"بيغيدا" تدعو لمسيرات جديدة ومظاهرات مضادة في كولونيا وبرلين
٥ يناير ٢٠١٥
تعتزم حركة "بيغيدا" المناهضة للإسلام تنظيم مظاهرتها الأولى في العام الجديد مساء اليوم في مدينة دريسدن الألمانية، فيما دعا الرجل الثاني في حكومة ميركل لبحث تنامي أعداد المتعاطفين مع هذه الحركة.
إعلان
دعت حركة "بيغيدا" للتظاهر اليوم الاثنين (الخامس من يناير/ كانون الثاني 2015) في دريسدن وعدد من المدن الألمانية الأخرى.و يذكر أن نحو 17500 شخص شاركوا في مظاهرة للحركة التي يعني اختصارها "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" قبيل الاحتفالات بعيد الميلاد (الكريسماس)، في أعلى نسبة مشاركة حتى الآن. وتحتج الحركة مما تعتبره "اغترابا" للمجتمع بسبب تواجد اللاجئين. وتعتزم فروع للحركة تنظيم مظاهرات في مدينتي برلين وكولونيا اليوم الاثنين. وفي المقابل يعتزم مناهضون لحركة "بيغيدا" تنظيم مظاهرات مضادة في دريسدن وبرلين وكولونيا وشتوتغارت.
ألمانيا المتعددة - حصيلة 60 عاما من الهجرة
احتلت ألمانيا هذا العام المرتبة الثانية من بين الدول المفضلة لدى المهاجرين. بدأت الهجرة إلى ألمانيا قبل 60 عاما، ويقدم متحف "بيت التاريخ الألماني" في بون معرضا عن تاريخ الهجرة. إليكم بعض أشواط مراحلها.
صورة من: DW/J. Hennig
في سنة 2013 وحدها هاجر أكثر من 1.2 مليون شخص إلى ألمانيا. بدأت الهجرة إلى ألمانيا في خمسينات القرن الماضي حيث قصدها خاصة الباحثون عن العمل، أما أغلب المهاجرين الجدد حاليا فهم من دول الاتحاد الأوروبي.
صورة من: DW/J. Hennig
خلال خمسينات القرن الماضي بدأت "المعجزة الاقتصادية في ألمانيا الغربية" وساهم المهاجرون في سد النقص الحاصل في الأيدي العاملة. قدم أغلبهم بأمتعة قليلة ودون أسرهم.
صورة من: DW/J. Hennig
في الفترة ما بين 1955 و1968 وقعت حكومة ألمانيا على تسع اتفاقيات تعاون مع إيطاليا وإسبانيا واليونان وتركيا والمغرب وجنوب كوريا والبرتغال وتونس ويوغسلافيا، لاستقدام عمال من هذه الدول.
صورة من: DW/J. Hennig
من ضمن شروط القبول للعمل في ألمانيا القيام بإجراء فحوصات طبية تثبت خلو الباحث عن العمل من الأمراض وقدرته على العمل. وتم إجراء الفحوصات الطبية في البلدان الأصلية.
صورة من: DW/J. Hennig
كان المهاجر البرتغالي أرماندو رودريغز دي سا المهاجر رقم مليون عندما وصل إلى محطة قطارات كولونيا – دويتس. فوجئ أرماندو باحتفال استقباله وبدراجة ناريه هدية له. أخذه شعور الخوف من ترحيله للبرتغال عندما سمع إسمه في مكبر الصوت .
صورة من: DW/J. Hennig
بهذه السيارة "فورد ترانزيت" وصل المهاجر التركي صبري غولير إلى ألمانيا قادما من تركيا عن طريق البر. كان المهاجرون الأتراك يفضلون هذه السيارة التي أطلق عليها آنذاك إسم "عربة الأتراك".
صورة من: DW/J. Hennig
في ألمانيا الشرقية بدأت هجرة العمال إليها خلال منتصف ستينيات القرن الماضي ووقعت حكومتها على اتفاقيات مع دول المعسكر الاشتراكي ومع فيتنام لاستقدام عمال لمصانع النسيج والألبسة.
صورة من: DW/J. Hennig
مكث "العمال الضيوف" في ألمانيا واستقدموا عائلاتهم لاحقا للعيش معهم في ألمانيا. انتشرت المطاعم والأطباق الأجنبية مع انتشار المهاجرين الأجانب في ألمانيا، فأصبحت أكلة الشاورما التركية "دونر" من أكثر الأكلات الشعبية مبيعا في البلد.
صورة من: DW/J. Hennig
في سنة 1989 وقبل سقوط الجدار بلغ عدد العمال الأجانب في ألمانيا الشرقية نحو 190 ألف عامل، أما في ألمانيا الغربية فكان عددهم 5 ملايين شخص. وبدأت مخاوف البعض من زيادة أعداد المهاجرين تظهر للعيان وتتصدر عنوانين الصحف والمجلات.
صورة من: DW/J. Hennig
كانت هناك تخوفات أيضا لدى بعض الأجانب من الاندماج في المجتمع الجديد. المخرج التركي الأصل فاتح أكين سلط الضوء على هذه الظاهرة في فلمه "ضد الجدار"، والذي حاز على جائزة "البرليناله" عام 2004.
صورة من: DW/J. Hennig
عام 2011 تم اختيار مواطن من أصل أوغندي أميرا لاحتفالات الكرنفال التقليدية في إحدى الجمعيات، فأصبح بذلك رمزا للاندماج في مدينة آخن وإيقونة ضد أي مظهر عنصري.
صورة من: DW/J. Hennig
11 صورة1 | 11
مظاهرات مضادة
وتدعو المظاهرات المضادة إلى نبذ العنصرية ومعاداة الأجانب وتطالب بمجتمع منفتح على العالم ومتسامح. وتعتزم كاتدرائية كولونيا، إحدى أهم معالم المدينة، إطفاء إضاءتها الخارجية خلال الفترة التي ستقيم فيها حركة "بيغيدا" مظاهرتها اليوم، تعبيرا عن احتجاجها على الحركة.
تجدر الإشارة إلى أن الخبراء يحسبون عناصر من منظمي الحركة ومناصريها على التيار اليميني المتطرف. وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد دعت في خطابها بمناسبة العام الجديد المواطنين إلى عدم المشاركة في مظاهرات "بيغيدا"، واصفة القائمين على تلك المظاهرات بأن قلوبهم "ملئى بالبرودة والكراهية".
من جهته حث زيغمار غابرييل، وزير الاقتصاد والطاقة الألماني والرجل الثاني في الائتلاف الحكومي الذي تقوده ميركل، الساسة في بلاده على بحث تنامي عدد المتعاطفين مع حركة "بيغيدا". وفي تصريحات لصحيفة "بيلد آم زونتاغ" الألمانية الصادرة أمس الأحد، قال غابرييل إن هؤلاء المتعاطفين "لديهم فيما يبدو انطباع بأنهم ما عادوا يجدون آذانا صاغية". وأضاف زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن الكثيرين يعتقدون أن القضايا التي تشغلهم في حياتهم اليومية لا تلقى اهتماما من قبل الساسة أو الإعلام بل يجري إهمالها حتى على الرغم من عدم مشاركة أصحاب هذه القضايا في مظاهرات الحركة.