تبون لمجلة "دير شبيغل" الألمانية: لن نبادر بالتهدئة مع فرنسا
٦ نوفمبر ٢٠٢١
على خلفية التوترات المستمرة وإغلاق المجال الجوي الجزائري أمام حركة الطيران الفرنسية، صرح الرئيس الجزائري لمجلة "دير شبيغل" الألمانية بأن دولته لن تكون هي البادئة بالمصالحة مع فرنسا، في المقابل أشاد بالعلاقة مع ألمانيا.
إعلان
أبدى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون موقفاً متشدداً إزاء النزاع الدبلوماسي بين بلاده وفرنسا. وفي تصريحات لمجلة "دير شبيغل" الألمانية الصادرة السبت (السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2021)، قال تبون:" لن أكون من يتخذ الخطوة الأولى" في تهدئة التوترات مع فرنسا، مضيفاً: "ليس هناك جزائري يقبل بفتح الاتصال مع هؤلاء الذين أهانونا".
وكانت الجزائر استدعت سفيرها في فرنسا للتشاور مطلع الشهر الماضيوحظرت مرور الطائرات العسكرية الفرنسية عبر أجوائها، وذلك بعد أن أبدت الجزائر غضبها حيال تصريحات ماكرون، الذي انتقد - بحسب تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية - إعادة كتابة التاريخ الجزائري من جديد على أساس كراهية فرنسا.
وفي مقابلته مع المجلة الألمانية، أخذ تبون على ماكرون استخدامه "لأسباب استراتيجية تتعلق بالانتخابات"، لتصريحات يمينيين متطرفين تقول إن الجزائر لم تكن أمة، بل أصبحت أمة بعد الاستعمار الفرنسي. وأعرب تبون عن رفضه المساس بتاريخ شعبه "وإهانة الجزائريين"، ولفت إلى أن الكراهية القديمة للحكام المستعمرين عادت إلى الواجهة. وتابع بالقول إن "ماكرون يقف بهذه التصريحات إلى جانب هؤلاء الذين يبررون الاستعمار".
وكانت الجزائر نالت استقلالها عن فرنسا بعد حرب التحرير التي خاضها الجزائريون في الفترة بين 1954 و1962.
وفي المقابل، أشاد تبون بالعلاقات مع ألمانيا وقال إن ألمانيا دائماً ما تعاملت مع الجزائر باحترام، وأعرب عن أمنيته في بناء مستشفى كبير في العاصمة الجزائرية بالتعاون مع الحكومة الألمانية المقبلة، وأوضح أن حكومته مستعدة لتمويل جزء كبير من المشروع.
كما قال تبون إن الجزائر يمكنها أن تمد أوروبا بالطاقة الشمسية بمساعدة ألمانية.
ي.أ/ خ.س (د ب أ)
من فارس إلى بوتفليقة.. تعرّف على أبرز رؤساء الجزائر
ترأس الجزائر، منذ استقلالها وإلى الآن، 12 رئيساً، بعضهم لم يتعد حكمهم بضعة أشهر، وبعضهم انتخبوا لأكثر من مرة، بعضهم لم يخف أبدا انتماءه للجيش، والبعض الآخر أصرّ على مساره المدني. نتعرّف على ثمانية من أبرزهم.
صورة من: Getty Images/AFP
عبد الرحمن فارس
قليلاً ما يذكر اسمه لكونه جاء في فترة انتقالية قبل وبعد الاستقلال، فضلاً عن أن منصبه لم يسمّ رسمياً رئيس الدولة، إذ ترأّس الهيئة التنفيذية المؤقتة التي شُكلّت بتفاوض جزائري-فرنسي في مارس/ آذار 1962، لأجل المساهمة في الإشراف على انتخابات تقرير المصير. بقي في هذا المنصب بعد أسابيع من الاستقلال، إلى أن تم انتخاب فرحات عباس، رئيساً لأول مجلس تشريعي، الذي اعتبر الرئيس الثاني للجزائر المستقلة.
صورة من: Getty Images/INA/G. Breemat
أحمد بن بلة
يعدّ أول رئيس منتخب في الجزائر، وأوّل من حاز التسمية رسميا في أكتوبر/ تشرين الأول 1963، لكنه لم يكمل السنتين من حكمه. نال شعبية كبيرة لدوره في حرب الاستقلال إذ كان ممثلا لجبهة التحرير الجزائرية في الخارج. شهدت فترته صراعات سياسية كبيرة، ووُجهت له انتقادات بالاستئثار بالسلطة، كما توترت علاقته مع هواري بومدين، ما انتهى إلى انقلاب الجيش عليه.
صورة من: AP
هواري بومدين
شغل المنصب في يونيو/ حزيران 1965 بانقلاب عسكري مبرّره "التصحيح الثوري" وبقي فيه إلى وفاته في سن مبكرة (46 عاما) نهاية عام 1978. اسمه الحقيقي محمد بوخروبة، يعدّ أحد أكثر رؤساء الجزائر شعبية في العالم العربي خاصة تبنيه فكرة تشجيع الحركات التحررية وتضامنه مع الفلسطينيين. أطلق عدة برامج اقتصادية وسياسية لبناء الدولة، رغم الانتقادات الموّجهة له بتبنّي نظام سلطوي والاعتماد على مؤسسة الجيش.
صورة من: Getty Images/AFP
الشاذلي بن جديد
انتخب منسق شؤون وزارة الدفاع، الشاذلي بن جديد، خلفا لبومدين، واستمر من عام 1979 إلى 1992 بعد إعادة انتخابه مرتين متتاليتين. عانت الجزائر في نهاية عهده من أزمات اقتصادية بسبب تدهور أسعار النفط، ومن صراعات سياسية حاول تجنبها بإقرار دستور جديد والتعددية السياسية. لكنه استقال منصبه بعد انتخابات 1991 التي فاز فيها الإسلاميون وتدخل الجيش لإلغاء نتائجها، ما كان مقدمة لما يسمى بـ "العشرية السوداء".
صورة من: Getty Images
محمد بوضياف
أحد رجالات الثورة، لكنه أجبر على المنفى بعد خلافاته مع بن بلة ومن بعده بومدين. كان يعيش في المغرب عندما لبّى دعوة الاضطلاع برئاسة المجلس الأعلى للدولة بداية 1992. لكنه اغتيل بعد حكمٍ لم يدم سوى خمسة أشهر ونصف. وُجه الاتهام لضابط قيل إنه متعاطف مع الإسلاميين، لكن مراقبين قال إن الاغتيال كان مدبرا من جهات أعلى، خاصة مع إعلان بوضياف الحرب على الفساد غداة تعيينه.
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/Getty Images
علي كافي
اختير خلفاً لبوضياف نظرا لمساره العسكري والسياسي في جزائر ما قبل وبعد الاستقلال وقيادته الأمانة العامة لمنظمة المجاهدين (مقاومي الاستعمار). لم تكن بصمته حاضرة كثيراً، كما لم يستطع وقف حمام الدم في البلاد إلى حين تسليمه السلطة لخلفه اليمين زروال في يونيو 1994، لكن مذكراته التي صدرت بعد سنوات من التزامه الصمت أثارت جدلا في البلد لتطرقها إلى فترة الثورة.
صورة من: Getty Images/Gamma-Rapho
اليمين زروال
وزير الدفاع الذي عُيّن خلفاً لعلي كافي. أضفى "شرعية سياسية" على منصبه، بعد انتخابه رئيسا للبلاد في نوفمبر/ تشرين الثاني 1995. فتح في البداية قنوات حوار مع جبهة الإنقاذ الإسلامية، لكن العملية فشلت. صدر في عهد زروال دستور جديد للبلاد، قبل أن يعلن عدم نيته الترشح لانتخابات 1999، بعد إخفاقه في وقف مجازر "العشرية السوداء".
صورة من: Getty Images/Corbis/Sygma/P. Robert
عبد العزيز بوتفليقة
انتُخب في أبريل/ نيسان 1999. هو وزير الخارجية بين عامي 1963 و1979. قدم أول ترشح له للرئاسة بصفته مرشحا مستقلا. شهدت سنواته الأولى شعبية كبيرة لمساهمته في إصدار قانون المصالحة الوطنية وبالتالي إنهاء الحرب الأهلية، لكن شعبيته تراجعت بعد تعديل الدستور لتمكنيه من ولاية رئاسية ثالثة. رغم إصابته بجلطة دماغية عام 2013، إلا أنه انتخب لولاية رابعة، فضلاً عن ترشحه لولاية خامسة.