بينيت أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور مصر منذ عشر سنوات
١٣ سبتمبر ٢٠٢١
عقب لقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي بشرم الشيخ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت إن الاجتماع كان "مهما وجيدا للغاية". بدوره أكد الرئيس المصري على ضرورة "دعم حل الدولتين" وجهود القاهرة لإعادة إعمار المناطق الفلسطينية.
إعلان
في أول زيارة رسمية لرئيس وزراء إسرائيلي لمصر منذ عشر سنوات، التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في منتجع شرم الشيخ بجنوب سيناء، رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت اليوم الاثنين (13 سبتمبر/ أيلول 2021). وكان بينيت وهو رئيس حزب يميني تولى السلطة في يونيو/ حزيران، قد تلقى دعوة لزيارة مصر من السيسي الشهر الماضي.
ويرجع الاجتماع الأخير بين رئيس مصري ورئيس وزراء إسرائيلي إلى العام 2011، عندما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو الرئيس المصري الراحل حسني مبارك في مدينة شرم الشيخ، قبل شهر تقريبا من الاطاحة به. وكان السيسي قد استقبل قبل عشرة أيام نظيره الفلسطيني والعاهل الأردني للبحث في تطور الأوضاع في القدس.
وبعد لقائه مع السيسي قال بينيت إن الاجتماع مع الرئيس المصري كان "مهما وجيدا للغاية".
ومن جهته، أوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي أن المحادثات تناولت "تطورات العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، فضلاً عن مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصةً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية".
وأكد السيسي، وفق المتحدث باسمه، "دعم مصر لكافة جهود تحقيق السلام الشامل بالشرق الأوسط، استنادا إلى حل الدولتين وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية".
وانهارت محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين في 2014 ويقول محللون إن احتمالات استئنافها ضئيلة للغاية، علما بأن نفتالي بينيت قومي يترأس ائتلافا يضم العديد من الأطياف السياسية في بلاده ويعارض قيام دولة فلسطينية.
وأشار الرئيس المصري إلى ضرورة "دعم المجتمع الدولي جهود مصر لإعادة الإعمار بالمناطق الفلسطينية، بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لاسيما مع تحركات مصر المتواصلة لتخفيف حدة التوتر بين الجانبين بالضفة الغربية وقطاع غزة".
وأتت محادثات السيسي وبينيت فيما ذكر وزير الخارجية الاسرائيلي يائير لبيد الأحد بأهمية الدور المصري في معرض طرحه خطة لتنمية غزة تستهدف تحسين حياة المواطنين في القطاع في مقابل أمن إسرائيل.وقال لبيد "لن يحدث ذلك بدون دعم وانخراط شركائنا المصريّين، وبدون قدرتهم على التحدّث مع جميع الأطراف المعنيّين".
و ترتبط مصر منذ العام 1979 باتفاق سلام مع إسرائيل وغالبا ما تقوم بوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وعلى الرغم من دعم القاهرة للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس إلا أنها تعمل دائما على التقريب بين الفصائل الفلسطينية باستضافتها جولات حوار بين حركتي حماس وفتح. وتظل مصر وسيطا تقليديا بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.
ص.ش/أ.ح (رويترز)
مصر وإسرائيل- سلام صعب بعد 40 عاما من اتفاقية كامب ديفيد
في سبتمبر/ أيلول 1978 وقعت مصر وإسرائيل اتفاقية سلام أنهت حالة الحرب بينهما وانسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء التي كانت تحتلها. الاتفاقية لم تحظ بالتأييد في العالم العربي، إذ اعتبرها العرب آنذاك "خيانة" للفلسطينيين.
صورة من: AP
سلام صعب
في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 1977 وصل الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس حيث أجرى محادثات مع رئيس الحكومة الاسرائيلية مناحيم بيغن واقترح في الكنيست عقد سلام "عادل ودائم" في كل المنطقة. لكن اتفاقية السلام التي تم التوصل إليها فيما بعد لم تلق التأييد من العرب الذين رأوا فيها آنذاك "خيانة" للقضية الفلسطينية، لاسيما وأن منظمة التحرير الفلسطينية ظلت خارج اللعبة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Daugherty
زيارة مفاجئة إلى القدس
خلال زيارته إلى القدس صافح السادات صافح أعداءه اللدودين ثم أجرى محادثات مع رئيس الحكومة الاسرائيلية مناحيم بيغن. وكانت الزيارة تاريخية لأن كل الاتصالات المصرية الاسرائيلية كانت سرية. في الصورة بيغن يهمس في أذن السادات خلال مأدبة عشاء بفندق الملك داوود بالقدس في الـ 20 من نوفمبر 1977.
صورة من: dpa
مفاوضات تمهيدية شاقة
مناحيم بيغن وأنور السادات يتصافحان وفي الوسط الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في الـ 17 سبتمبر 1978 بكامب ديفيد. وكان الرجلان قد شاركا قبلها طوال 13 يوما في محادثات لبلورة إطار اتفاقية للسلام في الشرق الأوسط يتم التوقيع عليها في الشهور الثلاثة التالية. وخلال القمة نوقشت 23 صيغة على الأقل للاتفاقات إلى جانب المراجعات التي لا تعد ولا تحصى.
صورة من: picture-alliance/dpa
توقيع أذهل العالم
السادات وبيغن والرئيس الأمريكي جيمي كارتر يوقعون على اتفاقية كامب ديفيد التي كادت أن تفشل. وبدأت القمة في الخامس من أيلول/ سبتمبر في كامب ديفيد مقر الرؤساء الأمريكيين في عطلة نهاية الأسبوع، وهي منطقة تضم حوالى عشرين منزلا في غابة تبعد نحو مائة كيلومترا عن واشنطن. ورافق القادة الثلاثة مستشاروهم الدبلوماسيون والعسكريون.
صورة من: picture-alliance/CNP/Arnie Sachs
رعاية أمريكية لاتفاقية صعبة
كارتر يتبادل أطراف الحديث مع السادات في كامب ديفيد، حيث تم التوقيع على اتفاقية السلام التي تنص في مقدمتها على أن "القاعدة المتفق عليها للتسوية السلمية للنزاع بين اسرائيل وجيرانها هي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 بكل أجزائه". وتحمل الوثيقتان اللتان وقعتا عنواني "إطار للسلام في الشرق الأوسط" و"إطار لإبرام معاهدة سلام بين مصر واسرائيل".
صورة من: picture-alliance/ dpa
جائزة نوبل للسلام
في تشرين الثاني/ نوفمبر منحت جائزة نوبل للسلام للرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغن لأنهما "كسرا الجليد الذي كان يفصل بين شعبيهما". وفي 26 آذار/ مارس 1979 وقع السادات وبيغن أول معاهدة سلام عربية اسرائيلية استعادت مصر بموجبها شبه جزيرة سيناء عام 1982.
صورة من: AP
اتفاقية مرفوضة شعبيا
رأت الدول العربية في المعاهدة "سلاما منفردا" وشكلا من الخيانة، لاسيما تجاه الفلسطينيين. وقد قطع العرب علاقاتهم مع مصر التي عُلقت عضويتها في الجامعة العربية. وفي تشرين الأول/ اكتوبر 1981 تم اغتيال أنور السادات الذي كان يواجه انتقادات حادة في بلده. وفي عام 1994 أصبح الأردن ثاني بلد عربي يقوم بتطبيع علاقاته مع اسرائيل.