كلمات مؤثرة من قادة العالم خلال مراسم تأبين هيلموت كول انصبت في معظمها على الإشادة بدوره في تحقيق الوحدة الأوروبية. المستشارة ميركل قالت إن حياتها كانت ستختلف تماما دون كول.
إعلان
أشاد عدد من القيادات الدولية البارزة، خلال مراسم تأبين المستشار الألماني الأسبق هيملوت كول، بالجهود التي قام بها مهندس الوحدة الألمانية من أجل أوروبا.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر، خلال مراسم التأبين في البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورغ الفرنسية، اليوم السبت (الأول من تموز/يوليو) إن عملاقا سياسيا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، رحل عن عالمنا بوفاة كول، مضيفا أن كول كان "صديقا وفيا" له.
وأعاد يونكر إلى الأذهان جهود كول في توحيد شطري ألمانيا ونمو أوروبا، وقال: "كول كان وطنيا ألمانيا وأوروبيا أيضا". ومن جانبه، وصف رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، المستشار الأسبق بأنه ممهد لطريق الوحدة بين شرق وغرب القارة الأوروبية التي ظلت منقسمة لفترة طويلة، وقال: "رؤيته كانت تتجاوز الحدود والمصالح الألمانية".
وأضاف السياسي البولندي أن كول عثر في ثمانينيات القرن الماضي على حلفاء مهمين لسياسته في شرق أوروبا أيضا، داعيا الساسة الحاليين في أوروبا إلى البعث برسائل واضحة مفادها: "نعم للاتحاد، نعم للحرية، نعم لحقوق الإنسان".
"عالم لا يهمين فيه أحد على أحد"
وأعرب الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون عن حبه الجم للمستشار الراحل، وقال: "كنت أحبه، كنت معجبا به للغاية"، مضيفا أن كول كان يريد عالما يكون فيه التعاون أفضل من النزاع، وقال: "كان يريد خلق عالم لا يهيمن فيه أحد على أحد". وأضفى كلينتون خلال كلمته لمسة من خفة الظل، عندما حكى كيف اصطحبه كول في إحدى المرات لمطعم مميز في واشنطن لم يكن هو شخصيا يعرفه.
وأعاد رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف إلى الأذهان العلاقات الوثيقة التي كانت تربط كول بروسيا. وذكر ميدفيديف أن روسيا كانت بالنسبة للمستشار الراحل جزءا من أوروبا الموحدة، وقال: "روسيا كانت بالنسبة له جزءا من بيت مشترك بدون أسلاك شائكة... كان ذلك حلما للسلام والأمن للجميع". وأضاف ميدفيديف: "كول كان شخصا للمستقبل، إنه أيضا مهندس العالم الحالي".
ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المستشار الراحل بأنه صديق فرنسا الكبير، وقال: "هيلموت كول مد يده لنا"، معيدا إلى الأذهان تقارب البلدين في ثمانينيات القرن الماضي، وتقارب كول إلى الرئيس الفرنسي في ذلك الحين فرانسوا ميتران. وقال ماكرون: "بالنسبة لجيلي فإن كول جزء من التاريخ الأوروبي"، مؤكدا مجددا عزمه التعاون مع ألمانيا والمستشارة أنجيلا ميركل.
ونُقل جثمان كول في تابوت ملفوف بعلم الاتحاد الأوروبي من مسقط رأسه بمدينة لودفيغسهافن في وقت مبكر من صباح اليوم إلى مدينة ستراسبورغ. وسيتبع هذه المراسم، مراسم أصغر في لودفيغسهافن، حيث ولد كول. وسيقام موكب هناك في وسط المدينة ليتمكن السكان من وداع مواطنهم الفخري. ثم ينقل نعش كول إلى بلدة شباير على نهر الراين حيث سيتم دفنه في مراسم خاصة للعائلة والأصدقاء.
"شكرا للفرص التي أعطيتني إياها"
أما المستشارة أنغيلا ميركل فقالت إن حياتها كانت ستأخذ منحنى مختلفا تماما، لولا ظهور المستشار الألماني الراحل هيلموت كول في طريقها. وقالت ميركل: "بدون هيلموت كول كانت حياة ملايين الأشخاص الذين عاشوا خلف الجدار حتى عام 1990 ستصبح مختلفة تماما، بما فيها حياتي بالطبع".
ووصفت ميركل المستشار الراحل بأنه كان "بناء للجسور" للتواصل مع واشنطن وموسكو والدول المجاورة لألمانيا. وقالت ميركل، وهي تنظر إلى نعش معلمها السياسي بعينين تذرفان دمعا: "المستشار العزيز، هيلموت كول، وقوفي هنا لك فضل كبير فيه. شكرا للفرص التي أعطيتني إياها... أنحني أمامك وأمام ذكراك في عرفان وخضوع".
ا.ف/ ف.ي (د.ب.أ)
المستشار الأسبق هيلموت كول.. محطات في حياة رجل عظيم
حكم هيلموت كول ألمانيا لمدة 16 عاماً، وهي المدة الأطول لمستشار ألماني حتى الآن. وأبرز محطات مسيرته سقوط جدار برلين وإعادة توحيد ألمانيا.
صورة من: Reuters/T. Schwarz
مراسم تأبين غير مسبوقة
أقيمت مراسم تأبين مهيبة وغير مسبوقة، داخل البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ لتأبين هيلموت كول، اعترافا بجهود المستشار الألماني الأسبق من أجل أوروبا.
صورة من: REUTERS
قادة العالم في وداع كول
مجموعة من قادة أوروبا والعالم حضروا مراسم تأبين هيلموت كول.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J.-F. Badias
فيلم تسجيلي
خلال مراسم التأبين في البرلمان الأوروبي، تم عرض فيلم يسلط الضوء على حياة كول، الذي تولى منصب مستشار ألمانيا لمدة 16 عاما.
صورة من: DW/B. Riegert
توفي المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول عن 87 عاماً في منزله بلودفيغسهافن في جنوب غرب ألمانيا، تاركاً إرثاً سياسياً ضخماً أبرزه توحيد شطري ألمانيا ووضع الأسس العملية لتوحيد القارة الأوروبية.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
أصبح هيلموت كول مستشارا لألمانيا في أول أكتوبر/ تشرين الأول 1982، وبقي في منصبه 16 عاماً، وهي أطول مدة لمستشار ألماني. وخسر الانتخابات عام 1998، فاستقال من رئاسة حزبه.
صورة من: dapd
بدأ ظهور كول على الساحة السياسية في عهد المستشار آديناور. فانضم لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي عام 1947، ودرس القانون أولا ثم التاريخ وعلم نظم الدولة.
صورة من: picture alliance / dpa
1966 أصبح رئيسا لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ولاية راينلاند بفالتس وبعدها بعامين حل محل رئيس وزراء الولاية ثم حصل لحزبه على الأغلبية المطلقة في انتخابات 1971.
صورة من: AP
في يونيو/ حزيران 1973 انتخب رئيسا للحزب الديمقراطي المسيحي، وبقي في هذا المنصب 25 عاماً. ابتسامة تعبر عن سعادته عند اختياره في بون، وبجواره الأمين العام الجديد للحزب كورت بيدنكوبف.
صورة من: picture-alliance/dpa
في 1982 حدث خلاف بين شركاء الحكم، الحزب الاشتراكي والحزب الليبرالي. وتحالف الليبراليون مع المسيحيين فأسقطوا المستشار هيلموت شميت، الذي توجه لتهنئة خليفته هيلموت كول.
صورة من: picture-alliance/dpa
صورة لتصالح تاريخي. كول يضع يده في يد الرئيس الفرنسي ميتران خلال احتفال بالمصالحة الألمانية الفرنسية عام 1984 في مقبرة الجنود قرب فيردون، التي شهدت 1916 قتالا عنيفا بين جنود البلدين.
صورة من: MARCEL MOCHET/AFP/Getty Images
بعد سقوط جدار برلين في 1989 نجح كول في إعادة توحيد ألمانيا في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 1990. وفي أكبر لحظاته السياسية يلوح كول وزوجته آنذاك هانيلورا إلى الجماهير من شرفة مبنى البرلمان المحلي في برلين.
صورة من: picture alliance/dpa
في التسعينات كان كول يستقبل بحماس أسطوري في شرق ألمانيا، كصانع للوحدة. لكنه بعد ذلك لاقي انتقادات عديدة بسبب عدم تنفيذ وعده بأن يجعل من "شرق ألمانيا" أرضا مزدهرة من جديد.
صورة من: picture alliance/dpa
بدون هيلموت كول، كان سيصعب تصور النجاح الحالي للمستشارة أنغيلا ميركل، فقد كان مرشدا لها، وعين ميركل القادمة من الشرق وزيرة للأسرة ثم بعدها وزيرة للبيئة.
صورة من: picture alliance / dpa
في سبتمبر/ أيلول 1998 خسر المسيحيون بقيادة كول الانتخابات البرلمانية، تاركا السلطة لأول حكومة من الخضر والاشتراكيين بزعامة غيرهارد شرودر، ليودع كول منصبه باستعراض عسكري كبير.
صورة من: picture-alliance/dpa
أثرت فضيحة تبرعات داخل الحزب عام 2000 على كول بشدة. وتعرض الحزب بسببها لغرامة قدرها 40 مليون مارك. ووقع خلاف داخله، فتخلى كول عن رئاسته الشرفيه للحزب.
صورة من: picture-alliance/dpa
في عام 2001 انتحرت زوجته هانيلورا كول التي كانت تعاني من مرض شدة الحساسية تجاه الضوء. دام زواجهما 41 عاما أسفر عن ولدين هما فالتر وبيتر اللذين أحاطا بوالدهما أثناء الجنازة.
صورة من: AP
وبعد أربع سنوات من موت هانيلورا وجد كول شريكة حياة جديدة هي مايكه ريشتر التي تصغره بـ 34 عاما. وتزوجا عام 2008 خلال إقامة كول في مستشفى للتأهيل الصحي.
صورة من: AP
في زيارته لألمانيا في سبتمبر/ أيلول 2012 كان البابا السابق بنديكت السادس عشر يريد زيارة شخص واحد في ألمانيا هو مستشار الوحدة هيلموت كول. والتقى الرجلان ومعهما مايكه كول.
صورة من: dapd
لأجل جهوده لصالح ألمانيا وأوروبا تم تكريم هيلموت كول عام 2012 بإصدر طابع بريدي يحمل صورته. شرف كبير، فأشخاص قليلون جدا هم من أصدرت طوابع بصورهم وهم على قيد الحياة.