تأكيد روسي تركي إيراني على تسوية سياسية تضمن عدم تقسيم سوريا
٢٨ أبريل ٢٠١٨
أكد وزراء خارجية روسيا وتركيا وايران على تقارب مواقفهم إزاء الوضع في سوريا، مشددين على أهمية محادثات استانا للدفع نحو تسوية سياسية للنزاع وضمان عدم تقسيم سوريا، لكن هناك تضارب في المواقف والمصالح بين الدول الثلاث.
إعلان
أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف السبت (28 نيسان/أبريل 2018) إن روسيا وإيران وتركيا تسعى لضمان عدم تقسيم سوريا. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه الإيراني محمد جواد ظريف، والتركي مولود جاووش أوغلو، بعد الاجتماع الثلاثي في موسكو حول سوريا.
وأضاف لافروف أن روسيا وتركيا وإيران ستقاوم محاولات تقويض الجهود الرامية إلى تسوية الوضع في سوريا، مشيرا إلى أن الهجوم الثلاثي على سوريا "أعاد الحل السياسي إلى الوراء". وأشار لافروف إلى أن بلاده وتركيا وإيران ملتزمة " بشدة بعدم وجود بديل عن الحل السياسي الدبلوماسي لتجاوز الأزمة في سوريا على أساس القرار 2254 وعلى أساس توصيات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي".
ومن جانبه، قال جواد ظريف إن إيران ضد أي عملية عسكرية هدفها تحقيق مصالح خاصة في سوريا. وأضاف ظريف أن "مفاوضات أستانا هي العملية الوحيدة التي أسفرت عن نتائج ملموسة في الصراع السوري حتى الآن"، مشيرا إلى أن "الأمر ليس كذلك بالنسبة للمبادرات الدولية الأخرى"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا). وأوضح أن "هذه العملية كخطوة أولى على الأقل، يمكن أن تمهد الطرق لحل سياسي للصراع". كما قال وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو إنه يؤيد استمرار مفاوضات أستانا.
وأكد الوزراء الثلاثة على التقارب في مواقفهم، مع العلم بان المساعي لحل النزاع تراوح مكانها نتيجة تضارب مصالح موسكو وأنقرة وطهران حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد. وشدد لافروف على أنه "لدى تركيا وروسيا وايران، رغم بعض الاختلافات، حرص مشترك على مساعدة السوريين".
تحالف غير ثابث وطموحات مختلفة
إلا أن الوحدة التي أبدتها الدول الثلاث في القمة الأخيرة بين الدول الثلاث إلى مطلع نيسان/أبريل في أنقرة تزعزعت بعد الهجوم الكيميائي المفترض المنسوب إلى النظام السوري على دوما قرب دمشق والضربات التي شنتها واشنطن وباريس ولندن ردا على ذلك. فقد رحبت تركيا بالغارات معتبرة أنها رد "ملائم" بينما دافعت روسيا وايران عن النظام السوري.
ويقول المحلل الروسي الكسندر شوميلين إن الهجوم الكيميائي المفترض "احدث تصدعا في الوحدة بين الدول الثلاث"، مضيفا أن "غايات وأهداف كل منها مختلفة"، مشيرا خصوصا إلى الطموحات المتباينة بين موسكو وطهران. وتابع شوميلين أن "ايران بحاجة إلى موطئ قدم في سوريا لتهديد إسرائيل"، إلا أن ذلك "يطرح مشكلة لروسيا التي تريد فقط ضمان الاستقرار في المنطقة والرحيل"، متسائلا "كم من الوقت يمكن ان تظل هذه الدول معا، هذا السؤال الذي لا يملك أحد اجابة عليه".
اما اليكسي مالاشنكو مسؤول معهد الحوار بين الحضارات فاعتبر ان الدول الثلاث تشكل "تحالفا غير ثابت"، بمواقف لا يمكن التوفيق بينها قائلا "تركيا لديها موقف واضح جدا فهي ضد بشار الأسد ومن المستحيل التوصل إلى اتفاق حول هذه المسألة".
وإذا كانت مفاوضات أستانة قد خدمت النظام السوري بشكل كبير، إلا مشاورات جنيف برعاية الأمم المتحدة متمثلة بمبعوثها ستافان دي مستورا تشكل ضمانة كبيرة لمصالح المعارضة السورية.
ولم تعلق المعارضة السورية على نتائج اجتماع الوزراء الثلاثة في موسكو بعد، إلا أنه معروفا عن المعارضة السورية أنها تنظر بعين الريبة والشك إلى التحركات الروسية الإيرانية بشأن حل الأزمة السورية دبلوماسيا.
ح.ع.ح/ع.ج.م(د.ب.أ/أ.ف.ب/رويترز(
محطات في الدور الألماني خلال الأزمة السورية
إلى جانب الدور الإنساني، لعبت ألمانيا أدوارا أمنية وسياسية في الأزمة السورية. وعلى مدى سبع سنوات، لم تتخلف برلين عن تسجيل حضورها في ملفات الأزمة داعية دائماً إلى وقف الحرب و"الجرائم ضد الإنسانية" في سوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
منفذ اللاجئين
منذ بداية الأزمة في سوريا سنة 2011، يبحث السوريون عن منافذ لمغادرة بلدهم نحو بلدان أكثر أمانا. وكانت ألمانيا واحدة من المنافذ التي فتحت الباب أمامهم منذ 2015، كما أتاحت لهم فرصة النفاذ من ويلات الحرب حتى صار عدد السوريين من غير الحاملين للجنسية الألمانية، عام 2017، يقدر بحوالي 699 ألف شخص، في ألمانيا، أي ثالث أكبر جالية أجنبية في البلاد، حسب ما أفاد "مكتب الإحصاء الاتحادي".
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pförtner
"ماما ميركل" محبوبة اللاجئين السوريين
لعبت قرارات ميركل في ملف اللاجئين دورا رياديا. وكان قرارها الشهير عام 2015، بفتح الحدود الألمانية أمام اللاجئين السوريين خاصة وقد وصلوا أوروبا عبر البحر المتوسط، محط أنظار العالم بأسره، إذ لم تقف عند "اتفاقية دبلن" و"فضاء شينغن" والهدنة مع دول أوروبا الشرقية. وتمسكت بشعارها "نستطيع أن ننجز ذلك"، في إشارة منها إلى تفاؤلها بالتغلب على أزمة اللاجئين. قرارات ميركل جعلتها تُنعت بـ"ماما ميركل".
صورة من: Reuters/F. Bensch
إدماج وإندماج
تعمل ألمانيا بشكل مكثف على إدماج اللاجئين في الحياة العامة. وتخصص ميزانيات مهمة من أجل تعليم اللغة وتوفير دورات للاندماج ، فضلا عن دورات التأهيل للعمل لصالح اللاجئين. علاوة على ذلك، يحظى الأطفال باهتمام خاص، إذ يذهبون، بعد وصولهم بفترة بسيطة إلى ألمانيا، إلى المدارس أو إلى دور الحضانة وذلك بهدف الانفتاح على العالم الجديد والتأقلم معه.
صورة من: picture-alliance/W. Rothermel
إنقاذ وتطبيب ومليارات اليورو للدعم
قدمت ألمانيا مساعدات كثيرة للسورين خلال الحرب. فبالإضافة إلى التطبيب، رصدت عام (2017) للمساعدات الإنسانية في سوريا 720 مليون يورو. فضلا عن 2.2 مليار يورو، قدمتها لسوريا منذ بداية الحرب الأهلية هناك في عام 2012، وكان وزير الخارجية الألمانية زيغمار غابرييل، قد تعهد بعشرة ملايين يورو إضافية للمساعدات المقدمة لسوريا في ظل الوضع المأساوي في الغوطة الشرقية.
صورة من: Ärzte ohne Grenzen
مساعدات إنسانية في الداخل والخارج
لا تنحصر المساعدات الإنسانية الألمانية على المحتاجين اليها في سوريا فحسب، بل تشملهم في ألمانيا أيضا، حيث تتظافر جهود الدولة والمجتمع المدني لمد اللاجئين بالمعونة الضرورية، خاصة في الأيام الأولى من التحاقهم. وتعتبر موائد "تافل" من بين الجهات التي يتوجه إليها اللاجئون بهدف الحصول على الطعام.
صورة من: DW/B. Knight
حضور ألماني أنساني حتى في مخيمات اللجوء عبر العالم
تقديم ألمانيا لمساعداتها الإنسانية لصالح اللاجئين لا يقتصر على سوريا أو ألمانيا، وإنما يتجاوزه وصولاً الى مخيمات اللاجئين في الأردن ولبنان، مثلا. وقد مولت الحكومة الألمانية مشاريع مهمة في المخيمات، كمشروع الكهرباء الذي استفاد منه مخيم الزعتري والذي بلغت طاقته 12.9 ميغاوات. وبالإضافة إلى توفير الكهرباء، فقد أتاحت المحطة بيئة أكثر أماناً للأطفال والبالغين في هذا المخيم.
صورة من: picture-alliance/dpa/B.v. Jutrczenka
إنقاذ من الجوع والعطش
عانى الدمشقيون من ندرة المياه وانقطاعها المتواصل بسبب الحرب واستمرار المعارك، خاصة في منطقة وادي بردى، قرب دمشق. وكانت الحكومة الألمانية أول من بادر لحل هذا المشكل، إذ قالت وزارة الخارجية الألمانية، في يناير/ كانون الثاني 2017، إن دبلوماسيين ألمانا ساعدوا في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية وقوات المعارضة في وادي بردى، بهدف إعادة إمدادات المياه إلى دمشق.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
محاربة داعش
شارك الجيش الألماني في الحملة العسكرية الدولية ضد تنظيم داعش في سوريا. وقد شارك في العملية ما يناهز 1200 جندي ألماني. المهمة العسكرية الألمانية في سوريا، شملت عناصر المشاة، إضافة إلى طائرات استطلاع من نوع "تورنادو" وطائرة للتزود بالوقود وسفينة حربية لدعم حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" في البحر المتوسط، فضلا عن عمليات استطلاعية عبرالأقمار الصناعية.
صورة من: Getty Images/Hulton Archive/USAF
اتفاق مع تركيا ساهم في إنقاذ أرواح آلاف من طالبي اللجوء
في بدايات عام 2016، وقع الاتحاد الأوربي وأنقرة اتفاقية للحد من تدفق اللاجئين من السواحل التركية إلى أراضي الاتحاد. هذا الاتفاق الذي تعرض لانتقادات، وتبعه توتر كبير بين الطرفين التركي والأوروبي، كانت ألمانيا من بين مناصريه. فقد اعتبرته اتفاقا ناجحا ما دام قد حقق هدفه، و"ساهم في مكافحة أعمال التهريب المميتة للاجئين عبر بحر إيجة بشكل فعال"، حسب تصريح المتحدث باسم الحكومة الألمانية.
صورة من: Reuters/Yves Herman
محاربة الأسلحة الكيماوية
لعبت ألمانيا دورا بارزا في محاربة الأسلحة الكيماوية في سوريا، وكانت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، قد أعلنت دعمها للضربة العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على أهداف منتخبة في سوريا يوم 14 أبريل/ نيسان2018، كما رأتها "ضرورية وملائمة للحفاظ على فعالية الحظر الدولي لاستخدام الأسلحة الكيماوية ولتحذير النظام السوري من ارتكاب انتهاكات أخرى".
صورة من: picture alliance/AP Photo/H. Ammar
ألمانيا وسيط محايد محتمل و"رسول سلام"
تساءل البعض عن سبب عدم مشاركة ألمانيا في الضربة العسكرية على النظام السوري، فيما أعتبر آخرون إمكانية لعب ألمانيا دور الوسيط المحايد للبحث عن حل للنزاع. وتشير معطيات إلى إمكانية تأثير ألمانيا في إيجاد حل للأزمة السورية، خاصة بعد تصريح وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس، الذي أكد أن الصراع السوري بحاجة إلى حل يتم التوصل إليه عبر التفاوض وتشارك فيه كل القوى في المنطقة. مريم مرغيش.