بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي جلب فوائد مهمة للتكتل
١ مايو ٢٠٢٤
في الذكرى العشرين لأكبر توسع في تاريخ التكتل الأوروبي، احتفلت ألمانيا وبولندا في مدينتين على الحدود لا يفصل بينهما سوى نهر. وحرصت وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك على التأكيد على فوائد هذا التوسع على التكتل بأسره.
إعلان
صرحت وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك بأن انضمام عشر دول إلى الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما، جلب فوائد للتكتل بأسره. جاء ذلك خلال زيارة قامت بها بيربوك، اليوم الأربعاء (الأول من أيار/مايو 2024)، برفقة نظيرها البولندي رادوسلاف سيكورسكي لمدينة فرانكفورت آن دير أودر(على نهر أودر في أقصى شرق ألمانيا وهي غير مدينة فرانكفورت العاصمة المالية لألمانيا التي تقع على نهر ماين) ومدينة سلوبيش البولندية التي تقع على الجهة المقابلة من النهر.
وقالت السياسية المنتمية لحزب الخضر إن الانضمام جعل المجموعة الأوروبية بأسرها أكثر قوة وجعلها أكثر أماناً بالدرجة الأولى، مشيرة إلى أن هذا الحدث كان "لحظة لا تصدق" قبل 20 عاماً "عندما وجدنا كدول وكمجتمعات وكقارة أوروبية القوة للتغلب على تقسيم أوروبا، وأننا في الوقت نفسه أصبحنا أخيراً جماعة للسلام والحرية".
يشار إلى أنه في الأول من أيار/مايو عام 2004، انضمت إلى الاتحاد الأوروبي دول الكتلة الشرقية السابقة، وهي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وسلوفينيا وسلوفاكيا والتشيك والمجر وبولندا، بالإضافة إلى مالطا وقبرص، وذلك في أكبر خطوة توسع في تاريخ التكتل الأوروبي.
كيف يتعامل الاتحاد الأوروبي إذا فاز ترامب بالرئاسة؟
03:51
وقالت بيربوك: "نحن نشهد اليوم أننا كاتحاد أوروبي يضم الآن 27 دولة، صرنا أقوى"، وذكرت أن الأمر لا يتعلق فقط بالأرقام التجارية، ورأت أن القيمة المضافة أي المنفعة التي تقدمها أوروبا للناس يومياً، تتجلى تحديداً في منطقة الحدود الألمانية البولندية حيث تتضح على سبيل المثال في رحلات الحافلات عبر الحدود والتعاون المشترك بين الشرطة والجمارك أو في العلاقات الكثيرة بين الأشخاص عبر الحدود.
وأعربت وزيرة الخارجية الألمانية عن اعتقادها بأن التوسع الشرقي "لم يسقط من السماء"، بل إن الأمر كان يتطلب بشكل دائم شجاعة من جانب المسؤولين السياسيين وكذلك المواطنين للإقدام على أخذ هذه الخطوة نحو الجديد.
واستطردت بيربوك: "نعتقد أننا بحاجة إلى هذه المسؤولية الشجاعة مرة أخرى وبالذات اليوم من أجل تحويل اتحادنا الاقتصادي والتجاري المشترك إلى اتحاد أمني"، لافتة إلى أهمية التعاون بين ألمانيا وبولندا على وجه الخصوص في هذا الصدد. وقالت بيربوك إنه يجب إصلاح الاتحاد الأوروبي بحيث يصبح أقوى على صعيد السياسة الأمنية ويتحدث بصوت واحد، كما طالبت التكتل بضم الدول الراغبة في أن تكون جزءاً من اتحاد الحرية والسلام هذا.
خ.س/ع.ش (أ ف ب، د ب أ)
تركيا- الاتحاد الأوروبي.. كيف تحوّلت فكرة الانضمام إلى سراب؟
تاريخ من الشد والجذب بين تركيا والاتحاد الأوروبي. أنقرة وضعت الطلب مبكرا قبل إنشاء الاتحاد لكن كانت هناك ملفات شائكة عرقلت عملية الانضمام حتى بات الأمر مستحيلا تقريبا، على الأقل في فترة رجب طيب أردوغان.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
أول اتفاقية مع الجماعة الأوروبية
وقعت تركيا وما كان يعرف بالجماعة الاقتصادية الأوروبية (تكونت حينها من ستة بلدان) اتفاقية اتحاد جمركي عام 1963. وكان من المفروض أن يكون الاتفاق بداية للانضمام الفعلي إلى الجماعة، خاصة مع توقيع بروتوكول إضافي عام 1970 وازدهار التبادل التجاري بين الطرفين، غير أن الحال بقي كما هو عليه، قبل تجميد عضوية تركيا بعد وقوع انقلاب عسكري فيها عام 1980.
صورة من: Alfred Hennig/dpa/picture alliance
جمهورية قبرص التركية تعمّق الخلاف
عادت تركيا لتطلب الانضمام مجددا عام 1987، لكن ظهر جليا وجود معارضة داخلية أوروبية قوية لهذا الانضمام، خاصة بعد انضمام اليونان إلى المجموعة عام 1981، ودخولها في صراع مع تركيا منذ اجتياح هذه الأخيرة لقبرص عام 1975 ثم إعلان أنقرة من جانب واحد قيام جمهورية شمال قبرص التركية عام 1983.
صورة من: Birol Bebek/AFP/Getty Images
الاتحاد يتأسس دون تركيا
تأسس الاتحاد الأوروبي فعليا عام 1992 دون تركيا. استمرت هذه الأخيرة في محاولاتها، واستطاعت إقناع الأوروبيين بتوقيع اتفاقية للتجارة الحرة معها عام 1995، غير أن تفكك الاتحاد السوفياتي ساهم سلبا في استمرار إبعاد تركيا نظرا لكثرة المرشحين الجدد، قبل أن يتم إعلان أن تركيا ولأول مرة مرشحة فعليا للانضمام، وذلك بعد قمة هلسنكي عام 1999.
صورة من: picture-alliance/dpa
عهد أردوغان
وصل رجب طيب أردوغان إلى السلطة في تركيا عام 2003 وكان متحمسا كثيرا للانضمام، غير أن عدة دول أوروبية كالنمسا وألمانيا وفرنسا كانت لها تحفظات كثيرة على عضوية تركيا. المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عارضت فكرة الانضمام واقترحت بدلا منها شراكة مميزة بسبب الخلافات مع تركيا حول حقوق الإنسان وقبرص وسياسة أنقرة الخارجية.
صورة من: imago/Depo Photos
شروط كوبنهاغن
وضع الأوروبيون شرط احترام بنود اتفاقية كوبنهاغن أمام تركيا للانضمام، ومن الشروط تنظيم انتخابات حرة واحترام حقوق الإنسان واحترام الأقليات. ولأجل ذلك أعلنت أنقرة عدة إصلاحات منها إلغاء عقوبة الإعدام. بدأت المفاوضات الفعلية للانضمام عام 2005 في مجموعة من المجالات، غير أن استمرار مشكلة قبرص عجل بوقف المفاوضات، إذ رفضت أنقرة الاعتراف بعضوية قبرص في الاتحاد.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Turkel
دولة مسلمة وسط اتحاد مسيحي؟
تشير العديد من التقارير إلى أن الاختلاف الديني بين تركيا وبلدان الاتحاد الأوروبي يشكلّ سبباً غير معلن لرفض الانضمام، فدول الاتحاد هي بلدان مسيحية فيما تركيا هي بلد مسلم. أكثر من ذلك، قلّص أردوغان مظاهر العلمانية وأرجع الدين إلى الحياة العامة. هذا العامل يرتبط بتوجس الأوروبيين من النزعة القومية التركية ومن عدم إمكانية قبول الأتراك بمشاركة هوية مجتمعية مع أوربييين يختلفون عنهم في نمط حياتهم.
صورة من: Reuters/U. Bektas
التفاوض يتعثر مجددا
بدءا من عام 2013 عادت المفاوضات مجددا، خاصة بعد مغادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي كان معارضا بقوة لفكرة الانضمام. لم تغيّر ميركل موقفها لكنها أبدت مرونة واضحة، بيدَ أن تركيا وضعت هي الأخرى شروطها المالية الخاصة لاسيما مع تحملها موجة اللاجئين. وجاء قمع مظاهرات ميدان تقسيم 2013 ليوقف المفاوضات مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/T. Bozoglu
الصراع مع قادة أوروبيين يتفاقم
لم تجانب المفوضية الأوروبية الواقع عندما قالت عام 2019 إن آمال انضمام تركيا إلى الاتحاد تلاشت، فلا أحد من الطرفين بات متحمسا للفكرة. أخذ أردوغان خطوات وصفها قادة من الاتحاد بأنها "استبدادية" خاصة مع تقارير حقوقية عن تراجع الحريات في البلد. أبعد ملف اللاجئين الطرفين أكثر، ثم جاء النزاع في شرق المتوسط بين تركيا من جهة واليونان وقبرص وفرنسا من جهة ثانية ليعدم تقريبا الفكرة.
صورة من: Adem ALTAN and Ludovic Marin/various sources/AFP