تحديد موعد جنازة البابا فرنسيس وتوقع بحضور كبير لقادة العالم
صلاح شرارة أ ف ب، رويترز
٢٢ أبريل ٢٠٢٥
حدد الكرادلة في الفاتيكان موعد جنازة البابا فرنسيس لتكون صباح السبت. وتوقعات بمشاركة حاشدة للمصلين، فضلا عن زعماء من العالم كله، على غرار قادة ألمانيا والرئيسين ترامب وماكرون وغيرهما. أما أبرز الغائبين فهو بوتين.
نشر الفاتيكان اليوم الثلاثاء (22/4/2025) صورا للبابا فرنسيس وهو مسجى في نعش خشبي في الكنيسة الصغيرة الواقعة ببيت القديسة مارتا حيث أقام خلال بابويته التي استمرت 12 عاما. صورة من: Vatican Media/REUTERS
إعلان
بعد يوم من وفاته، قرر الكرادلة الكاثوليك اليوم الثلاثاء (22 أبريل/ نيسان 2025) إقامة جنازة البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس مع الساعة العاشرة صباحا (0800 بتوقيت غرينتش) يوم السبت (26 أبريل/ نيسان)، مما يمهد الطريق لمراسم مهيبة سيحضرها قادة من جميع أنحاء العالم.
وقال الفاتيكان إن البابا فرنسيس (88 عاما) توفي أمس الاثنين عند السابعة والنصف صباحا بعد إصابته بسكتة دماغية وقصور في القلب.
وفد ألماني كبير يشارك في جنازة البابا
ومن المتوقع أن يحضر جنازة البابا فرنسيس عدد كبير من الضيوف الرسميين من مختلف أنحاء العالم.
ويعتزم الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير والمستشار الألماني المنتهية ولايته أولاف شولتس المشاركة في توديع البابا. وقال مكتب الرئيس الاتحادي ردا على استفسار من وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) اليوم الثلاثاء إن شتاينماير سيكون على رأس وفد ألماني كبير في الجنازة.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن هيبشترايت، أن شولتس سيرافق الرئيس الاتحادي. ولم يتضح بعد ما إذا كان خليفة شولتس المحتمل، فريدريش ميرتس، سوف يسافر أيضا إلى روما لحضور الجنازة.
ومن المرجح أيضا أن يحضر الجنازة قادة الهيئات الألمانية الدستورية الأخرى، أي البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) ومجلس الولايات (بوندسرات) والمحكمة الدستورية الاتحادية.
ومن جزيرة لا ريونيون الفرنسية، أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "سنحضر جنازة البابا بما يليق به".
ترامب يحضر الجنازة رغم خلافاته مع البابا
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دخل في خلافات متكررة مع البابا بشأن الهجرة، إنه وزوجته سيتوجهان إلى روما لحضور الجنازة. ولم يسافر ترامب إلى الخارج منذ توليه منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي. وعلى منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" كتب ترامب: "سأذهب مع ميلانيا إلى جنازة البابا فرنسيس في روما. نتشوق لذلك!".
وستكون تلك أول رحلة دولية له في ولايته الثانية.
إعلان
بوتين لن يحضر جنازة البابا
وقال الكرملين اليوم الثلاثاء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يتوجه إلى روما لحضور جنازة بابا الفاتيكان فرنسيس، ليبدد التكهنات التي أفادت بأن الرئيس الروسي ربما يحضر مراسم الجنازة على الرغم من مذكرة الاعتقال الدولية الصادرة بحقه.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "الرئيس ليست لديه أي خطط من هذا القبيل". وأضاف أن موسكو لم تقرر بعد من سيمثل روسيا في الجنازة.
وقدمت وزارة الخارجية الصينية اليوم الثلاثاء تعازيها في وفاة البابا فرنسيس، لكنها قالت إن ليس لديها معلومات بشأن من قد يحضر الجنازة من بكين.
مسؤولون أوروبيون يؤكدون حضورهم
ومن المقرر أن يحضر كل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي انطونيو كوستا الجنازة في روما، حسبما قال المتحدثان باسميهما اليوم الثلاثاء.
ويسافر الرئيس البولندي أندريه دودا إلى روما مع قرينته أغاتا كورنهاوزر دودا لحضور مراسم الجنازة. وأعلنت بولندا يوم جنازة البابا السبت يوم حداد وطني. في حين أعلنت إيطاليا حدادا وطنيا لخمسة أيّام على وفاة البابا.
وقال قصر كينزنغتون إن الأمير وليام ولي عهد بريطانيا سيحضر جنازة البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان نيابة عن الملك تشارلز.
ومن بين قادة الدول الذين سيحضرون الجنازة خافيير ميلي، رئيس الأرجنتين حيث ولد البابا فرنسيس، والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
تحرير: خالد سلامة
"بابا الشعب والمهمشين" - مسيرة غير تقليدية للبابا الراحل فرنسيس
البابا فرنسيس يسوعي أرجنتيني، محب للكرة والتانغو، معروف بالعفوية والحيوية، "حالم" و"يغفو أحيانا أثناء الصلاة"، سعى بلا كلل إلى تحقيق هدفه الرئيسي وهو إصلاح الكنيسة الكاثوليكية لجعلها أكثر اهتماما بالفقراء والمهمشين.
صورة من: Domenico Stinellis/AP/ picture alliance
أول بابا من أمريكا اللاتينية
انتخب البابا فرنسيس خليفة للبابا السابق بندكيت السادس عشر، الألماني الذي قدم استقالته من منصبه. وهو أول بابا من الرهبنة اليسوعية ومن أمريكا اللاتينية. وأول بابا للكنيسة الكاثوليكية من خارج أوروبا منذ البابا غريغوري الثالث في القرن الثامن الميلادي. وبعد مسيرة غير تقليدية أعلن الفاتيكان وفاته الاثنين 21 أبريل/ نيسان 2025 عن 88 عاما.
صورة من: Reuters
رئيس أساقفة بوينس آيريس
ولد البابا فرنسيس في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيريس باسم خورخي ماريو بيرغوليو في 17 ديسمبر/ كانون الأول عام 1936. وتخصص في مجال الكيمياء قبل أن يصبح رئيس أساقفة بوينيس آيريس. وكان والده محاسبًا مهاجرًا من إيطاليا، أمّا والدته فقد ولدت في بيونس آيرس في الأرجنتين لكنها من أصول إيطالية أيضًا.
صورة من: L'Osservatore Romano/AP Photo/picture alliance
داعية سلام
طالب أكثر من مرة بإيقاف الحرب في أوكرانيا وغزة والسودان، والتقى لاجئين أوكران في روما، تركوا ديارهم بسبب الحرب التي شنتها روسيا على بلادهم. ودعا البابا المعارض بشدّة لتجارة الأسلحة إلى السلام في أوكرانيا والشرق الأوسط.
صورة من: GUGLIELMO MANGIAPANE/REUTERS
في الموصل القديمة
زار العراق بعد جائحة كورونا، وهو أول بابا يزور العراق. حضر صلاةً من أجل ضحايا الحرب في "ساحة الكنيسة" (حوش البيعة) في البلدة القديمة بمدينة الموصل، بعد تحرير المدينة من تنظيم داعش الإرهابي، الذي قام بسبي وتهجير مئات الآلاف من الأقليات الدينية أبرزها الإيزيديين والمسيحيين.
صورة من: Vatican Media/REUTERS
لقاء مع السيستاني
خلال زيارته العراق توجه البابا فرنسيس لزيارة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، وهو من أكبر المرجعيات الدينية الشيعية بالعراق والعالم في منزله المتواضع في مدينة النجف. كان البابا الأرجنتيني يؤمن بالحوار مع الأديان الأخرى خصوصا الإسلام.
صورة من: Balkis Press/ABACA/picture alliance
زيارة مصر
خلال زيارته مصر في الثامن والعشرين من نيسان/ أبريل 2017 التقى أيضا بشيخ الأزهر، الشيخ أحمد الطيب. وقد برز البابا فرنسيس بدفاعه إلى أقصى حدّ عن كنيسة "منفتحة على الجميع"، لدرجة أن معارضيه المحافظين ذهبوا إلى حدّ اتهامه بـ"الهرطقة" لانفتاحه على الأشخاص الذين تزوّجوا مجددا بعد طلاقهم والسماح لهم بتناول القربان المقدس.
صورة من: Reuters/M. Abd El-Ghany
مع اللاجئين في ليسبوس
زار اللاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية. شجب البابا استمرار كل أشكال العنف، من الاتجار بالبشر إلى كوارث الهجرة، مرورا بالاستغلال الاقتصادي. ودافع عن اللاجئين وحقوقهم. واصطحب 12 لاجئا إلى إيطاليا على طائرته وطلب من مؤسسات كنسية العمل على وقف تهريب البشر وأنماط الاسترقاق الحديثة.
صورة من: Andreas Solaro/AFP/Getty Images
الهجوم عليه
هاجم الكاثوليك المحسوبون على اليمين المتطرف البابا الأرجنتيني بسبب دعواته إلى استقبال المهاجرين، إذ رأوا في ذلك خطرا على هوية أوروبا المسيحية. لكن البابا، القادم من شوارع بيونس آيريس لم يتوقف عن الدفاع عن حقوق المهاجرين. ووجّه بانتظام توبيخات قوية للزعماء الأوروبيين، الذين يعارضون وصول المهاجرين وانتقد القادة الشعبويين.
صورة من: Reuters/A. Bianchi
في زلزال إيطاليا
البابا فرنسيس يُصلّي أمام الأنقاض في بلدة أماتريتشي، إيطاليا، في الرابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام 2016، عند وصوله للقاء الأشخاص الذين نجوا من الزلزال الذي ضرب بلدة أماتريتشي.
صورة من: picture-alliance/dpa/L´Osservatore Romano
فيزيائي ورجل دين
البابا فرنسيس يستقبل ستيفن هوكينغ عالم الفيزياء النظرية الراحل، خلال اجتماع مع الأكاديمية البابوية للعلوم في الفاتيكان، في الثامن والعشرين من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2016.
صورة من: REUTERS
يزور السجناء
زار مرات عدة السجون في إيطاليا وفي دول أخرى. الصورة خلال زيارته إلى مركز كُوران فرومهولد للإصلاح والتأهيل في السابع والعشرين من شهر سبتمبر/ أيلول عام 2015 في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا. عرف البابا فرنسيس بأسلوبه القريب من الناس، ما أكسبه شعبية كبيرة.
صورة من: Getty Images/D. Maialetti
عاشق كرة القدم
كان البابا فرنسيس، هاويا للموسيقى وكرة القدم، وكان لا يستسيغ العطلات، وجدول أعماله يحفل غالبا بنحو عشرة مواعيد في اليوم. كان مشجعا للكرة. وحينما كان في بوينس آيريس كان يشاهد المباريات مع عامة الناس في المقاهي. في الصورة خلال استقباله المنتخب الألماني لكرة القدم في القصر الرسولي في الفاتيكان 14/11/ 2016.
صورة من: picture-alliance/Catholic Press Photo/IPA
السلام في الأراضي المقدسة
قضية السلام في الأراضي المقدسة كانت مما يشغل باله كثيرا. في الصورة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. دعا الى وقف الحرب في قطاع غزة، وأظهر تعاطفا مع الضحايا المدنيين. وفي ظهوره الأخير في عيد الفصح، ندّد في كلمة تلاها أحد مساعديه بـ"وضع مأساوي مخجل" في قطاع غزة، محذّرا في الوقت ذاته من "تنامي جو معاداة السامية الذي ينتشر في جميع أنحاء العالم".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami/ANSA
بابا متواضع
في روما، نظر البعض إلى الأسلوب غير المألوف لفرنسيس على أنه ثورة أو تمرد، معتبرين أنه أعطى الموقع طابعا أقلّ رسمية. فقد فضّل السكن في شقة صغيرة في دار الضيافة في الفاتيكان على القصر الرسولي، وكان يدعو بانتظام مشردين وسجناء إلى طاولته. كان البابا فرنسيس يعبّر عن مشاعره لمن يلتقيهم ... وحتى أثناء جائحة كوفيد أو أثناء جلوسه على كرسيه المتحرك، لم يرفض المصافحة قط.
صورة من: Reuters/S. Rellandini
ترامب والبابا
في 11 فبراير/ شباط 2025، كرّر إدانته عمليات الطرد الجماعي للمهاجرين التي يعتمدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما أثار غضب البيت الأبيض. في الصورة ترامب وزوجته وابنته خلال زيارة إلى الفاتيكان في عام 2017. فرنسيس كان من أشدّ منتقدي الليبرالية الجديدة وقد ركّز رسالته على الدعوة الى العدالة الاجتماعية والبيئة والدفاع عن المهاجرين الهاربين من الحروب والفقر. تحرير: صلاح شرارة