تبنى تنظيم "داعش- خراسان"، أحد فروع تنظيم "الدولة الإسلامية"، الهجوم الإرهابي الدموي على الحفل الموسيقي في موسكو، وهو ما أكدته واشتطن وبرلين، في حين شككت به موسكو. فماذا نعرف عن هذا التنظيم؟
إعلان
شهدت موسكو واحدة من أعنف الهجمات الإرهابية منذ عقود يوم الجمعة الفائت (22 آذار/مارس 2024)، عندما اقتحم مسلحون قاعة للحفلات الموسيقية، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 133 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين.
بعد وقت قصير من الهجوم، أعلنت "ولاية خراسان" وهي فرع لتنظيم "الدولة الإسلامية " (داعش) مسؤوليتها في بيان مقتضب صدر على حساب "وكالة أعماق" التابعة للتنظيم الإرهابي على منصة تيليغرام.
يُعرف تنظيم "داعش-خراسان" بأنه أحد أكثر فروع تنظيم "الدولة الإسلامية" وحشية. وقتلت جماعة "داعش-خراسان" الإرهابية الآلاف في أفغانستان وباكستان في هجمات نفذتها منذ عام 2015.
تستمد المجموعة اسمها من خراسان، وهي تسمية قديمة لمنطقة تشمل أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان. ولكن أنشطة المجموعة الإرهابية تمتد إلى ما هو أبعد من هذه المنطقة. وبالإضافة إلى ارتكاب هجمات مميتة في إيران وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان، سعى تنظيم "داعش-خراسان" لتنفيذ عمليات تستهدف الولايات المتحدة وأوروبا.
تم تشكيل "داعش- خراسان" في عام 2014 من قبل منشقين عنطالبان والقاعدة في باكستان وأفغانستان. وتبنى المنشقون رؤية أكثر عنفاً للظاهرة الجهادية الإرهابية. وفي عام 2015، عرّفت الجماعة نفسها رسمياً على أنها امتداد لتنظيم "داعش" في منطقة خراسان. ومثل داعش، يلتزم "داعش-خراسان" بهدف إقامة خلافة عابرة للحدود الوطنية، وهي دولة للمسلمين تحكم حسب تفسيرها المتطرف للإسلام.
في أفغانستان
ويصف المحللون الصلات بين أعضاء "داعش-خراسان" والجماعات الإرهابية ذات التفكير المماثل بأنها "سائلة"، بحيث يغير المقاتلون والفصائل من القاعدة وطالبان والميليشيات الأخرى ولاءاتهم بين تلك المجموعات.
قبل عودة طالبان للسلطة بعيد الانسحاب الأمريكي في آب/أغسطس 2021، استهدفت كل من القوات الأمريكية والقوات الحكومية آنذاك تنظيم "داعش-خراسان" في أفغانستان، مما أسفر عن مقتل العشرات من قادته من المستوى المتوسط والعالي. ومع ذلك، فإن الفراغ الأمني الناجم عن الانسحاب الأمريكي أعاد تنشيط الجماعة وسمح لها بإقامة معسكرات تدريب إضافية وتوسيع شبكاتها العالمية.
ويقول مسؤولو طالبان إنهم حاولوا احتواء أنشطة "داعش-خراسان"، زاعمين أن قوات الأمن اعتقلت وسجنت الآلاف من أعضاء الجماعة. ومع ذلك، فقد اعتُبرت قدرة طالبان على احتواء الجماعة غير كافية وغير فعالة، حيث زادت وتيرة هجمات الجماعة على الأقليات العرقية والدينية في أفغانستان وأصبحت اكثر فتكاً.
وقد أعربت الأمم المتحدة مراراً وتكراراً عن مخاوفها من أن جماعات مثل تنظيم القاعدة وتنظيم "داعش -خراسان" يمكن أن تحصل على أسلحة متقدمة تابعة لحلف شمال الأطلسي تركتها وراءها عندما انسحبت القوات الدولية من أفغانستان.
حداد وطني على ضحايا هجوم موسكو
02:26
إيران وروسيا
وأعلن تنظيم "داعش-خراسان" مسؤوليته عن التفجير الذي وقع في 3 يناير/كانون الثاني وأدى إلى مقتل 95 شخصاً في كرمان بإيران. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم حذروا نظراءهم في إيران قبل الهجوم.
وفي مارس/آذار، أشار مسؤولو المخابرات الأمريكية إلى أن "داعش-خراسان" كان ينشط في روسيا للتخطيط لهجمات في موسكو. وزعم جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أنه أحبط هجوماً مسلحاً شنه تنظيم "داعش-خراسان" على كنيس يهودي في منطقة كالوغا بالقرب من موسكو في 7 آذار/مارس.
وشككت روسيا الاثنين (25 آذار/مارس 2024) في تأكيدات الولايات المتحدة أن تنظيم "الدولة الإسلامية" هو المسؤول عن الهجوم المسلح على قاعة حفلات موسيقية خارج موسكوواتهمت واشنطن بالتستر على أوكرانيا.
وبسبب تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد، ينظر "داعش" لبوتين على أن يديه ملطخة بدماء المسلمين. كما تركز دعاية "داعش-خراسان" على التدخل السوفييتي في أفغانستان.
أوروبا
ويسعى تنظيم "داعش-خراسان" إلى تنفيذ هجمات إرهابية في أماكن أخرى في أوروبا. واعتقلت الشرطة الألمانية العديد من أنصار التنظيم في السنوات الأخيرة. وفي مارس/آذار، ألقي القبض على شخصين يشتبه في أنهما من أنصار التنظيم في ولاية شمال الراين-ويستفاليا الألمانية واتُهما بالتخطيط لمهاجمة البرلمان السويدي. وفي الأسبوع نفسه، ألقت الشرطة في هولندا القبض على شخصين، رجل من طاجيكستان وزوجته، بشبهات مماثلة مرتبطة بالإرهاب.
في صور.. مشاهد الفرار من "إعصار طالبان"
يحاول كثيرون الفرار من أفغانستان، بعد أن تقدمت حركة طالبان إلى العاصمة كابول، مطيحة بالحكومة، بينما تقوم القوى الغربية بنقل المدنيين جوا من مطار كابول. مشاهد الرعب والتخوف في أفغانستان ضمن هذا الملف المصور.
صورة من: Wakil Kohsar/AFP/Getty Images
أفغان يائسون يحاولون دخول مطار كابول
تواصل العائلات الأفغانية محاولاتها اليائسة للوصول إلى مطار حامد كرزاي الدولي في كابول. وحتى الأطفال تدفقوا بين الحشود التي تسعى بكل قواها للهروب في اللحظات الأخيرة من حركة طالبان التي اقتحمت العاصمة.
صورة من: REUTERS
مستقبل غامض أمام الأفغان
كان أمام الأفغان خياران، منذ انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من البلاد، وأحلاهما مر: إما البقاء اعتمادا على قدرة القوات الحكومية على وقف زحف طالبان أو الفرار إلى الدول المجاورة. والآن بعد أن استولت حركة طالبان على العاصمة كابول، بات كثيرون الآن في مأزق، خصوصا مع الغموض الذي يلف المشهد الأفغاني، ولا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد ذلك.
صورة من: REUTERS
حشود غير مسبوقة تتجمع في المطار
المطار الرئيسي في كابول، والذي سمي على اسم حامد كرزاي، أول رئيس تولى السلطة بعد الإطاحة بطالبان، بات مسرحا لحشود يائسة مطلع الأسبوع، يحدوهم الأمل في ركوب الطائرات والفرار من طالبان. وبينما سارعت القوى الغربية لإجلاء مجموعات صغيرة، مؤلفة في معظمها من رعايا تلك الدول، وبعض الموظفين المحليين، تم إيقاف الرحلات الجوية التجارية من وإلى البلاد.
صورة من: AFP/Getty Images
طالبان تستولي على القصر الرئاسي
زحف طالبان الذي تواصل حتى سقوط العاصمة كابول، شهد سيطرة مقاتلي الحركة على القصر الرئاسي يوم الأحد (15 أغسطس/آب). وأظهرت مقاطع فيديو قادة ومقاتلي طالبان جالسين داخل القصر معلنين النصر في حملتهم ضد الجيش الأفغاني.
صورة من: Zabi Karim/AP/picture alliance
الخوف من حكم الإسلامويين
الأنظار تتركز الآن نحو الخطوات القادمة، إذ يخشى كثيرون من الحكم الإسلامي المتشدد لطالبان، رغم أن الحركة أصدرت بيانا زعمت فيه أنها لن تنتقم من الأشخاص الذين ساندوا التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة. خلال حقبة حكم طالبان السابقة، منعت النساء والفتيات من التعليم. والآن سارع السكان في كابول للتصرف قبل فوات الآن، محاولين إخفاء الصور التي قد لا يحبها الأصوليون.
صورة من: Kyodo/picture alliance
عبور الحدود إلى باكستان
وبينما اكتظت الحشود حول وفي داخل مطار حامد كرزاي سعيا منهم للمغادرة، كان هناك آخرون يعبرون الحدود برا باتجاه باكستان. وقال وزير الداخلية الباكستاني الشيخ رشيد أحمد لـDW إن حكومة بلاده أغلقت معبر تورخام الحدودي مع أفغانستان.
صورة من: Jafar Khan/AP/picture alliance
عودة طالبان لم تستغرق سوى أسابيع بعد الانسحاب الأمريكي
الولايات المتحدة وحلفاؤها دخلوا أفغانستان معلنين الحرب، بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001، وأطاحوا بحركة طالبان. ولكن بعد عشرين عاما انهار الجيش الأفغاني بشكل مفاجئ، بعيد انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو.
صورة من: Hoshang Hashimi/AP Photo/picture alliance
قيادة طالبان
الفترة الأولى لحكم طالبان امتدت من عام 1996 إلى عام 2001. وخلالها فرضت الحركة تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية. الحركة تأسست تحت قيادة الملا عمر. أما قائدها الأعلى اليوم فهو هبة الله آخُند زاده. الرئيس المؤسس المشارك الملا بردار، الظاهر في هذه الصورة، يترأس المكتب السياسي للحركة.
صورة من: Social Media/REUTERS
طالبان تنصب رايتها
تقول طالبان إنها مستعدة للسيطرة على البلاد، متعهدة أنها لن تضر بالمدنيين الذين تعاونوا مع القوات الغربية. وأكد المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم، في تصريح أنهم "مستعدون لإجراء حوار مع جميع الشخصيات الأفغانية وضمان الحماية اللازمة لهم". الأمر نفسه أكده الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في أول مؤتمر صحفي له من كابول. قد يكون من الصعب تصديق هذا الكلام.
صورة من: Gulabuddin Amiri/AP/picture alliance
خطر على النساء والأطفال
من المرجح أن تعاني النساء والأطفال والأقليات الأخرى بشكل كبير تحت حكم نظام طالبان. فالنساء والفتيات منعن من التعليم خلال الفترة الأولى لحكم طالبان، والذي انتهى بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001.
صورة من: Paula Bronstein/Getty Images
فرار الرئيس غني
هرب الرئيس الأفغاني أشرف غني من البلاد في 15 أغسطس/آب. وصرح بالقول: "كي نتجنب الفيضان النازف، اعتقدت أنه من الأفضل الخروج"، لكنه شدد على أنه سيواصل الكفاح من أجل بلاده.
صورة من: Rahmat Gul/AP Photo/picture alliance
الرئيس السابق كرزاي يدعو للسلام
أنشأ القادة الأفغان مجلسا للقاء طالبان وإدارة نقل السلطة. الرئيس السابق حميد كرزاي، الذي يقود هذا المجلس، قال إن الهدف هو: "منع الفوضى وتقليل معاناة الشعب" وإدارة "انتقال سلمي" للسلطة.
صورة من: Mariam Zuhaib/AP Photo/picture alliance
جلاء الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون
قامت ألمانيا بإرسال طائرات عسكرية للمساعدة في الإجلاء من أفغانستان، بعد أن أغلقت سفارتها في كابول. الأمر نفسه تقوم به الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية، حيث تقوم بإجلاء القوات والدبلوماسيين ومسؤولين آخرين من البلاد.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
احتجاجات في الولايات المتحدة
خرج متظاهرون في نهاية الأسبوع في الولايات المتحدة للاحتجاج أمام البيت الأبيض مطالبين باستعادة السلام في أفغانستان. وقال الأدميرال مايك مولين: إن الولايات المتحدة وحلفاءها "قللوا من شأن تأثير ما تقوم به الحكومة (الأفغانية) الفاسدة".