تأجيل مباحثات حاسمة بعد تجدد إطلاق النار في الخرطوم
١٥ مايو ٢٠١٩
تم تأجيل جولة محادثات حاسمة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير حول تفاصيل المرحلة الانتقالية بعد الاتفاق المبدئي. التأجيل جاء بعد تجدد إطلاق النار على المعتصمين أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم حيث سقط عدد من الجرحى.
صورة من الأرشيفصورة من: Reuters/M.N. Abdallah
إعلان
أدى إطلاق النار مجددا في ساحة الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم اليوم الأربعاء (15 أيار/ مايو 2019) إلى تعليق الجولة الأخيرة من المباحثات بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير المخصصة لبحث هيكلية المؤسسات التي سيكون عليها نقل السودان إلى حكم مدني.
وعلّق المجلس العسكري الانتقالي الجلسة النهائية التي كانت مرتقبة مساء اليوم حتى يقوم المتظاهرون بفتح الطرق المغلقة في أجزاء من الخرطوم، وفق ما أعلن قادة الاحتجاج. وقال رشيد السيد المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير لفرانس برس "المجلس العسكري علّق المفاوضات، لقد طلبوا أن نزيل الحواجز من الطرق في مناطق من العاصمة".
وكان ثمانية أشخاص على الأقل قد أصيبوا الْيَوْم الأربعاء في إطلاق نار على متظاهرين قرب المقر العام للجيش في الخرطوم، وفق ما أعلن متحدث باسم الحركة الاحتجاجية. وكتب القيادي في قوى الحرية والتغيير، أمجد فريد، على صفحته في موقع فيسبوك "يوجد ثماني إصابات بالرصاص الحي على الأقل".
وطلب تجمّع المهنيين السودانيين، أحد أبرز قوى إعلان الحرية والتغيير، في بيان، من المواطنين "في العاصمة والمناطق المتاخمة" إظهار "مساندة المعتصمين" عبر الالتحاق بالاعتصام أمام مقرّ الجيش. كما دعا البيان المعتصمين إلى "التحلي بالهدوء وضبط النفس والتمسك بالسلمية التامة وتفادي الدخول في أي مواجهات" مع أطراف أخرى.
وقال مراسل فرانس برس إنّ التصعيد وقع أثناء محاولات من قوات الأمن إزالة الَمتاريس في وسط المدينة واعتراضهم من قبل المتظاهرين، ما أدى إلى حدوث بعض الاشتباكات في مناطق شارع البلدية وعند كوبري المك نمر وشارع الجمهورية.
ويلتقي المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان مع تحالف المحتجين وجماعات المعارضة، المعروف باسم قوى إعلان الحرية والتغيير، اليوم الأربعاء لبحث تفاصيل المجلس السيادي المقرر أن يقود البلاد نحو الديمقراطية خلال فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات.
ويجري المجلس، الذي تولى السلطة بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 11 نيسان/ أبريلوسجنه، محادثات بصورة متقطعة مع المعارضة منذ أسابيع. وأعلن الطرفان في ساعة مبكرة من صباح اليوم اتفاقا على تشكيل مجلس تشريعي ومدة الفترة الانتقالية لكنهما قالا إنهما سيواصلان المحادثات بشأن نقطة خلاف رئيسية أخرى هي تشكيل المجلس السيادي الحاكم. وعبر الطرفان عن تفاؤلهما إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي مساء اليوم.
لجنة تحقيق في مقتل متظاهرين وعسكريين
وسبقت التقدّم في المحادثات أعمال عنف أدت الاثنين الماضي إلى مقتلثمانية أشخاص بينهم معتصمون وضابط في الجيش وأفراد من قوات الدعم السريع بجانب إصابة مائتي معتصم. وحمل تحالف قوى الحرية والتغيير والسفارة الأميركية الجيش مسؤولية أعمال العنف، في حين حمّل المجلس العسكري مسؤوليتها إلى "عناصر مجهولة" تريد حرف المسار السياسي عن وجهته.
يشار إلى أن المجلس العسكري الحاكم في السودان أعلن عن تشكيل لجنة تحقيق حول الأحداث التي وقعت الاثنين.
ص.ش/أ.ح (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
السودان ..مد وجزر بين مدنية السلطة وحكم العسكر
استولى عمر البشير على الحكم عبر انقلاب عسكري، ليطيح بحكومته ما يبدو انقلابا عسكريا آخر، في معترك احتجاجات واسعة في البلاد التي لم تكن الانقلابات العسكرية غريبة عنها. لمحة عن الحكومات العسكرية والمدنية التي عاشها السودان.
صورة من: Getty Images/AFP
مد وجزر
الفترات الزمنية التي حكم فيها العسكر السودان فاقت بكثير الفترات التي استلمت فيها حكومات مدنية السلطة في البلاد. فقد بدأت سلسلة الانقلابات العسكرية في السودان ضد أول حكومة ديمقراطية انتخبت في عام 1957.
صورة من: Reuters
حكومة عسكرية
بعد استقلال السودان في عام 1956، لم تهنأ البلاد بحكم مدني لأكثر من عامين، حيث نجح أول انقلاب عسكري في عام 1958 بقيادة ابراهيم عبود ضد حكومة ائتلاف ديمقراطية بين حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي التي كان يرأسها مجلس السيادة المكون من الزعيم إسماعيل الأزهري وعبد الله خليل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S.Bol
حكومة مدنية
في عام 1964 أطاحت أكبر ثورة شعبية شهدتها البلاد بحكومة عبود، وعاد المدنيون إلى الحكم بانتخابات جرت عام 1965 بإشراف حكومة انتقالية. غير أن الحكومة الجديدة اتسمت بعدم الاستقرار. في الصورة مبنى القصر الرئاسي بالخرطوم.
صورة من: EBRAHIM HAMID/AFP/Getty Images
انقلاب جعفر محمد نميري
وفي ظل اضطرابات سياسية نفذ العقيد جعفر محمد نميري انقلابا عسكريا في عام 1969 بالتعاون مع عدد من الضباط من اليسار السوداني من الحزب الشيوعي على وجه الخصوص. استمر حكم النميري لمدة 16 عاماً تخللتها عدة محاولات انقلابية فاشلة أُعدم نتيجتها 3 ضباط من الحزب الشيوعي الذين سعوا إلى الاستيلاء على السلطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
عبد الرحمن سوار الذهب والاستثناء!
أطاحت انتفاضة شعبية كبيرة عرفت بـ"انتفاضة إبريل" بنظام النميري، اذ أعلن حينها المشير عبد الرحمن سوار الذهب أعلى قادة الجيش، تنحية النميري واستلام الجيش للسلطة في 6 نيسان 1985 وقاد البلاد لعام واحد رئيساً للحكومة الانتقالية، ليسلم السلطة بعد ذلك لحكومة منتخبة ترأسها زعيم حزب الأمة الصادق المهدي عام 1986. وسوار الذهب هو الرئيس العسكري الوحيد في تاريخ السودان الذي يفي بوعده بتسليم السلطة للمدنيين.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
انقلاب عمر البشير
ومجدداً في عام 1989 جاء انقلاب الرئيس عمر البشير بمساعدة الإسلاميين في السودان بزعامة الدكتور حسن عبدالله الترابي وحزبه "الجبهة الإسلامية القومية". استمر حكم البشير لمدة 30 عاماً شهدت البلاد خلالها تقسيم البلد إلى دولتين في الشمال والجنوب، وصراعات دموية من ضمنها حرب دارفور الأهلية التي صدر بحقه نتيجتها مذكرة اعتقال دولية من المحكمة الجنائية.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
الحراك السوداني
وفي أواخر عام 2018 شهدت السودان احتجاجات شعبية على الغلاء وسوء الخدمات تحولت فيما بعد للمطالبة بإسقاط البشير الذي انتهت فترة حكمه في صباح اليوم الخميس (11 نيسان/أبريل 2019)، إذ أعلن الجيش الإطاحة به وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة البلاد. الكاتبة: ريم ضوا
صورة من: Reuters
العسكر أم المدنيون؟
فور إعلان عزل الرئيس البشير، سُلطت الأضواء على دور الجيش..الجيش الذي انضم للحراك الشعبي ورفض قمع المتظاهرين، لكن إعلانه الإطاحة بالبشير يؤشر على ما يبدو إنقلابا عسكريا..فإلى أي أين تسير دفة الحكم في أكبر بلد أفريقي ..للعسكر أم المدنيين؟