صعدت اليونان خلافا مع فيينا برفض طلب من وزيرة الداخلية النمساوية بزيارة مخيم لجوء وقيدت أيضا عملية الانتقال من جزرها المكتظة بالمهاجرين لتخفيف الضغط على البر الرئيسي. وتخشى اليونان تكدس اللاجئين على أراضيها.
إعلان
صعدت اليونان لهجتها اليوم الجمعة (26 شباط/فبراير) إزاء النمسا وسط خلافات حول أزمة الهجرة، فيما حذر المفوض الأوروبي للهجرة من "كارثة" إن استمرت.
ففي إجراء إضافي في سلسلة القيود على حدود دول طريق البلقان، أعلنت سلوفينيا وكرواتيا وصربيا الجمعة أنها ستحدد عدد المهاجرين العابرين على أراضيها بـ580 شخصا ما سيفاقم الاكتظاظ في اليونان حتما. وحذر المفوض الأوروبي للهجرة ديمتريس افراموبولوس الجمعة من أن أوروبا ستواجه "كارثة" إذا لم يتم التوصل إلى توافق خلال القمة الاستثنائية بين تركيا والاتحاد الأوروبي في السابع من آذار/مارس في بروكسل.
وقال افراموبولوس من دلفي بوسط اليونان "سنحكم على كل شيء في السابع من آذار/مارس (...) يجب أن يجري نقاش من اجل تقاسم المسؤولية بين (الدول الأعضاء) وهو شرط للشروع في إيجاد حل للمشكلة" داعيا إلى وقف "الأعمال الأحادية أو الثنائية (...)".
وصعدت اليونان اللهجة مجددا الجمعة حيال النمسا بشان اللاجئين برفضها استقبال وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكل-لايتنر التي أرادت زيارة أثينا "لتوضيح الموقف النمساوي بالتفصيل ومباشرة".
وكانت أثينا استدعت الخميس سفيرتها في فيينا للتشاور اثر قرار النمسا عدم دعوة اليونان إلى اجتماع لدول البلقان الأربعاء في النمسا حول أزمة الهجرة.
وأدى التوتر بين اليونان والنمسا إلى تسميم أجواء اجتماع دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل الذي يهدف أصلا إلى إنهاء الفوضى في مواجهة تدفق اللاجئين الذي يمكن أن يؤدي إلى أزمة إنسانية كبرى.
وقال مصدر دبلوماسي إن الوزير اليوناني لسياسة الهجرة يانيس موزالاس صرح أمام نظرائه في الاجتماع أن "النمسا تتعامل معنا وكأننا أعداء".
وتعتبر أثينا أن فيينا شجعت دول البلقان (صربيا وسلوفينيا ومقدونيا وكرواتيا) في منتصف شباط/فبراير على فرض قيود بشكل منفرد على حدودها وإعاقة مرور آلاف المهاجرين العالقين في الأراضي اليونانية.
وأدى هذا القرار في الأيام الأخيرة إلى اكتظاظ على الحدود اليونانية المقدونية دفع بالسلطات اليونانية إلى نقل جزء من المهاجرين إلى مخيمي استقبال في ديافاتا شمالا وشيستو قرب أثينا.
والأربعاء حذر رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس من انه سيرفض أي اتفاق أوروبي في السابع من آذار/مارس إن لم يتم تقاسم أعباء أزمة المهاجرين "بصورة متناسبة" بين دول الاتحاد الأوروبي.
م.أ.م/ ي.ب (أ ف ب، د ب أ)
بانتظار العبور ـ لاجئون يعيشون أوضاعا مأساوية بفرنسا!
مهاجرون ينتظرون في بلدة غراند سانت بالقرب من دونكيرشن في شمال فرنسا وسط الوحل والبرد القارص. في وسط البلدة يترقب 2000 كردي فرصة للعبور إلى بريطانيا. والدولة الفرنسية تتفرج.
صورة من: DW/B. Riegert
المخيم العشوائي في بلدة غراند سانت بالقرب من دونكيرشن يأوي داخل خيم صغيرة وأغطية من البلاستيك نحو ألفين من الرجال والنساء والأطفال. وبعد الأمطار الغزيرة تتحول مساحة المخيم إلى وحل، وفي الليل يعم البرد القارص.
صورة من: DW/B. Riegert
ليزمان شاب من كردستان العراق. ليزمان يقول "الحرب مشتعلة في بلدي"، وهدفه الوصول إلى بريطانيا. داخل المخيم في كوخ من ألواح خشبية أقام "مقهى" صغيرا يرتاد إليه الشباب وينتظرون.
صورة من: DW/B. Riegert
حماية الخيمة من الأوساخ والبرد: عزيز من العراق استعار مطرقة. هذا الشاب الكردي يتطلع لعبور بحر المانش الفاصل بين فرنسا وبريطانيا، ومن أجل ذلك يجب عليه دفع 5000 يورو لأحد المهربين.
صورة من: DW/B. Riegert
ولا يُعرف عدد الأطفال الموجودين في المخيم الذي يعج بالقاذورات والوحل. عدد من موظفي الإغاثة يجمعوان بعض الألعاب ويوزعونها من حين لآخر أمام خيم الأطفال.
صورة من: DW/B. Riegert
هذه الدمية فقدها أحد الأطفال في الوحل. الكثير من الآمال تتلاشى في المخيم. في الليل الطقس بارد ومظلم. لا وجود لإنارة، فقط بعض المراحيض.
صورة من: DW/B. Riegert
كريس بايلي كان جنديا في العراق، والآن هو يساعد المهاجرين الذين العبور إلى بلده بريطانيا. ويقول المحارب القديم: "الظروف هنا أسوء مما شاهدته في الحرب". هو يوزع أغطية وأحذية مطاطية تم التبرع بها.
صورة من: DW/B. Riegert
دنيز وماريز تسكنان في شقق جميلة تقع أمام المخيم، إذ يفصل شارع واحد فقط بين العالمين. وتقول دنيز: "السلطات لا تعبأ بشيء". الكثير من جيرانها يريدون أن يرحل المهاجرون.
صورة من: DW/B. Riegert
أحد المساعدين المتطوعين أطلق أسماء سياسيين أوروبيين على الممرات الموجودة في المخيم. أحد الممرات يُسمى شارع "فرانسوا أولاند"، لأن الحكومة الفرنسية لا تهتم بالمخيم العشوائي. الشرطة تبقى في الخارج. ويتحدث سكان المخيم عن أعمال عنف بين مجموعات المهاجرين، لاسيما في الليل.
صورة من: DW/B. Riegert
ميونيخ لم يعد يصلها عدد كبير من اللاجئين. سينان من جمعية خيرية بميونيخ انتقل إلى منطقة بحر المانش لتقديم المساعدة.
صورة من: DW/B. Riegert
. منظمة "أطباء بلا حدود" تقدم لقاحات ضد الحصبة والزكام. فالرطوبة والبرد والنقص في النظافة تجعل الأطفال بوجه خاص يمرضون. المنظمة أقامت مخيما جديدا للطوارئ في بلدة غراند سانت، والدولة لا تشعر بالمسؤولية. إنه المخيم الأول للمنظمة فوق تراب الاتحاد الأوروبي.
صورة من: DW/B. Riegert
عاصم، الذي فر حسب روايته الشخصية من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يجلس مع مراسلة DW في كوخه ويقدم لها كأس شاي. عاصم يقول إن الجميع يريدون مواصلة طريقهم.
صورة من: DW/B. Riegert
ميناء دونكيرشن يبعد بعشرة كيلومترات عن المخيم العشوائي. فرص الانتقال من هناك إلى بريطانيا ضئيلة جدا. ولا أحد يرغب في تقديم طلب لجوء في فرنسا. تقديم أجر مالي لأحد المهربين؟ العودة إلى بلجيكا أو ألمانيا؟ أو ببساطة الانتظار.