1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تبرع من منحتك!.. طلبة ألمان يطلقون مبادرة لمساعدة زملائهم المحتاجين

١ نوفمبر ٢٠١١

طلبة ألمان، من الذين يتمتعون بمنح دراسية، يطلقون مبادرة "تبرع من منحتك" لمساعدة زملائهم المحتاجين أو تلاميذ فقراء من خلال التبرع بجزء من منحهم. ودراسة تظهر أن أغلبية الحاصلين على منح ينحدون من أسر ذات مستوى تعليمي مرتفع

طلبة أمام البرلمان الألماني للفت الانتباه إلى قضية المنح الدراسية والطلبة المحتاجينصورة من: Ines Burckhardt

إينيس بوركهارت البالغة من العمر 25 عاما، هي واحدة من الطلبة المحظوظين، الذين يتمتعون بمنحة دراسية من المؤسسة الأكاديمية للشعب الألماني. وهي تدرس حاليا في واشنطن الاقتصاد وعلوم آسيا الجنوبية، حيث تمول إقامتها في الخارج من خلال منحة إضافية. وتوجد في ألمانيا برامج دعم متنوعة للطلبة المتفوقين، إذ يحصل الطلبة على مبلغ شهري، تتراوح قيمته وفق دخل الآباء. هذا بالإضافة إلى مبلغ شهري مخصص لشراء الكتب ارتفعت قيمته من 80 يورو إلى 150 يورو في شهر أبريل/ نيسان الماضي.

المثير في الأمر أن هناك بعض الطلبة، ممن يرفضون زيادة المبلغ المخصص لشراء الكتب وينتقدون نظام المنح الدراسية. ومن بين هؤلاء إينيس بوركهارت، التي انضمت إلى مبادرة "تبرّع من منحتك". وقد أطلق هذه المبادرة طلبة يحصلون على منح دراسية، بهدف مساعدة الطلبة المحتاجين والذين لا يتمتعون بمنح دراسية. وتقول إينيس إن زيادة منحة الكتب بغض النظر عن دخل الطالب أمر خطأ، وترى أنه "من الأفضل توزيع المال على الطلبة المحتاجين".

الطلبة يتبرعون بجزء من منحتهم الدراسية

غيرهارد تويفل، الأمين العام للمؤسسة الأكاديمية للشعب الألمانيصورة من: DW / Heike Mohr

منذ أبريل/ نيسان الماضي وإينيس تشجع الطلبة على التبرع بال70 يورو الإضافية، وهي قيمة الزيادة للمنحة الشهرية التي تحصل عليها لشراء الكتب، لمساعدة الطلبة المحتاجين وتوظيف هذا المبلغ في برامج لا تدعمها المؤسسات المانحة.

واحد من البرامج التي يدعمها الطلبة الذين يتمتعون بمنحة دراسية هو برنامج "خطة م.س.أ" أو ما يُسمي باللغة الألمانية (Plan MSA). ويهدف هذا البرنامج، الذي أطلقه أربعة متخصصين في علم الاجتماع في العاصمة برلين، إلى دعم التلاميذ المنحدرين من عائلات غير أكاديمية والذي يعدون لاجتياز امتحانات الشهادة المدرسية المتوسطة (والتي تعادل المدارس الإعدادية) في برلين. ويتعين على كل التلاميذ في برلين منذ عام 2006 اجتياز امتحانات الشهادة المدرسية المتوسطة حتى يتمكنوا من الالتحاق بالمدرسة الثانوية والتي تؤهلهم بدورها للجامعة. وعادة ما يفشل التلاميذ الفقراء في اجتياز هذه الاختبارات لعجز أهاليهم عن توفير الدروس الخصوصية لهم.

دراسة: أغلبية الطلبة الحاصلين على منح من عائلات ميسورة

ويستند أصحاب المبادرة في انتقاداتهم لنظام المنح الدراسية على دراسة للوزارة الألمانية للتعليم والبحث العلمي والتي كشفت أن أكثر من 70 في المائة من المستفيدين من برامج الدعم هم من طبقة النخبة ينتمون لعائلات، حصل فيها أحد الوالدين على الأقل على شهادة ختم المدرسة الثانوية. وعادة ما يكون أحد الوالدين حاصل على شهادة جامعية. وهذا يعني أن معظم الطلبة الحاصلين على منحة دراسية ينحدرون من أسر ذات مستوى تعليمي جامعي.

ويقول غيرهارد تويفل، الأمين العام للمؤسسة الأكاديمية للشعب الألماني، في رده على هذه الانتقادات إن زيادة المنحة المخصصة لشراء الكتب كان أمرا ضرورياً. ويضيف تويفل: "هناك العديد من الحاصلين على منح ممن ينحدرون من عائلات غنية شكلياً ولكنهم لا يحصلون على أي مساعدة مالية من والديهم." ويقول تويفل، والذي سعى طوال 15 عاماً كأمين عام للمؤسسة المانحة إلى رفع المنح المخصصة لشراء الكتب، إنه فوجئ بهذه الحركة المعارضة، مشددا على أن آخر زيادة لهذه المنحة تعود إلى عام 1980.

"لا أحد ينفق 150 يورو في الشهر لشراء الكتب"

يطالب بنيامين باسن بتقديم الدعم المالي للطلبة المحتاجين بالفعلصورة من: Benjamin Paaßen

ويرى بعض الطلبة أن تخصيص مبلغ 150 يورو لشراء الكتب يتعارض مع الواقع، حيث يقول بنيامين باسن إن لا أحد ينفق 150 يورو في الشهر على الكتب. ويقول الطالب في جامعة مدينة بيليفيلد إنه يشعر بالتزام بمنح جزء من منحته لدعم طلبة آخرين، وذلك رغم عدم انتمائه لأسرة ذات مستوى جامعي ورغم اعتماده كلياً على المنحة الدراسية. ويقول بينامين والبالغ من العمر 21 عاماً : "لا أحتاج للمزيد من المال وأعتبر نفسي من المحظوظين بحصولي على المنحة الدراسية، حيث أستطيع أن أتبرع بجزء من منحتي".

ولا توجد حتى الآن أرقام رسمية حول حجم التبرعات، التي جمعت حتى الآن. ويقول بنيامين إنه تبرع بمبلغ 420 يورو في غضون ستة أشهر وإنه يأمل في أن يقوم بقية الطلبة بالتبرع بانتظام. ويقول بنيامين إن أهم شيء في هذه القضية هو النقاش القائم بين الطلبة ومجالس المؤسسات المانحة، حيث يؤكد على حقه في المشاركة في صنع القرار: "أنا جزء من المؤسسة المانحة ولذا فلدي الحق المطلق في المشاركة في تشكيل عملها أيضا".

هايكه مور/ مي المهدي

مراجعة: شمس العياري

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW