1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تبادل مدرسي لذوي الاحتياجات الخاصة بين ألمانيا وجربا التونسية

سابينه داماشكه/ دالين صلاحيه٢٨ أغسطس ٢٠١٢

ما إن نجح تلاميذ مدرسة كريستوفر لذوي الاحتياجات الخاصة في بون في تحقيق حلمهم بالسفر إلى الصحراء والاستمتاع بركوب الجمال، لينطلق مشروع تبادل مدرسي بين البلدين متيحا لبعض الشباب التونسيين المعاقين التعرف على ألمانيا.

صورة من: Christophorusschule Bonn

كسب هذا الكم من المال من بيع الخبز، هذا مالم يتوقعه تلاميذ مدرسة كريستوفر في مدينة بون الألمانية. فمنذ سنوات عديدة قامت مجموعة من تلاميذ هذه المدرسة بصنع الخبز وبيعه لزملائهم في فترة الاستراحة. فكرة بيع الخبز آتت بثمارها، فمن خلالها تمكن هؤلاء التلاميذ من تحويل حلمهم إلى حقيقة. ويتمثل هذا الحلم بالسفر على متن طائرة لزيارة الصحراء، والاستمتاع بركوب الجمال وقطف الليمون في الواحات. وبعد بحث مطول عن مكان مناسب يرضي طموحات التلاميذ، وقع الاختيار على جزيرة جربا التونسية في البحر المتوسط.

لم يكن اختيار المكان المناسب بالأمر السهل، فتلاميذ مدرسة كريستوفر هم من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولابد من أن يتناسب المكان مع احتياجات التلاميذ حسبما يؤكد يورغ هامر شلاغ ميسغن، نائب مدير مدرسة كريستوفر الألمانية ويستطرد قائلا "عبر جمعية الصداقة التونسية الألمانية حصلنا على عنوان إحدى المدارس الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة في الماي وتواصلنا معها". وكانت الرحلة الأولى التي قام بها تلاميذ مدرسة كريستوفر هي نقطة الانطلاق لمشروع تبادل طلابي بين تلاميذ مدرسة كريستوفر الألمانية وتلاميذ مدرسة ميدوم التونسية.

" الإعاقة شيء مخجل"

وفتحت جربا أبوابها أربع مرات لاستقبال التلاميذ الألمان، و بالمقابل استقبلت مدينة بون التلاميذ التونسيين أيضاً. أما تكاليف التبادل المدرسي فتم تمويلها للطرفين من قبل "برنامج التبادل المدرسي مع الدول النامية" في برلين. وكانت رحلات التبادل حدثا فريدا من نوعه وخاصة بالنسبة للتلاميذ التونسيين حسبما تروي ربيعة كريمي، نائبة رئيس الجمعية التطوعية للمعاقين في الماي، وتستطرد ربيعة قائلة "من النادر في تونس أن تسافر عائلة لديها طفل معاق إلى أوروبا".

وجبة طعام مشتركة بين التلاميذ الألمان والتونسيين في تونسصورة من: Christophorusschule Bonn

في البداية لم تلق فكرة سفر التلاميذ التونسيين إلى ألمانيا قبولا كبيرا من قبل ذويهم حسبما أكدت ربيعة ، وهي ترى أن إرسال الأهالي لأطفالهم من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى التعلم في المدارس هو بحد ذاته سابقة نوعية في تونس وتشرح ذلك بقولها "بالنسبة للكثيرين تعتبر الإعاقة شيء مخجل"، ما يدفع الكثيرين منهم إلى إخفاء أولادهم في المنزل على حد قول ربيعة ، ورغم كل التخوفات التي راودت الأهالي قبل سفر أولادهم، إلا أن ربيعة ترى أن "فرحة الأهل بعودة أطفالهم سعداء وسالمين غيرت كثيرا من موقفهم حول سفر أطفالهم".

طريقة جديدة لتعزيز الثقة بالنفس

وساهمت الرحلة المدرسية في تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم وجعلتهم أكثر استقلالية، حسب ربيعة التي تضيف قائلة" لقد تحدثنا كثير عن احترام المواعيد". أما التحدي الأكبر الذي واجه التلاميذ من الطرفين هو التفاهم فيما بينهم دون أن يتقن أحدهم لغة الأخر.

رحلات التبادل بين الطرفين عززت ثقة التلاميذ بأنفسهمصورة من: Christophorusschule Bonn

ويتذكر هندريك (17 عاما) الذي يعاني من مرض التوحد رحلته إلى جربا قائلا "لم يكن التفاهم والحوار مع الآخرين سهلا، وكان معنا اثنان من التلاميذ يتكلمان العربية وهذا ساعدنا كثيرا وفيما عدا ذلك كنا نتفاهم من خلال الكتابة". إذ قام التلاميذ بصنع دفاتر صغيرة، لصقوا عليها بعض الصور، و كتبوا بعض الجمل باللغتين الألمانية والعربية لتساعدهم في التواصل فيما بينهم.

إيزابيلا هي واحدة من المشاركات في رحلة التبادل المدرسي إلى جربا عام 2010، وتروي إيزابيلا انطباعاتها عن الرحلة بقولها "لا يوجد تسهيلات مساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة والصفوف غير مجهزة بشكل كافي".

الأعمال اليدوية عوضا عن دروس الحساب

وتأمل إدارة مدرسة "موديوم" التونسية لذوي الاحتياجات الخاصة مستقبلا أن تتمكن من تحسين تجهيزات المدرسة بشكل يتناسب مع احتياجات التلاميذ، إذ يدرس في هذه المدرسة حوالي 88 تلميذا. و لا يتم تعليم الأطفال القراءة والكتابة، بل يكتفون بصنع أواني مختلفة من الفخار يبيعونها لكسب القليل من المال، إذ تُعد صناعة الأواني الفخارية من أشهر الصناعات اليدوية الموجودة في جربا.

وليست التجهيزات هي وحدها ما تفتقد ها مدرسة موديوم التونسية، بل تفتقد إلى أساتذة و أخصائيين بذوي الاحتياجات الخاصة. وتأمل ربيعة أن تقدم الحكومة التونسية الجديدة المزيد من الدعم والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة. وترى ربيعة أن " دعم ذوي الاحتياجات الخاصة هو من بين بعض الأشياء التي وعدت به الثورة التونسية إلا أنه لم يتحقق أي شيء جديد في هذا المجال حتى يومنا هذا".

زيارة لمبنى البلدية أثناء وجود تلاميذ مدرسة ميدوم التونسية في مدينة بونصورة من: Christophorusschule Bonn
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW