1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بيوت الشباب..فكرة وُلِدت في خضم ليلة ممطرة!

٦ مارس ٢٠١٢

بيوت الشباب، التي بدأت كفكرة أثناء رحلة مدرسية، أضحت اليوم وبعد مائة عام ملتقيات ثقافية للتعارف والاحتكاك بين الشباب وحتى العائلات أيضاً، وشعبيتها تزداد لاسيما وأن أجورها منخفضة. الفكرة انتشرت إلى مختلف دول العالم.

قلعة شتاليك، من بيوت الشباب التي تحولت إلى مقصد للسياح نزظرا لموقهعا الساحرصورة من: AP

"في كل مخيم يوجد أكياس محشوة بقش بشكل وثيق، مُخَد، شراشف وأغطية من الصوف"، هكذا وصف المدرس ريشارد شيرمان قبل أكثر من مئة سنة كيف يكون نُزل الرحلات الطلابية الألمانية. لقد ولدت فكرة "بيوت الشباب" عند شيرمان عند ما كان في عام 1909 في رحلة استكشافية مع طلابه لمدة ثمانية أيام، حيث عانوا الكثير في رحلتهم تلك في ليلة ممطرة وعاصفة، رغم أنهم وجدوا مأوى لبعض من الليالي عند الفلاحين وقضوا بعضها الآخر في إحدى القرى في مدرسة فارغة. وكان الهدف من الفكرة هو توفير سفر رخيص ومأوى آمن دون عناء وخاصة للشباب الصغار.

بعد نحو عامين أخذت فكرة المدرس شيرمان طريقها إلى التنفيذ، إذ تأسس سنة 1912 أول بيت للشباب بالعالم في "قلعة ألتينا" في إقليم زاوَرلاند في ولاية نوردراين فيستفالن الألمانية. وتم تأثيث صالات النوم بأسرّة طابقية (من عدة طوابق) من الخشب القاسي إضافة إلى غرفة الجلوس والمطبخ وحجرة الغسيل والحمامات. هذا ما اُعتبر أيضاً ولعقود عديدة كمفهوم أساسي لتجهيز بيوت الشباب. في سنة 1913 وصل عدد المدن والقرى التي أُنشأ بها بيوتاً للشباب إلى 301. وفي عام 1914 وصل العدد إلى 535. كما انتشرت الفكرة إلى مختلف إنحاء العالم، حيث يوجد اليوم نحو أربعة آلاف نُزل في أكثر من ثمانين بلدا.

مواقع متميزة

من نُزل متواضعة (هامبورغ 1953)...صورة من: picture-alliance / dpa

أن بيوت الشباب اليوم تختلف عما كانت عليه من ذي قبل. حالة التقشف لم تعد تسود على أغلب البيوت الموجودة في يومنا هذا والتي وصل عددها إلى 536 نُزُلاً. هناك أربعة مستويات من بيوت الشباب، تبدأ بالفئة البسيطة وتنتهي بالفئة المرتفعة. كما أن موقع البناء والأثاث والعروض والخدمات المختلفة تلعب دوراً في تصنيف البيوت، حيث توجد بيوت الشباب في الغابات وعلى الجبال، في القلاع والكنائس القديمة وفي مراكز المدن.

وفي هذا السياق عدد "كنوت دينتر" من جمعية بيوت الشباب الألماني الأماكن المختلفة لبيوت الشباب حيث قال: "في مدينة روستوك يقع النزل في محطة مراقبة الطقس وفي كونستانتس في برج سابق لتخزين المياه". عدا عن ذلك هناك بيوت للشباب تنشأ جديداً ومنها نزل بيكَرفيتس في ولاية مكلنبورغ فوربومرن الذي سيكون في نيسان "كتصميم على شكل بيوت الشجر". وفي مدينة كيمنيتس في ساكسونيا سيفتتح في حزيران نزل جديد في إحدى المعامل السابقة. وفي نورمبرغ سوف يتم في الخريف القادم إعادة افتتاح بيت الشباب في قلعة المدينة.

عروض مختلفة وأسعار مناسبة


أن بيوت الشباب كانت حتى سنة 1980 مرادفة للرحلات المدرسية، ثم بدأت أكثر فأكثر تفتح أبوابها حتى للعائلات. والآن هناك أيضا عروض للأندية والجمعيات لعقد الندوات والاجتماعات أو لقضاء عطلهم وأوقات الفراغ في بيوت الشباب. رغم أن بيوت الشباب كانت دائما مجهزة بصالات كبيرة مشتركة للنوم، تراها تحتوي اليوم على الأغلب على غرف بسرير واحد أو بسريرين - وبالطبع بتكلفة إضافية. وأضحت تستقطب سنوياً أكثر من عشرة ملايين زائر.

ذات غرف جماعية...صورة من: DW

وتتميز هذه البيوت مقارنة بالفنادق والنزل الأخرى بأن أسعارها ما زالت منخفضة، فعلى الأغلب يكون السعر في الليلة الواحدة وللشخص الواحد مع وجبة الإفطار بين العشرين والثلاثين يورو. وسبب انخفاض الأسعار يعود إلى أن جمعية بيوت الشباب الألماني ليست جمعية خاصة تسعى للربح المادي بل أنها منظمة شبه خيرية مبنية على أساس تفعيل شبكة اجتماعية بين بيوت الشباب في ألمانيا. ويعتبر العمل المشترك أساس الحياة اليومية وعلى الضيوف المساعدة في أعمال المطبخ.

استقبال السواح الأجانب

...إلى مصايف ممتعةصورة من: Deutsches Jugendherbergswerk, Detmold

تعد بطاقة العضوية شرطا للمبيت في نزل الشباب إلا إذا كان الضيف واحدا من أعضاء ناد يقيم فعالية هناك أو ضمن رحلة طلابية، هنا لا تكون بطاقة العضوية الدولية التي يحصل عليها كل شخص مقابل خمسة عشرة يورو ونصف اليورو ضرورية. ورغم ذلك يبدو أن الحصول عليها له ميزاته الخاصة.

وقد سجلت جمعية بيوت الشباب الألماني سنة 2011 أكثر من مليوني عضو. منذ سنوات وتحاول بيوت الشباب أن تستقطب ضيوفاً من كل أنحاء العالم. وحسب "كنوت دينتر": " أن محور عملنا يدور حول الضيوف الذين يقدمون من كل الدول". لذلك يتم تدريب الموظفين حتى يتمكنوا من التفاهم مع الضيوف الأجانب باللغة الإنجليزية أو الفرنسية. ومن بين المشاريع المهمة في سنة 2012 هي تفعيل نظام الحجز عن طريق الإنترنت وبلغات عدة، هذا ما يسهل على الناس الحجز دون عناء ويتفتح المجال أيضا أمام السواح من كل أنحاء العالم لأن يستفيدوا بشكل أفضل من الفكرة التي قدمها المدرس ريشارد شيرمان في الماضي، ألا وهي إنشاء بيت الشباب.

الكاتب: بيا غرام/ فؤاد آل عواد

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW