قررت المحكمة اللبنانية المختصة بالنظر في قضية أربعة مواطنين لبنانيين متهمين بمحاولة تفجير قطارين في ألمانيا، تأجيل الجلسة حتى الثامن عشر من مايو/أيار المقبل. وكانت المحكمة المختصة قد بدأت صباح اليوم أولى جلساتها للنظر في هذه القضية برئاسة ميشيل أبو عراج رئيس محكمة جنايات بيروت بحضور محامين عن المشتبه فيهم الأربعة. وكان محامي المتهمين فواز زكريا قد قال في وقت سابق إن المحاكمة ستتأجل إلى مايو/آيار نظرا لاستمرار فرار المشتبه به الخامس في القضية. واضاف زكريا في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية قبيل دخوله قصر العدل في بيروت بأن المشتبه بهم سيمثلون أمام المحكمة اليوم كما هو مقرر ولكن ذلك سيتم كإجراء قانوني، ولأن أحد المشتبه بهم وهو المدعو صدام الحاج ديب لا يزال في حكم الهارب رغم وجوده في السجن في ألمانيا، فإن القاضي سيضطر لإصدار أمر بمحاكمته غيابيا، الجدير بالذكر ان رئيس محكمة جنايات بيروت كان قد قرر في الخامس من مارس/ آذار الماضي بدء محاكمة المشتبه بهم بعد استجواب أربعة منهم يقبعون وراء القضبان في لبنان في الوقت الراهن.

واعترف جهاد حماد، أحد المشتبه فيهم خلال التحقيق القضائي معه في مارس / آذار، بأنه وضع حقيبة تحتوي على قنبلة في أحد القطارات بألمانيا في يوليو/ تموز من العام الماضي. ونقل عن حماد قوله في التحقيق إنه لم يكن يعتزم قتل أحد وإنما كان يسعى للانتقام من أي أذى لحق بالمسلمين بعد نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد في إحدى الصحف الدنماركية.

و الي جانب حماد، كانت السلطات اللبنانية قد احتجزت في أغسطس/ آب الماضي ثلاثة أشخاص آخرين قد مثلوا أمام القضاء اليوم في جلسة المحاكمة و هم خالد الحاج ديب، أيمن حواء و خليل البوبو. و يعتقد أنهم كانوا على علم بهذه الخطط. هؤلاء المشتبه بهم سيواجهون تهمة محاولة قتل مواطنين أبرياء في قطارات ألمانيا و هي جريمة تصل عقوبتها الى السجن مدى الحياة. و قد كانت المتفجرات قد وضعت في اثنين من القطارات في محطة كولونيا الا أنها فشلت بسبب خطأ فني منع القنابل من الانفجار.

شكوك حول وجود صلات مع القاعدة

و قد ذكرت مجلة "دير شبيغل" الالمانية أن عملية التفجيرات كانت فيما يبدو "اختبار قبول" لمنفذيها لتأهيلهم بعد ذلك للانتقال الى العراق، حيث قام المتهم يوسف الحاج بإرسال رسالة بريدية الكترونية (اي ميل) الى المتهم الثاني في القضية جهاد حماد يعلمه فيها بوصول شقيق الاول قادما من السويد. ووفقا للمجلة، تعتقد السلطات السويدية بان الأخ سبق له و قام بتجنيد مقاتلين وإرسالهم الى العراق إضافة الى جمع التبرعات. وأضافت المجلة قائلة أن السلطات الالمانية لا تستبعد أن يكون الأخ هو صاحب القرار في تنفيذ العملية، و تضيف أن بعض المصادر اللبنانية تعتقد بوجود اتصال بينه و بين تنظيم القاعدة و أنه تعرض للاعتقال في لبنان منذ فترة.