1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تأخير تسليم العملاقة إيرباص إيه 380 يضع الشركة الأم في مأزق

سمر كرم٤ أكتوبر ٢٠٠٦

شركة الدفاع الجوي والفضاء الأوروبية تؤجل للمرة الثالثة تسليم عملاقتها الجديدة طائرة إيه 380 لشركات الطيران، وتخاطر بتكبد خسائر قيمتها بالمليارات، شركة طيران الإمارات تراجع موقفها على ضوء ذلك.

شركة ايرباص تواجه موقفاً صعباًصورة من: AP

أعلنت شركة الدفاع الجوي والفضاء الأوروبية "إي أيه دي إس"(EADS)، الشركة الأم للعملاقة الأوروبية إيرباص أمس الثلاثاء (3 أكتوبر/تشرين الأول)، عن تأجيل تسليم طائرات إيرباص A 380 لسنة إضافية. ووفقا للإعلان، فإنه من المقرر أن تسلم الشركة أول دفعة من الطائرات المشار إليها في النصف الثاني من عام 2007 بدلا من موعد التسليم المتفق عليه مع شركات الطيران. تجدر الإشارة إلى أن تبعات هذا التأخير لن تقتصر على التسبب في تكبد إيرباص خسائر فادحة قد تبلغ نحو 4.8 مليار يورو، بل أنها ستمتد إلى خسائر معنوية تتعلق بسمعة الشركة التي ما زالت تخوض منافسة حادة مع نظيرتها الأمريكية "بوينغ".

وبعد أن كان من المقرر تسليم 25 طائرة في عام 2007 للشركات المختلفة، بدأت الشركة تدريجيا بالتراجع عن هذا الهدف بسبب مشاكل في التصنيع حتى أصبح الهدف الآن هو الوصول إلى تسليم 13 طائرة في عام 2008 على أن تصل الشركة في عام 2010 إلى إنتاج أربعة طائرات عملاقة شهرياً. إلا أن إيرباص مازالت بعيدة كل البعد عن تحقيق هذا الهدف. والتأخير المستمر يعني تكبد خسائر مالية هائلة للشركة، الأمر الذي أثر سلبيا على سلة أسهم شركة الدفاع الجوي والفضاء الاوروبية المسجلة في بورصة باريس، إذ خسرت أسهم الشركة نحو 10 بالمئة من قيمتها. في السياق ذاته، لم تتراجع لغاية الآن أية شركة من شركات الطيران عن طلبها وهو ما أكده توماس أندرز المدير المساعد في شركة "إي إيه دي إس" وقال المسؤول إن شركات الطيران "ما زالت في حاجة إلى تلك الطائرة العملاقة. لذلك، فنحن نريد أن نجعل هذا المنتج ناجحاً وأن نكمل تصنيعه للنهاية."

شركة طيران الإمارات تراجع موقفها

تأجيل للمرة الثالثة في موعد تسليم الطائرة العملاقة ايرباص ايه 380صورة من: AP

صحيح أن شركات الطيران لم تتراجع بعد عن نيتها في شراء الطائرة الجديدة A380، إلا أن الكثير منها بدأ في التفكير في إمكانية التراجع عن عقودها مع إيرباص. فشركة طيران الإمارات، أكبر زبائن هذه الطائرة، ما زالت حائرة من أمرها، كما أكد رئيس مجلس إدارتها تيم كلارك. وقال كلارك إن شركة ايرباص" أبلغته بتأخير إضافي لمدة عشرة أشهر في طلبية طائرات ايرباص A 380." وأضاف أن هذه هي "المرة الثالثة التي تعلن فيها إيرباص تأخيراً في تسليم طلبياتها من هذه الطائرة، ما يجعل المدة الكاملة للتأخير تصل إلى عامين، وذلك يسبب مشكلة خطيرة لطيران الإمارات والشركة الآن تبحث كل الخيارات." هذا ولم يحدد كلارك ما إذا كانت الشركة ستلغي الصفقة، معتبراً أنه من المبكر تحديد الأثر الذي سيسببه هذا التأخير على خطة تنمية طيران الإمارات. يشار إلى أن شركة طيران الإمارات كانت قد طلبت شراء 43 طائرة من هذا النوع، أي ما يمثل ثلث الطلب على هذه الطائرة العملاقة التي تتسع لعدد من الركاب يتراوح بين 555 و840 راكباً. إلى ذلك، استثمرت حكومة دبي عشرات مليارات الدولارات لزيادة حجم أسطول طيران الإمارات وتوسيع مطار دبي الدولي وإنشاء مطار جديد في منطقة جبل علي جنوب دبي.

البطالة تهدد العاملين في ايرباص

أما من ناحية شركة "إي إيه دي إس"، فتجري الآن مناقشات حول تحويل موقع إنتاج الطائرة العملاقة إيرباص A380 من ألمانيا إلى أماكن أقل تكلفة مثل روسيا أو الهند أو الصين أو فرنسا، وهو الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية الألمانية. فقد أعلن مسؤولون في مدينة هامبورج، المدينة التي استثمرت نحو 750 مليون يورو للإبقاء على مصنع إيرباص فيها، أعلنوا عن غضبهم الشديد إثر هذا الاقتراح وعن رفضهم التام لهذا الاحتمال. من ناحية أخرى، توفر شركة إيرباص في ألمانيا 40 ألف فرصة عمل وأكثر ما يؤرق الحكومة الألمانية هو مصير 12 ألف شخص يعملون في مصنع هامبورج في حال تحول خط تصنيع الطائرات العملاقة إيرباص A 380 من هامبورج إلى مقر الشركة الأم "إي إيه دي إس" الواقع في مدينة تولوز الفرنسية.

ألمانيا تعارض نقل المصنع

ميشائيل جلوس وزير الاقتصاد الألماني يقابل مدير ايرباص غداً الخميسصورة من: picture-alliance/dpa/webdpa

على صعيد متصل، تسعى ألمانيا إلى عدم فقدان مكانتها في شركة ايرباص. ولهذا دعا مدير إيرباص كريستيان شترايف إلى إجراء محادثات لمناقشة الأزمة مع وزير الاقتصاد الاتحادي ميشائيل جلوس. ويقول المراقبون إنه إذا تم نقل مصنع إيرباص من ألمانيا إلى دولة أخرى، فإن هذا سيعتبر ضربة قوية للاقتصاد الألماني. وقال لورنتز ماير، الخبير الاقتصادي في الحزب المسيحي الديمقراطي في حديث لصحيفة بيلد إن الحكومة الألمانية "لا يمكن لها تقبل مثل هذا القرار دون مقاومة." وأضاف المتحدث الاقتصادي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن الحكومة الألمانية يجب عليها أن توضح لشركة ايرباص بشكل صارم مدى المكاسب التي تحققها من المشاركة الألمانية في ايرباص." وهدد الخبير الاقتصادي في حزب الخضر ماتياس برنينجر بمطالبة الشركة الأم بإعادة المساعدات المالية التي منحتها الحكومة لمصنع إيرباص.

أما توماس ميروف، وكيل وزارة المالية الألمانية، فقد طالب بتقديم دعم لإيرباص بشكل عملي. واقترح بأن يقوم بنك حكومي بشراء أسهم في إيرباص من شركة دايملر كرايسلر التي تمتلك 22.5 بالمئة من أسهم الشركة، وذلك لتأمين مستقبلها في ألمانيا. إلا أن البنك يتحتم عليه بيع أسهم المصرف الألماني "دويتشه بنك" أو أسهم مصرف "دويتشه بوست" ليتمكن من إتمام عملية الشراء وهو أمر غير مسموح به قبل عام 2008 ، وذلك بموجب اتفاقيته مع كل من المصرفين. وكانت شركة السيارات الألمانية ـ الأمريكية دايملر كرايسلر قد اشترت الأسهم في إيرباص لتعادل نسبة المشاركة الفرنسية فيها. من ناحيتها تسعى الحكومة الفرنسية إلى تشجيع نقل عملية التصنيع إلى مدينة تولوز. وأكد وزير الاقتصاد الفرنسي تيري بروتون أن خطة النقل عملية وستوفر نحو ملياري يورو سنوياً. كما أضاف أن التأجيل في المشاريع الكبيرة يعد أمراً واردا ًوليس إخلالاً بالعقد. أما وزير الاقتصاد الألماني جلوس فقد طالب شركية "إي إيه دي إس" بتوزيع المسئولية على كل أماكن التصنيع وتخفيض التكاليف بالتساوي بين موقعيها في تولوز بفرنسا وفي هامبورج بألمانيا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW