تحذيرات في ألمانيا - شعبية اليمين الشعبوي عند أعلى مستوى
٣ يونيو ٢٠٢٣
بعد التركيز على موضوعي اللاجئين والإسلام، يخوض اليمين الشعبوي الألماني معركة جديدة ضد سياسة الحكومة بخصوص المناخ، ما يسمح له بزيادة رصيده الشعبي إلى أعلى مستوياته في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
إعلان
أظهر استطلاعان للرأي نشرت نتائجهما في نهاية الأسبوع تقدما كبيرا لحزب البديل من أجل ألمانيا ليشكل منافسا كبيرا للاشتراكيين الديموقراطيين بزعامة أولاف شولتس الذين باتوا في موقع صعب. ويمنح استطلاع الرأي الأول لحساب شبكة إيه آر دي حزب البديل من أجل ألمانيا 18% من الأصوات، فيما تصل هذه النسبة إلى 19% في استطلاع الراي الثاني الذي تورد نتائجه صحيفة "بيلد" في عددها ليوم غد الأحد (الرابع من حزيران/ يونيو)، متحدثة عن "استطلاع صادم".
ولم يسبقلحزب البديل لألمانيا أن سجل هذه النسبة، وهي تعكس مضاعفة شعبيته، بعدما حقق نتيجة بالكاد تخطت 10% في انتخابات 2021. أما الخضر الأعضاء في الائتلاف الحاكم برئاسة المستشار أولاف شولتس، فسجلوا تراجعا كبيرا إلى 13 أو 14%.
في المقابل، يتصدر محافظو الاتحاد المسيحي الديموقراطي والاتحاد الاجتماعي الديموقراطي الذين انتقلوا إلى المعارضة بعد خروج المستشارة السابقة أنغيلا ميركل من العمل السياسي، إذ يجمعون 27 أو 28% من نوايا الأصوات، غير أنهم لا يسجلون المزيد من التقدم لا بل يتفتت التأييد لهم.
تقدم اليمين المتطرف
يستفيد البديل لألمانيا أولا من تراجع شعبية الائتلاف الحاكم مع انحسار التأييد لأدائه إلى 20% من الألمان تحت وطأة التضخم والانكماش والمخاوف الناتجة عن الحرب الروسية على أوكرانيا، وفق ما أظهر تحقيق شبكة إيه آر دي. وإن كان المحافظون يتصدرون الاستطلاعات، إلا أنهم يجدون صعوبة في تجسيد بديل.
وقال نوربرت روتغن أحد أبرز وجوه الاتحاد المسيحي الديموقراطي "يجدر بالاتحاد أن يقوم بنقد ذاتي ويسأل لماذا لا نستفيد عمليا من مثل هذا الاستياء الشديد حيال الحكومة"، واصفا استطلاع الرأي الذي منح البديل لألمانيا 18% من نوايا الأصوات بأنه "كارثة".
وإن كان ثلثا الناخبين ما زالوا يضعون الهجرة في مقدم هواجسهم، فإن الحزب اليميني المتطرف يستفيد على ما يبدو من معارضته المتزايدة للتدابير المراعية للمناخ.
وتؤكد نائبة رئيس الحزب بياتريكس فون شتورش "لا نريد سياسة تحمي المناخ لأن المناخ لطالما تغير على مر الزمن".
واستغل البديل لألمانيا في صعوده مشروع الخضر لحظر التدفئة بواسطة الطاقات الأحفورية اعتبارا من العام المقبل، وهو طرح يلقى معارضة حتى داخل الائتلاف الحاكم من قبل الليبراليين.
هل أصبح حزب البديل اليميني الشعبوي المعادي للهجرة "صانع الملوك" في ألمانيا؟
01:38
ويركز الرئيس المشاركللحزب اليميني المتطرف تينو شوربالا انتقاداته الآن على الحزب المراعي للبيئة، مؤكدا أنه الحزب "الوحيد" الذي يرفض رفضا باتا تشكيل ائتلاف معه.
وقال في تصريح لصحف مجموعة "فونكه" إن "بإمكان المواطنين أن يروا إلى أين تقود سياسة الخضر، إلى الحرب الاقتصادية والتضخم وانحسار القطاع الصناعي".
وجعل البديل لألمانيا من نائب المستشار وزير الاقتصاد روبرت هابيك كبش فداء لكل المشكلات التي تواجهها البلاد.
ولخص الخبير السياسي هايو فانك الوضع لوكالة فرانس برس قائلا إن البديل لألمانيا ينجح في الاستفادة من قصور الائتلاف الحاكم في مجال التواصل والمخاوف المرتبطة بـ"كلفة التدفئة".
ذكرى اغتيال لوبكه
من جهتها صرحت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر أن مرور ذكرى اغتيال اليمين المتطرف لرئيس مقاطعة كاسل، فالترلوبكه، قبل أربعة أعوام، يجب ألا يتلاشى من الأذهان. وقالت فيزر وهي من الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا الخميس الماضي على موقع تويتر "حقيقة أن يطلق أحد النازيين الجدد النار على سياسي محلي له نشاط إنساني تجاه اللاجئين بسبب إنسانيته ووضوحه وشجاعته، ما تزال جريمة لا تصدق حتى يومنا هذا"، مبينة أنها غالبا ما تفكر في فالتر لوبكه وأسرته.
وكان لوبكه (حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي) قتل برصاص المتطرف اليميني شتيفان إرنست ليلة الثاني من حزيران / يونيو 2019 وهو في شرفة منزله في فولفهاغن.
وقالت الوزيرة: "لقد قتل لوبكه لأنه وقف إلى جوار الآخرين، قتل لأنه أعطى صوته للضعفاء، لقد فعل كل ما في وسعه للدفاع عن معتقداته وقيمه". وأضافت فيزر: "هذا الاغتيال يحثنا على عدم التقليل من الخطر المميت الذي يشكله التطرف اليميني والإرهاب اليميني".
وذكرت أنه يتعين على السلطات الأمنية التعرف على التطرف ومنعه في وقت مبكر، ومراقبة المتطرفين ونزع سلاح المنخرطين في المشهد اليميني المتطرف باستمرار، فالتطرف اليميني هو أكبر تهديد للديمقراطية في ألمانيا.
ع.أج/ ص ش (أ ف ب، د ب أ)
ألمانيا - محطات في تاريخ العنف اليميني المتطرف
أحدثها جريمة قتل مروعة في مدينة هاناو يُشتبه بأن دافعها عنصري. منذ عام 1990 بلغ عدد ضحايا اليمين المتطرف 198 شخصا أغلبهم من أصول أجنبية. ملف الصور هذا يلقي نظرة على جرائم هذا اليمين وأنشطته خلال ثلاثة عقود.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
أول ضحايا اليمين المتطرف انغولي
يعد الأنغولي آمادو أنتونيو كيوا من أول ضحايا عنف اليمين المتطرف في ألمانيا، وقد هاجمته مجموعة من النازيين الجديد في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1990، وقتله المهاجمون ومثلوا بجثته.
صورة من: Amadeu Antonio Stiftung
ضحايا أتراك في هجوم بمدينة مولن
مبنى في مدينة مولن شمال ألمانيا، تعرض لهجوم نفذه النازيون الجدد في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 1993، وأسفر إحراق البناء عن مصرع 3 أشخاص من أصول تركية، والبمنى كان يسكنه بشكل أساسي مهاجرون أتراك إلى ألمانيا.
صورة من: AP
الخلية النازية السرية في 1996
يمينيون راديكاليون بمدينة أيرفورت. لأكثر من 10 سنوات ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا. ومن بين المتهمين بجرائم متنوعة أوفه موندلوز وأوفه بونهارت ومانفريد لودر (صورة ملتقطة للثلاثة في عام 1996)
صورة من: privat/dapd
هجمات اليمين المتطرف طالت حتى المراقص
صورة تظهر 3 من ضحايا هجوم اليمين المتطرف، حيث هاجم ذوو الرؤوس الحليقة مرقصاً للديسكو في ألمانيا في 19 كانون الثاني/ يناير 2003، وقتلوا طعنا 3 شبان يظهرون في الصورة.
صورة من: DW/A. Grunau
الأجانب هدف دائم لخلية "إن إس يو"
قتلت خلية "إن إس يو" اليمينية المتطرفة عشرة أشخاص على الأقل من عام 2000 إلى 2007. تسعة من الضحايا من أصول أجنبية، كانوا يعيشون كلهم في ألمانيا. كما قتلت المجموعة الارهابية شرطية ألمانية. وقد قُتل الضحايا بدم بارد.
صورة من: picture-alliance/dpa
مسجد في لايبزغ تعرض لهجوم اليمين المتطرف
مجهولون يلقون براس خنزير في باحة مسجد بمدينة لايبزغ في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013. ويُحسب إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة.
صورة من: picture-alliance/dpa
عنف اليمين أكثر نشاطا في شرق ألمانيا
في عام 2014 سجل 47 اعتداء ذي دوافع عنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد. صورة لعنصر من حليقي الرؤوس في برلين عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
اليمين المتطرف يرفض اللاجئين
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديد بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. الصورة من تظاهرات في مدينة فرايتال ضد اقامة مراكز ايواء اللاجئين عام 2015.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
المشاعل من شعارات اليمين المتطرف
عناصر من اليمين المتطرف يستعرضون قوتهم في مدينة ماغديبورغ في 16 يناير 2015، وذلك في مناسبة لاحياء ذكرى قيام الحرب العالمية الثانية. وتسجل مدن شرق المانيا على وجه الخصوص ارتفاعا متسارعا في عدد الموالين لحركات اليمين المتطرف والنازيين الجدد.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Schlueter
المتهم بمهاجمة المرشحة لمنصب عمدة كولونيا
صورة من عام 2016، لعنصر من اليمين المتطرف ألقي القبض عليه بعد مهاجمته المرشحة لمنصب عمدة كولونيا هنريتا ريكر قبل يوم من انتخابها. الصورة تظهر المتهم وهو يدخل صالة المحكمة في دوسلدورف في 29 نيسان 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd
اليهود مازالوا هدفاً للنازيين الجدد
أوفه أوتسي اوبالا صاحب المطعم اليهودي في مدينة كيمنيتس، يصف للصحفيين ما جرى في هجوم نفذته مجموعة من المقنعين المعادين لليهود والسامية، ويكشف عن اصابته في كتفه بحجر رماه به المهاجمون المقنعون في (27 آب / اغسطس 2018).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
الصليب المعقوف ما زال شعارهم
محموعة من النازيين الجدد يرفعون الصليب المعقوف وقد توهج فيه اللهيب في نيسان/ ابريل 2018. الصورة من طقوس خاصة جرت في منطقة لم يعلن عنها تمجيدا للحزب النازي.
صورة من: Reuters/G. Nakamura
اغتيال فالتر لوبكه
في الثاني من يونيو/ حزيران 2019 عُثِرَ على جثة فالتر لوبكه، رئيس المجلس المحلي لبلدية مدينة كاسل، في شرفة منزله مقتولا برصاصة في رأسه. ووجه الادعاء العام تهمة قتل لوبكه، لشتيفان إي. وداعمه المشتبه به ماركوس إتش.، وشتيفان معروف في السابق بأنه من النازيين الجدد. وكان لوبكه المتنمتي لحزب المستشارة ميركل من مؤيدي قضايا اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pförtner
معبد يهودي كهدف ليميني متطرف
سكان مدينة هاله الألمانية (شرق) يرفعون شعار:"سكان هاله ضد اليمين - الاتحاد من أجل الشجاعة الأخلاقية"، احتجاجا على جريمة وقعت في مدينتهم في 09.10.2019 عندما كان 52 شخصا يحتفلون بيوم الغفران داخل المعبد اليهودي بالمدينة، وحاول شتيفان ب. وهو شاب يميني متطرف (28 عاما) اقتحام المعبد، ولكنه فشل فأطلق النار على امرأة وشاب وجدهما في طريقه وقتلهما. وكان يعتقد أن "المرأة مسلمة" وفق تصريحه أمام المحكمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
هجمات بمدينة هاناو على مقاهي الشيشه
شهدت مدينة هاناو بولاية هسن مقتل 9 أشخاص في موقعين مختلفين ليلة 19 شباط/ فبراير 2020، ثم عثرت الشرطة بعد الجريمة بساعات على جثة المشتبه بأنه مطلق النار على الأشخاص التسعة وعلى على جثة والدته في مسكنه. إعداد م.أ.م / م.س