1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تجربة فريدة في ألمانيا: منح لتشجيع المنقطعين عن الدراسة

سفينيا أويغن/ أمين بنضريف١٧ يوليو ٢٠١٣

عادة ما يوصف المنقطعون عن الدراسة بالفاشلين. ولكن هذا الاتهام ليس صائبا دائما. ولهذا تقوم جامعة زيبلين الخاصة بتشجيع المنقطعين عن الدراسة وفتح آفاق جديدة للشباب للاستفادة من قدراتهم، عبر منحة دراسية فريدة من نوعها.

(ILLUSTRATION) Geldscheine in der Summe von 80 Euro stecken am Mittwoch (03.11.2009) in der Bibliothek der Universität Osnabrück zwischen Büchern in einem Regal. Nur vier Prozent der Studenten finanzieren sich über ein Stipendium, so eine Studie des Instituts für Demoskopie Allensbach. Neben einer finanziellen Unterstützung werden Stipendiaten bei Auslandsaufenthalten, Praktika oder Sprachkursen unterstützt. Foto: Friso Gentsch dpa/lni (zu dpa/lni-KORR.: "Ohne Geldsorgen studieren - Stipendien für Studenten" vom 06.11.2009) +++(c) dpa - Report+++
Symbolbild Stipendien für Studenten an Hochschulenصورة من: picture-alliance/dpa

استطاعت العديد من الشخصيات العالمية البارزة تحقيق نجاحات كبيرة رغم انقطاعها عن الدراسة أو عدم حصولها على شهادات جامعية. ومن بينها مثلا مؤسس موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" مارك زوكربيرغ، أو رئيس أكبر الشركات المعلوماتية بيل غيتس أو المذيع التلفزيوني الألماني غونتر ياوخ.

كل هؤلاء الأشخاص يجمعهم قاسم مشترك: فعلى الرغم من أنهم لم يكملوا دراستهم، إلا أنهم استطاعوا تحقيق نجاحات باهرة. وفي هذا الصدد يقول تيم غوبل من جامعة زيبلين الخاصة في مدينة فريدريشسهاين: "بعض الناس لا يعرفون ما يريدون حقا إلى بعد الانقطاع عن الدراسة، فعندها يأخذون أدوارهم ومهامهم الجديدة بكفاءة وجدية كبيرة".

وهذا ما دفع جامعة زيبلين منذ بداية هذه السنة الدراسية لتخصيص منح دراسية لتشجيع المنقطعين عن الدراسة والاستفادة من قدراتهم وطاقاتهم الجديدة.

يستفيد بيلي كونتريراس، وهو نمودج من الشباب المنقطعين عن الدراسة، من منحة جامعة زيبلين. ومباشرة بعد حصوله على شهادة التعليم الثانوي بدأ في دراسة إدارة الأعمال في جامعة بمدينة فورتسهايم. ولكنه توقف عن الدراسة بعد مرور فصلين دراسيين فقط. ويقول بيلي عن هذه التجربة: "لقد بدأت دراستي بالكفاءة وبالجدية اللازمة ولكنني سرعان ما أدركت أنها ليست الشعبة المناسبة بالنسبة لي".

الحصول على المنحة يعني الإعفاء من رسوم دراسية تقدر بنحو 30 ألف يوروصورة من: ZU/Ilja Mess

 أول مستفيد من هذه المنحة الفريدة

وبعد الانقطاع عن الدراسة بدأ بيلي كونتريراس بالبحث عن عروض وآفاق بديلة على شبكة الإنترنت. وهو يهتم بشكل خاص بالشعب الثقافية. وبعد بحث طويل وجد نفسه على الموقع الإلكتروني لجامعة زيبلين الخاصة ولم يستطع تصديق ما قرأه على الصفحة: فالجامعة المتواجدة على ضفاف بحيرة كونستانس في ألمانيا تعرض لأول مرة منحة خاصة بالمنقطعين عن الدراسة. وعندها قام بيلي بإرسال طلب للجامعة، ليتم قبول طلبه وليصبح بذلك أول مستفيد من هذه المنحة. "لقد كان واضحا بالنسبة لي أن هذه المنحة ستساعدني على انطلاقة جديدة"، يقول بيلي.

جامعة زيبلين مؤسسة خاصة وهي تعتمد في تمويلها إلى حد كبير على الرسوم الدراسية، التي تقدر بحوالي 30 ألف يورو لأربعة فصول دراسية للحصول على درجة البكالوريوس. ولكن بيلي كان سعيد الحظ، لأنه أعفي من جميع هذه الرسوم.

الاستفادة من خبرة المنقطعين عن الدراسة

ولكن هذه المنحة ليست فقط مجرد مساعدة اجتماعية بالنسبة لجامعة زيبلين، التي استقطبت أكثر من 1000 طالب منذ تأسيسها قبل عشر سنوات. فهذه المنحة من شأنها أن تكون مربحة لكلا الجانبين، حيث يمكن الاستفادة من تجارب الطلبة المنقطعين عن الدراسة في جامعات أخرى كما يقول تيم غويبل، عضو في المكتب الرئاسي للجامعة.

ويضيف غوبل بأن التجربة أوضحت أيضا أن "الطلبة المنقطعين عن الدراسة يمتلكون مستوى أعلى من المهارات الاجتماعية ولهم الكثير من الخبرة في الحياة العملية". فبعضهم كان يشتغل بالموازاة مع الدراسة واضطر إلى الانقطاع عن الدراسة بسبب عدم القدرة على التوفيق بين العمل والدراسة.

وبالإضافة إلى ذلك يشير غوبل إلى أن "من يبدأ الدراسة في المحاولة الثانية، يكون أكثر كفاءة وجدية في التعامل مع المحاضرات والحلقات الدراسية والأبحاث العلمية". كما يمكن للطلبة الآخرين الاستفادة من ذلك أيضا".

تقوم جامعة زيبلين بتشجيع المنقطعين عن الدراسة منذ بداية هذه السنة الدراسيةصورة من: ZU/Ilja Mess

السباحة ضد التيار

وعلاوة على ذلك تحاول الجامعة من خلال هذا المشروع المساهمة في الدفع بسياسة التعليم بشكل عام. فالعديد من التلاميذ في ألمانيا يحصلون على شهادة الثانوية العامة وسنهم لا يتجاوز 17 عاما ثم  يحصلون على شهاداتهم الجامعية في أوائل العشرينات. ولكن غوبل يؤكد على أهمية استقطاب طلاب بتجربة كبيرة، لهم أفكار أو طرق تفكير مغايرة تزيد من الحيوية والتنوع داخل الجامعة. ولهذا تقوم جامعة زيبلين الخاصة بفسح المجال للطلبة الذين "يسبحون ضد التيار" ولا يتوافقون مع الصورة النمطية للطالب النموذجي.

منح دراسية للراسبين ايضا

وتنوي جامعة زيبلين ابتداء من الفصل الدراسي القادم توسيع هذا المشروع ليشمل الطلبة الراسبين أيضا، بما في ذلك المصابين بعسر القراءة أو الذين تجازوا سن الثلاثين. وسيتم في المستقبل منح اثنتي عشرة من هذه المنح في كل فصل دراسي. ولكن، هل تقوم الجامعة بذلك من أجل الدعاية فقط؟ هذا ما ينفيه تيم غوبل الذي يقول: "لا يجب فهم هذه المنحة على هذا النحو، فقد أثبت هذا النموذج جدارته بالنسبة لنا".

مشاعر حسد من الطلاب الآخرين؟

وعن سؤال ما إذا كان الطلاب الآخرون الذين يدفعون الرسوم الدراسية يشعرون بالحسد، يقول المسؤولون في الجامعة إن ذلك غير وارد، لأن وجود هؤلاء الطلبة في الجامعة يثري الرصيد الفكري والمعرفي لباقي الطلاب. وهو ما يؤكده طالب العلوم الاقتصادية سيمون ديتليفسن الذي يقول إن: "التجارب السلبية تكوّن وتقوي شخصية الإنسان وبالتالي يمكن الاستفادة من ذلك". وهو ما تشاطره أيضا طالبة الدكتوراه في العلوم الإدارية والسياسية، كاثارينا غروسه التي تقول: "نحن سعداء بوجود أشخاص هنا يفكرون ويعملون بشكل مختلف".

ردود أفعال الطلبة في جامعة زيبلن حول هذه المنحة الدراسية الفريدة تبقى إيجابية.صورة من: ZU/Ilja Mess
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW