تبادل الاتهام بين الأكراد والحر باستخدام غازات سامة في عفرين
١١ فبراير ٢٠١٨
فيما تبادلت وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل الجيش الحر المدعومة من أنقرة الاتهامات بشأن استخدام الغازات السامة في عفرين، أكدت واشنطن وأنقرة شراكتهما الاستراتيجية، أثناء زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي إلى تركيا.
إعلان
تبادلت فصائل الجيش السوري الحر والوحدات الكردية الاتهامات باستخدام الغازات السامة في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي. وقال قائد عسكري من غرفة العمليات لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الأحد (11 فبراير/ شباط 2018) "أصيب 6 عناصر من الجيش السوري الحر بحالات اختناق اليوم بعد استهدافهم بقذائف خرجت منها غازات صفراء في قرية الشيخ خروز بناحية بلبل شمال عفرين أطلقت من مواقع وحدات حماية الشعب الكردية ". وأكد المصدر أن "الأطباء في المشفى الميداني شخصوا حالة العناصر باستنشاقهم غازات سامة".
في المقابل، اتهم الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين روجهات روج الجيش الحر "باستهداف وحداتهم بالغازات السامة". وعن الوضع الميداني قال روج إن الوحدات الكردية تتصدى لهجوم الجيش الحر والجيش التركي مؤكدا "تصدت قواتنا اليوم للجيش التركي ومرتزقته على محور ناحية جنديرس جنوب غرب عفرين وتم تدمير دبابة وجرافة إضافة إلى آلية عسكرية على محاور بلبلة شيخورز وسط شن الطائرات التركية أكثر من 20 غارة على منطقة عفرين ".
وأكد القائد العسكري في الجيش الحر أن المعارك وصلت اليوم إلى مشارف ناحية جنديرس "وقال سيطرت قواتنا على قرية اسكندر والتلال المحيطة بها بالكامل بعد اشتباكات عنيفة مع الوحدات الكردية، إضافة إلى قصف الطيران التركي مواقع الوحدات الكردية في منطقة باصوفان قرب بلدة دارة عزة بريف حلب الشمالي".
وبالنسبة لخسائر الجيش التركي في عفرين ارتفعت حصيلة القتلى إلى 31 جنديا بوفاة جندي اليوم الأحد. وقالت وكالة "دوغان" التركية للأنباء إن الجندي قتل في قتال مع وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين. وأكد الجيش التركي وفاة الجندي بدون الإدلاء بالمزيد من التفاصيل. يأتي ذلك بعد يوم من مقتل 11 جنديا تركيا أمس السبت وهو اليوم الأكثر دموية للجيش منذ أن بدأ العملية في 20 كانون الثاني/يناير الماضي.
واشنطن وأنقرة تؤكدان شراكتهما الاستراتيجية
من ناحية أخرى، أكدت الولايات المتحدة وتركيا شراكتهما الاستراتيجية، خلال اجتماع بين مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر ونظيره التركي إبراهيم :الين في إسطنبول، بحسب ما جاء في بيان مشترك للبلدين. وناقش ماكماستر وكالين أولويات ومخاوف البلدين خلال اجتماعهما، بحسب البيان الصادر اليوم الأحد عن البيت الأبيض والرئاسة التركية.
ومن بين هذه المخاوف، التحديات الاستراتيجية المشتركة والتطورات الإقليمية، بحسب البيان. ولم يشر البيان إلى دعم الولايات المتحدة للقوات التي يقودها الأكراد في سوريا، الأمر الذي أدى إلى توتر العلاقات بين الحليفين بالناتو. وجاء في البيان أن ماكماستر وكالين "بحثا القضايا التي تؤثر على العلاقات الثنائية بالتفصيل واستعرضا سبل توسيع (الجهود) المشتركة لمحاربة جميع أشكال الإرهاب". وجاءت زيارة ماكماستر بعد مكالمة هاتفية مع كالين الشهر الماضي ردا على الهجوم التركي على عفرين.
ع.ش/ع.ج (د ب أ)
عفرين: نقطة الوصل والفصل بين تركيا وسوريا
تستمر العمليات العسكرية التركية بمنطقة عفرين بشمال سوريا والتي تعتبر المنطقة الأقرب إلى تركيا. فمنذ متى وعفرين نقطة وصل وفصل بين البلدين؟
صورة من: picture alliance/abaca/Depo Photos
موقع استراتيجي
تقع مدينة عفرين ضمن منطقة جبلية شمال غرب سوريا. وتبعد عن مركز مدينة حلب بنحو ستين كيلومترا في الجهة الشمالية الغربية، وهي منطقة حدودية محاذية لولاية هاتاي التركية. تشكل 2% من مساحة سوريا، ويصل ارتفاعها إلى 1296مترا، يعتبر بجبل كرية مازن (الجبل الكبير) أعلى قممها.
صورة من: Reuters
جغرافيا متنوعة وسكان متزايدون
أرض الزيتون في سوريا، حبتها الطبيعة سهولا وجبالا ونهرا؛ نهر عفرين الذي يمتد في سوريا مما يقارب 85 كم ويسقي مناطقها الزراعية. بلغ عدد سكانها، قبل الثورة السورية، نصف مليون نسمة تقريبا. لكنه صار أكبر بعد توافد نحو نصف مليون نازح آخر من المدن القريبة، بعد الثورة.
صورة من: David Meseguer
الطبيعة عصب الاقتصاد
تضم عفرين منشآت ومعامل ومصالح تجارية مهمة، كما تتميز الصناعة فيها، باللمسات التراثية والحس الحداثي أيضا. أما بالنسبة للجانب الزراعي، فتعتمد المنطقة على الزيتون وشجر الرمان، إضافة إلى محاصيل العنب والكرز والبطيخ والخيار.
صورة من: picture alliance/abaca/Depo Photos
تاريخ المدينة
عـام 1922، تـمّ ترسيم الحدود السورية التركية وقـُسِّـمت منطقـة (كـرد داغ) إلـى قسمين: قسـم تركـي، وآخر سـوري. وبقي القسـم السـوري دون مركـز إداري يأخذ محـلّ مدينة (كِلِّـس)، وصـارت الحاجـة ماسّـة إلـى مركـز إداري للقضاء، فوقع الاختيار علـى موقـع مدينة عفرين.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
عفرين وأنقرة
تشن تركيا عملية عسكرية تستهدف مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبرها أنقرة منظمة "إرهابية". تعتبر تركيا وحدات الشعب الكردي فرعا من حزب العمال الكردستاني المحظور، والمتمرد على الحكومة في أنقرة منذ 1984. في حين يقول المسلحون الأكراد إن الحملة أسقطت قتلى وجرحى بين المدنيين
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
قبل الهجوم
قبل الهجوم بأيام، تبادلت القوات التركية نيران المدفعية مع ميليشيا وحدات حماية الشعب بالقرب من عفرين. وتوقعًا لأي هجوم تركي على مواقع الوحدات في عفرين، انسحب المراقبون العسكريون الروس من منطقة عفرين منذ 19 كانون الثاني /يناير 2018.
صورة من: picture alliance/AA/E. Bozkurt
هجوم عفرين(غصن الزيتون)
العملية العسكرية التي تشنها تركيا والجيش الوطني السوري على مواقع قوات سوريا الديمقراطية. وقالت الخارجية التركية أنها أبلغت السلطات السورية في دمشق عن تفاصيل عملية "غصن الزيتون" في بيان لها. في حين اعتبرت قوات سوريا الديمقراطية تهديد تركيا مفاجئ وغير مبرر، وأن هذا الرد يغامر بعودة تنظيم داعش.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. El Halebi
ردود فعل دولية
قال راينر بريول، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، إن حماية الحدود الجنوبية لتركيا أمر مشروع ومهم بالنسبة لأنقرة. وترى المملكة المُتحدة أن لتركيا مصلحة مشروعة في ضمان أمن حدودها. في حين رفضت مصر العمليات العسكرية التركية في عفرين واعتبرها انتهاكا للسيادة السورية. فرنسا عبرت عن قلقها تجاه ما يحدث في سوريا، ودعت إلى وقف المعارك والسماح للمساعدات الانسانية بالوصول إلى المنطقة. مريم مرغيش