أعلن مكتب رئاسة الجمهورية اللبنانية اليوم الاثنين (17 يناير/ كانون الثاني) أن المشاورات البرلمانية لتشكيل حكومة جديدة تأجلت إلى الأسبوع المقبل لإفساح المجال فيما يبدو أمام المحادثات، التي من المتوقع أن يجريها اليوم في دمشق زعماء سوريا وتركيا وقطر بشأن لبنان. وجاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية "بعد تقييم موقف مختلف الأطراف اللبنانية وتوخيا لتأمين المصلحة الوطنية قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إرجاء الاستشارات النيابية إلى يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين."

يذكر أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اقترح مساء أمس الأحد تشكيل "مجموعة اتصال" تضم دولا مستعدة لبذل جهود مشتركة بهدف مساعدة لبنان في تجاوز الأزمة الحكومية، وفق بيان للاليزيه.

وكان مقررا أن يبدأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان اليوم الاثنين المشاورات النيابية لتسمية رئيس حكومة جديد بعد أن سقطت الأربعاء الماضي الحكومة التي كان يترأسها سعد الحريري نتيجة استقالة أحد عشر وزيرا منها بينهم عشرة يمثلون حزب الله وحلفاءه. وتُسمِي كل كتلة خلال الاستشارات مرشحها لرئاسة الحكومة الذي يفترض أن يكون سنياً، ويختار الرئيس من يحظى بأعلى نسبة من التأييد.

نصر الله: توقيت القرار الظني " توظيف سياسي"

في هذه الأثناء قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله "من الواضح أن المعارضة مجمعة على عدم تسمية سعد الحريري لتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة". وأعتبر نصر الله، في كلمة ألقاها عبر تلفزيون "المنار" التابع لحزبه، يوم أمس الأحد أنه "تم استخدام توقيت القرار الظني لمصلحة الاستشارات النيابية". وأضاف "المطلوب أن يعلن القرار الظني كجزء من التوظيف السياسي لصالح مرشح معين"، في إشارة إلى سعد الحريري.

من جهة أخرى هدد الأمين العام لحزب الله بأن حزبه "سيتصرف للدفاع عن كرامته ووجوده وسمعته" في مواجهة القرار الظني الذي يتوقع أن يوجه الاتهام إلى حزب الله في مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. ومن المقرر تسليم البيان الاتهامي إلى قاضي المحكمة الدولية حول لبنان في لاهاي اليوم الاثنين.

تسجيل للحريري يتهم فيه سوريا باغتيال والده

وفي إطار قضية مقتل الحريري بثت قناة تلفزيونية لبنانية مساء الأحد تسجيلا صوتياً لإفادة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أمام لجنة التحقيق الدولية في اغتيال والده يتهم فيها الرئيس السوري بشار الأسد ومسؤولين سوريين آخرين بالتخطيط لاغتيال والده عام 2005.

وقال الحريري بالانجليزية، بحسب التسجيل الذي بثته قناة "الجديد" القريبة من قوى 8 آذار (حزب الله وحلفاؤه)، أمام المحقق في لجنة التحقيق الدولية محمد لجمي علي، "اعتقد أن آصف شوكت (صهر الرئيس السوري) وماهر الأسد (شقيقه) لهما دور كبير في (...) عملية الاغتيال والتحضير لدفع بشار (الأسد) في اتجاه أخذ هذا القرار". وكان الحريري يرد على أسئلة المحقق عام 2007. ومما قاله إن السوريين نظموا حملة ضد والده قبل 14 شباط/فبراير 2005، تاريخ الاغتيال، مسمياً بين المشاركين في هذه الحملة "رستم غزالي (مسؤول جهاز الأمن سابقا في القوات السورية في لبنان)، آصف شوكت، و"أدواتهم" في لبنان المتمثلة بجميل السيد (المدير العام السابق للأمن العام) وإميل لحود (الرئيس اللبناني السابق). كما سمى (النائب) سليمان فرنجيه و(النائب) طلال ارسلان.

وفور بث الشريط، صدر بيان عن المكتب الإعلامي لسعد الحريري أكد على لسان الحريري "أن هذه الإفادة المسجلة "تعود إلى سنوات عدة"، وأنه قد تم الإدلاء بها في "ظروف سياسية معروفة". وجاء أيضا أن هذه الإفادة قد "تناولت عددا من الشخصيات والوجوه البارزة" والتي وصفت بأن الرئيس الحريري "يعتز بصداقتها"، وب"العلاقة المتينة التي بناها معها خلال السنوات الأخيرة". وتوجه الحريري في البيان "بالاعتذار الشخصي من كل الأصدقاء الذين طاولهم حديثه خلال تلك السنوات". وقال إن تلك المحادثة تمت بطلب من لجنة التحقيق الدولية.

( أ ف ب/ رويترز/ دب أ)

مراجعة: شمس العياري