تباين في موقفي الحكومة والمعارضة الألمانية من إعلان أحادي الجانب لدولة فلسطينية
٢٦ يوليو ٢٠١١الموقف الرسمي الألماني أعلن مبكرا رفضه لمساعي السلطة الفلسطينيةإعلان دولة فلسطينية من جانب واحد في الخريف القادم، إذ أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في شهر أيار/مايو الماضي بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن ألمانيا "تؤيد العمل على تطبيق حل الدولتين"، كما قالت إن "إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد لا يخدم حل النزاع في الشرق الأوسط".
أما قادة أحزاب المعارضة البرلمانية فقد انتقدوا الموقف الرسمي الألماني المبكر من هذه القضية، حيث وصف رولف موتسينيش، الخبير بشؤون الشرق الاوسط والمتحدث الرسمي للشؤون الخارجية للكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الاشتراكي المعارض، الرفض الألماني المبكر "بالمؤسف"، لأنه "سيجهض المساع الرامية الى صوغ موقف أوروبي من هذه القضية". كما أشار موتسينيش في حديث مع دويتشه فيله إلى أن هذا الموقف "سيضعف الدعوات المطالبة للجانب الاسرائيلي بتقديم تنازلات أكبر يمكن أن تخدم عملية السلام".
تباين الموقف الأوروبي
وجهات النظر المتباينة من إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد لم تقتصر على الموقف الألماني الداخلي فحسب وانما طالت أيضا الموقف الأوروربي الرسمي، ففي حين دعمت فرنسا وأسبانيا الموقف الفلسطيني، وربما لأسباب داخلية تتعلق بوجود جاليات عربية كبيرة فيهما، لم تعلن بريطانيا عن موقفها من هذا الملف.
أما ألمانيا وهولندا فقد أعلنتا تحفظهما بشكل رسمي على عزم السلطة الفلسطينية السعي إلى استصدار قرار للاعتراف بدول فلسطينية في الاجتماع القادم للأمم المتحدة. وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله أوضح في لقائه الاخير مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس موقف بلاده الرافض لاجراءات أحادية الجانب في الامم المتحدة من الجانب الفلسطيني وحذر من النتائج التي ممكن أن تسفر عن ذلك.
وأشار فيسترفيله في هذا السياق الى أنه "يجب علينا الحذر من الانزلاق الى طريق مسدود قد يصعد النزاع في الشرق الاوسط، ولذلك ستستخدم ألمانيا تأثيرها الدبلوماسي من أجل تفادي حصول مواجهة بين أطراف الصراع في الخريف القادم".
الكتلة البرلمانية المعارضة الأكبر المتمثلة بالحزب الاشتراكي الألماني دعمت موقف الحكومة الألمانية، لكنها ذكرت أيضا بالتلميحات الإيجابية من الطرف الفلسطيني تجاه الجانب الإسرائيلي، حيث أشار المتحدث الرسمي للشؤون الخارجية لهذه الكتلة، رولف موتسينيش، الى أن "التصريحات الفلسطينية كانت قد نوهت الى أن الجانب الفلسطيني مستعد بقبول غالبية المطالب الإسرائيلية من أجل الوصول لعملية السلام".
لهذا يعتقد موتسينيش أن "الخطوات الفلسطينية المعلنة ما هي الى وسيلة ضغط على الجانب الإسرائيلي للعودة الى مفاوضات السلام المتعثرة". وفي الإطار نفسه لفت السياسي الألماني الانتباه الى أن "الكثير من الدول قد أعلنت بشكل رسمي تأييدها لأجراءات السلطة الفلسطينية الداعية الى اعلان أحادي الجانب للدولة الفلسطينية".
ورغم هذا الحراك الدبلوماسي، إلا أنه من الصعب التنبأ بمدى قدرة المساعي الدبلوماسية الفلسطينية على تنفيذ مخططها في الخريف القادم، وحتى في حال نجاحها يبقى السؤال مطروحا حول طبيعة صيغتها وتداعيتها على أرض الواقع. لكنه من الواضح أن خطوة استصدار قرار للاعتراف بدول فلسطينية في الاجتماع القادم للأمم المتحدة ستلقى تأييد الكثير من شرائح المجتمع الألماني على العكس من الدبلوماسية الألمانية الرافضه لهذا التوجه.
دانيل شيشكيفيتس/ زمن البدري
مراجعة: لؤي المدهون