على وقع الضربات الصاروخية التي نفذتها إيران فجر الأحد (14 أبريل/ نيسان 2024) ضد إسرائيل، وصل المستشار الألماني  أولاف شولتس إلى الصين في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، وهي أطول زيارة يقضيها المستشار الألماني حتى الآن لبلد واحد.

إلا أنه وبعد التطورات البالغة الخطورة في الشرق الأوسط بات من الوارد جدا حسب وسائل إعلام ألمانية، أن يقلص شولتس من مدة زيارته هذه، وإلى غاية اللحظة لم يصدر أي تصريح رسمي بهذا الاتجاه.

وتعد هذه الزيارة الثانية للمستشار إلى الصين منذ توليه منصبه في كانون الأول/ديسمبر 2021.  وكانت زيارته الأولى التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 عبارة عن رحلة ليوم واحد فقط بسبب استمرار جائحة كورونا.

وبعد وصوله إلى مدينة تشونجتشينغ، البالغ عدد سكانها 32 مليون نسمة، من المقرر أن يتوجه الاثنين إلى مدينة شنغهاي العاصمة الاقتصادية، ليلتقي بعد غد الثلاثاء، الرئيس الصيني شي جين بينغ في العاصمة بكين.

علاقات اقتصادية شائكة

وفي صباح الأحد أكدت وسائل إعلام صينية وصول الضيف الألماني، مرفوقا بوفد كبير من الوزراء ورجال الأعمال.

ومن المؤكد أن المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل ستطغى على جانب كبير من المباحثات، فقد سبق وأن طلب الجانب الألماني من الصين استغلال علاقاتها مع إيران لحثّها على تجنب التصعيد وذلك عقب قصف سفارتها في دمشق، والتي تتهم طهران إسرائيل بالضلوع فيه.

بيد أن ملف العلاقات الاقتصادية المشتركة سيبقى في صلب محادثات لن تكون سهلة، خاصة في ظل التوترات بين الصين والاتحاد الأوروبي المستاء من ممارسات بيكين التجاريّة والتي يصفها بأنها "غير نزيهة"، ويتهمها بزعزعة السوق الأوروبية من خلال إغراقها بمنتجات منخفضة الكلفة.

أهمية الزيارة اقتصاديا، يكشف عنها أيضا مستوى الوفد المرافق والذي يضم مدراء كبريات الشركات الألمانية، بينهم رؤساء شركتي "مرسيديس-بنز" و"بي إم دبليو" للسيارات وشركة "باسف" للصناعات الكيماوية، إضافة لوزير الزراعة جيم أوزديمير، ووزير النقل فولكر فيسينغ، ووزيرة البيئة شتيفه ليمكه.

أوكرانيا الملف العالق

أوكرانيا الملف الثالث والشائك على طاولة المحادثات، فالانتقادات الموجّهة إلى بكين على خلفيّة علاقتها الوطيدة بموسكو في ازدياد.

وحاولت الدول الغربية عزل موسكو في ضوء الغزو الروسي الشامل لجارتها، لكن بكين هي أهم حليف للكرملين، على الرغم من بقائها محايدة ظاهريا.

ولم تدن القيادة الصينية الحرب الروسية وبدلا من ذلك تلقي باللوم على الغرب في الصراع.

وتطرق شولتس إلى تصرفات روسيا في أوكرانيا مع شي خلال زيارته لبكين قبل عام ونصف العام، وفي وقت لاحق عارض شي التهديدات الروسية باستخدام الأسلحة النووية.

وهذه المرة، قد يكون السؤال هو ما إذا كانت الصين ستنضم إلى مؤتمر السلام الأوكراني في سويسرا في منتصف حزيران/يونيو المقبل. وقد يتوقف نجاح المحادثات على مشاركة بكين.

وبينما تسعى الأخيرة إلى بدء عملية لإنهاء الصراع، يشتبه مع ذلك في قيامها بتزويد روسيا بالسلع التي يمكن استخدامها لأغراض عسكرية، وهو مجال قد يتناوله شولتس أيضا.

قبل مغادرته السبت ألمانيا، قال شولتس لصحيفة "تاغس تسايتونغ" اليومية: "من المهم ألا تدعم الصين روسيا في شنّ حرب وحشية ضد جارتها أوكرانيا"، بينما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر حكومي ألماني في برلين لم تكشف عن هويته قوله إنه "نظرا إلى العلاقات الوثيقة بين الصين وروسيا، فإن بكين لديها الإمكانية لممارسة نفوذها على روسيا".

و.ب/م.س (أ ف ب، د ب أ)