بيروت - تل أبيب: مبادرة شبابية تدعو للسلام
٦ أكتوبر ٢٠٠٦شكلت الحرب الإسرائيلية اللبنانية، التي اندلعت في منتصف يوليو/تموز، صدمة للعالم كله، حيث لم يتوقع أحد مدى العنف الذي ظهر في تلك الفترة. وبينما كانت وسائل الإعلام من الجانبين تحاول إخفاء الكثير من الحقائق عن الجانب الآخر، تمكن الشباب عبر شبكة الانترنت من اكتشاف العالم المجهول، وعبر المدونات التي يكتبها أشخاص من وسط النيران عرف الشباب الإسرائيليون الكثير عن "إخوانهم في الإنسانية" في الجانب الآخر. ومن بين هؤلاء مجموعة من عشر شباب من الفنانين: موسيقيين وصانعي أفلام في تل أبيب رافضين لسياسة دولة إسرائيل، قرروا أن يقوموا بمبادرة سلام بهدف بناء جسور توصل مع الشباب اللبناني.
ويصف الشاب الإسرائيلي معوز لنا دوافع ولادة هذا المشروع الفريد من نوعه قائلاً: "لقد شعرنا أن هناك انعدام في التعاطف والتضامن بين الشعبين، كما أدركنا أن عدم التضامن يعطي الفرصة للحرب لتستمر. وتمنينا أن تكون هناك فرصة لننظر في أعين بعضنا البعض ونتحدث معاً كبشر".
الانترنت تفتح أبواباً مغلقة
ونظرا لصعوبة تحقيق هذا الحلم بشكل مباشر، جاءت الانترنت لتجعله تطبيقه على أرض الواقع ممكنا، فعن طريق أفلام فيديو قصيرة (فيديو كليب)، يظهر فيها الشباب وهم يتحدثون عن أنفسهم لإخوتهم في الجهة الأخرى. كما يضيف معوز في اطار وصفه لمراحل تطور المشروع: "قمنا بإنتاج بعض الأفلام لأنفسنا وأصدقائنا. لكن للآسف حتى الآن ليس معنا مشاركات لبنانية وهو ما يؤخر وضع هذا الموقع على الانترنت فنحن نرفض أن يكون موقعاً من جانب واحد.
وقد حاولنا أن نتصل ببعض الشباب اللبنانيين عن طريق الانترنت، عن طريق المدونات أو عن طريق بعض الأصدقاء لدينا ولكننا حتى الآن لم نجد أصدقاء على استعداد للمشاركة معنا. إلا أنني عرفت مؤخراً أن اللبنانيين غير مسموح لهم قانونياً بالمشاركة في مشروع علني مع إسرائيليين، وهو غير مسموح للإسرائيليين أيضاً، إلا أن هذا القانون غير معمول به في إسرائيل".
الانترنت فرصة للتعارف حتى مع من يطلق عليهم "أعداء"
يعرف معوز وأصدقاؤه أن هذه المبادرة ما هي إلا نقطة ماء حلوة في محيط مالح، وأن هناك الكثير مما يجب عمله على عدة مستويات وبعدة طرق، إلا أنه مقتنع بأهمية الانترنت الكبيرة، خاصة بالنسبة للشباب من صغار السن، الذين يستقون الكثير من المعلومات من خلالها. ويشدد معوز على دور الإنترنت قائلا: "الإنترنت وسيلة في غاية الأهمية، لأنها تسمح للشباب وهم في منازلهم بالتعبير عن أنفسهم، كما أنها مكان رائع للتواصل الدولي، وهنا تكمن في الواقع أهميتها الحقيقية. فعن طريق هذا الفراغ المفتوح والمتسع للجميع يمكن للشاب معرفة الكثيرعن الآخرين والتعبير عن الكثير دون الكشف عن هويته، كما تفتح الشبكة العنكبوتية المجال للتعرف على أصدقاء من كل مكان في العالم وهذا أكثر ما يجذب الأجيال الجديدة."
وفي نفس الإطار يؤكد معوز على رؤيته بقوله: "عن طريق موقعي تعرفت على أصدقاء في الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك فأنا لا أجد سبباً في أن لا يكون لي أصدقاء في لبنان أو ما يطلق عليها أعداء. أتمنى أن يعم السلام وأتمنى أن يتحقق حلمنا في العيش بأمان إنطلاقا من هذا الموقع. كما أتنمى أن يرى الناس بعضهم البعض كآدميين وليس كأعداء، وأن ينظروا لبعضهم البعض ويتعرفوا على بعضهم البعض دون التفكير في خلافاتهم أو في كونهم غرباء".
لمعرفة المزيد عن المشروع أو المشاركة به يمكنكم الاتصال بمعوز على العنوان الالكتروني التالي:
beirutelaviv@gmail.com