1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تأشيرات الدخول تضعف عالمية ملتقي الشبيبة في كولونيا

سمر كرم

في الوقت الذي بدأت فيه مجموعات من الشباب في الوصول إلى مطارات ألمانيا للمشاركة في فعاليات ملتقي الشبيبة العالمي، ينتظر الآخرون بحزن في بلادهم على أمل أن تأتيهم موافقة السفارة الألمانية على فيزة دخول لألمانيا .

اقترب الحدث ومازال هناك شباب ينتظرون رد السفارةصورة من: AP

بدأ الشباب في الوصول إلى ألمانيا وامتلأت المطارات الألمانية بمئات "الحجاج"، الذين جاءوا بحقائبهم فوق ظهورهم، وكلهم سعادة واستعداد للمشاركة في فعاليات ملتقي الشبيبة العالمي التي تبدأ في الأسبوع القادم. ولكن القس دانيال أش المسئول عن الكنيسة في منطقة كومبو في الكاميرون جاء وحيداً. فالشباب الثلاثة عشر الذين اشتركوا في اليوم العالمي معه لم يستطيعوا الحضور، لأنهم مازالوا في انتظار تأشيرة السفر، قبل أيام من هذا الحدث. وفي الواقع ليس هو وحده المحبط من هذا الأمر، فمئات الشباب مازالوا في انتظار الفيزا، وهو الأمر الذي يقلق ماتياس كوب، المتحدث الرسمي عن اليوم العالمي للشبيبة، فأعداد كبيرة من الشباب في الكاميرون وتوجو والفلبين لم يتمكنوا من الحضور بسبب عدم تعاون السفارات معهم، وإن كان مازال لدى ماتياس كوب أمل أن يحصلوا عليها في اللحظات الأخيرة، بعد أن قام بعدة محادثات مع وزارة الخارجية في برلين.

تسهيلات لم تتحقق في كل السفارات

منذ أشهر عدة بدأت إمكانية الاشتراك في ملتقي الشبيبة العالمي، ومعها بدأ التقديم في السفارات للحصول على تأشيرة السفر. وبالاتفاق مع المسئولين عن تنظيم هذا اليوم، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية عن تقديم تسهيلات للمتقدمين لحضور هذا اليوم، وأول هذه التسهيلات هي أن تكون الفيزا مجانية، على شرط أن يتقدم الشاب أو الشابة عن طريق كنيسة ما أو مجموعة كنسية. فمن المفترض أن يتقدم الشاب أو الشابة بخطاب موقع من أحد القساوسة أو الأساقفة، يؤكد به أنه ذاهب فقط لحضور اليوم العالمي للشبيبة، وأنه سيعود لبلده فور انتهاء هذا الملتقى العالمي. ويعتبر هذا التوقيع ضماناً شخصياً يقدمه الموقع، بينما لا تطالب السفارات بالضمانات المادية وضمان مكان الإقامة التي تطلب عادة. فهذا الأمر من المفترض أن تكفله لهم إدارة هذا الحدث العالمي. ويرى ماتياس كوب أنه في معظم الحالات قدمت هذه التسهيلات بالفعل، وأن معظم المتقدمين من أفريقيا أو آسيا أو أمريكا الجنوبية لم يواجهوا أية معوقات.

صورة من: AP

ولكن أسقف مدينة لمبورج فرانز كامبهاوز ينتقد السفارات في بعض الدول بشدة، فهو كان في انتظار مجموعة من الشباب من الكاميرون، ولكنهم لم يتمكنوا من الحصول على الفيزا. وهو يصف هذا الأمر بـ"الفضيحة في حق وزارة الخارجية". ويضيف في هذا السياق: "إن الأمر دائماً ما يصيب القارة الأكثر فقراً. كل مشكلة هؤلاء الذين تقدموا لحضور هذا اللقاء الكنسي أنهم فقراء، لم يتمكنوا من السفر من قبل". وقد رفضت أوراقهم لهذا السبب، فهم لم يسبق لهم السفر من قبل، وبالتالي فالسفارة تخشى أن يذهبوا إلى ألمانيا ولا يعودوا إلى بلادهم. وبالرغم من أن الأسقف المسئول بكومبو قد شجع سفرهم إلا أن هذا الأمر لم يترك أي تأثير لدى السفارة الألمانية في الكاميرون. ويشاركه الرأي سكرتير أسقف مدينة هامبورج يوخن بروسكه، مؤكداً أن هناك العديد من الشباب الذين لم يتمكنوا من الحضور قائلاً "أي يوم عالمي هذا الذي يجمع فقط بين الشباب القادمين من الدول الصناعية الكبرى أو الشباب من العائلات الغنية". وتعد الفلبين هي أكثر الدول التي تعرض شبابها للرفض من قبل السفارة، فقد تمكن 28 شاب فقط من الحضور من بين 188 شخص سجلوا أسماءهم.

وزارة الخارجية في موقف حرج

صورة من: dpa

ولكن من المؤكد أنه حتى مع وجود هذه الخطابات والاشتراكات وحتى حجز الطيران، فالأمن هو الأمر الأهم، خاصة بعد ما تعرضت له وزارة الخارجية الألمانية مؤخراً من فضائح التلاعب بتأشيرات الدخول إلى ألمانيا. لذلك تتعامل وزارة الخارجية مع الأمر بتحفظ شديد. وهناك بعض السفارات التي أصبحت تتعامل مع طلبات الفيز المقدمة بتشدد أكثر. كما أنهم أيضاً يخشون من تكرر تجارب سابقة، ففي يوم الشبيبة العالمي الذي أقيم في تورنتو، بقي نحو 2.300 شاب بشكل غير قانوني في كندا. ويؤكد المتحدث عن وزارة الخارجية الألمانية فالتر ليندنر أنهم يحاولون تفادي سوء استخدام هذه التأشيرات التي تعطى بتسهيلات أكبر بمناسبة هذا الحدث العالمي. ويدافع فالتر عن العاملين في السفارات قائلاً أن الشباب بالتأكيد لم يقدموا الأوراق الكافية أو لم يتمكنوا من تأكيد سبب سفرهم وهو حضور هذا اللقاء العالمي.

لا سفر دون موافقة الأساقفة

وواجه المشاركين العرب عوائق كبيرة من السفارات الألمانية في بعض الدول العربية، فتامر ي. شاب عراقي ينتمي لمجموعة كنسية، وقد قدم طلباً للحصول على فيزا للمشاركة في ملتقي الشبيبة العالمي منذ وقت بعيد، مع مجموعة من سبعة شباب آخرين. ولكن السفارة الألمانية رفضت منحهم الفيزا ويقول تامر في هذا الصدد:"لقد جاء قرار من وزارة الخارجية الألمانية في أول شهر أغسطس/أب بألا يمنح أي عراقي الفيزا من السفارة الألمانية في بغداد، وأن عليه التقدم للسفارة الألمانية في الأردن، وبالتالي لم يكن هناك وقت للتقديم، لقد جاء هذا القرار فجأة وبعد أن كنا قدمنا بالفعل وانتظرنا بضعة أيام..." ولكن عدم التعاون السفارة ليس هو العائق الوحيد، فتامر يؤكد أنه بسبب الظروف الصعبة التي تعاني منها العراق، فقد رفض الأساقفة منحهم أية خطابات أو ضمانات تجعل السفارة تقبلهم، وفي النهاية وبعد بحث مطول وافق قس واحد على مساعدتهم ووقع لهم الخطاب الضماني، والآن وبعد أن دفعوا بالفعل الاشتراك في اليوم العالمي، لم يتمكنوا من الحصول على تأشيرة، وبالتالي ألغيت رحلتهم. وليست هذه هي الحالة الوحيدة من تخوف الأساقفة من توقيع الخطابات للشباب، فأندريا بيخارانو وهي شابة من كولومبيا جاءت كمتطوعة للمساعدة في تنظيم هذا الحدث العالمي، تؤكد أنها كانت في غاية الحزن عندما وصلتها مكالمة من شبان من المغرب لا يستطيعون القدوم إلى ألمانيا، لأن الأسقف رفض أن يضمنهم. وعلقت على ذلك بقولها:"لقد كنت أنا أيضاً أخشى ألا أتمكن من الحصول على فيزا، ولكنها وصلت في اللحظات الأخيرة، إن ثمن التذكرة يقابل مرتب أهلي لعدة لأشهر."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW