من سنجار - بيربوك تعد الإيزيديين بالمساعدة في إعادة الإعمار
٩ مارس ٢٠٢٣
تعد ألمانيا موطنًا لأغلب المهجرين الإيزيديين بالعالم. وتعهدت وزيرة الخارجية الألمانية بيربوك للإيزيديين في العراق بتقديم الدعم في إعادة الإعمار وفي ملاحقة الجناة بعد الإبادة الجماعية التي طالتهم على يد تنظيم "داعش".
إعلان
قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينابيربوك اليوم الخميس (التاسع من مارس/ آذار 2023) خلال زيارة لها لساحات شهدت فظائع تنظيم "داعش" الإرهابي في منطقة سنجار بالقرب من الحدود السورية: "كوجو هي أحد هذه الأماكن التي كشف بها الشر عن وجهه في هذا العالم".
وتابعت الوزيرة الألمانية: "لا يمكننا إعادة هؤلاء الآباء والأمهات وهؤلاء الأطفال مرة ثانية أبدا، ولكننا يمكننا العمل على أن يتم محاسبة مرتكبي هذه الجرائم الوحشية".
يذكر أن مقاتلي داعش قاموا بقتل رجال وشباب ونساء في قرية كوجو في 15 أغسطس/ آب عام 2014، بعد حصار دام 12 يومًا للمدرسة بالقرية التي يسكن بها الأيزيديون.
وتم اختطاف نساء وفتيات أخريات وبيعهن كعبيد جنس. ولا تزال أغلب الأسر تعيش في مخيمات لاجئين في منطقة الحكم الذاتي الكردية.
وتجدر الإشارة إلى أن كوجو هي مسقط رأس الناشطة الحقوقية الإيزيدية الشهيرة نادية مراد الحائزة على جائزة نوبل للسلام.
وقالت بيربوك إنه بعدما لم يتسن للمجتمع الدولي منع الإبادة الجماعية، فإنه يتحمل مسؤولية "العمل لأجل تحقيق العدالة"، وأكدت أن الدعم ضروري كي لا يتم توريث الإبادة الجماعية عبر أجيال، وشددت أيضا على ضرورة تمكين النازحين من العودة إلى حياة يومية طبيعية.
يذكر أن منظمة الأمم المتحدة والبرلمان الألماني "بوندستاغ" أدانا جرائم تنظيم "داعش" تجاه الإيزيديين ووصفاها بأنها إبادة جماعية.
ووضعت وزيرة خارجية ألمانيا زهورا بيضاء على مقبرة في كوجو خلال زيارتها اليوم. وكان تم الإعلان في وقت سابق اليوم أن بيربوك زارت ساحات مركزية شهدت فظائع ارتكبها تنظيم "داعش" في منطقة سنجار في شمال غرب العراق بالقرب من الحدود السورية.
وفي ظل جولة، ظلت سرية في البداية لأسباب أمنية، توجهت الوزيرة الألمانية اليوم مع جزء من الوفد المرافق لها إلى المنطقة في موكب وسط حراسة مشددة.
يذكر أن "داعش" قتلت أكثر من خمسة آلاف شخص من الأقلية الإيزيدية في عام 2014 عندما اجتاحت المنطقة. وتم قتل واختطاف واستعباد عشرات الآلاف من الأشخاص هناك.
وصحيح أن الجهاديين التابعين لـ "داعش" يعدوا مهزومين عسكريًا منذ عام 2017، إلا أن خلايا تابعة للتنظيم الإرهابي لا تزال تقوم بتنفيذ هجمات. وأرادت بيربوك بزياتها للمنطقة إرسال إشارة لأجل عودة نحو 210 آلاف شخص من النازحين الإيزيديين إلى منطقتهم الأصلية.
ووفقًا للحكومة الاتحادية، تعد ألمانيا موطنًا لأغلب المهجرين الإيزيديين على مستوى العالم، ويصل عددهم في ألمانيا إلى 200 ألف شخص.
ع.ش/ ص.ش (د ب أ)
محنة الأقلية الأيزيدية في العراق ـ في صور
تسكن الأقلية الإيزيدية بالعراق وسوريا، ولعدة قرون تعرضت للاستهداف بسبب معتقداتها الدينية. أكبرها كان عام 2014، حين هاجمت "الدولة الإسلامية" القرى الإيزيدية في العراق، وارتكبت مجازر وُصفت بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: altreligion.about.com
تاريخ من الاضطهاد
على مدى مئات السنين، اضطُهدت الأقلية الإيزيدية بسبب بعض معتقداتها الدينية، حيث تجمع الإيزيدية بين الزرادشتية والمانوية والمسيحية والإسلام. على مدار التاريخ، تعرض الإيزيديون للقتل أو الإجبار على التحويل إلى دياناتٍ أخرى ووصل الحد إلى استعبادهم. ورغم أن الأقلية الإيزيدية، الناطقة باللغة الكردية، قد تعرضت للاضطهاد من قبل، خاصةً في العراق، إلا أن ما حدث عام 2014 كان بمثابة تحول مأساوي في تاريخها.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/D. Honl
إبادة جماعية
في عام 2014، شنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" هجوماً كبيراً على مناطق واسعة من العراق وسوريا، وسيطر التنظيم في وقتها على مساحات شاسعة من الأراضي، وعاث فسادً في مناطق مثل جبل سنجار، موطن أجداد الإيزيديين. قتل التنظيم في وقتها أكثر من 5000 شخص واختطف ما يصل إلى 10 آلاف شخص، كثير منهم من الأطفال، والنساء، ووصفت الأمم المتحدة الحدث بأنه "إبادة جماعية".
صورة من: picture-alliance/abaca/Depo Photos/Y. Akgul
العبودية والسبي
قام تنظيم "الدولة الإسلامية" بـ"سبي" مئات الفتيات والنساء في أعقاب الاعتداء، وعرضوهن في ما يسمى "سوق النخاسة"، فباعوا النساء الإيزيديات واشتروهن كـ"سبايا"، وأنشأوا قاعدة بيانات لجميع النساء، بما في ذلك صور لهنّ، لتوثيق من اشتراهنّ ولضمان عدم هروبهن. وبينما تمكنت عشرات من النساء من الهرب والنجاة، ما زالت مئات آخريات في عداد المفقودات.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Alleruzzo
المفقودون
ما زال الآف الرجال والنساء والأطفال من الإيزديين في عداد المفقودين. فيما يتهم البعض السلطات العراقية بأنها لم تقم بخطوات جدية للعثور على المفقودين، بعد عمليات تحرير الموصل في كانون الأول/ ديسمبر 2017. ويخشى الإيزيديون أن يبقى مصير ما يقارب 3000 إيزيدي مجهولًا إلى أجلٍ غير مسمى.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/G. Romero
الشتات
في أعقاب هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد على الإيزيديين، فر العديد منهم إلى الدول المجاورة أو إلى أوروبا وخارجها. وبينما وجدت بعض الأسر ملجأ خارج بلدها، أُجبر آخرون على البقاء في مخيمات في كردستان العراق. تساعد الأمم المتحدة في إعادة بناء منازل الإيزيديين في موطن أجدادهم، لكن الكثيرين لازالوا يعتقدون بأن "داعش" يشكل تهديدًا على وجودهم.
صورة من: picture-alliance/abaca/Deop Photos/Y. Akgul