تجارب ألمانية ـ أفضل السبل للتدريس المنزلي في زمن الحجر
حسن زنيند
١٧ أبريل ٢٠٢٠
يجد الآباء والأمهات تحديا مضنيا في رعاية وتعليم أطفالهم في البيت في زمن الحجر الصحي. في هذا الموضوع تبسيط لأهم الخطوات التي ينصحُ بها مجموعة من خبراء علم التربية الألمان لمساعدة الأطفال على مواصلة الدراسة بأقل الأضرار.
إعلان
. فرض إيقاع زمني يومي منظم
. ترك الأطفال يتعلمون ويجربون
. لا تغفلوا الأنشطة اليدوية بكل أنواعها
. السماح بالكسل ووقت للملل
. إشاعة الطاقة الإيجابية شرط للنجاح
. مواصلة العلاقات الاجتماعية بالهاتف
. الخروج الدوري للهواء الطلق
. مخاطر تنامي العنف الأسري
. الهشاشة الاجتماعية والتعليم المنزلي
فرض إيقاع زمني يومي منظم
ترى يانا سيلشميدت، مجلة "سوبرئيللو" الألمانية (متخصصة في شؤون الطفل والأسرة) أن مساعدة الأطفال على التعلم بفعالية وانضباط تقتضي خلق شروط مناسبة تساهم فيها الأسرة بكاملها. من بينها ضبط مواعيد ثابتة للوجبات الغذائية. ثم ضبط أوقات التعلم والواجبات المدرسية وفصله عن وقت اللعب. إضافة إلى الالتزام الصارم بإيقاع معين للنوم. هيكل زمني بإيقاع يومي منظم يُعطي الأطفال الإحساس بالأمن والأمان الداخلي، وبالتالي المساعدة في تطوير بوصلة ذاتية تساعدهم على تحديد الأهداف التي تقتضيها كل وضعية.
تعتبر الأنشطة اليدوية التي تعتمد الحركة والتحفيز الذهني، كالرسم والألعاب الاجتماعية التي قد يشارك فيها باقي أعضاء الأسرة، من الأعمال المفيدة جدا للأطفال. هذه الأنشطة ممتعة من جهة، وتحفز ملكات الإبداع والمهارات الحركية الدقيقة من ناحية أخرى. كما تساعد على تنمية إمكانياته في التركيز، وهو ما يستفيد منه الطفل لاحقا من حيث القدرة على التحصيل الدراسي.
يَعلم خبراء التربية علم اليقين، أن حالات الإجهاد والتعصب معدية وتنتقل بسرعة من الكبار للصغار. لذلك يتعين على الآباء والأمهات وأولياء الأمور الحفاظ على هدوئهم، إن كانوا يأملون رؤية أطفالهم كذلك. ويوصي الخبراء كذلك بشرح وضعية الحجر وخطورة عدوى الفيروسات القاتلة بشكل يناسب مختلف الفئات العمرية للأطفال.
مواصلة العلاقات الاجتماعية بالهاتف أو الرسائل
فيروس كورونا المستجد يفرض التباعد الجسدي بتجنب التجمعات الكبيرة المزدحمة، مع حماية الفئات الأكثر تعرضا للخطر من كبار السن ومن أصحاب السوابق المرضية. هذا يفرض منع الاتصال المباشر بين الأجداد والأحفاد. لكن ذلك لا يعني وضع حد للعلاقة معهم، بل بالعكس، يجب مواصلتها عبر الرسائل أو المكالمات الهاتفية. ويمكن أن يتم ذلك في موعد دوري يدخل ضمن الطقوس اليومية التي تعزز الانتماء الجماعي وتزيد من راحة الأطفال وإحساسهم بالأمان.
الخروج الدوري للهواء الطلق
الخروج لاستنشاق الهواء النقي يعزز قوة جهاز المناعة ويساعد في الحفاظ على التوازن. لكن ذلك يجب أن يتم مع الحفاظ على مسافة وقائية مع الآخرين (مترين على الأقل)، مع تجنب الاتصال أو الاحتكاك الجسدي مع الغير أولمس الأسطح المختلفة. ينصح القيام بالنزهة في الغابة أو على الأقل في الأماكن التي يوجد فيها أقل عدد من الناس. في الطريق إلى هناك، وبعد عودة الأسرة إلى البيت، يجب غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون لمدة لا تقل من 20 إلى 30 ثانية ثم تجفيفهما جيدا.
من مدارس فقيرة إلى الرقمية - قرن على التعليم الابتدائي الإلزامي في ألمانيا
بات عمر المدارس الابتدائية الإلزامية العامة في ألمانيا 100 سنة. وما برحت تتغير وتتطور، ويليق بها المديح لتطورها، كما لابد من توجيه النقد لها أحياناً. هذا ملف صور يتابع تطورات المؤسسة التعليمية المتطورة كل عام بلا توقف.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Hub
أخيراً تساوت الفرص أمام الجميع!
قبل أكثر من قرن كان الأغنياء يجلبون معلمين لأبنائهم، فيما يذهب أبناء الفقراء إلى المدارس العامة. ومنذ عام 1919، بات الذهاب إلى المدارس الابتدائية العامة إلزامياً. آنذاك أنشئت مدارس ذات 8 سنوات دراسية وفقاً لدستور فايمر، وها هي اليوم تحتفل بالذكرى المئوية لإنشائها.
صورة من: picture-alliance/IMAGNO/Öst. Volkshochschularchi
الزي الموحد الإجباري في المدارس
نشوة الإنجاز الجديد لم تستمر طويلاً، فقد وجدت العقيدة النازية طريقها إلى صفوف الدرس. في هذه الصورة التي تعود إلى عام 1939، يرتدي كل التلاميذ تقريبا، قيافة "شبيبة هتلر". وعلى الجدار صورة تذكارية "لنصب معركة الشعب". في عام 1942 مُنع التلامذة اليهود من دخول المدارس، ورحّلوا مع أسرهم غالباً إلى معسكرات الموت.
صورة من: picturealliance/dpa/P. Zimmermann
حساء للجميع
التغذية المدرسية في برلين. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، عادت الحياة إلى مسيرتها الطبيعية، وعاد التلاميذ إلى مدارسهم. وبسبب نقص الغذاء الحاد، اعتمدت أغلب الأسر على عروض التغذية المدرسية العامة. وبإنشاء الجمهورية الاتحادية، أعيد تفعيل نظام المدارس الابتدائية، ثم المتوسطة فالثانوية.
صورة من: picture-alliance/akg-images
التعلم في ظل المنجل والمطرقة
مع إنشاء "جمهورية ألمانيا الديمقراطية" تغيرت أنظمة المدارس في ألمانيا الشرقية. في سن السادسة أو السابعة يلتحق الأطفال بمدارس "البولي تكنيك" التي تغطي سنوات الدراسة العشر الأولى الإلزامية. المناهج والكتب موحدة طبقا للعقيدة السياسية للبلد آنذاك. في ألمانيا الاتحادية اليوم ما برح التعليم والتربية أولوية اتحادية، ولذا فهي متنوعة من بافاريا إلى بريمن تنوعا تاما.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene
صف واحد للجميع
مدرسة قروية في ولاية بافاريا عام 1960. في أغلب المناطق الريفية، دأب التلاميذ بعد نهاية الحرب على الذهاب إلى مدارس الصف الواحد، ما كان يمثل تحدياً للمعلم، حيث تحتم عليه التعامل مع تلامذة تبدأ أعمارهم من 8 سنوات إلى أعمار غير محددة! في المدن اختلف الوضع، حيث يحدد الانتماء الكنسي إلى أي مدرسة يذهب التلميذ!
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Goebel
التعليم تحت مسميات جديدة
المدارس الابتدائية ذات السنوات الثمان بقيت حتى منتصف الستينات صيغة معتمدة للتربية والتعليم. وحين حل نظام المدرسة الابتدائية رباعية السنوات، تطور معها نظام التعليم المتقدم، فظهرت المدارس الثانوية، والمدارس المتوسطة والثانوية، والمدارس الإعدادية. وما زال هذا النظام حتى اليوم عرضة للدرس والتجريب.
صورة من: picture-alliance/CHROMORANGE/T. E. Czerski
الإملاء باللغة اليونانية
في ستينات القرن العشرين قدم العمال الضيوف إلى ألمانيا من جنوب أوروبا ومن تركيا، ومعهم جلبوا أطفالاً لا يعرفون الألمانية، ما مثل تحدياً للنظام التعليمي. في الصورة معلم من مدرسة "كلوغشنر مينينغ" يعطي دروسا باليونانية لتلامذته، ويعلمهم الكتابة. وهم محظوظون بذلك لأن هذا شيء نادر.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Hub
منهج ألماني ومطبخ روسي
النادي اللاصفي في هوارد عام 1980، تلامذة الصف الرابع في مدرسة "أنطون تساباتوكي" بمنطقة نوي براندنبورغ يعدّون وجبة طعام "بيلميني" الروسية الوطنية. كانت رعاية المدارس لما بعد الظهر بمدارس ألمانيا الشرقية مخالفة تماما لما كان يجري في مدارس ألمانيا الاتحادية، حيث أغلب التلاميذ يذهبون إلى بيوتهم بعد الظهر.
صورة من: picture-alliance/akg-images
التأهيل الشامل - طريق طويل
التأهيل الشامل (للتلامذة ذوي الاحتياجات الخاصة) ابتكار تطور مؤخرا في المدارس الألمانية. ورغم مرور 10 أعوام على وثيقة الأمم المتحدة لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، لا يزال التعليم الشامل الذي يضم الجميع غير واضح المعالم. وتفتقد مدارس كثيرة إلى معلمين متخصصين في هذا المجال، لذا يفضل ذوو التلامذة المحتاجين إرسالهم إلى مدارس تخصصية.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
الصفوف الرقمية
تلامذة الصف الثالث في مدرسة روزا لوكسمبورغ الابتدائية في مدينة بوتسدام يصنعون أفلاما متحركة عن حقوق الأطفال. رقمنة المدارس الابتدائية تمثل إحدى أهم التحديات أمام النظام التعليمي. فبعض المتخصصين يصرون على استثناء المدارس الابتدائية من الرقمنة والإعلام الحديث، فيما يصر آخرون على أنها إضافة ضرورية للمناهج الابتدائية.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Settnik
المعلم مطلوب بشدة في كل مكان
نقص الكادر التعليمي يمثل إحدى أهم مشكلات المدارس الابتدائية اليوم، وطبقا لتوقعات مؤسسة بيرتيلسمان، فإن ألمانيا تواجه نقصا في المعلمين سيبلغ أكثر من 26 معلماً ومعلمة حتى عام 2025. ومن أهم أسباب العزوف عن وظيفة المعلم هو تدني مستوى الأجور مقارنة بمستويات المدارس الأعلى، وهذا يجعل التعليم في المدارس الابتدائية وظيفة غير مغرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
درجات جيدة في المرحلة الابتدائية
رغم كل المشكلات، يبدو أغلب الآباء راضين عن مستوى التعليم الذي يناله أبناؤهم في المدارس الابتدائية، طبقاً لدراسات البرلمان الاتحادي. بل إن أداء هذه المدارس على المستوى الدولي مرضٍ للغاية، وبهذا الخصوص يعلق الباحث التربوي هانز برُغلمان "هي ليست عظيمة، لكنها فوق المستوى المقبول". شتيفاني هوبنر/ ملهم الملائكة
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Molter
12 صورة1 | 12
مخاطر تنامي العنف الأسري
يحذر الخبراء من مخاطر تنامي معدلات العنف داخل الأسرة. تجربة الحجر وبقاء كل أفراد الأسرة لفترة طويلة مُقيدين داخل مساحة محدودة في البيت، تحمل معها بعض المخاطر في حال سوء التنظيم والتدبير. الخبراء يحذرون مثلا من إمكانية تنامي معدلات العنف داخل الأسرة، إذا لم يتم تحديد إطار يسمح بحل المشاكل الناتجة عن الحجر بهدوء وعقلانية واحترام متبادل.
الهشاشة الاجتماعية من عوامل فشل التعليم المنزلي
يخشى الأطباء والعاملين في قطاع التعليم في ألمانيا من تداعيات الحجر الصحي على الأطفال الذين يعانون من الحرمان الاجتماعي. وقد حذرت رابطة المعلمين في ألمانيا، من أن تجربة التدريس المنزلي قد تفاقم الهوة الاجتماعية والمعرفية بين الأطفال. وقال رئيس الرابطة هاينز بيتر ميدينغر لصحيفة "سونتاغسبلات" الألمانية (24 مارس / آذار 2020) "الفجوة ستتسع بين التلاميذ الذين يحظون بدعم أسرهم والآخرين الذين لا يتمتعون به".
قبل أسابيع أطلقت ألمانيا تجربة تعليمية واسعة عندما تقرر إغلاق جميع المدارس بسبب جائحة كورونا. التعلم عن بعد يسير عموما بشكل جيد، غير أن أولئك الأطفال الذين يعانون من التهميش والحرمان هم الأكثر تضرراً بالفعل.