تجدد المواجهات في تونس ونقابة الصحفيين تدعو لإضراب عام
٢٥ ديسمبر ٢٠١٨
ردا على انتحار مصور صحفي حرقا في مدينة القصرين التونسية احتجاجا على أوضاعه الاجتماعية، أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين تنظيم إضراب عام يوم 14 يناير المقبل. فيما تجددت الاشتباكات بين متظاهرين غاضبين ورجال الأمن بالقصرين.
إعلان
تجددت المواجهات بين قوات الأمن التونسي ومحتجين الثلاثاء (25 كانون الأول/ ديسمبر 2018) إثر انتحار مصور صحافي حرقا في مدينة القصرين في غرب البلاد، وفقا لمراسل فرانس برس. وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق عشرات من المحتجين الذين شيعوا جثمان الصحافي إلى مثواه الأخير، بحسب المصدر. ودارت مواجهات أمام مقر مبنى ولاية القصرين حيث التعزيزات الأمنية مكثفة.
وكان وسط المدينة شهد حالة احتقان ليل الاثنين حين أشعل العشرات من المحتجين عجلات مطاطية وأغلقوا الطريق في حي النور وشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وردت عليهم الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع، وفقا لمراسل فرانس برس. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق إن ستة من عناصر الأمن أصيبوا بجروح طفيفة خلال مواجهات ليل الاثنين مشيرا الى توقيف تسعة أشخاص.
وتوفي المصور الصحافي عبد الرزاق زُرقي بعد أن أضرم النار في نفسه مساء الاثنين احتجاجا على البطالة والأوضاع المتردية في منطقة القصرين. وقال الزرقي في شريط فيديو قبل وفاته "من أجل أبناء القصرين الذين لا يملكون مورد رزق... اليوم سأقوم بثورة، سأضرم النار في نفسي". وسادت المنطقة حالة من الهدوء صباح الثلاثاء.
والقصرين بين المدن الأولى التي اندلعت فيها الاحتجاجات الاجتماعية أواخر 2010 وقتلت قوات الشرطة خلالها محتجين قبل أن تتسع رقعة التظاهرات في تونس وتطيح بنظام الرئيس زين العابدين بن علي.
إضراب عام
وأعلنت نقابة الصحافيين التونسيين اليوم الثلاثاء، الدخول في إضراب عام يوم 14 كانون الثاني/يناير المقبل على خلفية وفاة المصور الصحفي حرقا. ويحمل تاريخ الإضراب المقرر رمزية كونه يتوافق مع ذكرى الثورة وسقوط حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي عام 2011، وهو تاريخ بدء الانتقال السياسي في البلاد.
وقال العضو في النقابة المهدي الجلاصي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الإضراب سيشمل وسائل الإعلام العمومية ووسائل الإعلام في القطاع الخاص، وسيحمل شعار "إضراب الكرامة". وأحدثت مأساة انتحار الصحفي المصور عبد الرزاق رزقي في مدينة القصرين غربي البلاد أمس الاثنين، وعلى طريقة محمد البوعزيزي مفجر الثورة التونسية قبل ثماني سنوات، حالة من الصدمة في تونس.
وقالت النقابة إن رزقي أضرم النار في جسده نتيجةَ ظروف اجتماعية قاسية وانسداد الأفق وانعدام الأمل.
وتعد حرية التعبير والصحافة في تونس أحد أبرز مكاسب الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011، غير أن الأوضاع الاجتماعية لغالبية الصحفيين لم تساير طفرة الحرية. وقالت نقابة الصحفيين إن مكسب حرية التعبير "أصبح مهددا ولا يمكن له أن ينتعشَ في مناخ من الفساد والتفقير والتهميش وانتهاك حُقوق الصحفيين".
ي.ب/ أ.ح (ا ف ب، د ب أ)
الهجرة غير الشرعية.. مواقف وأوضاع شركاء أوروبا بشمال أفريقيا
تكثف دول الاتحاد الأوروبي مؤخراً مساعيها من أجل كبح جماح الهجرة غير الشرعية نحو أراضيها، وذلك من خلال عقد شراكات وثيقة مع دول شمال أفريقيا، لكن كيف هي أوضاع ومواقف هذه الدول من أزمة اللاجئين والهجرة غير الشرعية؟
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/GettyImages
مصر: بلد عبور يثير القلق
في السنوات الأخيرة تحولت مصر إلى أحد بلدان العبور إلى أوروبا المثيرة للقلق. ولا توجد أرقام دقيقة من جانب السلطات المصرية عن أعداد اللاجئين والمهاجرين السريين، الذين انطلقوا من السواحل المصرية على متن قوارب الصيد. لكن بحسب الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، فقد انطلقت عام 2016 نحو ألف سفينة تهريب بشر من مصر. كما شكلت مصر كابوساً للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
مصر: موقف متحفظ
أثار قرار إقامة مراكز لجوء أوروبية في دول شمال افريقيا، بينها مصر انتقادات المنظمات الحقوقية التي تعنى بشؤون اللاجئين، و تتهم هذه المنظمات نظام عبد الفتاح السيسي بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأبدت مصر عن موقف متحفظ إزاء إقامة أوروبا مراكز لاستقبال اللاجئين على أراضيها. في المقابل يُشاع أن مصر تسعى للدخول في مساومة مع أوروبا لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل مساعدات مالية.
صورة من: DW/M. Hashem
ليبيا: هاجس بدون حل
تعد ليبيا واحدة من أهم دول عبور المهاجرين واللاجئين السريين نحو أوروبا. ظلت موجة الهجرة المتدفقة من هذا البلد تمثل هاجساً للزعماء الأوروبيون، الذي لم ينجحوا لحد الآن في إيجاد حل له. في عام 2008 اُبرم اتفاق أوروبي ليبي لمكافحة الهجرة مقابل 500 مليون دولار. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد تنبأ بتدفق ملايين المهاجرين لأوروبا وطالب آنذاك بروكسل بدفع خمسة مليارات يورو سنويا لليبيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
ليبيا: موقف رافض
في عام 2017 وصل حوالي 150 ألف مهاجر إلى أوروبا عبر المتوسط. و من أجل كبح جماح هذا التدفق اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على خطة جديدة وكان أهم مقترحاتها إقامة مراكز خارجية لاستيعاب المهاجرين في دول شمال أفريقيا. وقوبل هذا المقترح الأوروبي بالرفض من أغلب دول شمال أفريقيا، بينها ليبيا، التي أعلنت رفضها لأي إجراء يتعلق بإعادة المهاجرين السريين إليها.
صورة من: AP
تونس: ارتفاع عدد الرحلات غير الشرعية
بالرغم من تشديد الحكومة اليمينية الشعبوية في إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي من استقبال قوارب المهاجرين ومراكب المنظمات الناشطة لإنقاذ المهاجرين في البحر، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت موجة رحلات هجرة غير شرعية انطلقت من السواحل التونسية باتجاه ايطاليا. فبحسب أرقام للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، فإن 3811 مهاجرا تونسيا سري وصلوا السواحل الإيطالية هذا العام حتى نهاية آب/أغسطس.
صورة من: DW
تونس: رفض معسكرات المهاجرين
لا يختلف موقف تونس عن موقف دول شمال أفريقيا الرافضة لقرار تقديم الاتحاد الأوروبي المزيد من الدعم المالي لدول شمال أفريقيا مقابل المساعدة في التصدي للهجرة غير الشرعية من خلال إقامة معسكرات للمهاجرين.
صورة من: dapd
الجزائر: أكبر دول المنطقة
الجزائر هي أكبر دول منطقة شمال افريقيا، التي يعبرها المهاجرون باتجاه البحر المتوسط نحو أوروبا. ولا توجد إحصاءات رسمية جزائرية بشأن عدد المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين، غير أن تقريرا نشرته في عام 2015 منظمة "ألجيريا ووتش" (غير حكومية)، استنادا إلى الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، وضع الجزائر في المرتبة التاسعة بين الدول المصدرة للهجرة غير الشرعية عبر الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي .
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Batiche
الجزائر ترفض مراكز الاستقبال
تتعاون الجزائر مع الاتحاد الأوروبي في ملف الهجرة غير الشرعية، وذلك عن طريق إعادة المهاجرين السريين القادمين من دول جنوب الصحراء إلى وطنهم، إذ رحلت خلال الأربع والخمس سنوات الماضية حوالي 33 ألف مهاجر و لاجئ أفريقي إلى بلدانهم بجنوب الصحراء. كما ترفض الجزائر من جانبها بناء مراكز لإيواء المهاجرين الأفارقة على أراضيها.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
المغرب: عودة الهجرة بقوة
عرفت السواحل الإسبانية هذا العام تدفقاً لما يعرف بـ "قوارب الموت" التي تنطلق من الطريق البحرية بين إسبانيا والمغرب والجزائر. فمن أصل 74.501 مهاجرسري وصلوا أوروبا بحراً، استقبلت إسبانيا لوحدها حوالي 43 بالمئة منهم (32.272)، وذلك في الفترة بين الأول من كانون الثاني/ يناير و12 أيلول/سبتمبر 2018، ممّا يجعلها الوجهة الأولى للهجرة السرية عبر البحر الأبيض المتوسط.
صورة من: picture alliance/AP Photo
المغرب: حسابات سياسية ومالية
منذ سنوات يحاول الاتحاد الأوروبي إبرام اتفاق مع المغرب بخصوص عودة المهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء. ولكن المغرب يرفض ذلك لأسباب سياسية ومالية، أهمها أن ذلك يتعارض مع مسعى المغرب لتقوية علاقاته مع الدول الأفريقية جنوب الصحراء، والاستفادة منها اقتصادياً من خلال شراكات تجارية، وأيضاً لدعم موقف المغرب في النزاع حول الصحراء الغربية.