تزايد التصعيد بين إسرائيل وقطاع غزة ولا مؤشرات تهدئة
١٢ مايو ٢٠٢١
على الرغم من الدعوات من كل أنحاء العالم لوقف التصعيد، إلا أنه لا تلوح في الأفق لحد الآن مؤشرات على التهدئة. إذ استمر إطلاق صواريخ من غزة في اتجاه إسرائيل، كما تواصلت الغارات الإسرائيلية على أهداف مختلفة في قطاع غزة.
إعلان
ارتفع عدد القتلى في اليوم الثالث من التصعيد العسكري بين قطاع غزة وإسرائيل الأربعاء (12 مايو/ أيار 2021) إلى 72 قتيلاً، غالبيتهم من الفلسطينيين، وإطلاق حركتي حماس والجهاد الإسلامي دفعات جديدة من الصواريخ من القطاع المحاصر، الذي يتعرض لحملة قصف وغارات جوية إسرائيلية دمرت أبنية بكاملها، فيما يحذر العالم من نزاع جديد.
وعلى الرغم من الدعوات من كل أنحاء العالم لوقف التصعيد، لا مؤشرات تهدئة حتى الآن، وفشل مجلس الأمن في اجتماع ثان مخصص للتطورات في الشرق الأوسط، في الخروج ببيان أو قرار.
وأعلنت إسرائيل مساء الأربعاء مقتل طفل في السادسة من عمره في مدينة سديروت جنوب البلاد، بعد إصابته إثر إطلاق حركة حماس 130 صاروخاً في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، ما يرفع عدد القتلى في الجانب الإسرائيلي منذ الاثنين إلى سبعة وأكثر من مائة جريح. وكانت أعلنت في وقت سابق عن مقتل جندي بصاروخ.
كما أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إطلاق أكثر من مائة صاروخ في اتجاه المدن الاسرائيلية، وفق بيان صادر عنها.
كما قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها "قصفت (مدن) عسقلان ونتيفوت وسديروت بمائة وثلاثين صاروخاً رداً على قصف برج الشروق (مبنى مكون من 14 طابقاً)، وكردٍ أولي على اغتيال ثلة من قادة القسام".
ويضم برج الشروق، الذي دُمر بكامله، مكاتب تلفزيون الأقصى وإذاعة صوت الأقصى التابعين لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، بالإضافة إلى عدد من المكاتب الصحفية المحلية والدولية.
وبهذا القصف، ارتفع عدد القتلى في قطاع غزة إلى 65، بينهم 16 طفلاً. ووصل عدد الجرحى إلى 365، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وفي سياق متصل، أكدت حركة حماس اليوم مقتل عدد من قادتها. كما قتل ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة في مواجهات مع قوى أمن إسرائيلية.
وتواصلت الغارات طيلة اليوم على أهداف مختلفة في القطاع المحاصر، الذي يقطنه قرابة مليوني شخص، واستهدفت مراكز عدة لحركة حماس، وفق ما أفاد صحفيون في وكالة فرانس برس.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الأربعاء: "الجيش سيواصل هجومه من أجل ضمان هدوء تام ودائم (...) يمكننا التحدث عن هدنة عندما نحقق هذا الهدف فقط"، في إشارة واضحة إلى ضرورة وقف حركة حماس تهديداتها بإطلاق الصواريخ على إسرائيل.
دعوة لعقد اجتماع للرباعية
على الصعيد الدبلوماسي، كرر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دعوته إلى "إنهاء العنف". وصرح في وقت سابق أن واشنطن ستوفد مبعوثاً إلى الشرقالأوسط لحضّ الإسرائيليين والفلسطينيين على "التهدئة". ودعا إسرائيل إلى بذل "كل ما بوسعها لتجنب سقوط ضحايا مدنيين".
من جانبه، دعا الاتحاد الأوروبي الأربعاء أيضاً إلى "وقف فوري" للعنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية "لتجنب صراع أوسع"، في بيان صدر عن وزير خارجيته جوزيب بوريل. وقال بوريل إنّ "الإطلاق العشوائي للقذائف من قبل حماس وجماعات أخرى باتجاه مدنيين اسرائيليين أمر غير مقبول. مع الاعتراف بحاجة إسرائيل المشروعة لحماية سكانها المدنيين، يجب أن يكون الرد متناسباً وخاضعاً لأقصى درجات ضبط النفس".
كما دعت فرنسا إلى بذل كل الجهود الممكنة لتجنب "نزاع دام". وقال وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان في مجلس الشيوخ: "شهد قطاع غزة ثلاثة نزاعات دامية في أقل من 15 سنة. يجب بذل كل الجهود الممكنة لتجنب نزاع رابع".
كما حث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إسرائيل والفلسطينيين على "ضبط النفس"، ودعا إلى "وقف التصعيد بشكل عاجل".
كذلك، دعا الرئيسان الروسي والتركي إلى "خفض التصعيد"، وفق ما أفاد الكرملين بعد اتصال هاتفي بينهما. وطالبت موسكو أيضاً بعقد اجتماع للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط.
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عقب لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في موسكو اليوم الأربعاء: "توصلنا إلى وجهة نظر مشتركة اليوم بأن المهمة الأكثر إلحاحاً هي عقد اجتماع اللجنة الرباعية للوسطاء الدوليين". وتتكون رباعية الشرق الأوسط من الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ونظمت احتجاجات كبيرة تضامناً مع الفلسطينيين في عدد من دول العالم، بينها بريطانيا والأردن والكويت ولبنان وعمان وباكستان وتونس وتركيا.
هذا وعلقت إسرائيل لفترة وجيزة يوم الاثنين عمليات الإقلاع من مطار بن جوريون وحولت الرحلات القادمة.
وعلى الرغم من تحذير مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، أمس الثلاثاء من أنّ العنف المتصاعد بين إسرائيل وحركة حماس المسيطرة على قطاع غزّة سيُفضي إلى "حرب شاملة"، فشلت اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي عُقد الأربعاء، وهو الثاني خلال ثلاثة أيام، لمناقشة التصعيد في الشرق الأوسط، في تبني إعلان مشترك وسط استمرار معارضة الولايات المتحدة لأي نص، وفق ما نقل دبلوماسيون.
هـ.د/ ي.أ (رويترز، د ب أ، أ ف ب)
في صور - محطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
الاختلاف في المواقف حول "صفقة القرن" بين إسرائيل والفلسطينيين، يخفي تاريخاً طويلاً من النزاعات والحروب بين الجانبين. في ما يلي نظرة عامة بالصور حول أبرز المحطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال العقدين الماضيين.
صورة من: AP
قمة كامب ديفيد عام 2000 / الانتفاضة الثانية
لم تنجح قمة كامب ديفيد، التي عُقدت في يوليو/ تموز عام 2000، وجمعت آنذاك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود براك، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، بوساطة الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون في التوصل إلى اتفاق بشأن وضع القدس أو ترسيم الحدود بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وبعدها انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية في سبتمبر/ أيلول عام 2000 على إثر زيارة ارييل شارون للمسجد الأقصى.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
الانسحاب من غزة
على إثر الانتفاضة الثانية، قررت إسرائيل الانسحاب الجزئي من الأراضي الفلسطينية. وانسحبت بعض القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ليتم بعدها إخلاء جميع المستوطنات الإسرائيلية البالغ عددها 21 مستوطنة في القطاع، وفقًا لخطة ارييل شارون. وبنت إسرائيل جداراً عازلاً يصل طوله إلى 750 كيلومتراً حول الضفة الغربية، بهدف منع وقوع هجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Zaklin
حرب لبنان و الانقسام الفلسطيني الداخلي
بلغ الصراع في الشرق الأوسط ذروته عام 2006. في حين كانت إسرائيل تشن حرباً ضد حزب الله في لبنان، ساد الصراع الداخلي بين حركتي فتح وحماس على السلطة. وفي عام 2007، أضعف انقسام السلطتين الفلسطينيتين في الضفة الغربية وقطاع غزة ـ والذي لا يزال مستمراً حتى اليوم ـ الجانب الفلسطيني.
صورة من: AP
عملية "الرصاص المصبوب"
في ديسمبر/ كانون الأول 2008، شنت إسرائيل هجمات اسمتها عملية "الرصاص المصبوب" على مجموعة أهداف في غزة. الهدف من هذه العملية كان إضعاف حركة حماس والقضاء عليها. وسبق الضربة العسكرية الإسرائيلية، تصعيد للصراع بين حركتي فتح وحماس. لكن بعد سيطرة حماس على القطاع، عاد التوتر. وفي يناير/ كانون الثاني عام 2009، انتهى الصراع بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفقًا للمصادر الفلسطينية.
صورة من: AP
عملية "عمود السحاب"
بقي الصراع مستمراً عام 2009، وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012، اغتال سلاح الجو الإسرائيلي، نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، ما أجج الصراع بين الجانبين. في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، بدأت إسرائيل عملية اسمتها "عمود السحاب". بعدها وافقت الحكومة الإسرائيلية وحماس على وقف إطلاق النار مرة أخرى.
صورة من: Getty Images
عملية "الجرف الصامد"
تعد حرب غزة عام 2014 أو ما يعرف بعملية "الجرف الصامد" الصراع العسكري الأكثر عنفاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال العشرين سنة الماضية. الحرب، التي استمرت سبعة أسابيع، تسببت في مقتل أكثر من ألفي شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
في مايو/ أيار عام 2018، تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل. القرار أثار موجة احتجاجات واسعة، استمرت لأسابيع وخلفت أكثر من ألفي جريح و حوالي خمسين قتيلاً.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
القرار بشأن الجولان
لا تزال سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط تثير الكثير من الجدل. وقد أثار اعترافه مؤخرا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ردود أفعال دولية غاضبة عبرت عن مخاوفها من تأجيج الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Ting Shen
تجدّد التصعيد
تجدد التصعيد مرة أخرى بين الإسرائيليين و الفلسطينيين، بعد شن الطائرات الإسرائيلية غارات على غزة رداً على إطلاق صاروخ منها على شمال تل أبيب أواسط مارس/ آذار 2019. وعلى إثرها ازدادت وتيرة التصعيد في غزة واستهدفت الغارات الإسرائيلية مكتب زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.
صورة من: picture-alliance/A.A. Alkahlout
موقف أمريكي جديد
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 أعلنت إدارة ترامب أنها لم تعد ترى في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية خرقا للقانون الدولي، وفيما رحبت إسرائيل بالموقف الأمريكي، أدانته السلطة الفلسطينية والأردن. فيما أكد الاتحاد الأوروبي أن موقفه لم يتغير، مؤكدا أن كل النشاط الاستيطاني بالأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني. فيما حذر مراقبون من تداعيات هذا الموقف على الوضع في الشرق الأوسط.
صورة من: imago images/UPI Photo
التمهيد لـ"صفقة القرن"
يُطلق مصطلح "صفقة القرن" على خطة السلام في الشرق الأوسط، التي عكفت إدارة ترامب منذ عام 2017 على إعدادها لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وكان من المتوقع أن يتم الكشف عنها مطلع 2018، لكنها تأجلت. وفي أول مؤتمر علني حول "صفقة القرن" في حزيران/ يونيو 2019 أطلق مستشار ترامب وصهره غاريد كوشنر الجانب الاقتصادي منها، في البحرين ضمن ورشة "من السلام إلى الازدهار"، وسط مقاطعة الفلسطينيين لها.
صورة من: Reuters
وسط ترحيب إسرائيلي ورفض فلسطيني
قوبل إعلان ترامب يوم 28 يناير/كانون الثاني 2020 عن خطته للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بترحيب إسرائيلي، ورفض وتنديد من قبل القيادة الفلسطينية. فيما توالت ردود فعل العواصم العربية والعالمية. ولا تتوفر حتى الآن معلومات دقيقة عن هذه الصفقة. غير أن ما رشح عنها يفيد بأنها تتضمن مفاوضات شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمشاركة دول عربية كالأردن ومصر وبرعاية أمريكية. إعداد: شارلوته فوسه/ إيمان ملوك