يجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع كبار مستشاريه في مجلس الأمن القومي لبحث آخر التقارير المتعلقة بهجمات باريس، فيما رفعت إيطاليا من مستوى الاستنفار على أراضيها لـ"تقليص درجة المخاطر".
إعلان
قال مسؤول بالبيت الأبيض إن من المقرر أن يقوم كبار مستشاري الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإطلاعه السبت (14 تشرين ثان/ نوفمبر 2015) على أحدث تقارير المخابرات بشأن الهجمات الدموية التي وقعت في باريس أمس الجمعة. وأضاف المسؤول: "سيجتمع الرئيس مع مجلس الأمن القومي قبل مغادرته إلى قمة مجموعة العشرين لمراجعة أحدث تقارير المخابرات المتعلقة بالهجمات في باريس".
باريس تحت صدمة الإرهاب بعد ليلة دامية
الهجمات غير المسبوقة التي استهدفت باريس مساء الجمعة 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 وقعت في أوقات شبه متزامنة في سبعة مواقع مختلفة من العاصمة الفرنسية. وأسفرت عن مقتل 120 شخصا على الأقل والكثير من الجرحى بحسب حصيلة مؤقتة.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
تخللت هجمات باريس مساء الجمعة 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 تفجيرات وعملية احتجاز رهائن وإطلاق رصاص.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Ena
الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أعلن حالة الطوارئ في البلاد وإغلاق الحدود، وقال في كلمة ألقاها ونقلتها محطات التلفزة الفرنسية: "شهدت باريس اعتداءات إرهابية غير مسبوقة"، واصفاً ما جرى بأنه "مرعب"، بينما أعرب العالم عن إدانته وغضبه.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Marchi
انتحاري فجر نفسه قرب استاد فرنسا الدولي شمال باريس. كانت تُجرى في الملعب مباراة ودية بين فرنسا وألمانيا وحضرها الرئيس الفرنسي ووزير الخارجية الألماني شتاينماير. ثلاثة أشخاص قتلوا في انفجارات الاستاد، واحد منهم على الأقل نفذه انتحاري.
صورة من: Imago/PanoramiC
وقعت هجمات أخرى في خمسة مواقع في أحياء بوسط العاصمة تشهد زحمة إجمالا مساء الجمعة أحدها قرب ساحة الجمهورية.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Faget
الهجوم الأفدح وقع في مسرح باتاكلان في وسط باريس حيث قُتِل نحو 100 شخص حين احتجز مهاجمون رهائن في عملية استمرت حتى بعيد منتصف الليل عندما اقتحمت الشرطة صالة المسرح.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Tribouillard
بعد اقتحامها للمسرح قتلت القوات الفرنسية الأمنية عددا من المهاجمين، بحسب ما ذكرت مصادر في الشرطة.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
فرق الإنقاذ والتعزيزات العسكرية انتشرت في كل أنحاء العاصمة الفرنسية.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
روى شاهد لإذاعة فرانس إنفو أن شبانا كانوا دخلوا المسرح. وقال: "بدأوا بإطلاق النار عند المدخل. لقد أطلقوا النار على الجموع هاتفين: الله أكبر". وأضاف الشاهد أن المهاجمين "كانوا مسلحين ببنادق بومب أكشن (...) لقد سمعتهم يلقمونها، الحفل الموسيقي توقف، الكل انبطح أرضا، وهم واصلوا إطلاق النار على الناس... لقد كان الوضع جحيما".
صورة من: Getty Images/AFP/M. Bureau
وتوجه فرنسوا أولاند إلى مسرح باتاكلان. وأعلن في المكان حربا "لا هوادة فيها" ضد "الإرهابيين".
صورة من: Getty Images/AFP/M. Medina
عملية تفتيش عند المسرح.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
جثة أحد الضحايا مسجّاة على الأرض.
صورة من: Getty Images/T. Chesnot
قال شاهد عيان إن عددا من المهاجمين الذين شاركوا في الاعتداءات تطرقوا إلى التدخل الفرنسي في سوريا والعراق لتبرير هجماتهم. وتشارك فرنسا في الائتلاف الدولي بقيادة أمريكية والذي ينفذ غارات جوية في سوريا والعراق ضد "مجموعات إرهابية".
صورة من: Reuters/C. Hartmann
12 صورة1 | 12
من جانبها، رفعت إيطاليا مستوى الاستنفار على أراضيها وشددت عمليات المراقبة على الحدود، وذلك في أعقاب اعتداءات باريس التي حملت رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي على الدعوة إلى اجتماع أمني قبل ظهر السبت في روما. وقال رينزي قبل الاجتماع: "مثل جميع الإيطاليين، أعرف اليوم أن الإرهابيين لن ينتصروا. فلتكن الحرية أقوى من الهمجية. فلتكن الشجاعة أقوى من الخوف"، مشيراً إلى أنه لا يستخف بأي تهديد.
وشدد وزير الخارجية أنجلينو ألفانو في مؤتمر صحفي على أن "لا بلد بمنأى عن التهديد" وأن الجهود الوقائية تستهدف فقط "تقليص درجة المخاطر". لكنه أكد أن أجهزته الأمنية ليست على علم بأي تهديد محدد ضد إيطاليا.
ودائماً ما يوجه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ومجموعات جهادية أخرى تهديدات إلى إيطاليا، وخصوصاً إلى روما، التي تستعد لاستقبال الملايين ابتداءاً من الثامن من كانون الأول/ ديسمبر بمناسبة يوبيل الرحمة الذي أعلنه البابا فرنسيس.
وخلال الليل، تم رفع مستوى الاستنفار في البلاد إلى المستوى الثاني - درجة تحت المستوى الأقصى في حال حصول اعتداء - لإتاحة المجال أمام تدخل فوري للقوات الخاصة في الجيش إذا اقتضت الحاجة، كما قال ألفانو.
هذا وأعلن رينزي: "لقد ضربوا فرنسا. لكنهم بضربهم فرنسا ضربوا البشرية جمعاء". وأضاف: "مثل جميع الإيطاليين، بحثت هذا الصباح أنا أيضاً، عندما كنت أشاهد صور هؤلاء الآباء الذين كانوا يحتضنون أطفالهم في الاستاد (دو فرانس)، عن الكلمة المناسبة لأخبر أولادي بما حصل". وقال: "تساءلت عما يسعى الإرهابيون إلى ضربه. ربما أثمن ما نملك، أي السلام والحرية بعد الحياة. إنهم يقومون بالتعرض لنمط حياتنا".
وكان تنظيم "داعش" قد أعلن مسؤوليته السبت عن الهجمات المنسقة التي نفذها مسلحون وانتحاريون وأودت بحياة 127 شخصاً في أنحاء باريس. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إن الهجمات تمثل عملاً من أعمال الحرب ضد فرنسا.