تحذيرات من انخفاض في تمويل برامج مكافحة فيروس نقص المناعة
١٦ يوليو ٢٠١٩
الحرب على فيروس نقص المناعة في العالم في خطر بسبب انخفاض تمويل برامج مكافحته، في ظل غياب برامج العناية الصحية في بعض المناطق وزيادة معدل الإصابة بالفيروس في مناطق أخرى، وفقاً لتقرير حديث صادر عن منظمة الأمم المتحدة.
إعلان
أصدرت الأمم المتحدة الثلاثاء (16 يوليو/ تموز 2019) تقريراً جديداً يكشف ما وصلت إليه محاولات التصدي للإصابة بفيروس نقص المناعة (إيدز) في العالم، يوضح عدداً من التطورات الإيجابية وغيرها من علامات التحذير.
فمن بين حوالي 38 مليون مصاباً بفيروس نقص المناعة في العالم، يحصل 23.3 مليون شخص على العلاج المطلوب. وبالرغم من أن الكشف المبكر عن المرض وما يليه من حصول المريض على الأدوية المناسبة يمكنهما الحد من الوفاة في أغلب الوقت، تظل معدلات الوفاة بالمرض مرتفعة حول العالم.
ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، فإن 770 ألف شخص حول العالم فقدو حياتهم عام 2018 بسبب فيروس نقص المناعة. ونجحت جنوب أفريقيا في خفض معدلات الإصابة بالفيروس ومعدلات الوفاة الناتجة عنه الإصابة به إلى حوالي 40 في المائة.
ولكن بينما حققت بعض الدول تقدماً "مبهراً" في مكافحة فيروس نقص المناعة، ارتفعت معدلات الإصابة بالفيروس والوفاة بسببه في دول أخرى، حيث رصد التقرير مؤشرات "مقلقة" حول إصابات حديثة بالفيروس في شرق أوروبا ووسط آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية، ولكن تظل معدلات الإصابة الأكبر بالفيروس في منطقتي شرق وجنوب أفريقيا.
ووفقاً للتقرير، وقعت أكثر من نصف حالات الإصابة بالفيروس خلال عام 2018 ما بين مدمني المخدرات والسجناء والمثليين جنسياً ومن يمارس الجنس مع أشخاص من تلك المجموعات، خاصة في ظل عدم توفر خدمات وأدوات منع العدوى لكثير منهم.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، غونيلا كارلسون، في تصريحات صحفية: "حان الوقت لوضع خارطة طريق للأشخاص والمواقع المتروكة دون اهتمام، وعلينا تبني منهج قائم على احترام حقوق الإنسان من أجل الوصول للأشخاص الأكثر تأثراً بالفيروس".
وحذر التقرير من انخفاض ضخم في تمويل برامج مكافحة فيروس نقص المناعة خلال عام 2018 وصل إلى حوالي مليار دولار. كما أعلن البرنامج التمكن من جمع 19 مليار دولار من أصل 26 مليار دولار كان قد أعلن سابقاً عن الحاجة إليهم قبل حلول عام 2020.
د.ب/ ي.أ
حقائق وأرقام عن الإيدز وفيروس نقص المناعة المكتسب
قدمت الأمم المتحدة إحصائيات جديدة عن الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب المسبب للإيدز، الذي بات أحد أمراض عصرنا. إليك معلومات وحقائق عن هذا المرض:
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
ما الفرق بين فيروس نقص المناعة المكتسب والإيدز؟
يدل الرمز HIV على فيروس نقص المناعة المكتسب، الذي يدمر خلايا معينة من الجهاز المناعي. بدون علاجه يمكن لمسببات الأمراض مثل البكتيريا والفطريات أو الفيروسات مهاجمة الجسم. فيُصاب بالأمراض المختلفة كالالتهاب الرئوي الحاد. وهنا يصبح الإنسان مريضاً بالإيدز. لا يموت المريض بإصابته بفيروس نقص المناعة المكتسبة، لكن بسبب أحد هذه الأمراض التي لم يعد الجسم قادراً على مقاومتها.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/B. Coleman
متى شُخصت الإصابة الأولى؟
رغم الكثير من التكهنات والنظريات عن تاريخ المرض، وبعضها لا يخلو من نظرية المؤامرة، فقد تم تشخيص أولى حالات الإصابة بالإيدز في الخامس من حزيران/ يونيو 1981 عندما اكتشفت وكالة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها عدداً من حالات الإصابة بالالتهاب الرئوي بالمتكيسة الجؤجؤية لدى خمسة رجال من المثليين في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Goldsmith
هل ما زال المرض قاتلاً؟
في الثمانينات لم يكن هناك أي أدوية لعلاج العدوى بفيروس نقص المناعة المكتسب، فقد كانت الإصابة به تعني عملياً الإصابة بالإيدز، وكان تشخيص "فيروس نقص المناعة المكتسب" معادلاً لـ "الحكم بالموت". عمَّ حينها الخوف من وباء حقيقي. وفي منتصف التسعينات ظهرت أولى الأدوية في السوق، والتي يمكن أن تبطئ تطور المرض على الأقل رغم آثارها الجانبية الخطيرة.
صورة من: Getty Images/T.Weidman
ما حجم خطر العدوى؟
الفيروسات هي المسؤولة عن العديد من الأمراض المعدية لدى الإنسان، بعض الفيروسات كفيروسات الإنفلونزا يمكنها أن تنتقل بسرعة كبيرة نسبياً، ويكفي أحياناً التعرض لسعال الآخرين في الباص مثلاً لانتقال العدوى. لكن انتقال فيروس HIV أكثر صعوبة، إذ لا ينتقل بالتقبيل أو السعال أو استخدام المرحاض ذاته مع مصاب.
كيف تحصل العدوى؟
لا يداهم خطر الإصابة بالفيروس إلا عندما تدخل سوائل الجسم المحتوية على كمية كبيرة من الفيروسات إلى جسم شخص آخر. ويحدث ذلك تقريباً في حالات ثلاث: ممارسة الجنس، وبالحقن الملوثة بدم المصابين عند تعاطي المخدرات مثلاً، وأثناء الحمل والولادة أو الرضاعة الطبيعية من الأم الحاملة للفيروس.
صورة من: picture-alliance/dpa
هل يمكن الشفاء منه؟
فيروس نقص المناعة المكتسبة ما يزال غير قابل للشفاء، لكنه قابل للعلاج. هناك أدوية فعالة تحدد من نشاط هذا الفيروس في الجسم وبالتالي تمنع ظهور الإيدز. هذه الأدوية لها أيضاً آثار جانبية أقل من سابقاتها، لذلك يمكن للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة اليوم أن يعيشوا حياة طبيعية بمتوسط العمر المتوقع. لكن يبقى من المهم الكشف عن العدوى والمعالجة بالدواء في الوقت المناسب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Farrell
كيف تؤدي الإصابة إلى الوفاة؟
هنا تكمن المشكلة، إذ ما يزال هناك العديد من الأشخاص المصابين في العالم الذين لا يتلقون أي دواء. وبدون المعالجة يؤدي فيروس نقص المناعة المكتسب في النهاية إلى الوفاة. ما تزال هناك العديد من الإصابات التي لم يتم التعرف عليها بعد، سواء كان ذلك بسبب عدم ذهاب الشخص إلى الطبيب أو بسبب عدم تفسير الأعراض بشكل صحيح أو بسبب عدم وجود طبيب.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Tabassum
الحاجة لمزيد من التوعية
... من جانب آخر ما تزال حكومات بعض دول العالم وأنظمتها تقلل من مشكلة الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب والإيدز أو تغلفها بصمت مطبق لأسباب سياسية أو أيديولوجية أو دينية أو أخلاقية، لتحرم المصابين من فرصة الحصول على العلاج.
صورة من: Getty Images/T.Weidman
كم عدد المصابين بالفيروس حول العالم؟
كشفت الأمم المتحدة الثلاثاء (16 تموز/ يوليو 2019) أنه في العام الماضي توفي عدد أقل من الناس حول العالم بسبب الإيدز فقد وصل عددهم إلى 770 ألف شخص، أي بما نسبته 33 بالمائة مقارنة بـ 2017. أما عدد الإصابات خلال العام ذاته فقد بلغ 1.7 مليون شخص، 240 ألف منهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما أوضحت أن المزيد من المصابين باتوا يحصلون على العلاجات المناسبة.