تحديد عمر اللاجئ القاصر بالأشعة طريقة مثيرة للجدل في ألماينا
٢٠ سبتمبر ٢٠١٧
حكمت محكمة ولاية بافاريا الإدارية باستخدام صور الأشعة السينية لعظام اليد للتحقق من عمر اللاجئين غير المصحوبين بعائلاتهم. وبات مكتب شؤون الأطفال والناشئين ملزما بذلك في حال ارتيابه في تحديد العمر، رغم رفضه لهذه الطريقة.
إعلان
تتحدد طريقة حياة اللاجئين الشباب الناشئين غير المصحوبين بعائلاتهم في ألمانيا بحسب إن كانوا قاصرين تحت سن الثامنة عشرة أو راشدين. لكن معظم اللاجئين الشباب الناشئين، غير المصحوبين بعائلاتهم، الوافدين إلى ألمانيا لا تكون لديهم وثائق تثبت أعمارهم الحقيقية، كما أن التحقق من أعمارهم صعب.
لذلك أصدرت محكمة ولاية بافاريا الإدارية حكما باستخدام صور أشعة إكس في التحقق من عمر اللاجئين الناشئين. وبات مكتب شؤون الأطفال والناشئين الحكومي في الولاية، ومقره الرئيسي في عاصمة الولاية ميونيخ، ملزما قانونيا بذلك في حال ارتيابه في تحديد العمر، رغم رفضه لهذه الطريقة.
وكان بيرند ألتوسمان رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي بولاية سكسونيا السفلى الألمانية طالب قبل أشهر بالتحقق من بيانات أعمار اللاجئين القاصرين باستخدام صور أشعة رونتغن، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية. وقال إنه يوجد احتمال كبير بأن عدداً كبيرا منهم لم يعودوا قاصرين وليسوا تحت سن الرشد القانونية. لكن رابطة الأطباء في هانوفر عاصمة ولاية سكسونيا السفلى رفضت ما طرحه رئيس الولاية، مؤكدةً عدم وجود طريقة موثوقة ودقيقة لتحديد العمر. وانتقد النائب البرلماني الاشتراكي كريستوف بانتاتسيس أطروحة بيرند ألتوسمان متهما إياه بأنه يحاول "التقرب بذلك من حزب البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي والمناوئ للمهاجرين.
النتيجة ليست دقيقة
وفق هذه الطريقة المثيرة للجدل من الناحية الطبية يتم تفحص عظام اليد ومفاصلها من خلال صورة الأشعة السينية، لكن نتيجة تحديد العمر بهذه الطريقة ليست إلا تقريبية بنسبة خطأ تصل إلى سنتين أقل أو سنتين أكثر، مثلها في ذلك مثل إجراء تقنية المحادثة الاجتماعية التربوية التي يُستنتج من خلالها العمر، كما أن التعرض غير الضروري لأشعة رونتغن له مضاره أيضا، في حال تكرر التعرض لهذه الأشعة.
وليس فقط في بافاريا بل أيضا في مناطق ألمانية أخرى مثل هامبورغ وداخاو بات على مكاتب شؤون الأطفال والناشئين تغيير طريقة تحديد العمر في حالة الشك، بحسب ما تنقل صحفية زرد دويتشه تسايتونغ. ومن فوائد كون الشاب الناشئ قاصرا هو تلقيه لمساعدات اجتماعية من حيث السكن والرعاية والتعليم، في حين يسكن الشباب الراشدون في بنايات جماعية.
ويعتبر مكتب شؤون الأطفال والناشئين في ميونيخ أن استخدام الأشعة السينية لأسباب غير طبية هو إجراء غير مناسب وتجاوز على حقوق الشخص المعني، مستندا على اللوائح والأنظمة الألمانية التي لا تسمح باستخدامها إلا في حالة وجود أعراض طبية ذات علاقة. ولذلك ينتهج المكتب أولا تقنية المحادثة الاجتماعية التربوية لتحديد العمر التقريبي للشخص المعني، ولا يعتبر الحالة حالة شك إلا إذا لم يتم الخلوص إلى نتيجة بهذه الطريقة، التي نادرا ما يتم بعدها الانتقال إلى تقنيات التحقق من العمر الطبية من خلال الطب البشري وطب الأسنان، بحسب ما ينص القانون الذي تم إقراره في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2015، وهي طرق غير متضمنة للفحص بالأشعة.
قام المصور دانييل زونينتاغ بمهمة إنسانية خاصة، للكشف عن الروح في الصور التي تنشرها وسائل الإعلام للاجئين مجهولين. وكانت النتيجة مجموعة من الصورة المؤثرة بعنوان "لديهم أسماء".
صورة من: Daniel Sonnentag
هذه الطفلة الجميلة تدعى شهد، تسكن في وسط برلين حيث قام دانييل بالتقاط صور لأطفال لاجئين ونشرها في مجموعة بعنوان "لديهم أسماء". وعن سبب قيامه بهذا العمل يقول "أريد أن أقدم للجمهور الإنسان الحقيقي خلف كلمة (لاجئ)، وأنا متأكد عندما يتواصل الناس فيما بينهم ويتحدثون مع بعضهم سيجدون الكثير من الأمور المشتركة".
صورة من: Daniel Sonnentag
إلهام طفلة كردية سورية في التاسعة من عمرها. لاحظ المصور دانييل ما تخفيه عيناها من حزن عميق، إلا أنها قد تبدو سعيدة في أوقات أخرى كباقي الأطفال من عمرها، حين تلعب بمرح وتضحك. أشار دانييل إلى أن ما يميز هذه الطفلة هو أنها "عندما تكون سعيدة هناك مزيج من السعادة والحزن يظهر في ملامحها بشكل مميز وغريب جداً".
صورة من: Daniel Sonnentag
يبلغ علي الرابعة من عمره تقريباً، جاء من العراق مع عائلته إلى ألمانيا حيث رُفض طلبهم باللجوء. وهم الآن في خضم عملية الإجراءات القانونية بعد الطعن بقرار الرفض والحصول على حق اللجوء. وينتظر علي مع عائلته الحصول على حق اللجوء والإقامة في ألمانيا من أكثر من سنة.
صورة من: Daniel Sonnentag
زينب (8 سنوات) ورقية (6 سنوات) من العراق. يصف زونينتاغ الوضع الإداري الخاص بأوضاع اللاجئين بأنه "فوضوي"، بالرغم من مساعي العديد من المنظمات الخيرية للتخفيف من وطأة هذه الفوضى. ويقول إن "مشكلة الفوضى لا تشكل سوى جزء من المشاكل اليومية الهائلة التي يواجهها اللاجئون، مثل الفشل الإداري ومعاداة الأجانب المتفاقمة وغيرها الكثير من المآسي".
صورة من: Daniel Sonnentag
قام زونينتاغ بالتقاط صورة له مع زينب، ويصفها بقوله "زينب، ذكية جداً وناضجة جداً بالنسبة لعمرها". كالعديد من الأطفال في مركز الإيواء، تعلمت اللغة الألمانية بسرعة كبيرة، اللغة التي يواجه البالغون صعوبة بالغة في تعلمها، لذلك أثبتت برامج التبادل اللغوي مع الألمان نجاحاً باهرا في تعلم اللغة".
صورة من: Daniel Sonnentag
هذه الطفلة الجميلة هي ألما عمرها 6 سنوات مع والدها أحمد. يعتقد زونينتاغ بأن الطريقة الأمثل لمساعدة الناس هي بالتوجه إلى مراكز الإيواء وتقديم المساعدة لهم. ويضيف "لدينا كلنا الأساسيات نفسها، نحن نأكل ونشرب وننام. وكلنا نسعى لرعاية عائلاتنا في بيئة آمنة ومناسبة. وبتواصل وتحدث الناس مع بعضهم سيدركون حجم الأمور المشتركة بينهم، لأننا جميعنا بشر".
صورة من: Daniel Sonnentag
زهراء..وصف المصور الطفلة زهراء بكلمات بسيطة: "زهراء طفلة مشاغبة، حالمة، رقيقة. تتمتع بقلب كبير ينضح بالحب". هذه هي زهراء من العراق التي لا تتجاوز السابعة من العمر.
صورة من: Daniel Sonnentag
آية (6 سنوات) وأخوها حمزة (7 سنوات) من سوريا. يعيشان في ألمانيا مع أختهما الصغرى ألما، وأخيهم الأصغر ريان (6 أشهر). يصف زونينتاغ حمزة بقوله "حمزة طفل رائع وحساس جداً"، ويضيف "يعيش حمزة في كنف والدين رائعين، لذلك سيكبر ليصبح رجلاً صادقا وقوياً".
صورة من: Daniel Sonnentag
كان المركز الدولي للمؤتمرات في برلين يعتبر من أكبر المراكز عالمياً. أغلق عام 2014 لصيانته وتنظيفه من مخاطر التلوث، وقد أعيد اقتتاحه مطلع العام الجاري ليصبح مأوى لأعداد كبيرة من اللاجئين، يقدر عددهم اليوم بما يقارب 600 شخص يعيشون في هذا المركز من مختلف الدول: سوريا، العراق ، أفغانستان، إرتيريا، ودول البلقان. (غوري شارما/ ريم ضوا)