تجريد المستشار الألماني الأسبق شرودر من جزء من امتيازاته
١٩ مايو ٢٠٢٢
قررت لجنة الموازنة في البرلمان الألماني تجريد مستشار ألمانيا الأسبق غيرهارد شرودر من جزء من امتيازاته بسبب علاقاته مع روسيا، يشمل التجريد أيضا إغلاق مكتبه في البرلمان الألماني "بوندستاغ".
إعلان
علمت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) من مصادر داخل لجنة الموازنة في البرلمان الألماني اليوم الخميس (19 مايو/ أيار 2022) أن اللجنة قررت تجريد المستشار الأسبق جيرهارد شرودر من جزء من امتيازاته بسبب علاقاته مع روسيا.
وبموجب القرار، سيتم إغلاق مكتب شرورد (78عاما) في البرلمان. جاء ذلك بناء على طلب تقدمت به أحزاب الائتلاف الحاكم وقد حظى الطلب بموافقة أغلبية أعضاء اللجنة، وتضمن الطلب أيضا أن يتولى الموظفون المتبقون لدى شرودر مهام أخرى. في الوقت نفسه، سيستمر حق شرودر في حصوله على المعاش التقاعدي وتوفير طاقم الحماية الشخصية.
وكان تحالف المستشارة السابقة انغيلا ميركل، المسيحي يفضل إلغاء المعاش التقاعدي لشرودر الذي ينتمي إلى حزب المستشار الحالي أولاف شولتس، الاشتراكي الديمقراطي. ويتهم التحالف المسيحي شرودر بالإضرار بالسمعة الدولية لألمانيا بسبب استمرار علاقاته مع روسيا حتى بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكان البرلمان الأوروبي قد دعا اليوم لفرض عقوبات على المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر بسبب أعماله التجارية وعلاقته السياسية بروسيا. وجاء في قرار للبرلمان الأوروبي اليوم الخميس، أنه يجب تمديد العقوبات الأوروبية التي أعقبت غزو أوكرانيا" لتشمل أعضاء مجالس إدارات الشركات الروسية الكبرى والساسة الأوروبيين الذين مازالوا يتلقون أموالا روسية".
وذكر القرار المستشار النمساوي السابق فولفغانغ شوسيل ورئيس الوزراء الفرنسي السابق فرانسون فيلون، كمثالين على شخصين استقالا من الشركات الروسية. كما أضاف البرلمان أن القرار "يطالب بشدة أخرين، مثل كارين كينسل وغيرهارد شرودر، بفعل نفس الشيئ ".
وتعرضت كينسل، وزيرة خارجية النمسا سابقا، لانتقادات في الدوائر الأوروبية عقب ظهور صور لها وهي ترقص مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين عام 2018 أثناء توليها منصبها. وهى تعمل الآن لصالح شركة روسنفت الروسية للطاقة.
ويشار إلى أن دعم البرلمان الأوروبي لفرض عقوبات تعد خطوة رمزية بصورة كبيرة، حيث أن صلاحية تبنى عقوبات تقع في أيدي المجلس الأوروبي، الذي يمثل الدول الـ27 الأعضاء بالاتحاد الأوروبي.
من جهته يعتزم الائتلاف الحاكم في ألمانيا تقليص الحقوق الخاصة التي يتمتع بها شرودر بصفته مستشارا سابقا لألمانيا إلى حد كبير. ويضم الائتلاف الحاكم الحالي الحزب الاشتراكي الديمقراطي، المنتمي إليه شرودر والمستشار الحالي أولاف شولتس، وحزب الخضر، والحزب الديمقراطي الحر.
ويدور الطلب المقدم من الائتلاف الحاكم إلى لجنة شؤون الموازنة في البرلمان الألماني، والذي من المنتظر البت فيه غدا الخميس، حول حل مكتب شرودر ونقل موظفيه إلى مهام أخرى. ولا يتطرق الطلب إلى أي إجراءات ضد المعاش التقاعدي والحماية الشخصية لشرودر.
وبذلك لا يذهب الائتلاف الحاكم بعيدا في طلبه مثلما فعل التحالف المسيحي، الذي طالب علاوة على ذلك بإلغاء المعاش التقاعدي لشرودر بسبب علاقاته بروسيا. وبرر التحالف المسيحي مطلبه بأن شرودر يضر بسمعة ألمانيا الدولية، وبأنه لم ينأ بنفسه عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغم الحرب في أوكرانيا، ولا يزال متمسكا بمناصبه في شركات طاقة روسية مختلفة.
وشغل شرودر منصب مستشار ألمانيا من عام 1998 حتى عام 2005. ثم تولى عدة مناصب في شركات طاقة روسية، مثل شركة خطوط الأنابيب "نورد ستريم" وشركة "غازبروم" وشركة "روسنفت". وكانت قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي قد طلبت من شرودر مغادرة الحزب، لأنه لم يتخل عن هذه الوظائف مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، في ظل وجود طلبات بطرده من الحزب.
ع.أ.ج/ و ب/ع.خ (د ب ا)
من أديناور إلى ميركل.. مستشارو ألمانيا وبصماتهم في الحكم
ستة مستشارين ومستشارة ترأسوا الحكومات الألمانية المتعاقبة منذ عام 1949، آخرهم أنغيلا ميركل. DW تأخذكم في جولة تاريخية للتعرف على أسلاف ميركل في الحكم وسيرهم وتركتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Sauer
كونراد أديناور (1949-1963)
كان كونراد أديناور أول مستشار لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وتحت قيادته أصبحت ألمانيا دولة ذات سيادة. في السياسة الخارجية انضمت ألمانيا إلى المعسكر الغربي في مواجهة الاتحاد السوفيتي وحلفائه. وقد اعتبر أسلوب أديناور المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي في الحكم استبداديا. ينحدر أديناور من منطقة حوض الراين ومن هنا جاء سعيه إلى أن تصبح مدينة بون هي عاصمة جمهورية ألمانيا الاتحادية.
صورة من: Imago/United Archives International
لودفيغ إيرهارد (1963-1966)
في عام 1963 أجبر الحزب المسيحي الديمقراطي أديناور البالغ من العمر 87 عاماً على الاستقالة واختار لودفيغ إيرهارد خليفة له. وكان إيرهارد قد اكتسب شهرة وشعبية لتبنيه نظام السوق الاجتماعي واصبح "أب" المعجزة الاقتصادية الألمانية. كان السيجار لا يفارق شفتيه ومن النادر رؤيته بدونه؛ إذ كان يدخن ما لا يقل عن 15 سيجاراً في اليوم. لم تعمر حكومته طويلاً؛ إذ استقال عام 1966.
صورة من: picture-alliance/dpa
كورت غيورغ كيسنغر (1966-1969)
شكل كورت غيورغ كيسنغر أول حكومة اتلافية موسعة من الحزبين المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي. ونجح في إعطاء دفعة للاقتصاد الذي أصابه الركود، غير أن إقرار قانون الطوارئ الذي يعطي للدولة حقوق خاصة للتعامل مع الأزمات دفعت الشباب للنزول إلى الشارع. ومن هنا ولدت الحركة الطلابية في أواخر الستينات. كان كيسنغر موضع جدل بسبب ماضيه أثناء الحكم النازي.
صورة من: picture-alliance/dpa
فيلي برانت (1969-1974)
أدى الحراك الاجتماعي إلى تغيير سياسي؛ إذ أصبح فيلي برانت أول مستشار ألماني ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي. جلوسه على ركبتيه أمام نصب تذكاري للغيتو اليهودي في وارسو بقيت عالقة في الأذهان لطلب المسامحة على الماضي النازي لألمانيا والمصالحة مع الحاضر. وقد تبني سياسة خارجية خففت حدة التوتر مع المعسكر الشرقي، وحاز بسببها على جائزة نوبل للسلام عام 1971.
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت شميت (1974-1982)
تقلد هيلموت شميت منصب المستشار بعد استقالة صديقه ورفيقه الحزبي فيلي برانت. وقد تميز عهده بعدة أزمات، من بينها التضخم والانكماش الاقتصادي والحظر النفطي العربي إبان حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973. وقد واجه إرهاب "الجيش الأحمر" اليساري RAF بكل حزم ولم يخضع لابتزازهم. وخسر منصبه في اقتراع على الثقة في البرلمان الألماني (بوندستاغ).
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت كول (1982-1998)
أطول رئيس حكومة في تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية؛ إذ استمر عهده 16 عاماً. كان كول غير ميالاً للإصلاح ويسعى للمحافظة على الأوضاع كما هي، غير أنه دخل التاريخ كـ"مستشار الوحدة الألمانية" ومهندسها. كما عمل على إعادة بناء ما كان سابقاً يسمى بـ "جمهورية ألمانيا الديمقراطية". لم تتوقف تركته عند حدود ألمانيا، إذ أنه عمل بدأب على الدفع باتجاه تقوية العلاقات الأوروبية وتسهيل الاندماج الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa
غيرهارد شرودر (1998-2005)
بعد أربع فترات انتخابية لهيلموت كول نضج مزاج التغير. ترأس غيرهارد شرودر أول حكومة ائتلافية بين الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر. وفي ظله شاركت ألمانيا للمرة الأولى في مهمات عسكرية خارجية في إطار الناتو كتلك في أفغانستان. وقد أدخل شرودر تعديلات على نظام الرعايا الاجتماعية فيما عرف بـ"أجندة 2010". وقد تسببت ذلك بأزمة داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتظاهر الكثيرون ضد ما أسموه "التجريف الاجتماعي".
صورة من: picture-alliance/dpa
أنغيلا ميركل (2005- إلى اليوم)
انتخبت أنغيلا ميركل كأول سيدة لمنصب المستشارة في 2005. وفي 14 آذار/مارس 2018 أعيد انتخابها للمرة الرابعة. نهجها السياسي تميز بالبراغماتية. بدأ نجمها السياسي بالأفول شيئاً فشيئاً منذ عام 2015 وقرارها التاريخي بإدخال أكثر من مليون لاجئ إلى ألمانيا. وبعد عدة خسارات في انتخابات الولايات أعلنت "المرأة الحديدة" أنها ستتخلى عن رئاسة الحزب ولن تترشح لمنصب المستشارة في عام 2021.
ديانا بيسلر/ خالد سلامة