بينهم اثنان بتهمة التخابر.. حماس تعدم خمسة فلسطينيين في غزة
٤ سبتمبر ٢٠٢٢
لأول مرة منذ خمس سنوات تنفذ حماس أحكام إعدام في غزة، ويستأثر القطاع تقريبا بأحكام الإعدام المنفذة، منذ تأسيس السلطة الفلسطينية وأدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عمليات الإعدام ووصفها بأنها "انتهاك للقانون الفلسطيني".
إعلان
أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة في بيان أنه تم صباح الأحد (4 سبتمبر/ أيلول 2022) تنفيذ أحكام بالإعدام في خمسة فلسطينيين هم اثنان متهمان "بالتخابر مع الاحتلال" وثلاثة "مدانون بارتكاب جرائم قتل".
وهذه هي المرة الأولى التي تنفذ في القطاع أحكام إعدام منذ أكثر من خمس سنوات. ولم يذكر البيان الأسماء الكاملة لأي من الرجال المدانين. وقال إن ثلاثة أدينوا بالقتل. وأضاف أن الجاسوسين المدانين، البالغين من العمر 44 و54 عاما، قدما لإسرائيل معلومات أدت إلى مقتل فلسطينيين.
وأحجم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يشرف على أجهزة المخابرات الإسرائيلية، عن التعليق.
وجاء في البيان أنه تم تنفيذ أحكام الإعدام "بعد استنفاد درجات التقاضي كافة، وأصبحت الأحكام نهائية وباتة وواجبة النفاذ، بعد أن مُنح المحكوم عليهم حقهم الكامل في الدفاع عن أنفسهم بحسب إجراءات التقاضي".
ولم يتسن لرويترز التأكد من ذلك حتى الآن.
وتندد جماعات حقوقية فلسطينية ودولية بعقوبة الإعدام وتحث حماس والسلطة الفلسطينية، التي تمارس حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية، على إنهاء هذه الممارسة.
وأدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عمليات الإعدام التي نفذتها حماس ووصفها بأنها انتهاك للقانون الفلسطيني والالتزامات الدولية التي قطعتها السلطات الفلسطينية.
وذكر المركز أنه منذ سيطرة حركة حماس على غزة عام 2007، قضت محاكمها بإعدام نحو 180 فلسطينيا ونفذت الأحكام بحق 33 منهم حتى الآن، ودون مصادقة الرئيس عباس.
وبحسب المركز، ارتفعت أحكام الإعدام المنفذة منذ تأسيس السلطة الفلسطينية في العام 1994 إلى 46 حكما، بينها 44 حكما نفذت في قطاع غزة وحكمان في الضفة الغربية المحتلة.
وشهد العام الحالي ارتفاعا في إصدار أحكام الإعدام في قطاع غزة والتي بلغت 17 حكما، ما يرفع عدد الأحكام الصادرة بالإعدام منذ تأسيس السلطة الفلسطينية إلى 270 حكما، 240 منها في قطاع غزة.
ما هي تهم من نفذ بهم الإعدام؟
ونشرت "وزارة الداخلية" في غزة الأحرف الأولى وتواريخ ميلاد المحكومين الخمسة من دون أن تكشف هوياتهم بالكامل. وقال البيان إن أحد الذين أعدما بتهمة "التخابر مع الاحتلال" ويدعى "خ. س." مولود في 1968 ومن مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة. وقد أدين بتزويد إسرائيل في 1991 بمعلومات عن مسلحين فلسطينيين وأماكن إقامتهم، إضافة إلى معلومات عن موقع منصات إطلاق الصواريخ، وأعدم شنقا. أما المتهم الثاني الذي أعدم رميا بالرصاص "ن أ" فمولود في 1978 وأدين بتزويد إسرائيل في العام 2001 بمعلومات استخباراتية أدت إلى هجمات نفذها الجيش الإسرائيلي.
أما الثلاثة الآخرون فقد حكموا بالإعدام بعد إدانتهم بجرائم قتل.
ولطالما اعتبر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن تنفيذ أحكام الإعدام "مخالف للقانون الدولي"، مطالبا السلطات في قطاع غزة باستبدال عقوبة الإعدام بالأشغال الشاقة المؤبدة.
وتقول حماس إنها تطبق عقوبة الإعدام بموجب "قانون العقوبات الثوري" لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ مع أن الحركة ليست عضوا فيها بينما لم تدرج المنظمة العقوبة في قانونها المتعلق بالحقوق الأساسية للعام 2003.
ويعاقب "القانون الفلسطيني" بالإعدام جرائم التعامل مع إسرائيل والقتل والاتجار بالمخدرات على أن يصادق الرئيس الفلسطيني على هذه الأحكام. لكن حماس لا تعترف بشرعية الرئيس عباس.
ويسود الانقسام بين الفصيلين الفلسطينيين فتح وحماس منذ 2007 بعد سيطرة الأخيرة على الحكم في القطاع المحاصر، والمكتظ بالسكان الذين يبلغ عددهم نحو 2,3 مليون نسمة ويعاني من بطالة تزيد عن 50 في المئة.
ع.ش/ص.ش (أ ف ب، رويترز)
30 عاماً على تأسيس حماس- بين العمل العسكري ودهاليز السياسة
في مثل هذا اليوم قبل ثلاثين عاماً، أعلنت "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) انطلاقتها. ما خلفيات وإرهاصات التأسيس؟ وما أهم المفاصل التاريخية التي مرت بها الحركة؟ وما أهم ما يميز علاقتها مع الإقليم والعالم؟
صورة من: Getty Images/AFP/M. Abed
الجذور والتأسيس
تُعرّف "حركة المقاومة الإسلامية"، المعروفة اختصاراً بـ"حماس"، عن نفسها بأنها "جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين". في 14 كانون الأول/ديسمبر 1987 اجتمعت شخصيات، من أبرزها أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، وأعلنت عن تأسيس الحركة. جاء ذلك الإعلان بعد أسبوع على اندلاع "الانتفاضة الفلسطينية الأولى".
صورة من: Getty Images/AFP/E. Baitel
الميثاق
في 18 آب/أغسطس 1988 صدر "ميثاق حماس" محدداً هوية وأهداف الحركة. وصف الميثاق الصراع مع إسرائيل على أنه "ديني" ودعا "إلى تدمير إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية على كامل فلسطين التاريخية".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Saber
ضد اتفاقات أوسلو
في 14 أيلول/سبتمبر من عام 1993 وبعد يوم من توقيع اتفاقات أوسلو للحكم الذاتي بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، خرج 300 شخص من حماس للتظاهر ضد الاتفاق داعين إلى مواصلة مهاجمة الجيش الإسرائيلي. وفي ذات اليوم، نفذت حماس أول تفجير انتحاري في قطاع غزة.
صورة من: picture-alliance/CPA Media
الفوز في انتخابات 2006
قاطعت حماس انتخابات الحكم الذاتي الفلسطيني في عام 1996 لأنها منبثقة من "اتفاقات أوسلو" حسب ما أعلنت الحركة آنذاك، غير أنها عادت وشاركت في انتخابات 2006 وحققت فوزاً ساحقاً على حساب حركة "فتح".
صورة من: AP
الانقسام والسيطرة على غزة
في 15 من حزيران/يونيو 2007، عقب اندلاع معارك عنيفة أدت إلى مقتل مئات الفلسطينيين بين أفراد القوى الأمنية التابعة لحركتي حماس وفتح سيطرت "حماس" على القطاع وطردت الكوادر الفتحاوية وقواها الأمنية من القطاع.
صورة من: picture-alliance/Zumapress
الاتحاد الأوروبي يصنفها بـ "الإرهابية"
في 26 تموز/يوليو 2017 أيدت "محكمة العدل الأوروبية" قراراً صادراً عن "المجلس الأوروبي" بإبقاء الحركة على لائحة الاتحاد الأوروبي "للإرهاب". وكان الاتحاد الأوروبي قد أدرج حماس لأول مرة على قائمته للمنظمات الإرهابية أواخر عام 2001 على خلفيات تنفيذها عمليات "انتحارية".
صورة من: picture alliance/dpa/J. Kalaene
اغتيالات
في 22 آذار/مارس 2004، قامت إسرائيل باغتيال الزعيم الروحي للحركة أحمد ياسين. وبعد أقل من شهر، تم اغتيال خليفته عبد العزيز الرنتيسي. وقبلها بعامين اغتالت إسرائيل القائد العسكري في الحركة ومؤسس جناحها العسكري "كتائب عز الدين القسام" صلاح شحادة. كما كانت عمليات الاغتيال قد طالت أعضاء بارزين في الحركة كيحيى عياش وغيره.
صورة من: AP
حروب مع إسرائيل
في 12 أيلول/سبتمبر 2005، انسحب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة بقرار أحادي الجانب. وخاضت الحركة وفصائل فلسطينية أخرى عدة حروب مع إسرائيل أبرزها في الأعوام 2008 و2009 و2012 و2014.
صورة من: picture-alliance/dpa
"وثيقة سياسية جديدة"
في الأول من أيار/مايو 2017، أعلنت الحركة من الدوحة عن تعديلات على برنامجها السياسي وافقت بموجبها على إقامة دولة فلسطينية بحدود عام 1967، مؤكدة أن الصراع "سياسي" وليس "دينياً" وبقبولها بفكرة إقامة الدولة الفلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. من جانبها رفضت إسرائيل التعديلات قائلة إن حماس "تحاول خداع العالم".
صورة من: Reuters/N. Zeitoon
المصالحة مع "فتح"
في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2017 وقعت حركتا فتح وحماس في مقر "المخابرات العامة المصرية" في القاهرة على اتفاق المصالحة بهدف إنهاء عقد من الانقسامات بين الطرفين. واتفق الطرفان على أن تتسلم السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة الخاضع حالياً لسلطة حركة حماس، بحلول الأول من كانون الأول/ديسمبر "كحد أقصى". وقبل أيام فشلت الحركتان في الالتزام بذلك الموعد وتبادلتا الاتهامات بالمسؤولية عن ذلك.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
علاقات متميزة مع إيران وتركيا وقطر وحزب الله
تقدم إيران مختلف أشكال الدعم السياسي والمالي والعسكري لحركة حماس. كما تقيم الحركة علاقات وطيدة وتنسيق عالي المستوى مع حزب الله. وبالمثل وعلى خلفيته الإسلامية يقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساندة ودعماً للحركة على عدة أصعدة. وبالمثل تفعل قطر التي زار أميرها السابق حمد بن خليفة قطاع غزة في عام 2012.
صورة من: AP
علاقة متوترة مع مصر والسعودية والإمارات
تقدم السعودية ومصر والإمارات وباقي دول الخليج دعماً للسلطة الفلسطينية، في حين تتسم علاقاتها بحركة حماس بالتوتر. وقد ازدادت العلاقات توتراً في السنوات الاخيرة على خلفية صراع السعودية مع الإخوان في مصر وباقي الدول العربية. كما أدت الأزمة الخليجية الأخيرة إلى صب مزيد من الزيت على النار.
صورة من: AP
حماس تتوعد بإسقاط قرار ترامب بشأن القدس
حماس مدرجة على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية. واليوم (14 كانون الأول/ديسمبر 2017) قال رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، خلال مهرجان جماهيري نظمته الحركة في الذكرى السنوية 30 لانطلاقتها في غزة: "سنسقط قرار ترامب مرة وإلى الأبد".
خ.س