تجدد الاشتباكات في القدس وأمريكا قلقة من "خطاب الكراهية"
٢٤ أبريل ٢٠٢١
تجددت الاشتباكات بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية، والتي اندلعت في أعقاب مسيرة نظّمها يهود متشدّدون في القدس الغربية أطلقوا خلالها هتافات معادية للعرب. وأعربت واشنطن عن قلقها إزاء التصعيد في القدس.
إعلان
وقعت مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين في القدس الشرقية مساء الجمعة غداة إصابة أكثر من مئة فلسطيني وعشرين شرطياً إسرائيلياً بجروح في اشتباكات هي الأعنف منذ سنوات في المدينة المقدّسة وأعقبت مسيرة نظّمها يهود متشدّدون في القدس الغربية أطلقوا خلالها هتافات معادية للعرب.
واندلعت المواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية التي نشرت تعزيزات أمنية ضخمة في ضواحي البلدة القديمة في أعقاب الاشتباكات التي دارت في الليلة الفائتة. ووقعت الاشتباكات بعد ان نظمت حركة "لاهافا" (لهب) اليهودية اليمينية المتطرّفة المعادية للفلسطينيين مسيرة هتف بعض المشاركين فيها "الموت للعرب" بحسب شهود عيان، ما اعتُبر خطوة استفزازية وأدت إلى مواجهات مع الفلسطينيين الذين صادف خروجهم من صلاة العشاء والتراويح في المسجد الأقصى.
اشتباكات عنيفة مع الشرطة
وفي ختام نهار اتّسم بالهدوء، خرج مساء الجمعة آلاف المصلّين من المسجد الأقصى حيث أدّوا صلاة العشاء، ليجدوا أنفسهم وسط أجواء متوترة في ظلّ وجود عشرات من عناصر الشرطة المسلّحين يؤازرهم عناصر من الخيّالة، بحسب ما أفاد صحفي في وكالة فرانس برس.
وما لبثت أن دارت مواجهات بين الطرفين، إذ ألقى المتظاهرون قوارير مياه على عناصر الشرطة وألقوا الحجارة على الشرطة التي استخدمت مدافع المياه، ورشق آخرون مبنى محكمة إسرائيلية بالحجارة وحطموا كاميرات أمنية، فيما ردت الشرطة الاسرائيلية بإطلاق القنابل الصوتية في محاولة لتفريقهم.
وعند معبر قلنديا الذي يصل بين القدس ورام الله تجمّع مئات الفلسطينيين مساء الجمعة (23 نيسان/ أبريل 2021)، بحسب الشرطة الإسرائيلية التي قالت إن عناصرها "سيتصرفون بحزم وصرامة في مواجهة أيّ محاولة لزعزعة النظام العام"، كما أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنّ فلسطينيين ألقوا حجارة وزجاجات حارقة على "قبر راحيل" وهو موقع يهودي مقدّس في بيت لحم بالضفّة الغربية المحتلة. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن ثمانية فلسطينيين أصيبوا ليل الجمعة في اشتباكات مع الشرطة، نُقل اثنان منهم إلى المستشفى
وقال الجيش الإسرائيلي إن ثلاثة صواريخ أطلقت من قطاع غزة صوب إسرائيل ليل الجمعة، بعد قليل من إصدار حركة حماس، التي تحكم القطاع، ونشطاء آخرين هناك دعوة مشتركة إلى المقاومة في القدس، وأضاف الجيش أن صاروخين انفجرا قرب الحدود بين إسرائيل وغزة، بينما اعترض نظام القبة الحديدية الدفاعي الثالث. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
واشنطن تدين "خطاب الكراهية"
من جهتها، أبدت الولايات المتّحدة الجمعة "قلقها العميق" إزاء "تصعيد العنف في القدس"، مؤكّدة إدانتها خطاب "الكراهية" بعد أن أطلق يهود متشدّدون هتافات مناهضة للفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في تغريدة على تويتر "نشعر بقلق عميق إزاء تصعيد العنف في القدس"، داعياً إلى "رفض خطاب المتظاهرين المتطرّفين الذين يردّدون شعارات تنمّ عن كراهية وعنف"، وأضاف "ندعو إلى الهدوء والوحدة، ونحضّ السلطات على ضمان سلامة الجميع في القدس وأمنهم وحقوقهم".
وتعود آخر صدامات كبيرة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية الى آب/اغسطس 2019 عندما تزامن عيد الأضحى مع احتفال يوم التاسع من أغسطس/آب اليهودي. وأسفرت عن جرح نحو ستين فلسطيني في ساحات المسجد الاقصى.
وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمة لها بما في ذلك الجزء الشرقي الذي احتلته في حرب عام 1967. ويسعى الفلسطينيون لأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ع.ح./ع.ج (أ ف ب، رويترز)
القدس بين الأمس واليوم.. رمز للصراع والسلام
تضم القدس مواقع إسلامية ويهودية ومسيحية مقدسة، لكنها في الوقت ذاته باتت أهم رمز للتوترات القائمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. كيف يبدو ماضي هذه المدينة وحاضرها بعد أن أصبح وضعها عثرة في محادثات السلام بين الجانبين؟
صورة من: picture-alliance/AP/O. Balilty
قال مسؤولون أمريكيون إن الرئيس دونالد ترامب سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، متجاهلاً تحذيرات صدرت في الشرق الأوسط والعالم، فيما عبرت ألمانيا عن قلقها من اندلاع اشتباكات عنيفة في الشرق الأوسط بسبب هذه الخطوة.
صورة من: picture-alliance/Zuma/M. Stern
جبل الزيتون اليوم
السياح يستمتعون بمنظر جميل من جبل الزيتون المطل على المدينة القديمة للقدس. وهذا الارتفاع هو جزء من سلسلة جبلية شمال شرق وشرق المسجد الأقصى والمدينة القديمة. في الصورة يظهر بوضوح السور القديم للمدينة وقبة الصخرة
صورة من: Reuters/R. Zvulun
جبل الزيتون في الماضي
قبل 50 عاما تقريبا كان الوضع مختلفا: نظرة إلى سور المدينة وقبة الصخرة توحي بأن الصورة المأخوذة في 7 يونيو 1967 صورة من جبل الزيتون. هذه المجموعة من الجنود جعلت من جبل الزيتون أثناء حرب الستة أيام منطلقا لإصدار الأوامر.
صورة من: Government Press Office/REUTERS
مسجد الأقصى اليوم
المسجد الأقصى في المدينة القديمة للقدس يُعتبر أهم ثالث محج في الإسلام بعد مكة والمدينة. ويحتل الحرم القدسي مكانة هامة عند اليهود الذين يقولون بأن المكان كان يحتضن الهيكل الأول والثاني. وتحصل من حين لآخر توترات. وتتحمل إسرائيل منذ 1967 المسؤولية الأمنية، فيما تتولى مؤسسة إسلامية إدارة الشؤون المدنية والدينية.
صورة من: Reuters/A. Awad
المسجد الأقصى في الماضي
الأقصى هو أكبر مسجد في المدينة شُيد في بداية القرن الثامن. وتعتبر الباحة المحيطة به بحدائقها ونافوراتها وبناياتها القديمة أماكن مقدسة. ويتسع المسجد الأقصى لحولي 4.000 مصلي.
صورة من: Reuters/
باب دمشق اليوم
هذه البوابة المثيرة تفصل بين الحيين المسيحي والإسلامي. ومن يمر عبر الباب يجد نفسه داخل سوق عربية شعبية بأزقتها الضيقة. لكن المدخل الشمالي إلى المدينة القديمة بالقدس اكتسب شهرة حزينة: فباب دمشق يشهد منذ سنوات حصول اعتداءات دموية فلسطينية.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
باب دمشق سابقا
باب دمشق أخذ هذا الاسم، لأن الشارع يؤدي إلى اتجاه دمشق السورية، وهو من أقدم وأكبر أبواب سور المدينة الذي يعود للقرن الـ 16. ولم يتغير الكثير منذ أخذ هذه الصورة في يوليو 1967 باستثناء ضجيج السيارات والازدحام خارج السور.
صورة من: Reuters/
المدينة القديمة اليوم
أزقة متشعبة تحدد معالم الحي اليهودي والحي العربي والحي المسيحي والأرمني داخل المدينة القديمة للقدس، وهي محاطة بسور بُني بين 1535 و 1538 إبان حكم السلطان سليمان. وتم إعلان المدينة القديمة للقدس في 1981 المترامية على مساحة متر مربع ثراتا ثقافيا عالميا من قبل هيئة اليونيسكو.
صورة من: Reuters/A. Awad
المدينة القديمة سابقا
بعض الأشياء لا تتغير أبدا: فحتى بعد مرور 50 عاما على هذه الصورة من عام 1967 مازال شباب متجولون عبر الأزقة يبيعون حلويات محلية.
صورة من: Reuters/Fritz Cohen/Courtesy of Government Press Office
حائط المبكى اليوم
حائط المبكى الشهير هو أكبر مكان مقدس عند اليهود. هنا تُقام الصلوات مع الفصل بين الجنسين. ويتم قراءة صلوات أو خزن أوراق الأمنيات في شقوق الحائط، وكذلك من طرف أشخاص من ديانات أخرى. إمكانية عملية: هذا يمكن القيام به عبر الانترنيت، إذ يتم طبع تلك الأماني على الورق في القدس ويتم وضعها في شقوق حائط المبكى.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
حائط المبكى سابقا
الصورة من الأول سبتمبر 1967 تُظهر إسرائيليين أمام حائط المبكى، وهو يُسمى أيضا الحائط الغربي. وكان بالإمكان في تلك الفترة المرور مجددا إلى الحائط بعدما كان قبلها طوال 19 سنة تحت رقابة أردنية.
صورة من: Reuters/Fritz Cohen/Government Press Office