رفضت وزيرة الخارجية الألمانية الاعتراف بحكومة طالبان. وبمناسبة مرور عامين على استيلاء الحركة على حكم أفغانستان، قالت بيربوك إنه لن يكون هناك تطبيع مادامت طالبان تستبعد نصف المجتمع من الحياة العملية والمشاركة الاجتماعية.
إعلان
بمناسبة مرور عامين على عودة حركة طالبان إلى حكم أفغانستان، انتقدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك حكم الحركة الإسلامية، وما آلت أليه أحوال الأفغان وخصوصا النساء على يد الحركة.
ونقل بيان عن الوزيرة الألمانية اليوم الاثنين (14 أغسطس/ آب 2014) قولها: "عامان من حكم طالبان يعنيان بالنسبة للناس في أفغانستان عامين من الردة صوب العصر الحجري"، مشيرة إلى أن ملايين الناس يعانون من الجوع وأن حركة طالبان تسلب النساء والفتيات جزءا جديدا من حريتهن في كل أسبوع تقريبا.
وتجدر الإشارة إلى أن حركة طالبان تمكنت من الاستيلاء على الحكم في أفغانستان في الخامس عشر من آب/أغسطس عام 2021 حتى قبل اكتمال انسحاب القوات الأمريكية من البلاد.
تحذير واستبعاد التطبيع مع الحركة
وتابعت بيربوك محذرة أن المسؤولين عليهم أن يضعوا في حسبانهم أن أعمالهم لن تبقى دون عواقب، وقالت: "قمنا كاتحاد أوروبي بإدراج هؤلاء الذين حظروا على النساء والفتيات دخول المدارس والجامعات والحدائق العامة، على قائمة العقوبات".
وحسب بيانات هيئة الأمم المتحدة للمرأة في ألمانيا، أصدرت حركة طالبان في الفترة بين أيلول/ سبتمبر 2021 حتى أيار/ مايو 2023 أكثر من 50 مرسوما أثرت على كل جوانب حياة النساء، وأضافت الهيئة أن النساء ممنوعات حاليا من تلقي المزيد من التعليم ومن العمل في الخدمة العامة ودخول العديد من الأماكن العامة مثل المنتزهات.
ونقل بيان عن رئيسة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في ألمانيا، إيلكه فيرنر، قولها: "تم استبعاد النساء والفتيات عمليا من الحياة العامة وسُلِبت منهن آفاقهن المستقبلية وذلك عن طريق عدد كبير من اللوائح الصارمة".
ألمانيا استقبلت آلاف الهاربين من طالبان
وأضافت بيربوك أن بلادها لن تترك الناس في أفغانستان وحدهم، وقالت: "وفرنا منذ صيف 2021 أكثر من مليار يورو لأغراض الحماية وتقديم مساعدة الطوارئ الإنسانية السريعة في المجالات التي لا يزال من الممكن لنا أن نصل إلى الناس فيها".
وذكرت أن عدد الاشخاص المضطهدين من جانب طالبان والذين استطاعوا أن يجدوا ملاذا في ألمانيا منذ آب/ أغسطس 2021 وصل إلى أكثر من 30 ألف شخص، ولفتت إلى أن بلادها تعمل على إيواء المزيد من الأشخاص.
ص.ش/أ.ح (د ب أ)
رأسا على عقب.. الحياة في ظل حكم حركة طالبان
بعيدا عن الأجواء الدرامية التي صاحبت سقوط كابول وسيطرة طالبان على زمام الأمور، عادت الحياة إلى أفغانستان. بيد أنها لم تعد كسابق عهدها إذ تغيرت شتى مظاهر الحياة اليومية خاصة بالنسبة للمرأة في البلد الذي مزقته الحرب.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
عالم ذكوري محض.. لا للنساء
تظهر الصور والمقاطع المصورة نشاطا صاخبا في الشوارع الأفغانية كما هو الحال في هذا المطعم بمدينة هرات غرب البلاد حيث تم الترحيب بعودة رواد المطعم من جديد. بيد أن اللافت أن الأمر اختلف كثيرا عن ما كان عليه قبل سيطرة طالبان إذ اقتصر الزبائن فقط على الرجال الذين اضطروا إلى ارتداء الأزياء التقليدية مثل "الكورتا" وهي سترة طويلة بطول الركبة. وغابت النساء عن المشهد داخل المطعم بل وفي أرجاء المدن الأفغانية.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
فصل الذكور عن الإناث
بهذه الستارة، تم فصل الطلاب الذكور عن الطالبات الإناث داخل هذه الجامعة الخاصة في العاصمة كابول. وعقب سيطرة طالبان على البلاد، أصبح الفصل بين الجنسين إلزاميا في هذه الجامعة ويتوقع أن يمتد الأمر إلى مواقع أخرى. وفي ذلك، قال وزير التعليم العالي في حكومة طالبان عبد الباقي حقاني إن "التعليم المختلط يتعارض مع مبادئ الإسلام والقيم والعادات والتقاليد الأفغانية".
صورة من: AAMIR QURESHI AFP via Getty Images
الأفغانيات وفقدان الحرية
أفغانيات في طريقهن إلى أحد مساجد هرات. وبالنظر إلى الملابس، يبدو أن حرية المرأة الأفغانية التي كسبتها بشق الأنفس خلال العشرين عاما الماضية باتت الآن في مهب الريح. فقد حظرت طالبان ممارسة الأفغانيات للرياضة وهو ما أشار إليه أحمد الله واسيك - نائب رئيس اللجنة الثقافية لحكومة طالبان- بقوله إن "لن يسمح للنساء في أفغانستان بلعب الكريكيت والألعاب الرياضية الأخرى التي يمكن أن تظهر فيها أجسادهن".
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
نقاط تفتيش في عموم البلاد
انتشرت نقاط التفتيش الأمنية في عموم البلاد حيث يتمركز مقاتلو طالبان وباتت القاسم المشترك في شوارع أفغانستان. ورغم محاولات عناصر طالبان المدججين بالسلاح في ترهيب الأفغان، إلا أن السكان يسعون إلى التأقلم مع التغيرات الكبيرة التي طرأت على البلاد وأبرزها أن الملابس الغربية باتت نادرة جدا وأصبحت مشاهد الجنود المدججين بالسلاح الأكثر شيوعا.
صورة من: Haroon Sabawoon/AA/picture alliance
في انتظار العمل
ينتظر العمال في أفغانستان كثيرا على قارعة الطرق للحصول على عمل وكسب قوت يومهم. وقبل سيطرة طالبان، كانت أفغانستان تعاني من وضع اقتصادي مترد. وبعد سيطرة الحركة بات الاقتصاد الأفغاني على شفا الانهيار مع ارتفاع معدلات البطالة بشكل حاد. ويبلغ معدل الفقر في الوقت الحالي 72 بالمائة فيما يتوقع أن يصل إلى 98 بالمائة.
صورة من: Bernat Armangue/dpa/picture alliance
استمرار نضال الأفغانيات رغم قمع طالبان
ورغم تعرض أفغانيات للقمع على يد طالبان، إلا أن العديد منهن يواصلن النضال للمطالبة بحقوق المرأة في التعليم والعمل والمساواة. وقد حذر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من رد عنيف متزايد من قبل طالبان لقمع الاحتجاجات السلمية، مضيفا أن عناصر طالبان استخدموا الذخيرة الحية والهراوات والسياط لقمع المتظاهرين ما أسفر عن مقتل 4 متظاهرين فيما تم الاعتداء على الكثيرين منهم.
صورة من: REUTERS
مؤيدو طالبان
تقول هؤلاء الأفغانيات إنهن سعداء بعودة حكم طالبان إذ قمن بمسيرات في شوارع البلاد للتعبير عن الرضا التام بطريقة إدارة الحركة لأفغانستان. واللافت أن عناصر أمنية رسمية كانت ترافق هؤلاء الأفغانيات اللاتي اعتبرن أن من هرب من البلاد لا يمثلن المرأة الأفغانية وأكدن أن طريقة طالبان في تطبيق الشريعة الإسلامية لا تعرض حياتهن للخطر.
صورة من: AAMIR QURESHI/AFP/Getty Images
تحيز لمسيرات مؤيدة لطالبان
وقد تم دعوة الصحافيين لتغطية المظاهرات المؤيدة لطالبان في تناقض تام مع الاحتجاجات المناوئة للحركة إذ تم ترهيب الصحافيين الذين يقومون بتغطية هذه الاحتجاجات وتم الاعتداء على العديد منهم. كل هذه الصور تدل على أن مظاهر الحياة قد تغيرت تماما في أفغانستان خاصة للنساء. كلوديا دن سونيا أنجليكا دين/ م.ع