1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تحديات تواجه السياحة العربية في عصر التغيرات المناخية

١٨ يناير ٢٠١٠

تشكل السياحة مصدر الدخل الرئيسي للعديد من الدول العربية كمصر والمغرب وتونس. لكن تغير المناخ والسياحة القائمة على الربح دون مراعاة الطبيعة باتت تهدد المناطق السياحية التقليدية وتستوجب التوجه إلى السياحة البيئية المستدامة.

سياح على شاطئ جندوبة في تونسصورة من: picture-alliance / Bildagentur Huber

يقصد معظم السياح الأوروبيين الدول العربية بحثا عن الشواطئ المشمسة الدافئة والمعالم الأثرية التاريخية والخصائص الثقافية لتلك الدول. وقسم كبير منهم يزورها للاستمتاع بالمناظر الطبيعية كالصحراء والاستجمام على الشواطئ أو الغوص لمشاهدة الشعاب المرجانية. إلا أن السياحة القائمة على هذه الأسس الطبيعية باتت اليوم مهددة بسبب التغيرات المناخية. فالمنطقة العربية تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة يرافقه تراجع في كمية الأمطار المتساقطة وبالتالي تزايد رقعة الأراضي الجافة والقاحلة وزيادة في عدد الأيام الحارة.

وترى مانيا ريبه، الخبيرة الألمانية في أثر التغيرات المناخية على السياحة، وجود علاقة وثيقة بين الطبيعة السليمة والسياحة والبيئة. فقد أدى نقص كميات الثلوج المتساقطة على المرتفعات في أوروبا خلال السنوات الماضية إلى تراجع سياحة التزلج، واضطرت العديد من مواقع التزلج إلى الاستعانة بنافثات الثلوج لتعويض ما شحّت به الطبيعة. وتقول مانيا ريبه إن "التغيرات المناخية وسخونة الأرض تؤثر على مستوى سطح البحر، الأمر الذي قد يهدد معظم السواحل في العالم".

آثار التغيرات المناخية على السياحة

وترى الخبيرة الألمانية أن تأثير التغيرات المناخية على السياحة كبير، فمصر مثلا من البلدان التي تقصدها العائلات وخاصة شرم الشيخ والغردقة وشواطئ البحر الأحمر بشكل عام "وإذا ما ارتفع منسوب مياه البحار فإن بعض الشواطئ ستختفي وسيؤدي ذلك إلى تعرية التربة في المناطق الساحلية، كما سيؤثر ارتفاع درجات الحرارة، حتى ولو كان طفيفا، على الشعاب المرجانية في البحر الأحمر".

هذه الشعاب المرجانية والتي تجذب العديد من السياح سنويا مهددة أيضا بسبب كثرة القوارب والسفن التي تستخدمها كمراسي حين ترسو في البحر لتتيح للسياح فرصة الغطس لمشاهدتها. كذلك فإن بناء سلاسل الفنادق بالقرب من الشواطئ يترك آثارا سلبية على الحياة البحرية.

السياحة واستنفاذ إمكانيات الطبيعة

على شاطئ مدينة الغردقة السياحية في مصر تم اختيار الألمانية أليساندرا ألوريس ملكة جمال عارضات الأزياء في العالم.صورة من: picture-alliance/ dpa

تحتاج السياحة إلى بنية تحتية جيدة كالشوارع والفنادق والكثير من الخدمات الأخرى، وغالبا ما يضاف إليها مرافق جذب إضافية مثل المسابح وملاعب الغولف. وهذه المرافق الإضافية تعتبر مشكلة في الدول العربية التي تعاني أصلا من شح في المياه يتفاقم مع ازدياد سخونة الأرض. لذا ترى الخبيرة الألمانية ريبه أن "الحل يكمن في السياحة الرفيقة بالبيئة والتركيز على ما هو موجود أصلا في تلك الدول ليكون عامل جذب للسياح". فالسائح يستهلك كمية أكبر من المياه مما يستهلك وهو في بيته، وأكثر بكثير مما يستهلكه المواطنون الأصليون. ولا يوجد معنى في استغلال كميات هائلة من المياه في المشاريع السياحية على حساب ضمان الأمن الغذائي".

وترى مانيا ريبه أن "ازدياد التصحر بسبب التغيرات المناخية وارتفاع درجة الحرارة سيقلل من قدرة هذه الدول على تأمين الغذاء لسكانها وستضطر إلى شراء المواد الغذائية من الخارج". وبذلك ستنفق اليد اليسرى ما كسبته اليد اليمنى. لذلك تدعو ريبه إلى رفع وعي السياح عبر تغيير سلوكهم الاستهلاكي وخلق بنية تستند على التعامل مع العروض السياحية بشكل مستدام ورفيق بالبيئة. كذلك لا بد من أن تتأقلم السياحة في الدول العربية مع التغيرات المناخية وتعيد النظر في العديد من المشاريع القائمة والجديدة.

الكاتب: عبد الرحمان عثمان

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW