يفضل الكثيرون وضع كوب من الماء جنب السرير أثناء النوم لشربه عند الشعور بالعطش. بيد أن هذا الأمر قد يضر بالصحة كما يوضح خبراء في مجال الطب.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Koark
إعلان
أشارت دراسة أمريكية حديثة إلى أن وضع كأس من الماء ليلا بجانب السرير قبل الخلود إلى النوم قد يسبب أضرارا صحية وذلك بسبب البكتيريا و بيض الذباب الذي قد يدخل للكأس، حسب ما ذكر الدكتور مارك ليفي من مركز "ميرسي ميديكال" في ولاية ماساتشوستس الأمريكية.
ووفقا لهذه الدراسة التي نشرتها المجلة العلمية "ريدر ديقاست"، فإن الماء يجلب الغبار و الجسيمات الصغيرة و الذباب، وفي أسوأ الحالات أيضا بيضها. ولا يقتصر ذلك على الكأس المفتوح فقط، بل يشمل أيضا الماء الموجود في الزجاجات. ويتم ذلك من خلال اللعاب و العرق اللذان ينتشران في الزجاجة عبر الشفتين، حسب ما ذكر موقع "فوكس" الألماني.
لهذا ينصح الدكتور ليفي بشرب الزجاجة كاملة مرة واحدة أو ملؤها بالماء النقي في كل مرة يشعر فيها المرء بالعطش. من جهة أخرى أشار الخبير الأمريكي إلى أن الأمر يمكن أن يشكل خطورة إذا كانت البكتيريا أو اللعاب لشخص آخر، ما يعني أن تقاسم زجاجة الماء مع شخص آخر ليس أمرا محبذا، خاصة ما إذا كان هذا الشخص يعاني من مرض ما.
وينصح ليفي بضرورة تفادي شرب الماء من زجاجات بلاستيكية بقيت فترة طويلة تحت أشعة الشمس، لأن ذلك قد يُؤدي إلى ذوبان البلاستيك و انتشار جسيمات كيميائية صغيرة ومضرة في الماء.
س.ع/هـ.د (DW)
الماء ـ "ذهب سائل" في طريقه إلى النفاد
قال برنامج الأمم المتحدة للبيئة مؤخرا إن تزايد تلوث المياه يعرض أكثر من 320 مليون شخص في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية لخطر الإصابة بأمراض تهدد الحياة. ويتعذر على كثير من الناس في العالم الوصول للماء النقي.
صورة من: picture alliance/WILDLIFE
بقاؤنا في الحياة رهن بالماء. وحتى لو أن أكثر من 70 في المائة من مساحة الأرض مغطاة بالماء، فهذا لا يعني بأنه متوفر بكثرة. فمن بين 1.4 مليار كيلومتر مكعب من مياه الأرض تبقى فقط 2.5 في المائة صالحة للشرب. ومن بين كميات احتياطي المياه العذبة العالمية نجد فقط 0.3 في المائة منها متوفرة بسهولة نسبية في أنهار وبحيرات.
صورة من: AFP/Getty Images
منذ 1950 ارتفعت الاحتياجات العالمية للماء بنحو 40 في المائة. ومع تنامي عدد السكان سترتفع أيضا هذه النسبة. وبسبب الإفراط في الاستعمال والتلوث تتقلص كميات احتياطي المياه العذبة. والبلدان الواقعة جنوب خط الاستواء هي التي تعاني أكثر من النقص في المياه.
صورة من: Reuters/P. Bulawayo
وحتى في بلدان مثل البرازيل التي يشقها نهر الأمازون أطول نهر في العالم للمياه العذبة يُسجل شح في المياه. فعملية قلع الأشجار المتواصلة في الغابة الاستوائية تعمل على تغيير المناخ في قارة أمريكا الجنوبية، الأمر الذي يتسبب في تراجع التساقطات المطرية في البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
في عام 2015 أدى شح الأمطار إلى أخطر جفاف في البرازيل خلال السنوات الـ 80 الأخيرة. فطوال الصيف لم تنزل ولو قطرة واحدة من السماء. ونفدت خزانات مياه كبيرة، وواجه الناس في ساوباولو انقطاعا يوميا في الماء، فيما استمر تزويد بساتين الفواكه الكبيرة بالمياه.
صورة من: picture-alliance/dpa/Aaron Cadena Ovalle
في أوروبا أيضا تطرح زراعة ما يسمى النباتات المستهلكة للمياه إشكالية. وهذا يطال بوجه خاص إسبانيا حيث يتم على مساحة نحو 30.000 هكتار من الأراضي إنتاج الفواكه والخضروات لأوروبا. ويلجأ المزارعون باستمرار إلى حفر آبار بصفة غير شرعية لاستخراج الماء، الأمر الذي يؤدي إلى جفاف تلك الآبار أو تملحها.
صورة من: picture-alliance/dpa/B.Marks
عملية إنتاج لحوم البقر تستنزف كميات أكبر من المياه. فمن أجل الحصول على كيلوغرام واحد من اللحم يتم صرف أكثر من 15 لتر من الماء، يستهلك الجزء الأكبر منها في إنتاج العلف. وتزامنا مع تحسن مستوى المعيشة في بلدان مثل الصين، يُتوقع أن يزداد استهلاك اللحوم الأمر الذي سيؤدي من جانبه إلى ارتفاع استهلاك المياه في السنوات المقبلة.
وتواجه الصين، التي يعيش فيها أكبر عدد من السكان في العالم حاليا ما يكفي من المشاكل في التزود "بالذهب السائل". ففي بعض المحافظات في شمال الصين يتوفر السكان على كمية أقل من الماء للفرد الواحد مقارنة مع المناطق الصحراوية في الشرق الأوسط. ولذلك تلجأ السلطات هناك عبر قنوات ضخمة إلى تحويل المياه العذبة من الجنوب إلى الشمال، علما أن نحو 80 في المائة من مجموع المياه الجوفية ملوثة.
صورة من: picture alliance/AP Images/Ma jian
نظرة إلى المستقبل لا تبعث على الأمل: فبسبب تغيرات المناخ سيعاني 40 في المائة أكثر من سكان العالم من شح الماء. هذا ما توصل إليه معهد بوتسدام الألماني لبحوث تقلبات المناخ. وسيزداد تقلص كميات المياه لاسيما في جنوب الصين وجنوب الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط ومنطقة البحر المتوسط.