تبرئة برلوسكوني من فساد يتعلق بحفلات "بونغا بونغا الماجنة"
١٥ فبراير ٢٠٢٣
برأت محكمة في ميلانو رئيس الحكومة الإيطالي الأسبق سيلفيو برلوسكوني المتهم بدفع رشوة لشهود للكذب بشأن حفلاته "الماجنة" الصاخبة التي عرفت باسم "بونغا بونغا" والتي خاض أكثر من محاكمة بسببها.
إعلان
نال رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلوسكوني البراءة، اليوم الأربعاء (15 شباط/ فبراير 2023)، من تهم فساد ودفع رشاوى لشهود، في إطار المحاكمة المتعلقة بقضية الحفلات الماجنة التي يطلق عليها "بونغا بونغا" مع فتيات قاصرات.
وفي نهاية محاكمة "روبي" الثالثة- نسبة إلى اسم مرافقة كانت تخضع للمحاكمة- قضت محكمة في ميلان ببراءة برلوسكوني (86 عاما) و 28 متهما آخرين، معظمهم من النساء، من التهم الموجهة إليهم.
وبحسب هيئة الدفاع عن برلوسكوني، نال قطب الأعمال وعضو مجلس الشيوخ براءة من أفضل نوع ممكن، ونقلت وكالة أنباء "أنسا" الإيطالية عن فيديريكو سيكوني محامي برلوسكوني للصحافيين قوله"لا يمكنني إلا أن أكون راضيا جدا".
وأضاف سيكوني أن هذه التبرئة هي الثالثة في القضية. وقال "ثلاثة من ثلاثة، هذا يكفي"، آملاً ألّا يستأنف الادعاء المحاكمة.
وفي قسمين منفصلين من هذه المحاكمة تمت تبرئة برلوسكوني عام 2021 في سيينا وعام 2022 في روما، من تهمة رشوة شهود. ولم يحضر برلوسكوني المحاكمة اليوم الأربعاء.
كما طلب الادعاء السجن من سنة إلى ست سنوات لـ 27 متهما آخرين في هذه القضية، لكن تمت تبرئتهم جميعا.
وكان مكتب المدعي العام في ميلانو طلب السجن ست سنوات لبرلوسكوني الذي انتخب في أيلول/سبتمبر عضوا في مجلس الشيوخ، واتهمه بالتلاعب بشهود والإدلاء بشهادة زور في هذه المحاكمة التي سميت "روبي-تير".
وبالنسبة للملياردير الذي يتقدم ببطء باتجاه مغادرة الحياة السياسية الإيطالية، هذا الحكم هو واحد من القرارات التي واجهها على أثرمحاكمات لا تعد ولا تحصى في العقود الأخيرة، وفاز فيها أغلب الأحيان.
ع.ج/ ص.ش (أ ف ب، د ب أ)
رحيل برلسكوني.. نهاية شخصية مثيرة في عالم الأعمال والسياسة و"الفضائح"
بعد حياة حافلة ومثيرة للجدل توفى سيلفيو برلسكوني، قطب العقارات والإعلام وكرة القدم، والسياسي الذي سيطر على الحياة العامة الإيطالية لسنوات ودخل التاريخ من عدة أبواب ليس أهمها كونه أطول رئيس وزراء إيطالي بقاء في منصبه.
صورة من: Cecilia Fabiano/LaPresse via ZUMA Press/picture-alliance/dpa
تدهور صحي
الاثنين (12 حزيران/يونيو 2023) وعن 86 عاماً رحل سيلفيو برلسكوني بعد معاناة من اللوكيميا (سرطان الدم) والتهاب رئوي. وكان برلسكوني في حالة صحية سيئة لسنوات. في نهاية عام 2020، على سبيل المثال، أصيب بفيروس كورونا والالتهاب الرئوي، وفي السنوات السابقة كان لا بد من نقله إلى المستشفى بسبب التهاب في المسالك البولية. وفي عام 2016، خضع لعملية جراحية في القلب.
صورة من: Luca Bruno/AP/picture alliance
مع ميلوني!
ورغم مشاكله الصحية والمعارك القضائية التي خاضها بلا هوادة، رفض برلسكوني التخلي عن السيطرة على حزب (إيطاليا.. إلى الأمام) وعاد إلى صدارة المشهد السياسي، وفاز بمقعد في البرلمان الأوروبي في عام 2019 وبمقعد في مجلس الشيوخ الإيطالي العام 2022. وحزبه جزء من الائتلاف اليميني الحاكم برئاسة جورجيا ميلوني وعلى الرغم أنه لم يكن له دور بشخصه في الحكومة فمن المرجح أن تسبب وفاته هزة في المشهد السياسي الإيطالي.
صورة من: Gregorio Borgia/AP Photo/picture alliance
ثروة هائلة
برلسكوني أحد الرجال الأكثر ثراء في شبه الجزيرة الإيطالية مع امتلاكه ثروة تقدرها مجلة فوربس بنحو 6,4 مليارات يورو. وتواجه إمبراطورتيه التجارية مستقبلاً غامضاً. ولم يذكر برلسكوني علناً من سيتولى المسؤولية الكاملة عن شركته ميديا فور يوروب (إم.إي.إف) بعد وفاته لكن من المتوقع أن تلعب ابنته الكبرى مارينا دوراً بارزاً في إدارتها.
صورة من: Cozzoli/Fotogramma/ROPI/picture alliance
برلسكوني والقذافي
كشفت بطلة حفلات "بونغا بونغا" سيئة السمعة، كريمة المحروق، المعروفة في إيطاليا بروبي روباكووري (روبي محطمة القلوب)، أنها أدت رقصات شرقية ببدلات رقص باهظة الثمن قدمها لبرلسكوني الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. ربطت برلسكوني علاقة قوية بالقذافي وصلت لحد تقبيل يد الأخير. واعتذر برلسكوني عن سنوات الاستعمار وتعهد باتفاق عام 2008 بدفع تعويضات قدرها خمسة مليارات دولار عن أضرار المترتبة على الاستعمار.
صورة من: Livio Anticoli/dpa/picture-alliance
سنوات طويلة
سنوات طويلة قضاها محامو برلسكوني في محاكم البلاد للدفاع عنه. ورغم ذلك، يدخل حكم ضد رئيس الوزراء الإيطالي السابق برلسكوني حيز التنفيذ لأول مرة، بعد أن ثبتت محكمة التمييز الحكم بسجنه، لكنه لن يمضي العقوبة في السجن بسبب عمره. وقررت المحكمة ( شباط/فبراير 2013) إعادة النظر في محكمة الاستئناف بقرار منعه من ممارسة أي منصب رسمي طيلة خمسة أعوام.
صورة من: Reuters
بونغا بونغا!
لم تكن تهم التهرب الضريبي هي التي أحرجت برلسكوني أمام الرأي العام الإيطالي، بل حفلات المجون التي دعا إليها مومسات. وآخرها تلك الحفلة التي مارس فيها الجنس مع الفتاة القاصرة روبي ( التي تظهر في الصورة). تصرفاته أزعجت مؤيديه من الناخبين. حكم عليه (2011) بالسجن لسبع سنوات بسبب ممارسة الجنس مع روبي. هذا الحكم لم يدخل حيز التنفيذ بعد.
صورة من: Getty Images
النجاح!
رغم كل الفضائح حقق برلسكوني نجاحا سياسيا مميزاً. وأصبح حزبه المحافظ "حزب شعب الحرية"(2013) الشريك الأهم في حكومة اليساري أينريكو ليتاه. وتقلد برلسكوني أربع مرات منصب رئيس الوزراء في ايطاليا، كما كان السياسي الذي يقضي أطول فترة في منصب رئيس الحكومة الايطالية.
صورة من: Reuters
موجة احتجاج
معارضوه يعملون ضده بنفس حماس مؤيديه. احتجاج بصدور عارية قامت به نساء منظمة "فيمن" النسائية أثناء الانتخابات البرلمانية عام 2013. وشهد عام 2010 مظاهرات احتجاجية حاشدة دعت إليها منظمات نسائية وأحزاب يسارية ضد رئيس الوزراء آنذاك برلسكوني. وفي عام 2009 قام رجل مختل عقلياً بضرب برلسكوني بتمثال فجرحه في وجهه.
صورة من: Giuseppe Cacace/AFP/Getty Images
الأفضل تقديم أغنية
بثقة عالية بالنفس يسعد برلسكوني مشاهديه على شاشات التلفاز، وأحيانا يرحب بنفس الطريقة بضيوف الدولة، حيث يكتب أحيانا شعرا غنائيا بنفسه. وكأن لسان حاله يقول: أستطيع فعل كل شيء. ألبومه الغنائي الذي حمل عنوان "من الأفضل أغنية"(2003)، لقي إقبالاً كبيراً عليه من قبل مؤيديه.
صورة من: ANSA/AFP/Getty Images
سيد الشاشات
إمبراطوريته الإعلامية دعمته في ترسيخ سلطته السياسية من خلال الظهور المتواصل على الشاشات. كما جعل الكثير من أنصاره يحتلون مناصب مهمة في محطة التلفاز التابعة للدولة، مما فسح المجال لبرلسكوني للظهور على شاشة المحطات الرسمية لشرح وجهة نظره في الأجندات المختلفة. كما دافع عن نمط حياته الشخصية عبر تلك المحطات.
صورة من: AP
أدنى مستوى
شبهت صحيفة ايطالية تصدرها مؤسسة برلسكوني الإعلامية، ألمانيا في مقال لها بعنوان بـ "الرايخ الرابع" (2012) وقالت فيه إن ألمانيا تنوي تدمير إيطاليا من خلال فرض سياسة التقشف عليها. وقبل ذلك بستة أشهر كانت المستشارة الألمانية، انغلا ميركل، وبدعم من الاتحاد الأوروبي قد عملت على استقالة برلسكوني من منصبه كرئيس للوزراء بسبب فشله في خفض ديون الدولة وتفعيل الاقتصاد.
صورة من: picture-alliance/dpa
السخرية والاستهزاء
أصبح برلسكوني شخصية مضحكة في كرنفال ألمانيا في عام 2010، كما يبدو هنا في موكب مهرجان مدينة ديسلدورف. وانتقم الجمهور الألماني من انتقادات الصحيفة الإيطالية، التي تصدرها مؤسسة برلسكوني الإعلامية، بالتهكم والسخرية منه واتهامه بالتعاون مع المافيا.
صورة من: picture-alliance/dpa
حرب الزهور
تحول طلاق برلسكوني من زوجته إلى فضيحة من النوع الخاص استمرت فصوله طيلة عام 2009. واتهمته زوجته السابقة، فيرونيكا لاريو، بإقامة علاقات جنسية له مع قاصرات ووصفته بـ "المريض". حصلت لاريو على نفقات طلاق تعادل ما يقارب 36 مليون يورو سنويا. برلسكوني بدأ بعد طلاقه علاقة غرامية مع بائعة في متجر تصغره بخمسين عاما.
صورة من: VINCENZO PINTO/AFP/Getty Images
رجل عصامي
بعد فوزه للمرة الثانية في الانتخابات البرلمانية عام 2001، أطلق برلسكوني على نفسه تسمية "الفارس". وأصبح محبا للنكتة. لقد حقق كل شيء من مقاول بناء إلى مالك إمبراطورية إعلامية عملاقة وميلياردير وانتهاء بمنصب رئيس الوزراء. وتقود ابنته مارينا اليوم شركاته العديدة، لكن الأب يحتفظ بغالبية أسهم المؤسسة إلى جانب امتلاكه لنادي ميلانو.
صورة من: PATRICK KOVARIK/AFP/Getty Images
جنون المطاردة
يشعر برلسكوني طيلة حياته بأنه مطارد من قبل المدعين العامين "اليساريين". وحوكم عدة مرات بتهمة التحايل الضريبي والفساد ودفع رشاوى. لكنه كان وبحكم منصبه ينجح دوما في تسويف التهم الموجهة إليه والمماطلة في التحقيقات والاستفادة من تقادم القضايا. فقط في قضية واحدة تم إصدار الحكم عليه وأصبح الحكم نافذاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
خلود الشباب
عام 1994 انتخب برلسكوني لأول مرة في الانتخابات التشريعية وتولى منصب رئيس الوزراء في إيطاليا مع الحزب الذي كان معروفا باسم شعر عشاق كرة القدم "فورزا ايطاليا". في ذلك الوقت كان الشعر في رأسه قليلاً مع كثرة التجاعيد في وجهه. في الأثناء زرع برلسكوني الشعر في رأسه وعالج تجاعيد وجهه.