تجدد المعارك بطرابلس غداة قرار أممي يطالب بوقف إطلاق النار
١٣ فبراير ٢٠٢٠
تجددت المعارك بين طرفي النزاع الليبي بطرابلس، فيما علقت الرحلات في المطار الوحيد العامل في العاصمة الليبية طرابلس. وتأتي هذه التطورات غداة تبني مجلس الأمن الدولي قرارا يطالب بـ"وقف دائم لإطلاق النار" ورغم المفاوضات.
إعلان
أكد المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا عقيد طيار محمد قنونو أن قوات الوفاق تعاملت اليوم الخميس (13 فبراير/شباط) مع عناصر تابعة لما يسمى بالجيش الوطني الليبي جنوب العاصمة طرابلس. وأشار قنونو إلى أن قوات الوفاق سيطرت على مدرعتين تابعتين للجيش وثلاث آليات مسلحة، واستهدفت تجمعات للمشاة. واتهم قنونو قوات الجيش بقصف الأحياء المكتظة بالسكان وجامعة طرابلس ومطار معيتيقة.
وأفادت بواية "أفريقيا الإخبارية" اليوم وسط أنباء عن تجدد الاشتباكات بين الجانبين في محوري عين زارة، وخلة الفرجان، مع إطلاق قذائف وصواريخ من منطقة السدرة، جنوب العاصمة طرابلس.
ونقلت وكالة فرانس عن المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق قوات حكومة الوفاق مصطفى المجعي تأكيده اندلاع معارك في المنطقة المذكورة، متهما قوات حفتر بانها انتهكت مجددا الهدنة الهشة التي أعلنت في 12 كانون الثاني/يناير. وقال إن قوات "حفتر حاولت التقدم في منطقة مشروع الهضبة لكن قواتنا صدت الهجوم".
وسمع شهود دوي انفجار صواريخ في منطقة مشروع الهضبة الزراعية على بعد حوالى ثلاثين كلم جنوب وسط العاصمة.
وسقطت صواريخ أخرى في أحياء سكنية أسفرت عن مقتل امرأة وإصابة أربعة مدنيين آخرين، بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة الوفاق أمين الهاشمي.
من جانبها أكدت مدير مكتب الإعلام بوزارة المواصلات التابعة لحكومة الوفاق الوطني عائشة البصير تعليق الرحلات الجوية من وإلى مطار معيتيقة بطرابلس اليوم الخميس. وقالت لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن "التعليق مؤقت، وجاء بعد تعرض المطار لقصف مساء اليوم الخميس، وسيتم استئناف الرحلات بالمطار بعد التأكد من عدم تأثير القصف على سير العمل".
ولم يأت تأكيد أو نفي للاتهامات من قبل ما يسمى بـ"الجيش الوطني الليبي" بقيادة خليفة حفرت حتى لحطة تحرير هذه الخبر. ورغم الهدنة، سجلت معارك متقطعة يوميا قرب طرابلس مع استمرار دخول الأسلحة للبلاد. وتبنى مجلس الأمن الدولي الأربعاء، للمرة الأولى منذ بدأت قوات حفتر هجومها على طرابلس بداية نيسان/إبريل، قرارا يطالب ب"وقف دائم لإطلاق النار" استكمالا للهدنة التي أعلنت في كانون الثاني/يناير.
وطالب القرار بمواصلة المفاوضات في اطار اللجنة العسكرية المشتركة التي شكلت في كانون الثاني/يناير وتضم ممثلين لطرفي النزاع، سعيا إلى "وقف دائم لإطلاق النار" يشمل آلية مراقبة وفصلا للقوات وإجراءات لبناء الثقة. وعقدت اللجنة سلسلة اجتماعات في جنيف أنهتها السبت من دون أن تتوصل إلى اتفاق، واقترحت الأمم المتحدة استئناف المحادثات اعتبارا من 18 شباط/فبراير.
وأسفرت المواجهات حول طرابلس عن مقتل اكثر من الف شخص ونزوح نحو 140 ألفا آخرين، وفق الأمم المتحدة.
ع.ج.م/ع.ش (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س