تأهب في أوروبا بسبب الارتفاع القياسي في درجات الحرارة
٢٥ يوليو ٢٠١٩
أوروبا تتصبب عرقاً في مواجهة موجة الحر الشديدة الثانية خلال هذا الصيف. ومن المتوقع أن يستمر ارتفاع درجات الحرارة حتى يوم غد. ودفعت موجة الحرَ بعض الحكومات إلى إطلاق تحذيرات واتخاذ بعض التدابير الاحترازية.
إعلان
سجلت ألمانيا رقما قياسياً 40.5 درجة مئوية ببلدة غايلنكيرشن في ولاية شمال الراين وستفاليا، الذي كسر مستوى سابق وصل لـ 40.3 درجة مئوية سجل في بافاريا في عام 2015. فيما وصلت درجة الحرارة إلى 42 درجة مئوية في فرنسا اليوم الخميس (25 تموز/ يوليو 2019)
كما سجلت خدمات الأرصاد الجوية الهولندية والبلجيكية أرقاماً مماثلة وصلت لـ 39 درجة مئوية أمس الأربعاء، متجاوزة درجات الحرارة القياسية المسجلة في الأربعينيات.
ونتيجة لارتفاع درجات الحرارة الشديد، خفضت سلطات بروكسل ساعات عمل الموظفين الذين يعملون خارج المكاتب. ومن جهة أخرى، أطعم حراس حديقة الحيوان في بلجيكا النمور دجاجاً في مكعبات ثلج ضخمة، والبطيخ المغطى بالجليد للدببة أيضاً في الوقت الذي يشهد فيه شمال أوروبا درجات حرارة قياسية خلال موجة حارة يعتقد خبراء المناخ أنها قد تتكرر.
درجات حرارة استوائية ليلاً
حتى في الليل بالكاد تنخفض درجات الحرارة إلى أقل من 24 درجة مئوية في مناطق بألمانيا مثل منطقة الرور، وحول الراين وفرانكفورت، وفقاً لما ذكرته دائرة الأرصاد الجوية الألمانية (DWD). كما حذرت من أن الحرارة ستصل إلى أعلى مستوياتها اليوم الخميس.
وشهدت بون، عاصمة ألمانيا السابقة، درجات حرارة وصلت إلى 39.2 درجة مئوية. المدينة التي تقع على طول نهر الراين الذي انخفض مستوى المياه فيه بشكل ملحوظ.
42 درجة مئوية في فرنسا
تنبأت الأرصاد الجوية في فرنسا أن تتراوح درجات الحرارة بين 37 درجة مئوية و42 درجة مئوية ومن المرجح أن تحطم الرقم القياسي الذي شهدته عام 1947.
وفرضت السلطات المحلية قيوداً على استخدام المياه في العديد من المناطق بسبب انخفاض مستوى المياه في بعض الأنهار بشكل كبير.
وحثت خدمة السكك الحديدية (SNCF) في فرنسا الركاب على تأجيل الرحلات، خوفًا من الأعطال بسبب "الظروف الجوية الاستثنائية"، وعرضت عليهم استعادة المبالغ المدفوعة، مشيرة إلى أن قطاراتها عالية السرعة ستعمل بشكل أبطأ، وهو ما أعلنت عنه شبكة السكك الحديدية البريطانية أيضاً.
من جهة أخرى أصدر كل من رئيس بلدية برلين مايكل مولر ورئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب مناشدات عامة للسكان من أجل مراقبة كبار السن والمشردين.
الالتفات أكثر لكبار السن والمشردين
وقال فيليب، مشيراً إلى الموجة الحارة التي ضربت فرنسا عام 2003، والتي أودت بحياة الآلاف من الناس: "نحتاج إلى الاعتناء بأنفسنا، وأن نهتم أيضاً بأولئك الأشخاص الذين يعيشون لوحدهم، وأن نكون قادرين على اكتشاف الأعراض الأولى لضربة الشمس".
وحث مولر في برلين السكان على عدم مغادرة المنزل دون زجاجة ماء والتبرع بذلك للمشردين الذين يلتقون بهم.
جذبت موجة الحر الشديدة انتباه الرأي العام مجدداً إلى المشكلات الناجمة عن التغير المناخي. وتوصلت دراسة أجراها معهد التكنولوجيا الفدرالي السويسري إلى أن موجة الحر القاتلة التي استمرت أسابيع في شمال أوروبا عام 2018، ما كانت لتحصل لولا التغير المناخي بحسب ما تظهره الإحصاءات.
ر.ض/ع.ش
بالصور .. كيف يواجه الألمان الصيف القائظ؟
منذ أيام، تمر على القارة الأوروبية موجة حر تثير المخاوف بشكل كبير وقد تؤثر على صحة السكان. وفي ألمانيا، لجأ بعض الناس إلى طرق متفاوتة من أجل التعامل مع موجة الحر. ألبوم الصور يسلط الضوء على بعض منها.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
حرارة مفرطة
منذ أيام تشهد القارة الأوروبية موجة حر شديدة، إذ يتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في بعض البلدان الأوروبية إلى مستويات كبيرة للغاية على غرار 45 درجة (قياسية) في جنوب فرنسا و40 درجة مئوية في إسبانيا. أما في ألمانيا فقد وصلت درجة الحرارة في الأيام السابقة إلى مستويات مرتفعة جداً، خصوصاً في جنوب غربي البلاد، ما أجبر العديد من المدارس على إعادة الأطفال إلى منازلهم.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/A. Pitton
مبادرة خاصة
في مدينة نورنبورغ الواقعة في ولاية بافاريا الألمانية، تم إطلاق مبادرة خاصة من أجل التعامل مع موجة الحر هناك. ووضع القائمون على هذه المبادرة إبريق ري على عدة أشجار في مناطق متفرقة حول المدينة، وذلك بهدف تسهيل عملية ريّها من طرف السكان.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
الهروب من الحر
في العاصمة الألمانية برلين، وجد بعض الناس طريقة مواتية للتعامل مع موجة الحر، فقد توجه عدد كبير من الناس إلى إحدى البحيرات هناك من أجل الاستمتاع بهذا الجو الصيفي وقضاء أوقات ممتعة. بيد أن توافد أعداد كبيرة من الناس على البحيرات أقلق راحة البجع (الصورة)، الذي فضل البقاء بعيداً عن الناس.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
بحيرات وأنهار
أما في ميونخ الألمانية، فإن الوضع لم يختلف كثيراً في عاصمة الولاية البافارية، فقد توافد الناس على بعض أنهار وبحيرات المدينة من أجل مواجهة حرارة الشمس المفرطة هذه الأيام، والاستمتاع كذلك بأوقات جيدة برفقة الأهل والأصدقاء.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
"هجوم" على المسابح
تسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة إلى ازدياد الإقبال على المسابح، التي أصبحت من الوجهات المُفضلة لبعض الناس في هذه الأيام. وينتظر بعض الناس بفارغ الصبر أمام مسبح في العاصمة الألمانية برلين من أجل السماح لهم بالدخول والتمتع بالمياه الباردة.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
فرصة للاستجمام
رغم خطورة موجة الحر وتأثيرها السلبي على الإنسان والحيوان والطبيعة، إلا أن ارتفاع درجات الحرارة يشكل أيضاً فرصة رائعة للاستجمام وقضاء أوقات ممتعة، مثلما توضح الصورة المُلتقطة لبعض الأطفال في مسبح ببلدة إلتساخ، التي تقع في ولاية بادن فورتمبورغ الألمانية.
صورة من: picture-alliance/Eibner/D. Fleig
حمام بارد
لم تسلم الفيلة بدورها من موجة الحر التي تجتاح القارة الأوروبية، حيث حصلت هذه الحيوانات في حديقة برلين على حمام ماء بارد ومنعش، يُساعدها على الهروب ولو مؤقتاً من حرارة الشمس المُفرطة.
صورة من: picture-alliance/Geisler/T. Bartilla
الماء في مواجهة الحر
يستمتع هذا السائح الإيطالي بمياه باردة تتدفق من نافورة وسط العاصمة الألمانية برلين. ويُتوقع أن تتكرر موجات الحر في أوروبا جراء ظاهرة الاحتباس الحراري، فيما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة أن يتكيف المجتمع وممارساته تبعاً لتغير أحوال الطقس.
ر.م/ ي.أ