بيربوك: لا ينبغي الإفلات من العقاب في حالة الحروب العدوانية
١٦ يوليو ٢٠٢٣
بمناسبة الذكرى الـ25 لتأسيس المحكمة الجنائية الدولية، طالبت وزيرة الخارجية الألمانية بتعديل القانون الدولي حتى يتسنى محاكمة المسؤولين عن الحروب. وستقدم الوزيرة مقترحها الخاص بتعديل الأساس القانوني للمحكمة لمجلس الأمن.
إعلان
تعتزم وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك المشاركة غدا الاثنين في حفل في مدينة نيويورك بمناسبة مرور الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتأسيس المحكمة الجنائية الدولية . كما ستلقي كلمة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي.
وقبل إقلاع طائراتها، قالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر اليوم الأحد (16 يوليو/ تموز 2023): "لا ينبغي لأحد أن يخوض حربا عدوانية في القرن الحادي والعشرين وأن يبقى بلا عقاب"، في إشارة للغزو الروسي لأوكرانيا .
وستتطرق بيربوك في كلمتها خلال جلسة لمجلس الأمن إلى مقترحها الخاص بتعديل ما يعرف بنظام روما الأساسي الذي يعد الأساس القانوني لإنشاء المحكمة. ويتعلق هذا النظام بمجموعة من اللوائح الخاصة بجريمة العدوان والتي يمكن أن تنطبق على الحرب الروسية على أوكرانيا .
وتسعى بيربوك من خلال ذلك إلى سد ثغرة في إنفاذ القانون ظهرت بعد الهجوم الذي أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشنه على أوكرانيا. وستكون أوته هوهوف، القاضية الألمانية المرشحة لعضوية هيئة المحكمة، برفقة بيربوك.
وقالت بيربوك إن "المحكمة الجنائية الدولية تعد بالفعل الآن سيفا قاطعا في عيون الجناة"، وأضافت أن المحكمة تمثل في عيون الضحايا الأمل في ألا تظل معاناتهم دون عقاب المتسببين فيها "ولهذا السبب فإن وجود ثغرة في الملاحقة الجنائية يعد أمرا مؤلما على نحو خاص".
وأعربت بيربوك عن اعتقادها بأن العقبات أمام محاكمة جرائم العدوان ضد "أغلى ما نملكه وهو سلامنا" لا تزال كبيرة للغاية "ولهذا السبب نعتزم العمل بالتعاون مع شركاء على مواصلة تطوير القانون الدولي بالشكل الذي يجعله مناسبا لطبيعة واقعنا في القرن الحادي والعشرين".
كانت بيربوك قامت بزيارة لمقر المحكمة الدولية في لاهاي بهولندا في يناير/ كانون الثاني الماضي واقترحت خلال الزيارة تغيير الأسس القانونية للمحكمة بشكل يتيح إمكانية عقد محاكمة لجريمة الحرب العدوانية بلا قيود بحيث يكفي لمباشرة المحاكمة أن تقع الدولة المعتدى عليها في دائرة اختصاص المحكمة.
يذكر أنه في الوقت الراهن لا يمكن إحالة قضية الحرب الروسية على أوكرانيا إلى المحكمة إلا من خلال مجلس الأمن الدولي فقط وذلك لأنه لا روسيا ولا أوكرانيا من بين الدول الموقعة على معاهدة الاتفاقية. وبناء على ذلك يمكن لروسيا أن تعرقل هذه الخطوة نظرا لأنها من بين الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس باستخدام حق الفيتو.
وتابعت بيربوك منتقدة روسيا قائلة: "تتضح وحشية الحرب الروسية بالدرجة الأولى في مصير عدة آلاف من الأطفال الذين تم تهريبهم إلى روسيا" مشيرة إلى أن روسيا لا تسلبهم طفولتهم وحسب بل تسلبهم هويتهم ومستقبلهم.
ورأت بيربوك أن بدء المحكمة الجنائية الدولية التحقيقات في هذه الواقعة يعد بمثابة "خطوة مهمة على طريق العدالة".
يذكر أن مقر المحكمة الجنائية الدولية يقع في مدينة لاهاي الهولندية.
ع.ج.م/ أ.ح (د ب أ)
من فظائع روسيا في أوكرانيا: اغتصاب وإعدامات وقنابل عنقودية
بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، رصدت كييف وحلفاؤها الغربيون وهيئات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية آلاف الحالات التي يشتبه بأنها تشكل جرائم حرب.
صورة من: Valentyn Ogirenko/REUTERS
منشآت الطاقة
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، اعتبر وزير العدل الألماني ماركو بوشمان أن الضربات الروسية التي "تدمر بشكل منهجي امدادات الكهرباء والتدفئة" قبل أبرد أشهر الشتاء تشكل "جريمة حرب رهيبة". وأشار بوشمان إلى أن السلطات الأوكرانية سجلت حتى الآن نحو 50 ألف حالة جرائم حرب مفترضة. كما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "أي ضربة ضد المنشآت المدنية تشكل جريمة حرب ولا يمكن أن تبقى بدون عقاب".
صورة من: Gleb Garanish/REUTERS
تهجير وفصل أطفال عن أسرهم
في تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت منظمة العفو الدولية أن روسيا ربما تكون ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بإجبارها المدنيين في المناطق التي تحتلها على الانتقال إلى مناطق أخرى، مع فصل الأطفال عن عائلاتهم في انتهاك للقانون الإنساني الدولي. ويأتي هذا التقرير لمنظمة العفو بعد تقرير آخر في آب/أغسطس أغضب كييف لاتهامه أوكرانيا بتعريض حياة المدنيين للخطر من خلال إنشاء قواعد عسكرية في المدارس والمستشفيات.
صورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images
اغتصابات
في 14 تشرين الأول/أكتوبر، دانت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي تتهم القوات الروسية بارتكابها في أوكرانيا، معتبرة أنها تمثل بشكل واضح "استراتيجية عسكرية" و"تكتيكاً متعمداً لتجريد الضحايا من إنسانيتهم". وطالبت السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا بـ"رد عالمي" على استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب قائلة إن مدعين في كييف يحققون بأكثر من مئة جريمة محتملة.
صورة من: Vuk Valcic/ZUMA Press Wire/ZUMAPRESS/Picture alliance
إعدام أسرى
في 27 أيلول/ سبتمبر، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في إن القوات الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها تُخضع أسرى أوكرانيين لعمليات إعدام خارج نطاق القضاء وعنف جنسي وانتهاكات أخرى. وقالت ماتيلدا بوغنر، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، "إنهم يتعرضون لمعاملة قاسية ومهينة من قوات الأمن الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها بدت أنها منهجية".
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
أربع مناطق
وفي 23 أيلول/سبتمبر، اتهم محققو الأمم المتحدة موسكو بارتكاب "جرائم حرب"، عارضين تقريراً يخالف الاحتراس الذي أبدته المنظمة الدولية بهذا الصدد حتى ذلك التاريخ. في المقابل، اعتبر المحققون أنه لا يزال مبكراً جداً الحديث عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بخلاف ما تؤكده أوكرانيا ومنظمات غير حكومية.
وحسب التقرير، وقعت الانتهاكات في مناطق كييف وتشيرنيغيف وخاركيف وسومي.
صورة من: Oleksii Chumachenko/ZUMA/IMAGO
خيرسون
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، خلص باحثون من جامعة ييل في تقرير مدعوم من وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن المئات اعتقلوا أو فُقدوا في منطقة خيرسون وأن العشرات ربما تعرضوا للتعذيب. وقال التقرير إن 55 على الأقل من حالات الاعتقال أو الاختفاء تضمنت مزاعم بالتعرض لمعاملة يمكن أن ترقى إلى التعذيب وفقاً للقانون الدولي، مثل الضرب والإيهام بالإعدام والروليت الروسي والصدمات الكهربائية وتعذيب الأقارب.
صورة من: Igor Burdyga/DW
خاركيف
في حزيران/يونيو، اتهمت منظمة العفو الدولية روسيا بارتكاب جرائم حرب من خلال الهجمات على خاركيف التي استُخدِمت في كثير منها قنابل عنقودية محظورة أدت إلى مقتل مئات المدنيين. وقالت منظمة العفو إنها كشفت عن أدلة في خاركيف على الاستخدام المتكرر من جانب القوات الروسية للقنابل العنقودية 9N210 و9N235 والألغام الأرضية المتناثرة وكلها محظورة بموجب الاتفاقات الدولية.
صورة من: Sofia Bobok/AA/picture alliance
إيزيوم
في أيلول/سبتمبر أعلنت السلطات الأوكرانية العثور على "450 جثة لمدنيين تحمل آثار موت عنيف وتعذيب" مدفونة في غابة عند مشارف إيزيوم في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا. وتمكن مراسل لفرانس برس في الموقع من مشاهدة جثة واحدة على الأقل مكبلة اليدين بواسطة حبل. إثر ذلك دعت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي إلى إنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في أوكرانيا.
صورة من: Goktay Koraltan/Depo/abaca/picture alliance
بوتشا
أضحت مدينة بوتشا، إحدى ضواحي شمال غرب كييف، في نظر الغرب رمزاً لـ"جرائم الحرب" الروسية في أوكرانيا. وعثر في أوائل نيسان/أبريل الماضي على مئات الجثث في بوتشا بعد انسحاب القوات الروسية. وتم اتهام جنود روس بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين هناك.
إعداد: خالد سلامة