"بيغيدا" تحرض ضد شوكلاتة بسبب صور لاعبين من أصول أجنبية
علاء جمعة ٢٥ مايو ٢٠١٦
قام ناشطون من حركة أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب "بيغيدا" بحملة مضللة وعنصرية على فيسبوك وذلك بعد أن عرضت الشركة المنتجة لشكولاتة "كيندر" صورا لأعضاء فريق المنتخب الألماني عندما كانوا أطفالا على غلاف المنتج الخاص بها.
إعلان
بدأت القصة بعد أن قامت الشركة الشهيرة بحملة إعلانية على غلاف علب الشوكولاتة "كيندر"، وذلك في إطار بطولة أوروبا لكرة القدم 2016، حيث نشرت صورا لأعضاء المنتخب الألماني وهم أطفال، مثل غوتسه، وغوندغان، كرامر وبواتنغ، وغيرهم.
إلا أنه ووفقا لموقع شبيغل أونلاين فإن أعضاء من حركة بيغيدا، لم يعجبهم عرض هذه الصور، لأنها تضم لاعبين من أصول أجنبية، فنشروا صورا للاعب بايرن غيروم بواتينغ، ولاعب دورتموند ايلكاي غوندغان، بشكل منفرد، هاجموا الشركة المنتجة لـ"كيندر" بأنها تريد استبدال صور الأطفال الألمان بصور أجانب من أصول مهاجرة، وهو ما دفع البعض إلى التعليق بعنصرية على الموضوع.
نصف الحقيقة
وتناولت مجلة فوكس الموضوع، حيث نشرت تعليقا على الحملة التي قام بها أعضاء بيغيدا، حيث قالت " يبدوا أن الألماني بنظر بغيدا يجب أن يكون أشقرا، وعيناه زرقاوان"، وهو إعادة لما كان يصف به الزعيم النازي أدولف هتلر الجنس الجرماني. ووفقا للمجلة الألمانية فإن أعضاء بيغيدا قدموا معلومات "مضللة" للجمهور، فهم لم يعرضوا كل صور أعضاء الفريق، بل اختاروا عينات منه، تتوافق مع ما يريدون توصليه من رسالة منقوصة للجمهور. ونشرت المجلة بعض التعليقات العنصرية التي نشرها أعضاء بيغيدا وتحرض ضد الأجانب وضد الشركة متهمة إياها بمحاولة الترويج للأجانب في ألمانيا على حساب الألمان.
الشركة ترفض إستغلال إسمها في سلوكيات عنصرية
ووفقا لموقع شبيغل أونلاين فإن شركة فريرو، التي تنتج شوكلاتة كيندر، نأت بنفسها عن هذه الطريقة في استغلال حملتها لأغراض دعائية وسياسية، حيث قالت " نحن في شركة فريرو، ننأى بنفسنا بكل وضوح عن أي شكل من أشكال الكراهية والتمييز ضد الأجانب". وتابعت الشركة " نحن لا نقبل ولا نتسامح مع ما نشر على موقع الفيسبوك".
يذكر أن حركة أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" والمشهورة باسم "بغيدا" تنادي بوقف هجرة المسلمين إلى ألمانيا وبالعمل على وقف ما تسميه "أسلمه الدولة".
ع.أ. ج/ع.ج.م
تعصب وتطرف أم خوف من الآخر؟ مظاهر العنف في أوروبا
لئن عاشت الأغلبية العظمى في أوروبا من أوروبيين ومن أصول مهاجرة من مختلف الأديان والثقافات في كنف السلام والاحترام، إلا أنها لم تخل أيضا من مظاهر للعنف تحت ذرائع مختلفة: دينية وقومية وغيرها، لكنها مرفوضة من الأغلبية.
صورة من: picture-alliance/dpa/SDMG/Dettenmeyer
مظاهر التطرف والدعوة إلى العنف باسم الدين لم تقتصر على الدول العربية والإسلامية، بل أيضا دول غربية على غرار ألمانيا شهدت بدورها مظاهرات لأقلية سلفية حمل بعض عناصرها الأعلام السوداء ودعا فيها للعنف. الصورة لمظاهرة تعود إلى عام 2012 في مدينة بون الألمانية حيث تظاهر سلفيون ضد يمينيين متطرفين واعتدوا خلالها على رجال شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa
استخدام الدين كذريعة لارتكاب جرائم إرهابية، مثلما حدث خلال الاعتداء على مقر صحيفة شارلي إيبدو مطلع هذا العام وقتل 11 شخصا من طاقمها بدافع الانتقام لصور كاريكاتورية للرسول محمد نشرتها الصحيفة، أثار استهجان الملايين ليس في فرنسا وأوروبا فقط وإنما ايضا في العديد من الدول الإسلامية والعربية.
صورة من: Reuters/Platiau
الإرهابيون لم يستهدفوا مقر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية فقط وإنما أيضا شرطيا مسلما واسمه أحمد وشرطية أخرى كانت تنظم حركة المرور وكذلك أربعة يهود، بينهم يهودي تونسي، كانوا في أحد المتاجر اليهودية بصدد التبضع لإحياء مراسم السبت. العمليات الإرهابية كانت من توقيع تنظيم "الدولة الإسلامية".
صورة من: AFP/Getty Images/K. Tribouillard
وبعد الهجمات الإرهابية التي طالت باريس واسفرت عن سقوط 18 شخصا، ها هو الإرهاب تحت ذريعة الدين يضرب العاصمة الدنماركية كوبنهاغن ويتسبب في مصرع رجل يهودي كان يحرس كنيسا يهوديا وآخر مخرجا سينمائيا، ذنبه أنه كان حاضرا في ندوة حول حرية التعبير.
صورة من: Reuters/S. Bidstrup
ولكن مساجد المسلمين بدورها تعرضت أيضا للاعتداء بالحرق وتهشيم النوافذ وحتى لهجوم بالمتفجرات. ففي فرنسا مثلا ارتفع عدد الأعمال "المعادية للإسلام" بنسبة 70 بالمائة منذ الاعتداءات التي قام بها جهاديون في باريس في كانون الثاني/ يناير، مقارنة بعام 2014، وفقا لجمعية التصدي لمعاداة الإسلام الفرنسية.
صورة من: Reuters/Y. Boudlal
حتى المقابر اليهودية لم تسلم من اعتداءات بعض المتطرفين إما بدافع العنصرية أو بدافع معاداة السامية. على أحد القبور اليهودية في مقاطعة الآلزاس الفرنسية كتب باللغة الألمانية "أرحلوا أيها اليهود" إلى جانب الصليب المعقوف، رمز النازيين الذين أبادوا ستة ملايين من يهود أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa
حتى وإن كان هؤلاء لا يمثلون إلا أقلية مطلقة داخل المجتمع الألماني، إلا أن النازيين الجدد، الذين يستلهمون أفكارهم من النازية واليمين المتطرف، يشكلون مصدر قلق في ألمانيا، خاصة وأنهم لا يتوانون عن استخدام العنف ضد الأجانب أو من كان شكله أو مظهره يوحي بأنه ليس ألمانيا. وفي الفترة الأخيرة سجل في عدد من الدول الأوروبية صعود التيارات اليمينية المتطرفة، مستغلة أعمال الإرهابيين للإسلاميين المتطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
ولازال القضاء الألماني ينظر في قضية خلية تسيفيكاو النازية، والتي سميت نسبة لمدينة تسيفيكاو الواقعة شرقي ألمانيا، في محاكمة تحظى باهتمام دولي الواسع. هذه الخلية متهمة بقتل عشرة أفراد، تسعة أتراك ويوناني في ألمانيا، ذنبهم الوحيد أن أشكالهم توحي بأصولهم الشرقية. في الصورة العضوة الوحيدة المتبقة من الخلية، بعدما انتحر عنصران منها، والتي ترفض الإدلاء بأي تفصيل يساعد في الكشف عن الحقيقة.
صورة من: Reuters/M. Rehle
اليمينيون المتطرفون استغلوا مخاوف البعض في ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية من عدم معرفتهم للإسلام والمسلمين وخلطهم بالتطرف الإسلامي، خاصة بعد الجرائم البشعة التي ارتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" في المناطق التي سيطر عليها في العراق وسوريا، للدعوة إلى مظاهرات مناهضة للإسلام. الصورة مظاهرة مناهضة للإسلام في مدينة هانوفر، شمالي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
وبعد الانتقادات اللاذعة والرفض الشعبي الألماني الواسع للمظاهرات المناهضة للإسلام، أصبحت هذه الاحتجاجات نقتصر على بعض اليمينيين المتطرفين الذين خرجوا للتظاهر ضد قدوم اللاجئين إلى ألمانيا، معللين رفضهم بأن ثقافة هؤلاء تختلف عن ثقافتهم وأنه لا يمكنهم الاندماج في المجتمع الألماني.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
بعض المتطرفين اليمينيين أصبح يعمد بدل الاحتجاج إلى إضرام النيران في البنايات والمقرات التي من شأنها أن تأوي اللاجئين. حتى وإن لم تسفر عمليات إحراق المباني عن أي أضرار بشرية، إلا أن تكرارها في عدد من الولايات والمدن الألمانية أثار قلقا وجدلا واسعا في البلاد.