تباين وجهات نظر الدول الكبرى حول مواجهة تغير المناخ قبيل انعقاد قمة الثمان
٣ يونيو ٢٠٠٧تعمل المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، التي تستضيف بلادها اجتماع قمة الثمان السنوية في منتجع هياليجندام، منذ اشهر على وضع حجر الأساس لتحقيق انفراجة في قمة الدول الصناعية الكبرى بشأن تطوير آليات عمل ملزمة تساهم في مكافحة ظاهرة تغير المناخ العالمي ومواجهة عواقبها. لكن حظوظ مساعيها بالنجاح أصبحت ضئيلة بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش استراتيجيته الخاصة بالمناخ في الأسبوع الماضي، والتي ترفض المنهج الذي تفضله ميركل وباقي الدول الأوروبية لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
ميركل: "القمة ستكون صعبة"
وأصرت ميركل في مطلع الأسبوع على أن تتولى الأمم المتحدة وليست الدول المفردة أو مجموعات دول معينة الدور القيادي في جهود مكافحة تغير المناخ وأقرت بان القمة "ستكون صعبة." وقالت ميركل لمجلة "دير شبيغل" الألمانية: "سنصارع التغير المناخي حتى اللحظة الأخيرة." وأضافت المستشارة الألمانية، التي تخضع لضغوط داخلية من أجل سترون أن هناك تباينا في الآراء من حقيقة أن بعض الأشياء قد لا تكون في الوثيقة النهائية." وفي غياب اتفاق عام في الآراء بشأن المناخ سيحرص المضيفون الألمان على تحويل محور القمة التي تعقد بين السادس والثامن من يونيو حزيران إلى إفريقيا.
ومن المتوقع أن تعيد مجموعة الثماني التأكيد على التزاماتها بمضاعفة معونة التنمية بحلول عام 2010 في محاولة لدرء الاتهامات بأنها لم تف بالوعود التي قطعت في قمة عقدت في اسكتلندا قبل عامين بالمساعدة في مكافحة الفقر في العالم. وسيعلن نادي "سادة العالم" المكون من بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وايطاليا واليابان وروسيا والولايات المتحدة عن خطط لزيادة الاعتمادات لمكافحة مرض الإيدز في إفريقيا.
قضايا عالمية شائكة على أجندة القمة
وفضلا عن إشكالية التعامل مع تغير المناخ العالمي يتوقع أن تلقي القضايا العالمية الكبرى بظلالها على جوانب الاتفاق العام حتى لو تجنب الزعماء أي خلافات علنية. وتشمل قضايا السياسة الخارجية خطط واشنطن نشر درع صاروخية في وسط أوروبا وتحركا من قبل الولايات المتحدة وأوروبا لمنح استقلال فعلي لكوسوفو، الإقليم الصربي الانفصالي.
ويعارض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلا الخطتين، كما أن النبرة المتحدية في تصريحاته خلال الأسابيع الأخيرة تنذر بعودة شبح الحرب الباردة وتثير قلق مضيفيه الألمان بشأن مواجهة مع بوش. لكن بوش أشار إلى بوتين الأسبوع الماضي باعتباره "صديق" ودعاه إلى منزل أسرته في مين في الشهر المقبل وهي تحركات من الواضح أنها تهدف إلى تخفيف حدة التوتر.
وفي هذا السياق يقول تشارلز كوبشان، الباحث البارز في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك: "في الكثير من القضايا الكبرى سيتفقون على ألا يتفقوا." ويضيف خبير العلاقات الأوروبية الأمريكية: "علينا ان نجتازها بدون مواجهة كبرى، ولكن ذلك يعود جزئيا إلى ان الأوروبيين يدركون أن التغير في السياسة الخارجية وسياسة المناخ الأمريكية لن يحدث الا بعد ان يأتي رئيس جديد.. فلماذا إثارة الضجة في الوقت الراهن."