كثيرون يفعلون ذلك من دون أن يدركوا خطر هذا الأمر على صحتهم. غسل نوع معين من الصحون والمعالق والشوك في غسالة الأطباق (الجلاية) قد يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض الخرف وأمراض أخرى.
يحذر الباحثون من غسل أواني البلاستيك في غسالة الأطباقصورة من: Thomas Trutschel/photothek/picture alliance
إعلان
إذا كنت تستخدم الأطباق والأكواب البلاستيكية، فمن الأفضل غسلها يدوياً أو استبدالها بالبورسلين والزجاج، لأن الأطباق البلاستيكية تطلق جزيئات بلاستيكية دقيقة في غسالة الأطباق وتشكل خطراً على الصحة، وفق صحيفة Nordkurier الألمانية.
لاختبار كمية البلاستيك الدقيقة التي يتم إطلاقها أثناء دورة الغسيل، قام باحثون في جامعة كوينزلاند الأسترالية بمحاكاة دورات غسالة الأطباق النموذجية باستخدام 13 عنصراً بلاستيكياً مختلفاً. وفي دراستهم، اكتشف الباحثون الأستراليون أن ما يقرب من مليون جزيء من البلاستيك الدقيق يتم إطلاقها في دورة غسيل واحدة فقط، وذلك بسبب حرارة غسالة الأطباق.
كيف يصل البلاستيك إلى الجسم؟
الخطر يكمن في أن تلك القطع البلاستيكية الصغيرة، التي يقل حجم بعضها عن 0.2 ميكرومتر، قد تتمكن من التغلب على الحواجز البيولوجية في الجسم، مثل حاجز الدم في الدماغ. وفي عينات الكبد والدماغمن أشخاص متوفين، وجد باحثون من كندا جزيئات بلاستيكية صغيرة أكثر بكثير في عام 2024 مقارنة بتلك التي تم العثور عليها في عام 2016.
وتشير تجارب أجريت على الحيوانات إلى أن الجزيئات البلاستيكية يمكن أن تعزز في الإصابة بالالتهابات، و اضطرابات المناعة، واضطرابات التمثيل الغذائي، وتطور الأعضاء غير الطبيعي والسرطان. كما تم العثور على تركيز متزايد من المواد البلاستيكية الدقيقة في عينات الدماغ المأخوذة من الأشخاص الذين يعانون من مرض الخرف المؤكد، بحسب صحيفة Nordkurier.
ولمنع تراكم المواد البلاستيكية الدقيقة في الجسم، ينصح الخبراء بتجنب الأطباق البلاستيكية، التي تطلق المواد البلاستيكية الدقيقة ليس فقط في غسالة الأطباق، ولكن أيضاً عند تسخينها في الميكروويف. وبحسب دراسة فإن كمية البلاستيك التي يمتصها الجسم تكون أعلى بنحو 20 مرة عند الشرب من الزجاجات البلاستيكية فقط. الزجاجات الزجاجية أفضل، لكنها أيضاً تحتوي على كمية أكبر من البلاستيك الدقيق مقارنة بمياه الصنبور وذلك بسبب عمليات التعبئة.
تحرير: خ.س
التلوث البلاستيكي ـ خطر على الإنسان والبيئة والكائنات الحية
أطفال يلعبون على النفايات البلاستيكية، والأنهار تحمل النفايات إلى البحر، والحيوانات تبتلعها - البلاستيك في كل مكان. يتزايد الإنتاج بسرعة ومعها المخاطر التي يتعرض لها الناس والبيئة.
صورة من: Channi Anand/AP Photo/picture alliance
منظر طبيعي خلاب مليء بالقمامة
البلاستيك وهو مادة متعددة الاستخدامات بشكل مذهل، لا غنى عنه في البناء والتعبئة والتغليف. ولكنه أيضاً آفة عالمية. إذ تطفو أطنان من النفايات، بما في ذلك الزجاجات البلاستيكية والإطارات المستعملة ومختلف المواد غير العضوية، على نهر درينا وتشكل مكب نفايات عائم في فيشيغراد البوسنة والهرسك.
صورة من: Armin Durgut/AP Photo/picture alliance
هل اللعب ممنوع؟ للأسف لا
على أحد الشواطئ في الفلبين، يقفز الأطفال حفاة الأقدام فوق القمامة البلاستيكية - بقايا الأعاصير السابقة. وقد انتقلت هذه القمامة التي كانت تُرمى بلا مبالاة، عبر الأنهار قبل أن ينتهي بها المطاف في البحر، وأخيراً تغتسل على الشاطئ. ولكن ليست المياه وحدها هي التي تبتلع هذه المخلفات - فالحيوانات أيضًا.
صورة من: Aaron Favila/AP Photo/picture alliance
كيس بلاستيكي أقل
نينا غوميس تصطاد كيسًا بلاستيكيًا مهملًا من البحر بالقرب من شاطئ كوباكابانا الشهير في ريو دي جانيرو، البرازيل. وتنتج البلاد كل عام ما يقدر بنحو 11.3 مليون طن من النفايات البلاستيكية سنوياً، ولا يعاد تدوير سوى 1.2 في المائة منها. وتشكّل النفايات البلاستيكية التي ينتهي بها المطاف في المحيطات وتعرّض البيئة البحرية للخطر مشكلة كبيرة.
صورة من: Bruna Prado/AP Photo/picture alliance
حاجز زائد
في بلدة ألكسندرا في جنوب أفريقيا، تشكل شبكة حاجزًا بلاستيكيًا في نهر جوكسكي. يعمل ثلاثة متطوعين على إزالة القمامة المتراكمة بعناية من الشبكة. مثل هذه التدابير تخفف من الأعراض وليس الأسباب. لا تزال القمامة تشكل تحديًا - ليس هنا فقط، بل في إندونيسيا والهند والعالم أجمع.
صورة من: Jerome Delay/AP Photo/picture alliance
في قديم الزمان كان يوجد شاطئ رملي هنا
أشخاص يمشون بجوار النفايات البلاستيكية التي تغطي الرمال في شاطئ بادهوار بارك على ساحل بحر العرب في مومباي، الهند. تعد الهند التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.4 مليار نسمة، واحدة من أكبر مستهلكي البلاستيك في العالم. وحسب التقديرات، تنتج البلاد حوالي 3.5 مليون طن من النفايات البلاستيكية كل عام، ولا يعاد تدوير سوى نسبة صغيرة منها.
صورة من: Rajanish Kakade/AP Photo/picture alliance
بُنيت على القمامة الأحياء الفقيرة في نيودلهي
في إحدى مدن الصفيح في العاصمة الهندية نيودلهي، حيث تتناثر النفايات البلاستيكية في كل شبر من المشهد، تنتظر أكياس القمامة أن يتم فرزها من قبل جامعي القمامة على أمل بيعها.
صورة من: Manish Swarup/AP Photo/picture alliance
الاحتجاجات متواصلة
"أوقفوا التلوث البلاستيكي!" مكتوب على ملصقات نشطاء البيئة في سيول. إنهم يحتجون على فشل المفاوضات بشأن اتفاقية عالمية للأمم المتحدة ضد النفايات البلاستيكية في كوريا الجنوبية في بداية ديسمبر. وكانت بعض الدول المنتجة للنفط قد رفضت القيود والأهداف الخاصة بزيادة إنتاج البلاستيك. ومن المقرر أن تستمر المفاوضات العام المقبل.
صورة من: Jung Yeon-je/AFP
فوضى في جاكرتا
في جاكرتا تتراكم جبال من النفايات البلاستيكية على جوانب الطرق وتعيق حركة المرور. تنتج إندونيسيا التي يبلغ عدد سكانها أكثر من أحد عشر مليون نسمة في عاصمتها وحدها، حوالي 6.8 مليون طن من النفايات البلاستيكية كل عام، ولا يتم التخلص من نسبة كبيرة منها بشكل صحيح. وينتهي المطاف بحوالي 620,000 طن منها في المحيطات.
صورة من: Dita Alangkara/AP Photo/picture alliance
الأمل والحاجة إلى العمل
كاهن يجلس بين القمامة التي خلفها المصلون خلال مهرجان "كوس أونسي" في معبد غوكارنيشور في كاتماندو، نيبال. هناك شيء واحد واضح: أزمة البلاستيك تتطلب قرارات سياسية جريئة وإعادة تفكير عالمية. فبدون اتخاذ إجراءات سيستمر البلاستيك في تلويث الأنهار والمحيطات وتهديد الحياة ومنع تحقيق مستقبل مستدام.
صورة من: Niranjan Shrestha/AP Photo/picture alliance