تباطؤ سرعة دوران الأرض.. كيف يتلاعب التلوث المناخي بالوقت؟
١٩ يوليو ٢٠٢٤
هل تخيلت يوما أن يتسبب التلوث في إطالة اليوم؟ .. هذا ما يحدث نتيجة لتغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة الذي تشهده الأرض خلال السنوات الأخيرة، وفقا لدراسة حديثة. فكيف يحدث ذلك؟ وما الآثار التي تترتب عليه؟
إعلان
بعد تتبع دقيق للتغيرات في حجم كتلة الأرض منذ عام 1900، توصل باحثون أخيرا إلى أن تغير المناخ يؤدي إلى إطالة المدة الزمنية لليوم الواحد.
إذ وجد علماء أن ذوبان الأنهار والصفائح الجليدية بفعل ارتفاع درجات حرارة الأرض يتسبب في تدفق هذه المياه من القطبين نحو خط الاستواء، وفقا لدراسة منشور بمجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم PNAS". هذا بدوره يغير من شكل كوكب الأرض بحيث يزيد من تسطيحه عند القطبين ويجعله أكثر انتفاخا في الوسط، مما يؤدي إلى إبطاء سرعة دوران الكوكب.
ووجد الباحثون أنه خلال القرن العشرين زادت مدة اليوم الواحد بمعدل يتراوح ما بين 0.3 مللي ثانية و1 مللي ثانية في القرن الواحد بسبب الزيادات التي يسببها المناخ، ولكن منذ عام 2000 ارتفع هذا المعدل ووصل إلى 1.3 مللي ثانية في القرن الواحد. جدير بالذكر أن الثانية الواحدة تساوي 1000 مللي ثانية، وفقا للنظام الدولي لوحدات القياس.
سيول دبي، هل يقف الاحتباس الحراري وراءها؟
12:38
ويرى الأستاذ المساعد بالمعهد التقني العالي في زيورخ ETH بينيديكت سوغا، وفقا لموقع سي بي إس نيوز، الأمريكي، أن تلك النتائج توضح كيف يؤثر البشر "بشكل درامي" على نظام الأرض بأكمله وحركة الكوكب وليس فقط على المستوى المحلي بارتفاع درجة الحرارة. ويقول سوغا: "بسبب انبعاثات الكربون لدينا، فعلنا ذلك في 100 أو 200 عام فقط، في حين أن العمليات الحاكمة في السابق كانت مستمرة منذ مليارات السنين. وهذا أمر مذهل".
ومع استمرار انبعاثاتالغازات المتسببة في الاحتباس الحراري، يتوقع الباحثون استمرار الزيادة في طول اليوم الناجمة عن تغير المناخ "بضعف المعدل الحالي".
هذه التغييرات صغيرة، بمعدل أجزاء من الثانية في اليوم الواحد، ولكن في عالمنا الحديث لها تأثير مهم على أنظمة الحوسبة المختلفة التي نعتمد عليها في كل شيء الآن، وفقا لموقع سي إن إن.
ويشرح سوغا الآثار التي يمكن أن تترتب على ذلك حيث يقول: "جميع مراكز البيانات التي تدير الإنترنت والاتصالات والمعاملات المالية تعتمد على التوقيت الدقيق. نحن بحاجة أيضا إلى معرفة دقيقة للوقت من أجل الملاحة، وخاصة بالنسبة للأقمار الصناعية والمركبات الفضائية".
د.ب.
تغيّر المناخ في المنطقة العربية.. احترار وجفاف وخسائر اقتصادية
تغيّر المناخ في المنطقة العربية.. احترار وجفاف وخسائر اقتصادية
صورة من: Rami al Sayed/AFP/Getty Images
تغيّر المناخ.. خطر في المنطقة
تغيّر المناخ أضحى ظاهرة تعاني منها كلّ دول العالم. لكن المنطقة العربية تحفل بخصوصية في معاناتها، بحكم ارتفاع درجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تعاني من ظاهرة الاحترار بوتيرة تقارب ضعف المعدل العالمي حسب تقرير لـ"غرينبيس". ارتفعت حرارة فصول الصيف في عدة دول عربية كما صارت هذه الفصول أكثر تمددا ولم يعد الشتاء باردا كما كان.
صورة من: Rami al Sayed/AFP/Getty Images
جفاف مستمر
دول عربية كثيرة تعاني من مواسم جفاف متتالية. التساقطات المطرية تراجعت كثيرا أو حتى باتت نادرة، وتشير عدة تقارير أن المنطقة تشهد حاليا معدلات جفاف غير مسبوقة منذ ثلاثة عقود، ما أثر كثيراً على الزراعة، ودفع بعدة بلدان إلى رفع أسعار المنتجات الغذائية وزيادة وارداتها من الحبوب، خصوصا مصر والمغرب والجزائر، ما يلقي بظلاله على الأمن الغذائي.
صورة من: Rami Alsayed/NurPhoto/picture alliance
إجهاد مائي كبير
أدى ضعف الأمطار إلى إجهاد مائي كبير وضغط متزايد على المياه الجوفية لأجل توفير الكميات اللازمة للزراعة، ما أدى إلى نضوبها في عدة مناطق. ويزداد الأمر سوءا بسبب انتشار عدد من الزراعات التي تمتص المياه بكثرة وغياب آليات للزراعة المستدامة. تدهور المجال الزراعي أضعف كثيراً المهن الزراعية ورفع نسب الهجرة من القرى وزاد من الضغط على المدن.
صورة من: Ryad Kramdi/Getty Images/AFP
افتقار لمياه الشرب
تداعيات الجفاف ليست على الزراعة فقط، بل كذلك المياه الصالحة للشرب. تشير معطيات أممية إلى افتقار 41 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإمكانية الوصول بأمان لمياه الشرب، بينما يفتقد 66 مليون شخص لخدمات الصرف الصحي. ورغم محاولة عدة بلدان ترشيد الاستخدام وإعطاء توجيهات للسكان بحسن الاستخدام، إلّا أن العطش يهدد بشكل جدي ملايين الناس والتدخل بات عاجلاً.
صورة من: KHALED ABDULLAH/REUTERS
الحرائق.. كابوس جديد
عانت المنطقة العربية من حرائق كبيرة، مثال ذلك حرائق الجزائر للصيف الثاني على التوالي، أدت إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، كما وقعت خسائر متفرقة في المغرب وتونس وسوريا والعراق ولبنان. رغم الجهود، تبقى حرائق الغابات متكررة، خصوصا عندما يتزامن الفصل الحار مع هبوب الرياح، ما يكون له أثر بالغ على الغابات وعلى عدد من الزراعات كزراعة الزيتون.
صورة من: FETHI BELAID/AFP/Getty Images
خسائر اقتصادية كبيرة
الخسائر في القطاع الزراعي تؤثر بشكل واضح على الاقتصاد في المنطقة بحكم أن الزراعة قطاع اقتصادي رئيسي في عدد من بلدان المنطقة كما في تونس والمغرب. تحتاج دول المنطقة إلى استثمار ما يصل إلى 4% من إجمالي الناتج المحلي سنويا لتعزيز الصمود في مواجهة تغير المناخ بالقدر الكافي وتحقيق أهداف خفض الانبعاثات حسب صندوق النقد الدولي، وهو معدل صعب التحقق في منطقة عربية تعاني تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة.