تبرئة مقتدى الصدر: مهزلة القضاء العراقي
٢٧ أكتوبر ٢٠١١
اغتيال السيد عبد المجيد الخوئي هو الجريمة الشنيعة التي من بوابتها الدموية المقرفة ظهر و أزدهر أسم مقتدى الصدر بعد أن كان خامل الذكر و مسبحا بحمد قائده السابق صدام حسين ، ليظهر بعد احتلال العراق بصورة الأسد الهصور و الزعيم الثوري و القائد ألأوحد الذي أضفت عليه عصبته من الطائفيين و المتخلفين صفة القداسة و حتى العصمة!
إعلان مجلس القضاء العراقي الأعلى بائس و عقيم و لا يستجيب لأدنى شروط و متطلبات العدالة التي ينبغي أن يخضع لها أكبر رأس ، إذ أن من صفات المجتمع المنافق المعروفة أن يعاقب الصغار بتهم تافهة بينما يخلى سبيل الكبار من تبعات جرائم شنيعة و منفرة ، و ما حصل من قتل و تمثيل بشع بجثة المرحوم السيد عبد المجيد الخوئي في ظهيرة ذلك اليوم الدموي هو جريمة بشعة أقترفها مقتدى و بأوامر منه و بأيدي أنصاره الذين كانوا من أتباع تنظيمات ( فدائيو صدام ) قبل أن ينفرط عقدها و يتغير ولائها و تتحول لما يسمى بجيش المهدي!!
"موسم التحولات الطائفية المنافقة"
تشكل جيش المهدي ضمن موسم التحولات الطائفية المنافقة و المريضة ، والقضاء العراقي مهشم كأي شيء آخر في الدولة العراقية الركيكة التي يقودها الطائفيون الفاشلون و أزلام النظام الإيراني و عملائه ، وهو لم يستطع أبدا أن يرتقي بالحالة العراقية الرثة بل تحول أيضا لأداة تعبانة و مريضة و منهكة تؤثر عليه العصابات الطائفية و تخضع موازينه لحسابات مقدسة وخرافية لا علاقة لها لا بالقضاء و لا بالقانون .
الجرائم التي أرتكبها مقتدى الصدر و تياره تتجاوز بكثير جريمة اغتيال السيد عبد المجيد الخوئي ، لتصب في اغتيال شعب كامل و في التكريس لحالة عصابية و بلطجية ذات أسس طائفية مريضة في المجتمع العراقي ، أما بخصوص جريمة النجف و الحضرة العلوية فكل الشواهد و القرائن و الأدلة كانت متوفرة في مذكرة إلقاء القبض الأولية التي وقعها القاضي رائد جوحي و التي كان يلوح بها نوري المالكي نفسه بوجه الصدر قبل أن تتدخل المخابرات الإيرانية و يصدر الولي الإيراني الفقيه أوامره لخدمه في الدولة العراقية بإغلاق الموضوع نهائيا و اعتباره كأنه لم يكن ، خصوصا و إن مقتدى الصدر قد عاد من رحلته الدراسية ( القمية ) و ترفع ربما لرتبة آية الله و هو يتأبط شرا!! و تلك الرتبة الدينية توفر له الحصانة في العراق التعبان بينما النظام الإيراني ذاته لا يحترم أي مرتبة دينية و مرجعية مهما علا مركزها و شاع صيتها ، ولكم في مصير آية الله العظمى حسين علي منتظري عبرة لأولي الألباب ، وكذلك كان مصير آية الله العظمى كاظم شريعتمداري الذي حوصر في منزله في قم حتى مات كمدا ، وكذلك يفعلون مع الجميع .
"حديث خرافة"
أما في العراق فإن المجرم يفلت بجريمته أن تعمم بعمامة أو تلفع بردا ء أو انتمى لعصابة طائفية ( طايح حظها ).. فكله في العراق صابون ، و القضاء العراقي تحول لمهزلة مضاعفة ، فهو في الزمن البعثي كان مغيبا بالكامل في ظل المحاكم الاستثنائية كمحكمة الثورة و غيرها و هو اليوم في الزمن الطائفي قضاء ركيك يخاف من علية القوم و من العمائم السوداء و البيضاء ، ولم يسجل أي سابقة حقيقية في جرجرة لصوص الحكومة و ما أكثرهم لساحته ، لذلك فإن الحديث عن براءة الصدر من دم أبن الخوئي هو حديث خرافة محضة لا يستقيم أبدا و جرائم الصدر و تياره الدموية التي أرهقت الشعب العراقي و التي دعت المالكي نفسه للتصدي لهم في عملية صولة الفرسان في ربيع 2008 و التي كاد أن يفقد معها حياته بعد أن ذهب ضحية تلك العملية أحد مستشاريه ، و لكن للنفاق في العراق صولة و جولة و لم يسلم القضاء العراقي أبدا من تلك الحالة ، و سيظل دم الشهيد عبد المجيد الخوئي يطارد القتلة و الانتهازيين و المنافقين حتى إقرار العدالة وهي عملية ليست صعبة و لا مستحيلة ، فالله يدافع عن الذين آمنوا وهو سبحانه و تعالى ولي دم كل مظلوم و سينتقم من القتلة و الطغاة و المنافقين مهما تلفعوا بأردية النفاق المزيفة.. فللباطل جولة وللحق صولة.
داوود البصري
مراجعة ملهم الملائكة