تبادل الاتهامات بين كييف وموسكو بخرق هدنة عيد الفصح
إسماعيل عزام رويترز، أ ف ب
٢٠ أبريل ٢٠٢٥
تبادلت كييف وموسكو الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار الذي أعلنه بوتين ليوم واحد بمناسبة عيد الفصح، فقد قالت أوكرانيا إن الهجمات الروسية تواصلت، فيما قالت روسيا إن قواتها ردت على محاولات أوكرانية شن هجمات ليلا.
قالت روسيا وأوكرانيا أمس السبت إنهما تبادلتا مئات الأسرى في أكبر عملية تبادل منذ بدء الغزو الروسي الشامل قبل أكثر من ثلاث سنوات.صورة من: Russian Defense Ministry Press Service/AP Photo/picture alliance
إعلان
اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد (20 أبريل/نيسان 2025) روسيا بانتهاك وقف لإطلاق النار بمناسبة عيد الفصح أعلنه رئيسها فلاديمير بوتين وأكدت أوكرانيا التزامها به، وأشار زيلينسكي على منصة إكس إن "الهجمات الروسية تتواصل في محاور عدة على الخطوط الأمامية".
من جانبها أعلنت روسيا أن قواتها ردت على محاولات أوكرانية شن هجمات ليلا، وقالت وزارة الدفاع في إفادة صحافية "رغم إعلان هدنة عيد الفصح، حاولت وحدات أوكرانية ليلا مهاجمة مواقع روسية في منطقتي سوخايا بالكا وبوغاتير في جمهورية دونيتسك الشعبية، وقد صدّت هذه المحاولات"، في إشارة إلى قرى تقع في الجزء الخاضع لسيطرة روسيا من منطقة دونيتسك الشرقية.
وأضافت الوزارة أن القوات الأوكرانية أطلقت النار على مواقع روسية 444 مرة إضافة إلى إحصاء أكثر من 900 هجوم أوكراني بطائرات مسيرة.
وكان بوتين قد أعلن في تصريحات متلفزة خلال ترؤسه اجتماعا لكبار القادة العسكريين هدنة بمناسبة عيد الفصح، لكنه أشار إلى أن قواته "ستكون مستعدة لمقاومة خروق محتملة للهدنة واستفزازات من جانب العدو، وأي أعمال عدوانية".
وقال زيلينكسي إن القوات الأوكرانية أبلغت في وقت مبكر من صباح اليوم عن 59 واقعة قصف وخمس محاولات هجوم على جبهة القتال. وأضاف "على روسيا أن تلتزم تماما بوقف إطلاق النار"، كما كرر استعداد كييف لتمديد وقف إطلاق النار لثلاثين يوما، لكنه قال إنه إذا استمرت روسيا في القتال اليوم الأحد فإن أوكرانيا ستفعل الشيء نفسه.
لكن زيلينسكي شدّد على انعدام الثقة "بما يصدر عن موسكو". وأضاف "نعلم جيدا كيف تخادع موسكو، ونحن مستعدّون لأي شيء. ستتصرّف قوات الدفاع الأوكرانية بعقلانية، وسترد بالمثل. سيتم الرد على كل ضربة روسية بشكل مناسب".
ودوّت صفارات الإنذار في كييف، بينما أطلقت القوات الجوية الأوكرانية تحذيرا من هجمات صاروخية في المنطقة، في الوقت نفسه، أفاد حاكم منطقة خيرسون الجنوبية الأوكرانية مساء السبت بوقوع هجمات روسية بمسيّرات، بينما أطلق سلاح الجو الأوكراني تحذيرات من غارات جوية في مناطق عدة في الشرق الأوكراني.
وكتب حاكم خيرسون أولكسندر بروكودين على وسائل التواصل الاجتماعي أنه "نحو الساعة السادسة" أسفر هجوم روسي بثماني مسيرات عن اندلاع حريق في شقق أحد الأبراج، وفي وقت لاحق من المساء شنّت ثلاث مسيرات ضربات في قريتين، مضيفا "للأسف، لا نرى أي تهدئة".
وباءت بالفشل محاولات سابقة لوقف النار بمناسبة عيد الفصح في نيسان/إبريل 2022 وعيد الميلاد في كانون الثاني/يناير 2023 إذ تعذّر التوصّل إلى اتفاق بين الجانبين.
لدى سؤالهم عن إعلان بوتين، شدّد جنود أوكرانيون في تصريحات لوكالة فرانس برس على أنهم لا يثقون بروسيا ولا بالتزامها أي هدنة. في كراماتورسك في الشرق الأوكراني، قال دميتري وهو عسكري يبلغ 40 عاما "يستحيل أن نصدّق وقفا للنار يعلنه هؤلاء".
وقالت روسيا وأوكرانيا أمس السبت إنهما تبادلتا مئات الأسرى في أكبر عملية تبادل منذ بدء الغزو الروسي الشامل قبل أكثر من ثلاث سنوات. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنه تم استعادة 246 من أفراد القوات الروسية من أراض تسيطر عليها كييف، وأنه "كبادرة حسن نية" تم تسليم 31 أسير حرب أوكراني مصاب مقابل 15 جندياً روسياً مصاباً بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة. وبحسب وكالة الأنباء رويترز فإن عملية التبادل تمت برعاية اماراتية.
في صور.. باخموت مدينة تنزف ..حصن أوكرانيا المنيع أمام روسيا
تحتدم المعارك حول وسط مدينة باخموت شرق أوكرانيا مع تبادل أوكرانيا وروسيا التصريحات بخوض معارك ضارية. الجولة المصورة تسرد قصة المدينة الاستراتيجية منذ بداية الحرب.
صورة من: Libkos/AP/picture alliance
معارك ضارية
مع احتدام المعارك في باخموت شرق أوكرانيا، تبادلت أوكرانيا وروسيا التصريحات بإيقاع خسائر فادحة في صفوف الطرف الآخر..فما قصة المدينة؟ ولماذا تعد حصن أوكرانيا المنيع أمام الروس؟
صورة من: Narciso Contreras/Anadolu Agency/picture alliance
مدينة قبل الكارثة
تعود هذه الصورة إلى ربيع العام الماضي وترمز إلى العائلة والطفولة في باخموت. بيد أنه في مايو / آيار الماضي، اقتربت المعارك من المدينة وتعرضت لهجمات بالمدفعية وغارات جوية من قبل القوات الروسية ما خلف دمارا كبيرا لحق بالكثير من المباني.
صورة من: JORGE SILVA/REUTERS
"فقدنا كل شيء"
تعرضت التجمعات السكنية في شرق باخموت للقصف الروسي للمرة الأولى في ربيع العام الماضي. وبسبب المعارك، نزح الكثير من سكان باخموت ومنهم السيدة هالينا التي قالت للصحافيين وهي تقف أمام منزلها المدمر " لقد شُرّدنا وفقدنا كل شيء وجرى تدمير كل شيء ولا مجال للعودة".
صورة من: Aris Messinis/AFP/Getty Images
عناق أمام أنقاض المدارس
استهدفت الهجمات الروسية المدارس في باخموت. وفي يوليو / تموز الماضي، تعرضت مدرسة للتدمير، لكن لحسن الحظ لم يسفر القصف عن سقوط ضحايا. وأمام أنقاض المدرسة، تبادلت معلمتان العناق وسط حالة من الأسى.
صورة من: Diego Herrera Carcedo/AA/picture alliance
المباني التاريخية لم تسلم من القصف
خلال القصف الروسي، تعرضت الكثير من البنايات التاريخية في باخموت للتدمير مثل قصر الثقافة وبناية تعود إلى القرن التاسع عشر ومدرسة ثانوية عريقة خاصة بالفتيات. وجرى تدمير الكثير من المباني الحديثة التي تعد أبرز ملامح باخموت.
صورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images
النزوح عن باخموت
مع اشتداد المعارك، بقى قرابة أربعة آلاف شخص من باخموت بحلول السابع من مارس / آذار الجاري فيما كان يصل تعداد سكان المدينة قبل الحرب إلى 73 ألفا. وكان ألكسندر هافريس من بين السكان الذين قرروا النزوح عن باخموت حيث توجه وعائلته إلى العاصمة كييف بحثا عن الأمان.
صورة من: Metin Aktas/AA/picture alliance
هدنة هشة
غادر أكثر من 90 في المائة من سكان باخموت والمناطق المحيطة بها. لكن من اضطر إلى البقاء معظمهم مرضى وكبار السن واجهوا ظروفا مأساوية إذ لا يوجد سوى صيدلية واحدة ومحلات تجارية قليلة تفتح أبوابها لساعات قليلة خلال أوقات الهدنة. وعلى وقع ذلك، قدمت منظمات إغاثة ومتطوعون مساعدات إنسانية لمن بقي في باخموت.
صورة من: ANATOLII STEPANOV/AFP/Getty Images
حياة تحت القصف
رغم اشتداد المعارك، اضطر البعض للبقاء داخل باخموت ومنهم هذه السيدة الحامل وزوجها حيث التقطت هذه الصورة لهما أواخر يناير / كانون الثاني الماضي أمام أحد الملاجئ في المدينة. ويحتاج من يريد الدخول إلى باخموت للحصول على تصريح.
صورة من: Raphael Lafargue/abaca/picture alliance
حالة خوف مستمرة
بسبب الهجمات الروسية المتواصلة، يضطر الكثير من سكان باخموت إلى الاختباء داخل الملاجئ خاصة كبار السن ومنهم السيدة المسنة فالينتينا بوندانيركو البالغة من العمر 79 عاما التي لا تستطيع النظر من شرفة منزلها لفترات طويلة خوفا على حياتها.
صورة من: Daniel Carde/Zumapress/picture alliance
الحياة اليومية في القبو
رغم مغادرة أفراد الأسرة إلى أوروبا، إلا أن نينا وزوجها قررا البقاء في باخموت. وفي ذلك، قالت نينا "لقد اعتدنا على سماع صوت دوي الانفجارات". وأكدت نينا أنها وزوجها لن يغادرا المدينة ما دام الجيش الأوكراني موجودا في باخموت.
صورة من: Oleksandra Indukhova/DW
تدهور الوضع الإنساني
تفاقم الوضع الإنساني في باخموت مع بدء القوات الروسية هجومها في الأول من أغسطس / آب الماضي. وعلى وقع ذلك، تعرضت شبكات الكهرباء والهواتف المحمولة للتدمير بسبب القصف فيما بات الحصول على مواد غذائية أمرا صعبا حتى أن بعض المتطوعين أصيبوا في الهجمات.
صورة من: Diego Herrera Carcedo/AA/picture alliance
هجمات بالمدفعية الثقيلة
أبرز المعارك حول باخموت دارت بين وحدات المدفعية. وحسب تقديرات الجيش الأوكراني فإنه جرى استخدام المدفعية والذخيرة الثقيلة خلال المعارك. وتعرضت باخموت لهجمات من مجموعة "فاغنر" الروسية. ورغم ذلك، يبدي الجيش الأوكراني مقاومة باسلة.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
علم أوكرانيا.. من باخموت إلى الكونغرس الأمريكي
تفقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 20 من ديسمبر / كانون الأول الجنود الأوكرانيين في باخموت. وقد أخذ معه علما أوكرانيا يحمل توقيعات الجنود الأوكرانيين الذين يحاربون في باخموت. وبعد يومين، زار واشنطن حيث قام بإهداء العلم إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي.
صورة من: Carolyn Kaster/AP Photo/picture alliance
علاج المصابين على جبهات القتال
تواجه الأطقم الطبية التابعة للجيش الأوكراني ظروفا صعبة حيث تضطر إلى علاج المصابين على جبهات القتال. وتعمل هذه الأطقم على إنقاذ المصابين رغم نقص الإسعافات والإمدادات الطبية. ولا يتوقف الأمر على ذلك، بل تعمل هذه الأطقم على ضمان نقل الحالات الحرجة إلى المناطق الآمنة.
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP Photo/picture alliance
مدينة تحت الأنقاض
بسبب القصف واحتدام المعارك، تعرضت 80 في المائة من المنازل في باخموت للتدمير، وفقا للسلطات الأوكرانية. هذه الصورة التقطت في أواخر ديسمبر / كانون الأول الماضي وتظهر تصاعد الأدخنة من المباني المدمرة.
صورة من: Libkos/AP/picture alliance
دمار هائل
في يناير/ كانون الأول الماضي، التقطت الأقمار الاصطناعية صورا لمدينة باخموت تظهر حجم الدمار الذي لحق بها. وجاء في التعليق: "ظلت المدينة مركزا لمعارك طاحنة بين الوحدات الروسية والأوكرانية خلال الأشهر الماضية وتكشف هذه الصور حجم الدمار الذي لحق بالبنايات والبنية التحتية في باخموت".
صورة من: Maxar Technologies/picture alliance/AP
مدينة أشباح
تضررت معظم مباني مدينة باخموت كثيرا بسبب التدمير حيث انهارت الأسقف وجدران المنازل ولم تنجو من القصف إلا واجهات الأبنية. وتظهر هذه الصورة التي التقطت من طائرة مسيرة في 13 من فبراير / شباط الماضي حجم الدمار الذي لحق بالمدينة والتي تحولت إلى ما يشبه مدينة أشباح فيما تغطي الثلوج الأنقاض.
صورة من: AP Photo/picture alliance
الدفاع عن "قلعة باخموت"
مع اشتداد المعارك، تعهد زيلينسكي بالدفاع عن "قلعة باخموت" وهو الأسم الذي أطلقه على المدينة حيث هدد "بتدمير" القوات الروسية التي تطوق المدينة. ورغم ذلك، لم يستبعد مسؤولو حلف "الناتو" احتمال سقوط باخموت في أيدي الروس. دميترو كانيفسكي/ م.ع/ م.أ.م