"، يمسك طبقا لجمع التبرعات خلال التواجد في طوبى، حيث يتم تقليديا توزيع مواد غذائية بالمجان. وهذه الطائفة تهتم كثيرا بإطعام الفقراء وخدمتهم.
صورة من: Muhamadou Bittyae/AFP/Getty Images
نجوم المشهد الديني
زوار للزاوية المريدية يتأملون في لافتات تحمل صور شخصيات دينية مبجلة. ومن لم يتمكن من الاستماع عن قرب لخطابات الزعماء الدينيين، فإمكانه متابعة الفعالية عن طريق البث المباشر عبر الإنترنت.
صورة من: Muhamadou Bittyae/AFP/Getty Images
دولة داخل الدولة
نساء زائرات يغادرن المسجد الكبير في طوبى. مدينة طوبى داخل السنغال، البلد الديمقراطي، هي بمثابة دولة داخل الدولة. فهناك يسود قانون الخلفاء، أي خلفاء مؤسس الطريقة المريدية. هذا القانون يعتمد على الشريعة الإسلامية، والآن هو عهد الخليفة الثامن المسمى سيريجني مونتقى مباكي.
صورة من: CARMEN ABD ALI/AFP
رمز المدينة
المسجد الكبير في طوبى يُعد واحدا من أكبر المساجد في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وهو المركز الديني للمدينة. وترتفع مأذنته، التي تعد رمز المدينة، 86 مترا في عنان السماء، وهذا يجعلها أعلى بناية في طوبى.
صورة من: CARMEN ABD ALI/AFP
إحياء ذكرى مؤسس جماعة المريدين
الشيخ أمادو بامبا مباكي ( 1853 ـ 1927 )، مؤسس الطريقة المريدية أو جماعة المريدين، وهو جد الخليفة الحالي، كان بمثابة شوكة في أعين المستعمر الفرنسي فتم نفيه في المرة الأولى إلى الغابون، حيث مكث فيها سبع سنوات، ثم عاد إلى طوبى، وتم نفيه مرة أخرى إلى موريتانيا وبقي بها نحو أربع سنوات قبل أن يعود لطوبى. وتحكى إلى يومنا هذا الكثير من الأساطير حول شخصيته وسيرته.
صورة من: Muhamadou Bittyae/AFP/Getty Images
أعمال تشبه شعائر الحج
حاول مؤسس الجماعة بناء مسجد كبير في طوبى، بيد أن حجر الأساس لم يوضع إلا بعد وفاته بخمس سنوات. واستمرت عملية البناء ثلاثة عقود تقريبا، حيث افتتح المسجد رسميا في عهد الرئيس الكاثوليكي سانغور عام 1963. وخلال الموسم السنوي يقوم رواد طوبى من المريدين بأفعال تشبه شعائر الحج ولذلك يطلقون أحيانا عبارة "يوم الحج" على "مغال طوبى". إعداد: رينيه فيلبرانت/م.أ.م/ ص.ش