أكد وزير خارجية تركيا أن بلاده ستبقى حدودها مفتوحة أمام اللاجئين السوريين، لكنه لم يذكر موعدا لفتح الحدود أمام آلاف العالقين عند معبر مواجه لحلب، بينما تطالب النمسا بإعادة السوريين إلى تركيا قبل وصولهم إلى اليونان.
إعلان
أفاد مراسلون لوكالات الأنباء الفرنسية أن المعبر الحدودي التركي أونغو بينار كان لا يزال مغلقا السبت أمام آلاف اللاجئين السوريين الهاربين من منطقة حلب. لكن وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أكد لدى خروجه من اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في أمستردام اليوم السبت (السادس من فبراير/ شباط 2016) أن تركيا لا تزال تعتمد "سياسة الحدود المفتوحة" أمام اللاجئين السوريين، من دون تحديد موعد للسماح لآلاف السوريين العالقين على معبر أونغو بينار بالدخول إلى بلاده.
وتحفظ جاوش أوغلو عن إعطاء أي تفاصيل حيال فتح الحدود، فيما تفيد آخر الأرقام التي قدمتها الأمم المتحدة الجمعة أن نحو عشرين ألف شخص يتجمعون قبالة معبر أونغو بينار المقابل لبلدة باب السلامة السورية. وأكد الوزير التركي "لقد استقبلنا خمسة آلاف، وهناك نحو 50 أو 55 ألفا آخرين في طريقهم إلى الحدود. لا يمكن أن نتركهم وحدهم هناك لأن الغارات الروسية متواصلة، وقوات النظام مدعومة من قبل الميليشيات الشيعية الإيرانية تهاجم المدنيين أيضا".
وقالت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني "تحدثنا مع زميلنا التركي، يجب أن نتذكر أن هناك واجبا أخلاقيا، إن لم يكن قانونيا، بعدم الإبعاد القسري، وحماية أولئك الذين يحتاجون إلى الحماية الدولية". وتابعت موغيريني "أكثر من ذلك، فإن المساعدات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي إلى تركيا تهدف إلى ضمان أن يكون لديها الوسائل والأدوات والموارد لحماية واستقبال الساعين إلى اللجوء".
لاجئون عالقون: "نحن ساخطون لأن صبرنا قد نفد"
إنه وضع إنساني صعب والأجواء متوترة، بعد أن نصبت مقدونيا سياجا طويلا يمتد على مسافة ثلاثة كيلومترات على الحدود اليونانية. منظمات الإغاثة تطالب حكومة اليونان بضرورة التدخل.
صورة من: DW/D. Cupolo
عالقون في إيدوميني
يحاول الأخوان حسن (يسار الصورة) ومحمد سجير من باكستان إيقاد النار من فضلات بالقرب من صخرة فاصلة للحدود. مقدونيا وصربيا وسلوفينيا تسمح بعبور لاجئين فقط من سوريا وأفغانستان والعراق. لهذا وجب على الأخوان وحوالي 2000 شخص للبقاء في مخيم للاجئين بمدينة إيدوميني اليونانية.
صورة من: DW/D. Cupolo
برد قارس في المخيم
وفرت منظمة "أطباء بلا حدود" حوالي 2000 خيمة مجهزة بمدافئ، إلا أن ذلك غير كاف. العديد من الناس يضطرون لقضاء الليل في العراء. "ينام أكثر من ألف شخص في العراء حيث درجات الحرارة منخفضة وقد تبلغ ستة درجات"،كما يؤكد موظف المنظمة أنطونيس ريقاس ويضيف: "طلبنا من الحكومة بتوفير المزيد من الخيم، لتوسيع الطاقة الاستعابية هنا، لكننا لم نتلق أي رد"
صورة من: DW/D. Cupolo
غياب المساعدات الرسمية
ينتظر شاب مغربي فتح الحدود أمام كل المهاجرين. لكن ريقاس من منظمة "أطباء بلا حدود" يستبعد هذا الأمر. "نطالب الحكومة اليونانية بإرسال ممثلين عنها، ليقتسموا معنا أعباء إدارة أمور المخيم". ويضيف: "الجمعيات الخيرية ظلت دون مساندة، علما أن تقديم يد العون هو في الواقع من مهمة الحكومة".
صورة من: DW/D. Cupolo
تقسيم اللاجئين حسب أوطانهم
آلاف السوريين والعراقيين والأفغان يحق لهم يوميا العبور إلى مقدونيا. أما الآخرون فعليهم أن يعودوا من حيث أتوا، مما يثير غضبهم."لا نريد أن نعبر إلى أوروبا بشكل سري، بل عبر طرق شرعية." ، كما يقول شيامال رابي (32 سنة) من بنغلادش. "نحن أيضا بشر ولنا أيضا حقوق مثل الآخرين. ويحق لنا مواصلة العبور مثلهم".
صورة من: DW/D. Cupolo
توتر وشجارات بين اللاجئين
أوضاع المخيم الصعبة تساهم في توتر الأجواء، مما يؤدي الى شجارات بين اللاجئين في إيدوميني. تعرض رايج من نيبال إلى الضرب المبرح من قبل إيراني بسبب خلاف بينهما. في الجمعة الماضية عالج أطباء من منظمة "أطباء العالم - اليونان" شخصان من شمال افريقيا تعرضا للطعن. الشجارات العنيفة تندلع حتى خلال عملية توزيع الوجبات.
صورة من: DW/D. Cupolo
احتجاجات أو مواجهات عنيفة
قام لاجئون عالقون بخياطة أفواههم الأسبوع الماضي كما أضربوا عن الطعام. لكن هذا الإحتجاج السلمي سرعان ما تحول إلى مواجهات عنيفة مع الشرطة المقدونية. "منذ أسبوعين لم يستحم العشرات من اللاجئين ومنهم من يتناول الكحول بشكل مستمر"، حسب فاتيني كيليكسوغلو من منظمة "براكسيس" .
صورة من: DW/D. Cupolo
حالة طورائ
"الأوضاع على الحدود قد تنفجر بسرعة لنصف ساعة، لتعود بعدها للهدوء"، يقول أليكساندر فولقاريس، من المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ويضيف: "لا يمكننا التنبؤ بما سيحصل، نحن في حالة طورائ. أقصى ما يمكن فعله هو حماية الناس فقط". يحاول فولقاريس إقناع اللاجئين بالذهاب إلى الملعب الأولمبي في أثينا، الذي تحول إلى مخيم للاجئين.
صورة من: DW/D. Cupolo
لا يريدون العودة للحرب
رامي الطاهري (22 سنة) من اليمن يعرض صورة حيه المدمر في صنعاء. هرب الطاهري صحبة 11 يمنيا، بعد أن أرغموا على القتال مع ميليشيات الحوثي، ويقول: "إنهم يريدون أن نعود إلى الحرب. لكننا لا نريد القتال... سيقتلنا السعوديون". سننتظر هنا إلى أن تتم إعادة فتح الحدود من جديد للجميع".
صورة من: DW/D. Cupolo
"كاليه" جديدة
عمال نقابة يونانية يوزعون مساعدات غذائية. " إذا لم نسرع في التحرك فقد يتحول الأمر إلى "كاليه" جديدة (منطقة العبور بين شمال فرنسا وبريطانيا)"، يحذر نيكيتاس كانيكاس من منظمة "أطباء العالم - اليونان". ويضيف: "التجهيزات لا تكفي لكل اللاجئين هنا. ما يثير قلقنا هو أنهم سيحاولون العثور على طرق بديلة بسبب قساوة الشتاء، فمهربو البشر أذكياء جدا".
صورة من: DW/D. Cupolo
بحث عن البديل
نهاية الأسبوع الماضي شيدت مقدونيا على حدودها سياجا طوله ثلاث كيلومترات. "العشرات من المتطوعين قدموا من كافة أنحاء العالم، باستثناء ممثلين عن الحكومة اليونانية" يقول كاناكيس ويضيف: "هناك مخاوف من إغلاق الحدود بالكامل في الأيام القادمة. سنظطر لترحيلهم جميعا إلى أثينا.. لكن ماذا بعد؟ ما الذي سيحصل؟ ماهي الخطة البديلة؟".
صورة من: DW/D. Cupolo
10 صورة1 | 10
وفي فيينا أعلن المستشار النمساوي فيرنر فايمان اليوم أن بلاده تأمل في أن تقوم وكالة "فرونتكس" الأوروبية لأمن الحدود بإعادة المهاجرين، الذين تمسك بهم أثناء محاولتهم الوصول إلى اليونان، مباشرة إلى تركيا. وقال فايمان لصحيفة "أوستيريش" إنه "يجب إنقاذ الجميع، لكن بعد ذلك يجب إعادة هؤلاء الأشخاص إلى تركيا. وبالتالي لن تصبح فرونتكس مجرد برنامج إنقاذ، بل جهازا لحماية الحدود فعليا." وفي صحيفة "كرونين تسايتونغ"، أكد فايمان أن هذا الإجراء سيكون "الوحيد الفعال تماما للقضاء على شبكات المهربين". ونقلت وكالة "أي بي اي" عن دوائر المستشارية النمساوية قولها إن تركيا ستحصل في المقابل على تسريع لعملية الحصول على ثلاثة مليارات يورو كمساعدات وافق عليها الاتحاد الأوروبي لوقف تدفق المهاجرين.