بلغت 40 درجة - موجة حر تضرب جنوب غرب أوروبا وتصل إلى ألمانيا
١٧ يونيو ٢٠٢٢
أصدرت عدة دول أوروبية تحذيرات لمواطنيها بسبب موجة الحر الشديدة التي تضرب القارة حيث تتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 40 مئوية، فيما أخلت إسبانيا عدة قرى بسبب حرائق الغابات.
إعلان
تزداد درجة الحرارة في ألمانيا قبل فترة وجيزة من بداية فصل الصيف. وتوقعت خدمة الأرصاد الجوية الألمانية (DWD) اليوم الجمعة (17 حزيران/يونيو 2022)، أن تقترب درجات الحرارة من 40 درجة مئوية، نقلا عن موقع "تاغس شاو" الإخباري، التابع للقناة الأولى الألمانية.
وفي النصف الجنوبي من ألمانيا، ارتفعت درجات الحرارة الجمعة بالفعل فوصلت إلى 32 درجة مئوية، بينما في شمال ألمانيا بقى الجو أبرد لحد ما.
ومن المتوقع أن يكون يوم غد السبت أكثر سخونة ومن الممكن أن تصل درجة الحرارة إلى 38 درجة مئوية خلال النهار في مناطق بغرب ألمانيا، ويمكن أيضا أن تكون هناك زخات أمطار قوية أو عواصف رعدية متفرقة مع هطول أمطار غزيرة في الشمال الغربي والغرب. ووفقًا للتنبؤات الجوية، سيكون يوم الأحد حارًا أيضًا.
وفي فرنسا، أصدرت السلطات الفرنسية تحذيرا من ارتفاع درجات الحرارة في أجزاء كبيرة من فرنسا بعد أن بلغت نحو 40 درجة مئوية في بعض أنحاء البلاد وأفادت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية بأن درجات الحرارة سترتفع بشكل أكبر غدا السبت. وأشار خبراء الأرصاد الجوية إلى أن موجة الحر الشديدة هذه، ضربت فرنسا بشكل مبكر أكثر من أي وقت مضى.
وفرضت باريس وليون وستراسبورغ قيودا على حركة السيارات للحد من تلوث الأوزون، وخفضت من السرعة القصوى للسيارات مع السماح فقط لبعض السيارات الحاصلة على شهادات معينة بالحركة. وفي الوقت ذاته، سمحت باريس بالاستمرار في فتح الحدائق ليلا، وهي عادة ما يتم إغلاقها، وذلك من أجل السماح للمواطنين بالاستمتاع بدرجات الحرارة المنخفضة. وأفادت صحيفة "لو باريزيان" بأن العديد من موظفي المكاتب توجهوا إلى مكاتبهم المكيفة بدلا من العمل عن بعد بسبب الحرارة. من الآثار الجانبية الكلاسيكية لموجات الحر، يزيد تركز الأوزون في الهواء بشكل كبير فوق قسم كبير من فرنسا بحسب النشرة الرسمية ل Prev'Air التي نشرت الجمعة.
إخلاء 8 قرى إسبانية بسبب حرائق الغابات
في إسبانيا، يواصل رجال الإطفاء الجمعة مكافحة العديد من الحرائق في مختلف أنحاء البلاد التي ضربتها موجة حر استثنائية منذ حوالي أسبوع، مع حرارة تجاوزت أحيانا 40 درجة. بحسب وكالة الأرصاد الجوية الاسبانية فان الحرارة يرتقب ان تتجاوز الجمعة 35 درجة في جميع أنحاء البلاد تقريبا وان تتجاوز مرة جديدة 40 درجة في بعض مناطق وسط وشمال شرق وجنوب البلاد.
نقلت الجهات المعنية نحو 600 ساكن من 8 قرى في إقليم سمورا الإسباني إلى مناطق آمنة نظرا لاستمرار حرائق الغابات في مناطق مختلفة بالبلاد الجمعة. الحريق الاكبر اندلع في سييرا دي لا كوليبرا في شمال غرب البلاد حيث احترق ما بين خمسة آلاف وسبعة آلاف هكتار من الغابات صباح الجمعة، حسبما أعلنت منطقة قشتالة-ليون. في شمال شرق البلاد، تواجه منطقة كاتالونيا أيضا عدة حرائق. والأخطر اندلع قرب بالدومار في مقاطعة ليريدا حيث أتت النيران على أكثر من 940 هكتارا من الغابات بحسب الحكومة الإقليمية الكاتالونية.
في شمال إيطاليا، تستعد لومبارديا لإعلان حالة الطوارئ في مواجهة الجفاف القياسي الذي يهدد المحاصيل ويتم أساسا تقنين المياه في عدة مدن في سهل بو الذي يجتاز شمال البلاد. هذه المنطقة التي تضم محاصيل زراعية مهمة تواجه أسوأ جفاف منذ 70 عاما. ودعت الأمم المتحدة الجمعة إلى "التحرك الآن" لمواجهة الجفاف والتصحر من أجل تجنب وقوع "كوارث بشرية".
وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو خلال مؤتمر في مدريد بمناسبة اليوم العالمي للجفاف، "حان وقت العمل: كل إجراء مهم". بالنسبة للعلماء فإن تكاثر وتكثف وطول أمد موجات الحرارة التي تتفاقم بسبب انبعاثات غازات الدفيئة يشكل إشارة لا لبس فيها على ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأشاروا إلى أن عواقب هذه التقلبات واضحة: حرائق وصولا الى سيبيريا وذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي والجفاف ودرجات حرارة قياسية في جميع القارات وأعاصير وظواهر مناخية أخرى شديدة.
ز.أ.ب/ص.ش (د ب أ، رويترز، أ ف ب)
الكوكب يحترق.. والسبب التغير المناخي!
تنتشر موجات الحر في مختلف أنحاء العالم مسببة حرائق غابات غير مسبوقة منذ سنوات طويلة. هنا لمحة في صور عن الحرائق الأكثر تدميراً والدول الأكثر تأثراً.
صورة من: ROMAN KUTUKOV/REUTERS
الجزائر: أسوأ حرائق في تاريخ البلاد!
أودت حرائق الغابات التي تجتاح بعض المناطق في شمال الجزائر، وخصوصاً منطقة القبائل الجبلية، بحياة ما لا يقل عن 65 شخصاً، مع استمرار أسوأ موجة من الحرائق المدمرة في تاريخ البلاد. ونشرت الحكومة قوات الجيش للمساعدة في مكافحة الحرائق. وقالت الحكومة إن الحرائق أودت بحياة 25 جندياً كانوا يشاركون في مكافحة الحرائق، وأصيب 12 غيرهم بحروق خطيرة.
صورة من: Abdelaziz Boumzar/REUTERS
حداد عام!
أكثر المناطق تضرراً هي "تيزي أوزو" أكبر مراكز المنطقة الجبلية، حيث احترقت بيوت وفر السكان طلباً للملاذ في فنادق وبيوت الشباب والمساكن الجامعية في المدن القريبة. وقالت الحكومة الجزائرية إنها ستعوض المنكوبين عن خسائرهم. وأعلن الرئيس عبد المجيد تبون الحداد العام ثلاثة أيام على قتلى الحرائق وجمد أنشطة الدولة التي لا صلة لها بالحرائق.
صورة من: Abdelaziz Boumzar/REUTERS
الحرائق في أوروبا
انتشرت حرائق الغابات في مساحات كبيرة في الجزائر وتركيا واليونان ودول أخرى في الأسبوع الأخير وقالت هيئة مراقبة الأحوال الجوية التابعة للاتحاد الأوروبي إن منطقة البحر المتوسط أصبحت من مراكز حرائق الغابات بفعل ارتفاع حرارة الطقس.
تركيا: أسوأ حرائق منذ عقد!
منذ نهاية تموز/ يوليو، شهدت تركيا اندلاع أكثر من 200 حريق، طالت نحو نصف ولايات البلاد الـ81، إلا أن الحرائق تسببت في أضرار جسيمة بشكل خاص في ولايتي أنطاليا وموغلا الساحليتين. في هذه الصورة يحاول رجال الإطفاء منع حريق، نشب بالقرب من قرية "تشوكرتمه" السياحية، من الوصول إلى المباني. دمرت الحرائق في تركيا أكثر من 150 ألف هكتار، بما فيها قرى بأكملها، وأدت إلى مقتل 8 أشخاص على الأقل.
صورة من: KENAN GURBUZ/REUTERS
اليونان: أسوأ موجة حر في 30 عاماً
اندلع أكثر من 500 حريق في أنحاء اليونان الأسبوع الماضي خلال أسوأ موجة حر تتعرض لها البلاد في 30 عاماً، ما
أدى لإخلاء عشرات القرى وإجلاء آلاف السكان، بينما تستمر فرق الإطفاء المنهكة في مكافحة الحرائق المندلعة في شتى أنحاء البلاد.
صورة من: NICOLAS ECONOMOU/REUTERS
اليونان: النيران التهمت كل شيء
تم إجلاء هؤلاء الأشخاص من ميناء "بيفكي" في جزيرة إيفيا اليونانية بسبب الحرائق الهائلة في الجزيرة، وهم يدركون أنهم لن يجدوا منازلهم وممتلكاتهم عندما يعودون. ومنذ اندلاع الحرائق في غابات الجزيرة بداية الأسبوع الماضي، يتم تنفيذ مهام جوية ضخمة لإطفاء الحرائق التي اشتغلت في مناطق واسعة من اليونان. ويتحدث شهود عيان عن "مشاهد مروعة".
صورة من: ALEXANDROS AVRAMIDIS/REUTERS
روسيا تختنق!
تشتعل الحرائق في العديد من المناطق في روسيا منذ أسابيع، مع تضرر المنطقة المحيطة بـ"ياكوتيا" في أقصى الشمال الشرقي بشكل خاص. أحصت السلطات أكثر من 250 حريقاً في جميع أنحاء روسيا، تغطي مساحة إجمالية تزيد عن 3,5 مليون هكتار.
صورة من: ROMAN KUTUKOV/REUTERS
هذا ليس ضباب الصباح!
الأضرار لا تقتصر على المناطق المشتعلة فحسب، بل تسبب الحرائق أضراراً صحية لسكان المناطق المجاورة، إذ يصل الدخان الكثيف إلى المناطق المأهولة بالسكان، كما يظهر في مدينة كراسنويارسك السيبيرية في الصورة. وهذا ما يزيد من معاناة الأشخاص، خصوصاً كبار السن والأطفال، حيث يكاد يكون من المستحيل التنفس في الخارج.
صورة من: REUTERS
جهود يائسة!
عند اشتعال الحرائق، لا يفر الجميع، فهناك أشخاص يريدون دعم رجال الإطفاء، قد يكون ذلك عبر جهود يائسة، كما هو الحال مع هذا الرجل الذي يحاول إخماد النار بغصن شجرة! لكن هذه التصرفات الفردية تسبب مشاكل كبيرة للسلطات، إذ أن الكثيرين يعرضون أنفسهم للخطر عن حسن نية!
صورة من: NICOLAS ECONOMOU/REUTERS
الولايات المتحدة: حريق ديكسي!
يشتعل حالياً أكثر 5700 حريق في الساحل الغربي لولاية كاليفورنيا الأمريكية، رغم أن "موسم حرائق الغابات" المعتاد لم يبدأ بعد. ويعد حريق "ديكسي"، الذي دمر مدينة غرينفيل بالكامل، ثاني أكبر حريق في تاريخ الولاية. في الصورة، يراقب أحد أفراد فريق الإطفاء حريقاً في غابة بالقرب من بلدة ويستوود.
صورة من: FRED GREAVES/REUTERS
زوابع غريبة!
الحرائق في الساحل الغربي لكاليفورنيا تخلق طقسها الخاص، مسببة زوابع من الرماد والجمر، مثل هذه الزوابع التي تضرب تلال سانتا باربرا، تزيد من تعقيد الأمور. وبسبب الحرائق التي أصبحت أكثر تدميراً مما كانت عليه في السنوات الماضية، لجأت سلطات الولاية إلى واشنطن طلباً للمساعدة.
صورة من: David McNew/REUTERS
أمريكا اللاتينية: حرائق هائلة بسبب نزع الأشجار!
يأتي ذلك بالتزامن مع انتشار حرائق الغابات في حوالي 150 ألف هكتار في مقاطعة سانت كروس في بوليفيا قرب الحدود مع البرازيل. ويعود السبب في الجزء الأكبر من هذه الحرائق الى نزع أشجار الغابات في بوليفيا التي تبلغ مساحتها أكثر من مليون كيلومتر مربع وعدد سكانها 12 مليوناً.
صورة من: Gaston Brito/dpa/picture alliance
دور التغير المناخي
يقول العلماء إن ظاهرة التغير المناخي أدت بشكل حتمي إلى زيادة مخاطر اندلاع حرائق الغابات، حتى في بعض المناطق غير المعرضة للحرائق عادة، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق. فقد كان شهر يوليو/ تموز الماضي ثاني الأشهر الأعلى حرارة في أوروبا على الإطلاق! ويحذر العلماء من أن حرائق الغابات بدورها ستدمر مساحات كبيرة من الغطاء الأخضر وذلك سيؤدي إلى نتائج أكثر تدميراً على المناخ! م.ع.ح