التزم الاتحاد الألماني لكرة القدم الصمت مطولاً عن قضية أوزيل وغوندوغان، إلى أن خرج مدير الكرة أوليفر بيرهوف بتصريحات اعتبرتها بعض المواقع بأنها تصب الزيت على نار الخطاب الشعبوي الذي وقع أوزيل ضحية له.
إعلان
حين كانت الاستعدادات لمونديال روسيا، تجري في أروقة الاتحاد الألماني لكرة القدم على قدم وساق، لم يكن ا أحد من مسؤولي الطاقم التدريبي والإداري للمانشافت يريد الخوض في قضية اللاعبين مسعود أزويل وإلكاي غوندوغان التي كانت حينها في صلب اهتمام الشراع الكروي والسياسي على حد سواء.
والمقصود هنا اللقاء الذي جمع بين لاعب أرسنال أوزيل ولاعب مانشستر سيتي غوندوغان بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة لندن، بداية شهر مايو/ أيار الماضي، أي في ذروة الحملة الانتخابية للرئاسيات التركية.
وتعرض اللاعبان كما هو معلوم لانتقادات حادة من قبل الرأي العام الألماني وحتى من ممثلي الأحزاب الديمقراطية، فيما استغلت الساحة الشعبوية داخل ألمانيا القضية كحطب إضافي لإذكاء نار الكراهية ضد المهاجرين واللاجئين. كل هذا الجدل رافق بالطبع المشوار الكروي المخيب للمانشافت في المونديال.
"في قفص الاتهام!"
01:45
اليوم بعد أسابيع من الخروج التاريخي المهين لحامل اللقب من دور المجموعات وذلك لأول مرة منذ 1938، يخرج أول مسؤول في الاتحاد الألماني عن صمته عما بات يعرف محلياً بـ "قضية أردوغان". ويتعلق الأمر بأوليفر بيرهوف مدير الكرة، الذي حمّل في تصريحات لـ"دي فيلت" الألمانية وبكل وضوح مسعود أوزيل جانباً كبيراً من المسؤولية على الخسارة الكروية.
"لم نجبر لاعبي المنتخب يوماً على القيام بخطوة ما، وإنما كنا نحاول دائماً إقناعهم بفكرة معينة. وهذا هو ما أخفقنا فيه مع مسعود أوزيل"، يقول بيرهوف، مضيفاً: "كان علينا التفكير في الاستغناء عن أوزيل كروياً".
تحليل: الفشل الألماني في صور
لأول مرة منذ ثمانين عاماً في تاريخ بطولة كأس العالم، تخرج ألمانيا من الدور الأول للبطولة. خلال ثلاث مقابلات لم يتمكن الفريق الألماني من البرهنة على قدراته الرياضية. الفشل التاريخي في صور.
صورة من: Reuters/M. Dalder
الحيرة
كانت لديهم جميع الفرص، وكان بإمكانهم حتى آخر لحظة تغيير مسار المباراة. الانتصار بهدف لصفر أمام كوريا الجنوبية كان كافياً للعبور. عمت الحيرة بعد إعلان انتهاء المباراة، فطوال 98 دقيقة لم تجد التشكيلة الألمانية الوسائل الفنية للانتصار على الرقم 57 في قائمة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
صورة من: Reuters/M. Dalder
الضربة القاضية
هوينغ مين يسجل الهدف الثاني في شباك الفريق الألماني ويقصي ألمانيا نهائياً من المسابقة. إنها اللحظة النهائية والإقصاء النهائي ـ والحاسم في ذلك كان تقصيراً سابقاً على عدة مستويات.
صورة من: Reuters/D. Martinez
تفاؤل
هنا لم يكونوا يعرفون ما سيؤول إليه مصيرهم: في الثاني عشر من يونيو/ حزيران وصل منتخب الاتحاد الألماني لكرة القدم إلى موسكو. ضغوط الدفاع عن اللقب يشعر بها الفريق منذ البداية. وفي متاعهم يحملون مباريات اختبار باهتة ضد النمسا والسعودية، إلا أن ألمانيا واثقة من نفسها: تحت ظروف المسابقة ستظهر فعالية الفريق.
صورة من: picture-alliance/GES/M. Gilliar
المتابرة في فاتوتينكي
الاستعداد للمباراة الأولى كان مشؤوماً. معسكر إقامة المنتخب في فاتوتينكي يعكس جمال "مدرسة رياضة سوفييتية"، كما قال يوآخيم لوف. كما أن الزوبعة الإعلامية التي أثارتها صور مسعود أوزيل (يسار) وإلكاي غوندوغان مع الرئيس التركي اردوغان ألقت بظلالها على الفريق، إذ أثرت سلباً على اللاعبين، كما اعترف بذلك قائد الفريق مانويل نوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
بداية مصحوبة بهلع
الانطلاقة ضد المكسيك: الفريق يرتكب أخطاء فردية فادحة، وهو غير مستعد لمواجهة المكسيكيين. الفريق الخصم يلعب في غالب الأحيان بخرق مجال الوسط، وينفذ هجمات مضادة قوية بفضل التراخي الألماني. وليس اللاعب كيميش وحده من لا يتفهم هذا الأمر.
صورة من: picture-alliance/dpa/sampics/S. Matzke
أوجاع داخل الفريق
رغم كل المزاعم، فإن الفريق يبدو غير منسجم مائة في المائة. ماتس هوميلس ينتقد في ختام المباراة الدولية الأسوأ في حقبة لوف رفاقه اللاعبين الذين يتركونه في الغالب لوحده هو وزميله في خط الدفاع جيروم بواتينغ ضد الهجوم المكسيكي. وتبقى روح الفريق من جنس آخر
صورة من: picture-alliance/dpa/sampics/S. Matzke
ضغوط هائلة
أمام السويد واجه الفريق ضغوطاً شديدة نادراً ما حصلت في الدور الأول لبطولة كأس العالم: لو انهزم الفريق وقتها لخرج من المسابقة بعد مقابلتين. الفريق حقق بداية جيدة، إلا أنه تراجع مجدداً في الأداء، ليتقدم السويديون بهدف، إلا أن الفريق الألماني رد في النصف الثاني من المباراة.
صورة من: Reuters/H. McKay
بصيص الأمل
في الدقيقة الـ 95 ينفذ توني كروس ضربة حرة جانبية دخلت بها الكرة شباك حارس السويد. هذا الهدف خلص الفريق وشعباً بأكمله. نتيجة 2 مقابل 1 تعطي الأمل في الكفاح من أجل بلوغ مجموعة الثماني في البطولة. فانتصار على كوريا الجنوبية يكفي الآن. هذه المهمة سهلة المنال، أليس كذلك؟
صورة من: picture-alliance/AP/F. Augstein
الخطوة الأخيرة المفقودة
ثم جاءت كوريا الجنوبية، الفريق الأضعف المفترض في المجموعة. لوف يشرك لاعبين قدامى مثل سامي خضيرة (خلف يمين) مجدداً في الفريق على ما يبدو بفضل نتائج جيدة أثناء التدريب. لكن لا خضيرة ولا المبتدئ ليون غوريتسكا أو آخرون يأتون بالإلهام الضروري في طريقة اللعب الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
الارتباك
طوال 90 دقيقة لم تظهر ألمانيا في أي لحظة الثقة بالنفس والبديهية المعهودة لدى بطل العالم. كوريا الجنوبية تحصل ـ مثل السويد والمكسيك ـ على فرص بسبب أخطاء اللاعبين الألمان. كما أن الألمان بفرصهم القليلة فقدوا ثبات أعصابهم.
صورة من: Reuters/D. Martinez
إقصاء مستحق
توني كروس، الذي أحيى قبلها الآمال ضد السويد، لم يبرهن ضد كوريا الجنوبية على شيء من الإبداع. لقد تحول إلى رمز فشل منتخب ألماني كان عليه أن يكون متفوقاً في الأداء على المكسيكيين والسويديين والكوريين الجنوبيين. غير أن هذا لم يحصل في ثلاث مقابلات. وجاء الإقصاء من البطولة العالمية مستحقاً.
صورة من: Reuters/M. Dalder
11 صورة1 | 11
هذه التصريحات التي أعلن عنها يوم أمس الخميس (الخميس من يوليوز/ تموز 2018)، صدمت الكثيرين، لأنه وفي أول حوار إعلامي يقدمه مدير الكرة بالاتحاد بعد تجربة روسيا، أساء فيها الأخير إلى روح الفريق وتلاحمه، وكأن الاتحاد بات يبحث عن كبش فداء لوضعه الحالي.
وليست هذه النقطة الوحيدة التي أشارت إليها المواقع المتخصصة فحسب، وإنما وحسب موقع "شبيغل أولاين" في تقرير نشر صباح الجمعة، ضرب الاتحاد الألماني "مرة أخرى" في مصداقيته. فكاتب التقرير بيتر آرينس يقول إنه كان الجميع سيتفهم موقف الاتحاد لو أنه دخل على الخط إبان ظهور الأزمة وأعلن بكل وضوح تخليه عن اللاعبين لأنهما شاركا في حملة دعائية لرئيس اعتقل مئات من الصحفيين والمعارضين، لكون المشاركة في حملة انتخابية لديكتاتور باتت أمراً يتعارض مع مبادئ الاتحاد والقيم الأخلاقية التي يدافع عنها.
في المقابل، يضيف كاتب التعليق أن الاتحاد وإلى غاية اللحظة حاول "وأد القضية" وكأنها لم تكن حاضرة على الإطلاق.
يواخيم لوف - المدرب الأبدي للمنتخب الألماني
منذ نحو 12 سنة يتولى يواخيم لوف تدريب المنتخب الألماني لكرة القدم. ورغم النتيجة السلبية بعد الإقصاء في روسيا يواصل المدرب البالغ من العمر 58 عاما مشواره الرياضي. وكأن عليه دوما الكفاح لشق طريقه.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Charisius
استمرار العمل على وتيرة دقات الساعة
يعتزم يواخيم لوف الالتزام بعقده المستمر حتى سنة 2022 كمدرب للمنتخب الألماني رغم ظهوره المخيب للآمال في بطولة كأس العالم لكرة القدم في روسيا 2018. ويُراد من الرجل البالغ من العمر 58 عاما قيادة المنتخب خلال البطولة الأوروبية في 2020. وقد قرر اتحاد كرة القدم الألماني منحه الوقت لذلك.
صورة من: Getty Images/A. Hassenstein
الكرة تطبع حياته
وُلد لوف عام 1960 في بلدة شوناو الهادئة بالغابة السوداء. مشواره الرياضي كلاعب محترف بدأ عام 1978 في فرايبورغ، وبعدها بسنتين انتقل إلى شتوتغارت. ثم جاءت محطة فرانكفورت، ومجددا فرايبورغ وكارلسروه ثم مرة أخرى فرايبورغ. وفي 1989 انتقل إلى سويسرا حيث أنهى مسيرته كلاعب مع فريق شافهاوزن ثم فينترثور.
صورة من: picture alliance/dpa
الفوز بكأس الاتحاد الألماني لكرة القدم
في الملعب لم يتمكن لوف أبدا من تحقيق الاختراق، وفي سن الـ 34 عاما جاءت النهاية كلاعب. وابتداء من 1994 عمل في صفوف نادي فراونفيلد كمدرب، ليسطع نجمه نهائيا بعدها بسنة إذ أصبح مساعد مدرب في شتوتغارت. وفي 1996 تولى منصب المدرب ولو بدون ترخيص رسمي لممارسة مهنة التدريب. وقد أنهى موسمه الأول بنيل كأس الاتحاد الألماني لكرة القدم.
صورة من: imago sportfotodienst
بدون سعادة في تركيا
بعد تسريحه المفاجئ لدى نادي شتوتغارت في مايو 1998، احتل النادي المرتبة الرابعة في الدوري الألماني، انتقل لوف إلى تركيا للعمل صفوف فريق اسطنبول، ولم تحالفه السعادة هناك. وفي أكتوبر 1999 انتقل لمدة نصف سنة إلى نادي كارلسروه من الدرجة الثانية. وخلال دورة تعليمية لنيل رخصة مدرب تعرف على يورغن كلينسمان.
صورة من: Imago
الفترة في النمسا طبعت لوف
انتقل لوف مرة أخرى إلى أدنا سبور في تركيا ليبحث بعد ثمانية أسابيع فقط عن مكان آخر. في أكتوبر 2001 التحق بنادي إنسبروك النمساوي الذي نال معه البطولة. وبعد إفلاس النادي انتقل إلى نادي فيينا وأحرز أيضا معه اللقب. لكن تم التخلي عن لوف في مارس 2004، لأنه لم يتفاهم مع رئيس فريق فيينا فرانك شتروناخ.
صورة من: picture-alliance/dpa
كلينسمان ولوف- ثنائي ممتاز
يورغن كلينسمان (يمين) الذي تم تعيينه لتوه مدربا ألمانيا جعل من لوف بعد البطولة الأوروبية في 2004 مساعدا له. وحصل تفاهم بين الاثنين وأصبحا صديقين. ذروة حقبة كلينسمان ولوف طبعتها بطولة كأس العالم 2006 في ألمانيا. وقد وصل المنتخب الألماني حينها إلى نصف النهائي إلى أن حققت إيطاليا الفوز في الوقت الإضافي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Hannibal
المرتبة الثالثة في كأس العالم 2006 بألمانيا
احتلت ألمانيا المرتبة الثالثة في بطولة كأس العالم والثنائي المدرب احتفل أمام بوابة براندنبورغ التاريخية. بالعناق احتفل باللحظة أمام بوابة براندنبورغ مدرب الحراس أندرياس كوبكه، والمدرب الرئيس يورغن كلينسمان ومساعده يواخيم لوف ومدير الفريق أوليفر بيرهوف
صورة من: picture-alliance/dpa
بداية حقبة لوف كمدرب للمانشافت
بعد بطولة كأس العالم 2006 استقال كلينسمان وأصبح لوف مدرب الفريق الألماني. في 2008 تأهل فريقه إلى نهائيات بطولة أوروبا قبيل انتهاء التصفيات. في تلك الاثناء أعطى لوف إشارة حاسمة عندما أقصى المهاجم كوراني عن المنتخب الألماني. جاء ذلك بعدما غادر الأخير الملعب في إحدى المباريات غضبا واحتجاجا على إبعاده من الشوط الثاني فيها.
صورة من: Oliver Berg/dpa/picture-alliance
البطولة الأوروبية 2008: إسبانيا تنتزع اللقب
أثناء البطولة الأوروبية 2008 وصل فريق لوف عن جدارة إلى النهائي، إلا ان الإسبان كانوا متفوقين، إذ انتزعوا لقب البطولة الأوروبية بفضل هدف سجله المهاجم فرناندو توريس. حلم نيل اللقب تبخر بالنسبة إلى لوف وطاقمه.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
إسبانيا حجر عثرة في جنوب إفريقيا
أثناء بطولة كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا شغف المنتخب الألماني جمهوره بمواهب جديدة وكثيرا من الهجوم نحو الأمام. وبرهن لوف على أنه قادر على التعامل مع لاعبين شباب، وحتى مسعود أوزيل (يمين) تطور أثناء المسابقة تحت إشراف لوف. وتمكن المنتخب الألماني من بلوغ منتصف النهائي حيث أوقفه الإسبان من جديد.
صورة من: Stephane de Sakutin/AFP/Getty Images
صدمة وارسو أثناء البطولة الأوروبية 2012
تجرع لوف انتكاسة شخصية أثناء البطولة الأوروبية 2012 في بولندا وأوكرانيا حيث تألق المنتخب الألماني بعشرة انتصارات عبر المسابقة إلى أن توقف في النصف النهائي. وفي المباراة ضد إيطاليا تعثر المدرب. الفريق الألماني لم يحسن لعبه ببساطة.
صورة من: Jens Wolf/dpa/picture-alliance
نجم لوف والطاقم في ملعب ماراكانا
بعدها جاء التتويج في 2014! بفضل هدف واحد لصفر في الوقت الإضافي ضد الأرجنتين ضمنت ألمانيا للمرة الرابعة كأس العالم. لوف وصل إثرها إلى القمة. في البرازيل حقق وألمانيا الشغوفة بكرة القدم حلم اللقب العالمي، وقد تحقق الحلم دون خسارة وبنتيجة سبعة أهداف مقابل هدف واحد ضد البلد المضيف في النصف النهائي.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Gebert
تبخر حلم الفوز بلقب البطولة الأوروبية مجددا
خلال البطولة الأوروبية 2016 في فرنسا لم يكن البلد المضيف في النصف النهائي أفضل في مارسيليا، لكنه برهن على فاعلية أكبر. وانتهى حلم البطولة الأوروبية بعد لقب كأس العالم، وبالرغم من ذلك مدد لوف عقده حتى 2020 وبحماسة لخوض غمار بطولة كأس العالم 2018 في روسيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Weiken
ثقة خادعة بعد الفوز بكأس القارات
سنة قبل انطلاق فعاليات بطولة كأس العالم 2018 بدت الكرة الألمانية مستعدة للسنوات القادمة، على الأقل ظهرت مستعدة للدفاع عن لقب كأس العالم 2018 في روسيا. وبتشكيلة تنقصها التجربة فاز لوف في كل مباراة في كأس القارات وأحرز اللقب في صيف 2017.
صورة من: picture-alliance/M.Meissner
المكسيك تقسم ظهر ألمانيا في روسيا
كيف يمكن للمرء أن يخطأ! تأهل المنتخب الألماني بجدارة لخوض مونديال روسيا 2018، ومدد لوف بفترة وجيزة قبل انطلاق المسابقة عقده حتى 2022. إلا أنه في روسيا ظل الفريق الألماني دون إمكانياته وأُقصي منذ الدور الأول كأول منتخب ألماني في تاريخ المسابقة. آخرون كانوا سيقدمون استقالتهم، إلا أن لوف لم يفعل ذلك، فهو سيبقى مدربا للمنتخب الألماني.
صورة من: picture-alliance/S.Matzke
15 صورة1 | 15
الانتقاد الثالث الذي وجه إلى بيرهوف والأهم، هو قيام الأخير بصب مزيد من الزيت على نار الخطاب الشعبوي الذي رافق هذا الجدل. فكثيراً ما تردد في هذا الخطاب بأن أوزيل وغوندوغان ليسا من "الألمان الحقيقيين"، بـ"دليل" أن أوزيل "لايردد النشيد الوطني"، كما أُثير ذلك منذ مونديال البرازيل 2014.
وما يدعم هذا الطرح أن الاتحاد الألماني لم يتخذ موقفاً حازماً للدفاع عن أوزيل لرفض الخطاب العنصري الذي أثير ضده، لأن مكافحة العنصرية هي أيضاً من الأسس الأخلاقية للاتحاد الألماني، خاصة أن أوزيل عكس غوندوغان التزم الصمت ولم يخرج إلى أي من وسائل الإعلام، تاركاً الجدل يأخذ الديناميكية التي أخذها.
ويتساءل العديد من المعلقين عن دوافع هذه التصريحات، هل لأن أوزيل قرر سلفاً اعتزال اللعب الدولي ولهذا أراد الاتحاد "تهدئة" الخواطر الشعبية؟ أم أنها بالأحرى خطوة لإجبار أوزيل على الاعتزال وتحميله المسؤولية كبداية لعملية "تقييم صارمة"، وعد بها المدرب لوف وطاقمه لتحليل أسباب الإخفاق الكارثي ؟!